الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حَسَدْ..بقلم: محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

تاريخ النشر : 2019-04-16
حَسَدْ..بقلم: محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
حَسَدْ..قِصَّةٌ..قَصِيرةْ
الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم
رَكَنَ أَبُو هَالَةَ الْحَدِيدَ الَّذي اشْتَرَاهُ جِوَارَ بِيْتِهِ وَهُوَ فِي غَايَةِ السَّعَادَةِ, لِأَنَّهُ صَنَعَ إِنْجَازاً يَرْضَى عَنْهُ هُوَ شَخْصِيًّا, فَاشْتَرَي طِنًّا مِنَ الْحَدِيدِ قَبْلَ الاِرْتِفَاعِ الْجُنُونِيِّ فِي أَسْعَارِهِ الْأَمْرُ الثَّانِي: أَنَّ هَذَا الْحَدِيدَ لِصَبِّ أَعْمِدَةِ الدَّوْرِ الثَّانِي فِي بِيْتِهِ الْجَدِيدِ عَلَى طَرِيقِ الْمَنْصُورَةِ رَأْسِ الْبَرِّ , هَذَا الْبِيْتِ الَّذي أَصْبَحَ هُوَ وَعَائِلَتُهُ فِي أَشَدِّ الاِحْتِيَاجِ إِلَيْهِ , الْأَمْرُ الثَّالِثِ: : أَنَّ الْحَدِيدَ مَعْدَنٌ مُهِمٌّ وَشَرِيفٌ , يَكْفِيهِ فَخْراً أَنَّ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ سُورَةً كَامِلَةً مُسَمَّاةً بِاسْمِهِ ,قَالَ تَعَالَى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسَلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) سُورَةِ الْحَدِيدِ25 ,وَلَكِنَّ قَلْبَهُ لَمْ يَكُنْ مُطْمَئِنًّا لِنَظَرَاتِ امْرَأَتَينِ مِنَ الْجِيرَانِ تَجَاوَزَتَا السَّبْعِينَ عَاماً,وَهُوَ يُرَدِّدُ فِي -نَفْسِهِ-: قَوْلَهُ تَعَالَى :(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ,فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ , وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ) سُورَةِ النِّسَاءِ ِ55,54 وَلَمْ يَسْتَطِعْ (أَبُو هَالَةَ)إِدْخَالَ الْحَدِيدِ الْقَديمِ الْمَفْرُودِ فِي الشَّارِعِ دَاخِلَ الْبَيْتِ لِمَشَاغِلِهِ الْكَثِيرَةِ ,وَعِنْدَمَا عَادَ فِي الْمَسَاءِ وَجَدَ رِسَالَةً مُفَادُهَا أَنَّ الْحَاجَّ (عَوْنِي أَبُو الْمَكَارِمِ) يُرِيدُ مِنْهُ أَنْ يُدْخِلَ الْحَدِيدَ أَوْ يَرْكِنَهُ عَلَى جَنْبٍ ,فَقَامَتْ حَمَاةُ (أَبِي هَالَةَ) بِتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ ,وَنَادَى (أَبُو هَالَةَ) عَلَى نَسِيبِهِ الْأُسْتَاذِ/ ( فُؤَادْ أَبُو الْوَفَا ) لِيَقِفَ مَعَهُ وَيُسَلِّيهِ عِنْدَ إِدْخَالَ الْحَدِيدِ ,فَرَفَضَ,مُتَعَلِّلاً بِأَسْبَابٍ وَاهِيَةٍ ,وَذَهَبَ (أَبُو هَالَةَ) يَحْكِي ظُرُوفَهُ الصَّعْبَةَ لِلْحَاجِّ (عَوْنِي أَبُو الْمَكَارِمِ) ,وَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَرِيحَ لَيْلاً وَيَأْتِيَ فِي الصَّبَاحِ لِيُودِعَ الْحَدِيدَ بِالْمَخْزَنِ ,نَامَ (أَبُو هَالَةَ) وَذِهْنُهُ مَشْغُولٌ بِنَقْلِ الْحَدِيدِ ,حَتَّى قَامَ مِنْ نَوْمِهِ وَنَظَرَ فِي (الْمُوبَايِلْ) فَوَجَدَ السَّاعَةَ :السَّابِعَةَ صَبَاحاً , وَأَخْبَرَ ابْنَتَهُ (انْشِرَاحَ) قَائِلاً : أَنَا ذَاهِبٌ إِلَى الْمَبَانِي ,قَالَتْ:هَلْ هُنَاكَ أَحَدٌ يَخْرُجُ فِي الثَّالِثَةِ صَبَاحاً ؟! قَالَ (أَبُو هَالَةَ) اَلسَّاعَةُ مَعِي :السَّابِعَةَ صَبَاحاً , قَالَتِ (انْشِرَاحُ)- الَّتِي كَانَتْ تَسْتَذْكِرُ دُرُوسَهَا- : اَلسَّاعَةُ الْآنَ الثَّالِثَةُ صَبَاحاً ,جَلَسَ (أَبُو هَالَةَ) وَكَادَ يَمْتَنِعُ عَنِ الْخُرُوجِ ,لَكِنَّهُ فَكَّرَ جَيِّداً وَقَالَ فِي -نَفْسِهِ-: إِنَّهَا فُرْصَةٌ ,أَذْهَبُ الْآنَ فِي سُكُونِ اللَّيْلِ وَهُدُوئِهِ لِأُدْخِلَ الْحَدِيدَ ,فَلَوْ ذَهَبَ بِالنَّهَارِ لَخَرَجَتِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالْأَطْفَالُ يَطْلُبُونَ مِنْهُ أَنْ يَسْتَأْجِرَ عُمَّالاً لِإِدْخَالْ الْحَدِيدِ ,وَسَوْفَ يَظَلُّ الْجَمِيعُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ خِلاَلَ الْعَمَلِ ,وَكُلُّ رَجُلٍ وَكُلُّ امْرَأَةٍ وَكُلُّ طِفْلٍ ,سَيُعْطِيهِ مُحَاضَرَةً تُحَبِّطُ عَزِيمَتَهُ وَتَهُدُّ قُوَّتَهُ ,بَدَأَ (أَبُو هَالَةَ) فَفَكَّ الْحَدِيدَ السَّلاَسِلِّيَّ الْمَرْبُوطَ بِهِ الْحَدِيدُ ,وَاسْتَعَانَ بِاللَّهِ ,وَأَخَذَ يُدْخِلُ الْحَدِيدَ الْجَرَاجَ ,وَيُسَبِّحُ اللَّهَ وَقْتَ السَّحَرِ ,حَتَّى أَذَّنَ الْفَجْرُ فَصَلَّى فِي جَامِعِ (عِبَادِ الرَّحْمَنِ) ,وَعَادَ لِإِتْمَامِ الْعَمَلِ فَقَوَّاهُ اللَّهُ , وَأَخَذَ يُدْخِلُ عَشْرَةَ أَسْيَاخٍ بِعَشْرَةِ أَسْيَاخٍ وَرُبَّمَا أَكْثَرَ ,بَعْدَ أَنْ كَانَ يُدْخِلُ سِيخَيْنِ بِسِيخَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً بِثَلاَثَةٍ ,وَإِذَا وَجَدَ الْأَمْرَ صَعْباً كَانَ يُدْخِلُ سِيخاً وَاحِداً ,وَكَانَ يُرَدِّدُ هَذَا الْحَدِيثَ الشَّرِيفَ طِيلَةَ الْعَمَلِ "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ:(إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ , فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ ) صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ , (فَأَبُو هَالَةَ) يَعْرِفُ ضَرُورَةَ التَّيْسِيرِ وَطَالَمَا شَرَحَ لِلنَّاسِ فِي (مِصْرَ) وَدُوَلٍ أُخْرَى (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سُورَةِ الْمَائِدَةِ 6, وَظَلَّ يَعْمَلُ وَيَدْعُو ِ اللَّهَ قَائِلاً:يَا رَبُّ اسْتُرْهَا بِحَقِّ جَاهِ حَبِيبِكَ النَّبِيِّ ,فَوَفَّقَهُ اللَّهُ , وَلَكِنْ حَدَثَتْ مُفَاجَأَةٌ ,فَأَثْنَاءَ إِدْخَالِ الْحَدِيدِ دَاخِلَ (الْجَرَاجِ) دَخَلَ مِسْمَارٌ فِي شِبْشِب(أَبِي هَالَةَ) وَثَقَبَهُ حَتَّى دَخَلَ فِي رِجْلِهِ الْيُمْنَى , وَلَكِنَّهُ وَاصَلَ الْعَمَلَ حَتَّى أَكْمَلَهُ ,مُدْرِكاً وَمُوقِناً أَنَّ هَذَا الْمِسْمَارَ الَّذِي جَرَحَ قَدَمَهُ نَتَجَ عَنْ حَسَدِ تِلْكَ الْمَرْأَتَيْنِ لَهُ ,وَالْحَمْدُ لِلَّهِ , قَدَّرَ وَلَطَفَ ,كَمَا عَرَفَ (أَبُو هَالَةَ) مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :(وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) سُورَةِ الْقَلَمِ 51, بَعْدَ ذَلِكَ ذَهَبَ (أَبُو هَالَةَ) إِلَى الْمُسْتَشْفَى الْعَامِ وَهُوَ عَائِدٌ فِي طَرِيقِهِ إِلَى الْبَيْتِ ,فَقَابَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الَّذِينَ يُعَطِّلُونَ الْمَصَالِحَ وَيَكْذِبُونَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَعُودُوا مِنْ حَيْثُ جَاءُوا دُونَ كَشْفٍ ,حَيَّاهُ (أَبُو هَالَةَ) وَسَأَلَهُ طَالِباً أَنْ يَأْخُذَ حُقْنَةَ (تِيتَانُوسْ) وَلَكِنَّهُ كَذَبَ عَلَيْهِ ,وَأَخْبَرَهُ أَنَّ هَذِهِ الْحُقْنَةَ لاَ تُوجَدُ إِلاَّ فِي مُسْتَشْفَيَاتِ الْمَدِينَةِ ,ذَهَبَ (أَبُو هَالَةَ) إِلَى إِحْدَى الصَّيْدَلِيَّاتِ ,فَأَخْبَرَتْهُ الْفَتَاةُ الَّتِي تَقِفُ فِي الصَّيْدَلِيَّةِ أَنَّ الْحُقْنَةَ لاَ تُوجَدُ فِي الصَّيْدَلِيَّاتِ وَإِنَّمَا تُؤْخَذُ مَجَّاناً فِي الْمُسْتَشْفَى ,وَأَخَذَ (أَبُو هَالَةَ) نَفْسَهُ عَائِداً إِلَى الْمُسْتَشْفَى ,,فَوَجَدَ الطَّبِيبَةَ وَالْمُمَرِّضَةَ , فَحَيَّاهُمَا وَأَخْبَرَهُمَا بِحَادِثَةِ جَرْحِ الْمِسْمَارِ لِرِجْلِهِ ,وَأَنَّهُ يَرِيدُ حُقْنَةَ (تِيتَانُوسْ) ,سَأَلَتِ الطَّبِيبَةُ الْمُمَرِّضَةَ ,هَلْ حُقْنَةَ (التِّيتَانُوسْ) مَوْجُودَةٌ بِالْمُسْتَشْفَى؟! قَالَتْ : نَعَمْ, قَالَتْ الطَّبِيبَةُ: أَعْطِيهِ الْحُقْنَةَ ,ثُمَّ قَالَتْ لِي: اِذْهَب إِلَى الاِسْتِقْبَالِ , وَفِي طَرِيقِي إِلَى الاِسْتِقْبَالِ قَالَتْ لِي : لَوْ سَمَحْتَ اشْتَرِ لَنَا سِرِنْجَة3سم , قُلْتُ: وَهُوَ كَذَلِكَ ,لَكِنَّ الْمِشْوَارَ كَانَ بَعِيداً ,وَرَغْمَ ذَلِكَ ذَهَبْتُ إِلَى الصَّيْدَلِيَّةِ ,سَأَلَتْنِي الْفَتَاةُ سِرِنْجَة3 سم أَمْ 5سم ؟ ,نَسِيتُ وَقُلْتُ لَهَا: 5 سم ,وَذَهَبْتُ إِلَى الْمُسْتَشْفَى فَقَالَتِ الْمُمَرِّضَةُ: إِنَّ هَذِهِ السِّرِنْجَةَ كَبِيرَةٌ ,اِرْجِعْ وَأَحْضِرْ سِرِنْجَة3 سم مِنْ دُكَّانِ الْمُسْتَلْزَمَاتِ الطِّبِّيَّةِ , فَرَجَعْتُ وَعُدْتُ بِالسِّرِنْجَةِ , وَأَخَذْتُ الْحُقْنَةَ وَشَكَرْتُ الطَّبِيبَةَ , وَعُدْتُ إِلَى فِرَاشِي , وَرُحْتُ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ.
الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف