الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سلطان خضور "حزني وآهاتي" بقلم:رائد الحواري

تاريخ النشر : 2019-04-15
سلطان خضور "حزني وآهاتي" بقلم:رائد الحواري
سلطان خضور
"حزني وآهاتي"
عندما تكون فاتحة القصيدة متحركة، تشير إلى حالة (صراع)، فأنها تدفع القارئ ليعرف ما وراء وحيثيات هذا (الصراع)، كما أن للصورة الشعرية أثرها ودورها في جذب المتلقي، فتجعله يقف متأملا في جمالية التي تحملها الصورة، يفتتح الشاعر القصيدة:
"وتعلقت بأطراف قاربي
الذي ساقته الريح إليك
يداي تقبض أطرافه
وعيناي ترنو إليك"
الصراع حاضر بين "وتعلقت، يداي تقبض، وعيناي ترنو" التشبث (المتحدث/ة) واصراره/ا انعكس على المتلقي، فيعجب بهذا الشاعر (المقاتل) الذي لا يتخلى عما يريده، فنحن في زمن (الواقع) الذي يدعو إلى التخلي وبسهولة ورضا عن القناعة والثوابت، من هنا نجد في هذا الموقف شيء مما نحتاجه/ينقصنا/نفتقده، فالحب هو الأهم والمحفز على استمراريتنا في الحياة، وبدونه نفقد الرغبة/الحيوية لوجودنا/لحياتنا.
الشاعر يجعلنا ننحاز/نتعاطف معه من خلال تقديم ما يشعر به:
"تركت الكلمات الثكلى
تئن أنين القلب
حين يُكْلَمُ بيديك "
العقل الباطن للرجل/للشاعر تجعله ينأى بنفسه عن أن يكون ضعيفا، ألم يقدم نفسه على أنه صبور، مثابر، متشبث؟، لهذا هو يحرر نفسه من "الثكلى، تئن" من خلال نسبها للكلمات وليست له، وإذا ما توقفنا عند "الكلمات" وهي مؤنث، يتأكد لنا أن حالة الرجولة أرادها الشاعر أن تبقى قوية وصلبة لا تتضعضع.
"يمشي على عتبات زمان
أشتهي رقصته الاولى
ليثمل من بواقي افراحي"
يدخلنا الشاعر إلى (شخص) آخر من خلال "يمشي" فمن هو الذي يمشي؟، ألم تكن فاتحة القصيدة للشاعر، وهو الذي يحدثنا عن تشبثه واصراره؟ فلماذا يستخدم صيغة جديده في (سرد) الحدث؟،
تناول الحبيب هو من أوجد الاصرار في الشاعر، لهذا يحاول ان يستمد منه طاقة جديدة تساعده على (المضي) في الحياة، فهو لا يقدمه كصورة فتوغرافية، بل كلوحة، لهذا لا يريدنا أن نراه "يمشي على عتبات الزمان" وإذا ما توقفنا عند الفعل المضارع "يمشي" نتأكد بأن الحبيب ما زال حاضرا فلم يتناوله الشاعر كغائب "مشى" وهذا يشير إلى العلاقة الحميمة التي تجمعهما، والملفت للنظر أن الشاعر في هذا المقطع الذي استحضر فيه الحبيب، استخدم ألفاظ بيضاء "يمشي، عتبات، الزمن، أشهى، رقصة، الأولى، ليثمل، افراحي" فما كان دون هذا الحضور وهذه الصيغة الجديدة في تقديم المشاعر (الحدث/السرد) أن نصل إلى ما وصل إليه الشاعر "افراحي"، التي ستنعكس علينا نحن المتلقي فنرح لفرحه.
بعد "أفراحي" أخذ الشاعر قسطا من الطاقة والقوة، وتحرر من (عقدة الضعف والتأنيث) التي تجاهلها/قفز عنها في السابق، وها هو يقدم نفسه على حقيقتها، فهة أولا وأخيرا إنسان:
"حزني وآهاتي
المثقلة بجلمود دموعي
تبكى الهوى
فانبرت
دقات قلبي المأزوم
تسابق احزاني"
إتباع الحزن بعد الفرح لم يأتي من فراع، بل هو ناتج عن القوة/الطاقة التي أخذها الشاعر من "أفراحي" فقد تحرر من كونه يعيش في عالم قاس/مجتمع ذكوري، فقرر أن يتقدم من الإنساني، بعد أن استمد القوة والطاقة الازمة للمواجه، فيبدي مشاعره كإنسان، "أحزاني، وآهاتي، دموعي، المأزوم، أحزاني" ونجد في الأفعال المضارعة "تبكي، فانبرت، تسابق" لتعطي الحيوية واتقاد المشاعر/الحدث، وكأن الشاعر أرادنا أن نركز على الفعل الذي يحصل أمامنا، لنتجاهل/ننسى حالته الشخصية ونهتم بالصورة العامة للمشهد.

"علها
تقبض مقصلة الريح المشبع بأوهامي"
تتفاقم حالة الحزن عند الشاعر فتمسي قاتمة "تقبض، مقصلة، الريح، بأوهامي" وكأنه بها يبرر/يعلل سبب التحول من حالة الصبر والجلد إلى حالة البكاء، وإذا ما توقفنا عند بداية كل مقطع من المقاطع السابقة نجدها جاءت من خلال صورة شعرية، وهذا ما جعل القصيدة سهلة وممتعة رغم الحزن والقتامة التي تحملها.
"فلا تشيحي وجهك عني
فأنا ما عدت أطيق النوى"
من خلال مناداة المرأة يحاول الشاعر التخفيف عن نفسه، فهي من تمنح السكون والهدوء والراحة وتخلصه مما علق به من هموم، والبيت جاء بالألفاظ ولغة عادية، ويبدو فيه مستسلم، لهذا جاء النداء مباشر وصريح، وليس كما كانت عليه الأبيات السابقة.

" أيها القابض
على أوتار صوتي الملقى
فوق احزاني
اخرج وخذ ما طاب
من أشيائي
خذ كل اشيائي
وابق لي أحلامي "
يعود الشاعر إلى صوره الشعرية ولغته، مستعيد عوامل جذب القارئ لقصيدة من خلال صيغة النداء، ومن خلال الصورة الشعرية:
"أيها القابض
على أوتار صوتي الملقى
فوق احزاني"
ويستعيد شيء من قوته من خلال فعل الأمر "أخرج، خذ، ابق" وكأنه بها يحاول أن يتجاوز ما مر به من ضعف.
" ابق لي بسمة
من ثغرها الشافي
وابق لي رشفة
من دمعها الصافي
قد تنبض يوماً بكامل أوصافي"
خاتمة القصيدة جاءت تخاطب الأنثى، وأيضا جاءت اللغة عادية ودون صور شعرية، فمثل هذا التباين الكبير في اللغة والخطاب يجعلنا نعتقد أن صوت للمرأة وصوت الشاعر، فكان صوت المرأة أكثر نعومة وأجمل بصوره، بينما كان صوت الرجل أعادي وخال من جمالية الصور واللغة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس.


" حزني وآهاتي /د.سلطان خضور/الأردن
وتعلقت بأطراف قاربي
الذي ساقته الريح إليك
يداي تقبض أطرافه
وعيناي ترنو إليك
تركت الكلمات الثكلى
تئن أنين القلب
حين يُكْلَمُ بيديك
يمشي على عتبات زمان
أشتهي رقصته الاولى
ليثمل من بواقي افراحي
حزني وآهاتي
المثقلة بجلمود دموعي
تبكى الهوى
فانبرت
دقات قلبي المأزوم
تسابق احزاني
علها
تقبض مقصلة الريح المشبع بأوهامي
فلا تشيحي وجهك عني
فأنا ما عدت أطيق النوى
أيها القابض
على أوتار صوتي الملقى
فوق احزاني
اخرج وخذ ما طاب
من أشيائي
خذ كل اشيائي
وابق لي أحلامي
ابق لي بسمة
من ثغرها الشافي
وابق لي رشفة
من دمعها الصافي
قد تنبض يوماً بكامل أوصافي
"
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف