الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

متظاهرون في قصر الرئيس بقلم:ثامر الحجامي

تاريخ النشر : 2019-04-14
متظاهرون في قصر الرئيس بقلم:ثامر الحجامي
*متظاهرون في قصر الرئيس *

*ثامر الحجامي *

لم يكن غريبا ما حدث في السودان، من إطاحة بحكم البشير الذي إستمر ثلاثين عاما، فهذا ما جرت عليه أحداث ما يسمى " الربيع العربي " ودخول المتظاهرين الى قصره كانت اللقطة الأخيرة، لمشهد سقوط حاكم آخر من حكام العرب، اللذين إنتهت صلاحية إستخدامهم، فلم يعودوا قابلين للإستهلاك، وتناولهم يصيب بالمرض.
لا يعني سقوط البشير نهاية النظام في السودان، فالبشير كان كبش الفداء الذي تم التضحية به، بعد تدخل الجيش السوداني، وعدم وجود قوى سياسية معارضة قادرة على إستلام زمام المبادرة، والخوف الشعبي من أن يكون السودان ساحة للفوضى والصراعات العرقية، كما حدث في بقية دول الربيع العربي، التي لم تعرف الإستقرار الى يومنا هذا، يضاف الى ذلك كله ترسيخ العقيدة الإخوانية الممتدة الى خمسين عاما، في صفوف السلطة الحاكمة وقواعدها الشعبية، التي لا تريد أن يكون التغيير شموليا يجلب لها الويلات والفوضى وينهي وجودها.
القرارات الحازمة التي أصدرها الجيش السوداني، تعطينا صورة واضحة عن المشهد القادم في الأحداث السودانية، إذا لم يكن اللاعب الدولي والإقليمي راغبا في غير ذلك، فإستنساخ التجربة المصرية التي جعلت الجيش المصري هو القوة الفاعلة في المشهد السياسي، وقضت على حكم الإخوان جاعلة الجنرال السيسي رئيسا لجمهورية مصر، هي المتوقع أن يكون لها حضور في المشهد السوداني القادم، لاسيما إذا ما علمنا إن مصر دخلت بقوة على خط الأزمة، فهي لا تريد فوضى على حدودها الشمالية والجنوبية.
لم ينفع البشير علاقته مع المحور الإخواني المدعوم قطريا وتركيا، ولا إشتراكه في التحالف العربي المدعوم إماراتيا وسعوديا، فالشعب السوداني أصابته الفاقة، وأمسى لا يستطيع الحصول على لقمة العيش، وغياب تام للمعالم العمرانية والحضرية والبنى التحتية، وفقد جنوبه الذي كان يغذيه بالنفط، ويسد جزء من إحتياجاته، وأصاب نظامه الفساد الذي يقتات على خيرات شعبه المعدم، فالسودان أصبحت منكوبة، تشكو سلطة رئيس مطلوب لمحكمة العدل الدولية بإعتباره مجرم حرب.
خلع البشير وإعتقل رجالات الصف الأول ورموز النظام، وأعلن الجيش تشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد في فترة إنتقالية، ربما هي تمهيد لإستلام أحد قادة الجيش دفة الحكم، بعد هدوء الأوضاع وعودة المتظاهرين الى بيوتهم فرحين بسقوط البشير، وإرضاء المعارضة ببعض من مغانم السلطة، دون أن يكون هناك تغيير حقيقي يلامس إحتياجات السودانيين وتطلعاتهم، يخلصهم من سنين القحط والعبودية، فهذا هو واقع الأحداث التي جرت في بقية البلدان العربية، ودخول المتظاهرين الى قصر الرئيس المخلوع لا يعني النهاية، بل إنها البداية لمرحلة جديدة، ربما تكون قاتمة في أحداثها.
تخلص السودانيون والعرب من حاكم آخر، لم يكن ليترك كرسي السلطة الا قتلا أو موتا، وكرة النار ستتسع لتطيح بحكام آخرين، ربما يظنون أنفسهم خلفاء على الأمة، وأن قصورهم العاجية ستحميهم من رياح التغيير، لكن بيوتهم أوهن من بيت العنكبوت.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف