بعدما صدّوا في وجوههم كل الأبواب وغلّقوها وأخذوا المفاتيح معهم ... دفعوا بهم إلى الصفوف الأماميّة ليرتدوا بذلة ، ظاهرها الرّحمة وباطنها العذاب ، وقبّعة تصنع قليلا من الظل وكثيرا من الذل ، وليصوّبوا بنادق الخزي والعار في وجوه الأحرار من بني جلدتهم ، وهم ينادونهم بكل سلميّة : " يا عبيد " " انزع القبّعة وتعال معي " .
حرام على أبناء العصابة أداء الخدمة الوطنية وحمل البندقيّة للدّفاع عن الجزائر ، فالحياة الوردية والأماكن الرّاقية التي يعيشون فيها ، كتلك التي نراها في الأفلام ، لا تسمح لهم بمخالطة " العبيد " من أبناء الشّعب الغلبان . الجنّة مضمونة لبنيهم قبل وحتى بعد الولادة . تلك الجنّة التي ورّثوها لهم قبل حتّى خروجهم إلى هذه الحياة الدنيا ،وكذلك لذويهم وأحبابهم ، لن تصل إلى أبناء الشّعب " المحقور " ، الذين عملوا بكد وجد وسهروا اللّيالي الطّوال ليضمنوا مستقبلهم في بلد منهوب ولم يقدروا على ذلك . حتى مع نيل بعضهم للشّهادات والخبرات ، لأن قدرهم المحتوم كان دائما في الصّفوف الأماميّة ، لحماية العصابة ومواجهة الشّعب المقهور.
العصابة المحصّنة بالدّستور ، محميّة أيضًا بأصحاب القبّعات والبذلة الرّسميّة ، هؤلاء الذين يقفون عائقًا أمام وصول الأحرار إلى الرّؤوس التي سرقت ونهبت وعبثت بالجزائر . الدّفوع التي خرجت لتحرّرهم من العبودية ، ومن دين " المحنّط " الذي كفر بالحقوق وعبث بالدّستور لإطالة عهدته " الخامجة " ، السّامريّ الذي فتن شعبه ، فرعون الجزائر الذي استخفّ قومه ببعض دنانير وقطع من " الكاشير " فأطاعوه وهو مشلول في كرسيّه و ركعوا وسجدوا له وهو صورة في " كادر " معلّق ، وهلّلوا وكبّروا تعظيما له و لفخامته .
شخصيا لم أكن أعرف عن " الكاشير " سوى أنه منتج غذائي يتكوّن من بعض المواد رخيصة الثّمن والتي هي في متناول كل الجزائريين في نهاية الأمر ، حتى قرأت عنه ، وعن تاريخه الحافل بالنّضال ؛
تشاء الأقدار أم الظّروف أن يعود " الكاشير " في الواجهة من جديد ، في ظل هذا الحراك السلمي والحضاري ، النّقيّ ، التّقي ، والذي نقّي البلاد من الفساد مثلما يرمز إليه عند مساء كل جمعة حينما يقوم بتنظيف الشّوراع للتخلّص من القمامة .
ظلّ هذا " الكاشير " ذاته رمزا للمقاومة ، إبّان فترة الإحتلال ، بمفهومه الحقيقي ومعناه الأصلي بالعِبْرية " صالح للاستهلاك " . حين قاطع الجزائريون ، مسلمون ويهود ، شرائح لحم الخنزير المستوردة من فرنسا واسبانيا . وهاهم يقاطعونه اليوم من جديد، ليس لأنّه حرام أو مشبوه ، ولكن لأن العصابة التي تحكم الجزائر ومصيرنا بيدها ، أرادت تشويه تاريخه ومعناه الحقيقي لتجعل منه هذه المرّة مادّة دسمة للخيّانة والنّذالة ، مثلما أرادت فعله ( رمعون بن غبريط ) وزيرة التربية بالهويّة و لذّاكرة حين كرّست للرّداءة في برامج التّربيّة . قامت باستدراج بعض السذّج ممّن عيّرهم الشّعب في مسيرته بأنّهم باعوا دينهم ووطنهم بثمن بخس دراهم معدودة وقطعة من " الكاشير " . وقالوا عنهم إنّهم ليسوا من أبناء هذه الأمّة التي أنجبت من الأبطال من أمثال ( العربي بن مهيدي ) ، و ( أحمد زبانة ) ، و ( علي لابوانت ) ، و (سي الحوّاس ) ، و ( عميروش ) ، و ( مصطفى بن بولعيد )...وغيرهم من شهداء الواجب الذين ضحّوا بحياتهم لأجل أن تعيش الجزائر حرّة أبيّة .
لكن النّظام الفاجر الذي ماانفكّ يعمل على إثارة النّعرات وزرع الخلافات ، تعوّد على الخيانة منذ عقود ؛
لم ينس هذا الشّعب الأبيّ ما جرى له في التسعينيات عندما تسلّل خفافيش الضلال و الظّلام وجاؤوا إلى قراه ومداشره ومدنه ليزرعوا الرّعب و الخوف في شوارعها وأحيائها الآمنة المطمئنّة . فذبحوا الأبرياء وهم نيّام ، وشرّدوا العوائل من بيوتهم . ثم رموا باللّحي المستعارة في الأماكن والطّرقات حتى يلصقوا التّهمة بالشّرعيّين الأحرار .
لن ينسى هذا الشّعب ذلك ما حيا.
الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية ، جرائم الإبادة الجماعية والقتل والإخفاء ، لا تسقط بالتقادم أبدًا .
حرام على أبناء العصابة أداء الخدمة الوطنية وحمل البندقيّة للدّفاع عن الجزائر ، فالحياة الوردية والأماكن الرّاقية التي يعيشون فيها ، كتلك التي نراها في الأفلام ، لا تسمح لهم بمخالطة " العبيد " من أبناء الشّعب الغلبان . الجنّة مضمونة لبنيهم قبل وحتى بعد الولادة . تلك الجنّة التي ورّثوها لهم قبل حتّى خروجهم إلى هذه الحياة الدنيا ،وكذلك لذويهم وأحبابهم ، لن تصل إلى أبناء الشّعب " المحقور " ، الذين عملوا بكد وجد وسهروا اللّيالي الطّوال ليضمنوا مستقبلهم في بلد منهوب ولم يقدروا على ذلك . حتى مع نيل بعضهم للشّهادات والخبرات ، لأن قدرهم المحتوم كان دائما في الصّفوف الأماميّة ، لحماية العصابة ومواجهة الشّعب المقهور.
العصابة المحصّنة بالدّستور ، محميّة أيضًا بأصحاب القبّعات والبذلة الرّسميّة ، هؤلاء الذين يقفون عائقًا أمام وصول الأحرار إلى الرّؤوس التي سرقت ونهبت وعبثت بالجزائر . الدّفوع التي خرجت لتحرّرهم من العبودية ، ومن دين " المحنّط " الذي كفر بالحقوق وعبث بالدّستور لإطالة عهدته " الخامجة " ، السّامريّ الذي فتن شعبه ، فرعون الجزائر الذي استخفّ قومه ببعض دنانير وقطع من " الكاشير " فأطاعوه وهو مشلول في كرسيّه و ركعوا وسجدوا له وهو صورة في " كادر " معلّق ، وهلّلوا وكبّروا تعظيما له و لفخامته .
شخصيا لم أكن أعرف عن " الكاشير " سوى أنه منتج غذائي يتكوّن من بعض المواد رخيصة الثّمن والتي هي في متناول كل الجزائريين في نهاية الأمر ، حتى قرأت عنه ، وعن تاريخه الحافل بالنّضال ؛
تشاء الأقدار أم الظّروف أن يعود " الكاشير " في الواجهة من جديد ، في ظل هذا الحراك السلمي والحضاري ، النّقيّ ، التّقي ، والذي نقّي البلاد من الفساد مثلما يرمز إليه عند مساء كل جمعة حينما يقوم بتنظيف الشّوراع للتخلّص من القمامة .
ظلّ هذا " الكاشير " ذاته رمزا للمقاومة ، إبّان فترة الإحتلال ، بمفهومه الحقيقي ومعناه الأصلي بالعِبْرية " صالح للاستهلاك " . حين قاطع الجزائريون ، مسلمون ويهود ، شرائح لحم الخنزير المستوردة من فرنسا واسبانيا . وهاهم يقاطعونه اليوم من جديد، ليس لأنّه حرام أو مشبوه ، ولكن لأن العصابة التي تحكم الجزائر ومصيرنا بيدها ، أرادت تشويه تاريخه ومعناه الحقيقي لتجعل منه هذه المرّة مادّة دسمة للخيّانة والنّذالة ، مثلما أرادت فعله ( رمعون بن غبريط ) وزيرة التربية بالهويّة و لذّاكرة حين كرّست للرّداءة في برامج التّربيّة . قامت باستدراج بعض السذّج ممّن عيّرهم الشّعب في مسيرته بأنّهم باعوا دينهم ووطنهم بثمن بخس دراهم معدودة وقطعة من " الكاشير " . وقالوا عنهم إنّهم ليسوا من أبناء هذه الأمّة التي أنجبت من الأبطال من أمثال ( العربي بن مهيدي ) ، و ( أحمد زبانة ) ، و ( علي لابوانت ) ، و (سي الحوّاس ) ، و ( عميروش ) ، و ( مصطفى بن بولعيد )...وغيرهم من شهداء الواجب الذين ضحّوا بحياتهم لأجل أن تعيش الجزائر حرّة أبيّة .
لكن النّظام الفاجر الذي ماانفكّ يعمل على إثارة النّعرات وزرع الخلافات ، تعوّد على الخيانة منذ عقود ؛
لم ينس هذا الشّعب الأبيّ ما جرى له في التسعينيات عندما تسلّل خفافيش الضلال و الظّلام وجاؤوا إلى قراه ومداشره ومدنه ليزرعوا الرّعب و الخوف في شوارعها وأحيائها الآمنة المطمئنّة . فذبحوا الأبرياء وهم نيّام ، وشرّدوا العوائل من بيوتهم . ثم رموا باللّحي المستعارة في الأماكن والطّرقات حتى يلصقوا التّهمة بالشّرعيّين الأحرار .
لن ينسى هذا الشّعب ذلك ما حيا.
الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية ، جرائم الإبادة الجماعية والقتل والإخفاء ، لا تسقط بالتقادم أبدًا .