الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معطيات مهمة في نتائج الانتخابات الاسرائيلية

تاريخ النشر : 2019-04-13
معطيات مهمة  في نتائج الانتخابات الاسرائيلية
معطيات مهمة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية 2019

بقلم: د. علي الأعور*

سجلت النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية عام 2019  معطيات جديدة ومهمة في الوسط اليهودي  ومعطيات خطيرة في الوسط العربي ، فقد سجلت فوز ساحق وكبير لحزب الليكود بزعامة نتنياهو وانتصار كبير للحملة الانتخابية التي قادها نتنياهو لنفسه في الأسواق والأماكن العامة والدعوة التي وجهها الى الجمهور اليهودي والخوف من تولي لبيد رئاسة الحكومة واستخدام غانتز من العرب كتلة مانعة وهكذا تمكن نتنياهو من حشد اكبر عدد ممكن من الناخبين اليهود الين زادوا عن المليون ناخب  وعدد من إخواننا العرب الذين زادوا عن ستة الاف ناخب عربي وحصل نتنياهو على 36 مقعد في الكنيست  وهي اكبر حصة يفوز بها من المقاعد في تاريخ تزعمه لحزب الليكود وعلى مدى الحكومات الأربع الماضية واعلن الجمهور اليهودي تأييده المطلق لنتنياهو في هذه الانتخابات وبالتأكيد فقد كانت انتخابات حول سياسة نتنياهو الداخلية والخارجية وكذلك حول ثقافة وفكر نتنياهو في إدارة الصراع مع حركة حماس وكانت نتيجة الانتخابات  " نعم حتى النخاع لنتنياهو " مهما قدم النائب العام افيحاي مندلبليت من معطيات في ملفات تحمل شبهات فساد وقد توجه لوائح اتهام ضد نتنياهو الا ان الجمهور اليهودي اعلن موقفه بكل وضوح  نحن معك نتنياهو.

اما النقطة الثانية  وتقل أهمية عن شعبية نتنياهو فهي  نمو وازدياد شعبية الأحزاب الدينية والحريديم ممثلة في حركة شاس وحزب يهودوت هتوراة وصعودها الى ثمانية مقاعد في الكنيست القادمة لكل منهم  ولكن الفوز الساحق لنتنياهو حرمهم من الاحتفال بالنصر الكبير في ظل عدد المقاعد التي حصل عليها نتنياهو وبالتالي لن يكون لديهم مساحة كبيرة من المناورة والشروط تجاه نتنياهو الذي يمسك بزمام المبادرة وكافة الأوراق لتشكيل الحكومة في يده.

اما ليبرمان وحزبه إسرائيل بيتنا  - فقد حقق انتصار كبير ضد استطلاعات الراي على الرغم  من خسارته مقعد واحد عن الانتخابات السابقة 2015 الا انه سوف يتحكم بشكل كبير في تشكيل حكومة نتنياهو في ظل  اعلان الأحزاب اليمينية الأخرى دعمها لنتنياهو الا ان نتنياهو يحتاج الى حزب ليبرمان لتامين اكثر من 61 مقعد في الكنيست والحصول على حكومة مستقرة.

اما الخاسر الأكبر في هه الانتخابات فكان موشيه كحلون فقد خسر ستة مقاعد بعد ان كان يملك عشرة مقاعد في الكنيست السابقة فقد حصل على أربعة مقاعد فقط ويتجه الان الى الاندماج في حزب الليكود خوفا على مستقبله وانهيار الحزب في المستقبل

تلك المعطيات التي سجلت لصالح حزب الليكود واليمين الإسرائيلي الذي يملك 65 مقعدا في الكنيست مع فوز ساحق لنتنياهو في عدد المقاعد لصالح حزب الليكود داخل الكنيست الجديدة.

اما بالنسبة الى اليسار او وسط اليسار فقد سجلت النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية حصول الأزرق والأبيض  على قوة كبيرة داخل الكنيست سوف ينظر لها بعين الاعتبار كقوة حزبية داخل الجمهور  اليهودي وهي 35 مقعد  أي اكثر من تحالف الأحزاب اليمينية الدينية والمتطرفة مجتمعة باستثناء حزب الليكود وهذا ما يجعل نتنياهو قد يفكر في تغيير أوراق اللعبة لتشكيل  حكومة وحدة وطنية خصوصا انه مقبل على اتخاذ قرارات مهمة جدا تتعلق بامن دولة إسرائيل في المستقبل مع نشر صفقة القرن وتاثيرها على القضية الفلسطينية  والعلاقة مع دول المنطقة وربما مع  أوروبا  والاتحاد الأوروبي في قرارات مصيرية .

اما حزب العمل فقد سقط وكانت الهزيمة له وحصوله على ستة مقاعد وهذا يعني عزوف الجمهور اليهودي عن دعم أفكاره ومشاريعه التي بقيت في اطار المناقشات وربما كانت قيادة افي جباي للحزب سببا اخر ومباشر في هزيمة الحزب في انتخابات اعتبرت تاريخية وحاسمة في تاريخ إسرائيل وبالتالي فان الحزب مطالب في المرحلة القادمة بتقديم خطة واستراتيجية واضحة للجمهور في إسرائيل حول رؤيته للسلام مع الفلسطينيين وقضايا الاستيطان  والقدس ربما تأخذه نحو اليسار او اليمين  وقتها يعلن عن نفسه ها هو طريق الحزب ويقبل براي الناخب الاسرائيلي.

وتمكن الحزب اليساري ميرتس  من اجتياز نسبة الحسم وحصل على خمسة مقاعد   الذي اعلن مواقفه بصراحة وهي دعمه للسلام العادل والشامل الذي يقوم على حل الدولتين وانهاء الاحتلال ولكن مازال هناك الكثير من العمل ينتظر حزب ميرتس ونشطاءه من اجل اقناع الجمهور اليهودي بان السلام هو الطريق الوحيد الي يوفر الامن والاستقرار للشعب الإسرائيلي.

 اما المعطيات  الخطيرة التي سجلتها نتائج الانتخابات الإسرائيلية فيما يتعلق بالجماهير العربية فهي تتمثل وبكل صراحة في بروز عدد من المفاهيم في الثقافة العربية وثقافة الجماهير العربية داخل إسرائيل في رؤيتهم ونظرتهم الى الأحزاب العربية وتمثيلها في الكنيست الإسرائيلي ومدى أهمية هذا التمثيل وجدوى ها التمثيل على الصعيد الوطني  وعلى الصعيد الاقتصادي والتعليمي والصحي.

النقطة الأولى وهي تتمثل في العدد الهائل للأصوات العربية التي انتخبت الأحزاب الصهيونية  والأحزاب الدينية الصهيونية كما اكدت لجنة الانتخابات المركزية ان عدد الأصوات العربية التي صوتت للأحزاب الصهيونية 123 الف صوت  ممثلة في كل أحزاب اليمين ومن ضمنها حزب الليكود وحركة شاس وحزب يهودوت هتوراة وحزب ليبرمان وكولانو. وهنا لن اناقش لماذا حصلت الأحزاب العربية على عشرة مقاعد  اقل من المشتركة في الانتخابات الماضية 2015 ولكن سوف اركز على توجه الناخب العربي الذي ذهب الى صناديق الاقتراع وكلف نفسه بالذهاب  للتصويت لانه يعرف انه خارج من بيته للتصويت للأحزاب الصهيونية  وهنا يرز السؤال المركزي لماذا توجهت الجماهير العربية الى الأحزاب الصهيونية  وتخلت عن الأحزاب العربية ؟؟ جواب بسيط جدا " ان القائمة العربية المشتركة لم تحقق للمواطن العربي ما كان يطمح له من إنجازات وطنية او اقتصادية او صحية او تعليمية  واكبر دليل على ذلك  قانون القومية الذي تم تشريعه في الكنيست ولم تتحرك القائمة المشتركة الا متأخرة او كان تحركها ليس في المستوى المطلوب ، كما ان الانقسام الي شهدته الأحزاب العربية وخاصة قائمة الجبهة والعربية للتغيير برئاسة ايمن عوده واحمد الطيبي فقد دب بينهما الانقسام قبيل الترشح ولولا الخجل من الجماهير العربية لوجدنا ثلاث قوائم عربية في هذه الانتخابات بالإضافة لم تحقق القائمة المشتركة في الكنيست السابقة إنجازات تذكر للمواطن العربي سوى كاميرات التلفزة والفضائيات لقيادات القائمة المشتركة سواء داخل الكنيست او خارجها وهذا يدعو الى إعادة النظر في برامج ورؤية واهداف الأحزاب العربية من دخول الكنيست خصوصا وان المواطن العربي فقد الثقة في الأحزاب العربية وقدرتها على تحقيق المطالب الحياتية  والمعيشية والاقتصادية والتعليمية للوسط العربي  وبالتالي توجه الى قيادات الأحزاب الصهيونية ربما لحجز جزء من سياسة الحزب هذا او ذاك في وزارات مختلفة لتحسين تلك القرية او حتى من اجل مصالحهم الخاصة وبالتالي هذه الظاهرة تضع قيادات الجماهير العربية على المحك والاعتراف للجماهير العربية انها لا تستطيع ان تحقق لها شيء من داخل الكنيست حيث سيطرة الأحزاب الصهيونية واليمينية التي مررت قانون القومية وبالتالي البحث عن استراتيجية جديدة لقيادة الجماهير العربية والبدء في التواصل مع القاعدة  والناس العاديين داخل المجتمع العربي في إسرائيل بدلا من التركيز على التواصل مع رؤساء دول او قيادات فلسطينية او عربية والبحث عن هموم المواطن العربي.  

*عضو منتدى التفكير الإقليمي 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف