الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أمّ الخيــر بقلم : صلاح بوزيّان

تاريخ النشر : 2019-04-09
أمّ الخيــر بقلم : صلاح بوزيّان
أمّ الخيــر

قصّة قصيرة بقلم الكاتب : صلاح بوزيّان / تونس

تنام و تستقيظ على أصوات الأشجار و العصافير و الأزهار و الأسماك و الجبال و البطّالين ، تشتكي على ظهرها ، فتحزنُ و تمكث تبتهل إلى الله في تخشُعٍ ،تستصرخه و تضرعُ إليه أن يفرّج كربة أهلها . وكانت تقول :{ لا خير يرجى من ناس متباينين مختلفين ، أكلوا ثماري و أفسدوا حرثي ، وضيّعوا الأمور، يالها من محنة ، و لكن هيهات هيهات أن أضيع } .. هي كانت تجري مع الرّيح ، تذرع الشّوارع و الأزقّة و الدّروب ، وتغازل نجمة الفجر الوضّاءة ، وتشاطرُ الطّيور المغرّدة أغنيتهم. مرّتْ  بالسوق عند مطلع الشّمس . لم يضق صدرها ولم تبتئس ، كانت تمشي و تحمل كيسا على ظهرها ، تتهادى و جبال رواسخ على كتفيها ، العرق يسيل على وجهها ، تلحّفت بسفساريين ، وفي جيدها قلادة ، جاءت باكرا ومرّت بالدّكاكين المغلقة ، لا تنحرف و لا تحيد ، كانت هادئة مبتسمة لا تعير اهتماما لنباح كلاب تطلّ وتختفي . زبّال يجمعُ القمامة و يضعها في عربة ، ويعالج خُلقانه بين الفينة والأخرى ، مرّت بباب الجلاّدين ، لم يتغيّر الباب ولكن تغيّر الجلاّدون . الهواء نقيّ يتدفّق في الأزقّة و المسارب و الدّروب . العصافير تشدو و تتنقّل بين الأشجار المورقة الفينانة . دبّت الحركة . كلّ شيء يحتفل بحلول فصل الرّبيع . هي تمشي و تئنّ من حين إلى آخر . خرجت من السوق ، وجلست تحت السور تلاحق السّيارات و المارّة بعينين برّاقتين ، تطلّعت إلى الطريق ، كأنّها تبحث عن شيء ما ، وانبرت  تقصّ على نفسها أحسن القصص . صوت الزّبائن يتوافدون على المقهى ، أنبهها صوت مذياع ينبئ عن قمّة ، أشاحت وجهها عن مصدر الصّوت . وقالت في نفسها :{ فلسطين أختي ، كم اشتقتُ إليك } ثار العجاج و خمد . أوراق متناثرة تتقلّب ، و قطط تتقاسم شيئا ما خلسة تحت نخلة اصطناعية . بدأت الشمس تعلو وتعلو ، واستيقظت المدينة . حافلات و تلاميذ و موظّفون ، أفواج السّابلة هنا وهناك ، تُجّارٌ  يأكلون لمجة التّن ، ويترشّفون العصير ، ومدير بنك يخرج من المشربة بطينا مجهود الأنفاس . هي ترمقُ المشاهد ، الكيس أمام نظرها ، أخرجت منديلا من جيبها و مسحت العرق المتصبّب . كان على يمينها كلاب تتنابحُ  و تتعارك ، وازداد عدد الكلاب ، دخلوا زقاقا ضيّقا و تعاركوا ، وارتفع نباحهم ، طالت المعركة ، وضجر المارّة ، أمّا هي فكانت تتعصّرُ ، وفجأة أسندت ظهرها إلى السّور و استقاءت فنزلت من فمها جراءٌ سوداء سمينةٌ تشبه الدببة ، كثيرة العدد ، فأشفقت المسكينة على نفسها ، واجتهدت في القيء أمضت أيّاما ولياليَ و هي تقيء و تقيء . و سلمت من الكلاب و الجراء ، ومن صنائع اللّصوص . هي صاحبة السقاية ، كانت تجلبُ الماء من بئر وتغسلُ الشّوارع و المباني و الأحلام  ، ثمّ تجلسُ ترقبُ الطّريق وتتأمّل زرقة السّماء كعادتها و كأنّها تنتظرُ شخصا ما . . و في صباح يوم استفاقت باكرا، و تفاجأت بزيتونة اخترقت الكيس ، نبتت بسرعة مذهلة و كبُرت ، كانت تكبر وتكبر و ظّلها ينتشر، وأغصانها تتفرّع، تكلّمت الزيتونة وقالت لها :{ ما أجملك يا تونس } ، تبسّمت السّامعة ، وتهللّت أساريرها ، وطابت نفسها ، وتورّد خدّها ، جاء أهلوها من كلّ حدب وصوب ، وعلت الهتافات ، وهي تتوسّط الجمع الغفير . 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف