الأخبار
غالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليمي
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفيلسوف المفكر عبد الرحمن بدوي بقلم بسمة العرقان

تاريخ النشر : 2019-04-04
الفيلسوف المفكر عبد الرحمن بدوي بقلم بسمة العرقان
  الفيلسوف المفكر عبد الرحمن بدوي 

بقلم/ بسمة العرقان

يذكرنا التاريخ أن مصر رائدة العلم، وصانعة القامات الأدبية، والعلمية والفكرية، وبين أيدينا قامة جامعة لكل الفنون من أدب، وفكر، وعلوم .

عبد الرحمن بدوي في حياته وفكره سطور :

ولد د. بدوي في الرابع من فبراير سنة1917، لعائلة ثرية على قدر من التعليم الريفي القديم في قرية شرباص المصرية، وهي قرية ريفية قديمة ذات طبيعة متجددة كانت لها أثرًا في تشكيل شخصيته التي تميل إلى الوحدة والعزلة، مارس فيها الأعمال الزراعية أثناء عطله الصيفية، فكان محبًا للأرض والحرث حتى بلغ سن الحادية والعشرين، وعين معيدًا في كلية الآداب وتفرغ لدراساته العلمية .

شُكِّل لدى بدوي نزعة حادة للأدب والتأليف منذ بداية مراحله التعليمية، فانكب على كتب الأدب العربية، والانجليزية، والفرنسية، والألمانية نثرًا وشعرًا، فكان ذواقًا للأدب والموسيقى حتى نظم شعرًا.

التحق بدوي بمدرسة صغيرة كنظام الكتاتيب في قريته؛ كي يجتاز امتحان القراءة والكتابة ليلتحق بمدرسة نظامية، ثم التحق بمدرسة فارسكور التي بدأت فيها نزعته للتأليف والأدب وحصل على شهادة إتمام الدراسة الابتدائية فيها عام 1929.

ثم توجه للمرسة السعيدية الثانوية في الجيزة، التي أنشئت بها مكتبة صغيرة الحجم ثمينة العلم تحتوى عددًا من أمهات الكتب العربية، كان يقضي بها جلَّ وقته معتزلًا أقرانه في نزهاتهم ونزاعاتهم،  فاستظهر الكثير من القصائد لجميع العصور، ولأغراض شتى، وحصل على شهادة الثانوية عام 1934 ،وكان الثاني على جميع طلاب القسم الأدبي في مصر.

والتحق بدوي بكلية الآداب قسم الفلسفة في الجامعة المصرية، حاصلًا على منحة مجانية التفوق وحظي بدوي على دعم وتأييد من الكثير من أساتذة الجامعة؛ لتفوقه الظاهر على جميع طلاب دفعته، وكان دائم التردد على حضور محاضرات طه حسين وأحمد أمين وغيرهما، وتتلمذ على أيدي أئمة الأساتذة الفرنسيين مثل أندريه لالاند واميل برييه والكسندر اكويريه وغيرهما.

حصل بدوي على الليسانس عام 1938، ومن ثم أعد رسالته في الماجستير بعنوان " مشكلة الموت في الفلسفة المعاصرة" باللغة الفرنسية وبها ملحق مختصر باللغة العربية وحصل على الدكتوراه بحث معنون بـ " الزمان الوجودي".

بدوي واللغات:

ولما كانت اللغات مفتاح للعالم بأسره، واللغات جميعها كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا اهتم بدوي باللغات منذ بداية مراحله التعليمية، فأتقن لغته الأم العربية من نحو وصرف وأدب، وتعلم الإنجليزية وأتقنها، وساعده في ذلك مدرسوه في المدرسة السعيدية؛ لمّا رأوا من تفوقه و حرصه على تعلمها، فكان أحد مدرسيه يمده بجريدة التايمز البريطانية أسبوعيًا؛ ليصقل من مهارته في تعلم اللغة. 

وأتقن الفرنسية على يد أستاذ يدعى لوكوانت وغيره مما مكنه من كتابة رسالته للماجستير بالفرنسية، وعين معيدًا مساعدًا لأستاذه الفرنسي أندريه لالاند؛ لكي يترجم محاضراته للطلاب. وتعلم اللاتينية، والإيطالية أيضًا ،ومما ساعده على إتقانه لهذه اللغات البعثات التعليمة لفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، واتصاله بثقافة هذه الدول اتصالًا مباشرًا.

اتجاهات بدوي في الإنتاج العلمي:

1- المؤلفات المبتكرة التي عبر فيها عن مذهبه في الفلسفة

فكانت منه رسالته للماجستير " مشكلة الموت في الفلسفة المعاصرة"

2- عرض الفكر الأوروبي على القارئ العربي

 بهدف إحداث ثورة روحية في الفكر العربي، حيث كان يرى أن الفكر العربي لن يخرج من غفلته إلا بالاستفادة من الفكر العربي فكان كتابه:

" نيتشه"  الذي يتحدث عن فردريك نيتشه الناقد، والفيلسوف الألماني، تحدث في الجزء الأول عن قصة حياته، وآلامه، ومعاناته الجسدية والفكرية، والجزء الثاني تمثل في تلخيص لفلسفة نيتشه من تحطيمه لأصنام الأخلاق، والأديان، والفلسفة، إلى إرادة القوة والجهاد في سبيل الحياة كحياة في ذاتها.

3- الإسهام في دراسة الفلسفة الإسلامية 

جاء هذا القسم من دراسات بدوي بعد مُضي خمسين عامًا على ارتباط بدوي بالتيار الفلسفي الوجودي، الذي يعتمد على تعظيم الفردية، وأن الإنسان هو من يقوم بدلالة وجوده وحياته، بعيدًا عن أي مؤثر خارجي من دين، أو سلطة، فتحول بدوي للدفاع عن الإسلام ليكفر عما مضى من فكره الوجودي، ويبدل حسنًا بعد سوء، فكتب

 " الدفاع عن القرآن ضد منتقديه" سنة 1988 كشف به زيف آراء الكثير من المستشرقين وكبار فلاسفة أوروبا عن الإسلام.

ختامًا، وكما أن لكل شيء نهاية فكانت نهاية بدوي الموت الذي لا مفر منه لأحد مهما طالت عظمته، فتوفي بعد عودته من فرنسا إلى مصر، ليوارى جسده في أرض الوطن عام 2002 عن عمر يناهز خمة وثمانون عامًا.

فأين نحن من بدوي الذي قرأ نفح الطيب، وتعلم اللغات،  وقرأ المنتخبات الشعرية في مراحله المبكرة من عمره، ونحن نُخرِّج جامعيين لا يكادون يعرفون من هذه الكتب غير أسمائها.

ذهب بدوي تاركًا لنا تاريخًا ضخمًا يعتبر مادة خصبة للبحث والدراسة. " فاللهم همة ."
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف