الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حب فلسطين بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2019-04-02
قصة قصيرة / حب فلسطين بقلم : حماد صبح 
_ مساء الخير ، عمي !
تلمست مصدر الصوت الذي نبع من الجهة اليمنى ؛ في عتمة الحادية عشرة التي يمازجها ضوء واهن من زجاج نوافذ بيت في الدور الثاني ، في شارع خالد بن الوليد . المصابيح مطفأة ، والمحلات موصدة من أول النهار إضرابا في ذكرى يوم الأرض ، ومرور عام على مسيرة العودة وكسر الحصار . لمحت فتى في حوالي السادسة عشرة ، طويلا نوعا ، نحيل الجسم ، يحمل على كتفه علما معقودا بعصا .
سألته : كنت في المسيرة ؟! 
فتوقف ، وقال : شاركت فيها . دائما أشارك فيها .
تبينت هوية العلم . علم فلسطين . ليس علم فصيل .
مازحته : إذن تحب فلسطين ؟! 
_ كيف عمي ؟! لا تحبها أنت ؟!
_ أحبها ، ألست فلسطينيا ؟
_ كل فلسطيني لازم يحبها .
تعبي المرهق من العمل يمنعني من إطالة الوقوف معه ، وأحب الوصول سريعا إلى موقف السيارات في " السرايا " التي تقل في هذا الوقت من الليل ، وأنباء التهدئة متقلبة متناقضة ، وقد تهاجم إسرائيل غزة في أي لحظة ، فتستحيل العودة إلى البيت . فارقته بمودة ، فقال : تصبح على خير ، عمي !
***
سرحت مع خواطري في الليل البارد ، في الشارع المعتم شبه الخالي . هذا هو الحب الحقيقي لفلسطين . حب عفوي طاهر ، من القلب ، لا سياسة خبيثة فيه ولا نفاق مخادع ، ولا ركض لاهث دنيء خلف مناصب ومكاسب ، وفحيح اتهامات متبادلة فرارا من حقائق سوء ما آلت إليه قضية وطنية فريدة في نبلها وعدلها ، والذين قذفوها في هوة هذا السوء هم أضرى وأعنف من ينفث فحيح الاتهامات السوداء .
***
" أتحدى أي إسرائيلي أن يرفع علم دولة إسرائيل في الجو الذي رفع فيه صبي فلسطيني في غزة علم فلسطين " ، انبثقت تلك الكلمات من عمق ذاكرتي . قالها ضابط إسرائيلي عن صبي من المنطقة الوسطى تسلق عمود كهرباء في جو عاصف مطير ، وعلق في أعلاه علم فلسطين . في ذلك الزمن ، في الانتفاضة الأولى ، انتفاضة أطفال الحجارة ، كان حمل علم فلسطين أو رفعه على أي شيء يرادف الموت العاجل أو الاعتقال والسجن . 
***
لامست وجهي حبات مطر صغيرة إذ نزلت من السيارة . سرت في الشارع لا أسمع سوى وقع خطاي . تعاودني لحظة وقوفي مع فتي العلم ، محب فلسطين . سمعت ورائي صوت دراجة نارية ، وفي ثوان توقفت جواري ، قال سائقها : اركب يا عم !
شاب من أبناء المنطقة . جلست على مكتبي . حامل العلم لا يفارق بالي .
صقر من صغار الفلسطينيين الذين تنبأ الصهاينة وحلموا بأنهم سينسون فلسطين بعد موت الأجداد والآباء الذين ضربتهم عاصفة سرقتها وتهجيرهم منها بين الرصاص والقذائف والموت . نحيت تعبي ورغبتي في النوم ، وبدأت أكتب هذه السطور عن فتى يحب فلسطين حبا فطريا نضرا .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف