الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سيرة المناضل حمدي الحسيني.. للمؤرخ: سليم عرفات المبيض بقلم: م غسان محمود الوحيدي

تاريخ النشر : 2019-03-28
سيرة المناضل حمدي الحسيني.. للمؤرخ: سليم عرفات المبيض 

بقلم: م غسان محمود الوحيدي – غزة هاشم

بعد جهد طويل ومثابرة امتدت لخمسة وعشرين عاما، ظهر كتاب حمدي الحسيني، للأستاذ سليم المبيض, فيكون بعمله هذا قد أضاف للمكتبة الفلسطينية عنوانا بارزا، وجلا بعمله الرائع هذا سيرة شخصية وطنية ، لتنال ما تستحق من احترام وتقدير, وللأستاذ سليم في هذا الباب عدة أعمال عن أعلام من غزة هي: حلمي أبو شعبان وسعيد زين الدين وعبد الرحمن الفرا.

و تسليط الضوء على كل عمل يتعلق بغزة وتراثها وأعلامها,  واجب وطني , ودين مستحق لابد من أدائه.

هذا العمل الذي يقع في ثلاثة أجزاء, استعرض فيها المؤلف حياة حمدي الحسيني, وضمنها مقالات متنوعة له, كان الجزء الأول منه والثاني هو السيرة والمقالات التي كتبها حمدي, أما الجزء الثالث فكان رسائل متبادلة بينه وبين زوجته وابنته عصام, ورسائله إلى عصام كانت هي الغالبة على هذا الجزء, ولم تكن رسائله إليها رسائل أب لابنته بالطريقة التقليدية التي قد يتوهما البعض, بل هي امتداد لفكر حمدي الذي كان يبسطه في مقالاته العامة, فكان أبا حنونا يتابع أخبار أبنائه, وزوجا وفيا ومناضلا عنيدا يكره الانكسار لبنيه, ويحضهم على الصلابة والشدة, فكان بهذا يعيش حياة واحدة لا تناقض فيها ولا اضطراب, نسيج وحده يكره التقهقر ومواجهة الصعاب , فهو لا يأمر الآخرين بما لا يأمر أهله, وما كان يعفي أهله مما كان يأمر به الآخرين.

وأحسن المؤلف صنعا عندما ضمن الرسائل لعمله لترتسم صورة حمدي بشكل متكامل, لنتعرف على طريقته في الحياة والتفكير والتربية.

وهذا الكتاب ليس سيرة للحسيني فحسب، بل هو مزيج بين السيرة والأعمال شبه الكاملة، حيث تضمن الكتاب ما أمكنه العثور عليه من مقالات كانت مطوية في بطون صحف، وإن كانت من الوفرة بمكان بحيث استطاع المؤلف أن يستخلص لنا منها شخصية حمدي الحسيني وأعماله في مختلف المجالات, ولاشك أنه ما زالت هناك مقالات مجهولة, وربما تتهيأ الظروف لخروجها مستقبلا, شأنها في هذا شأن كثير من الكتاب والأدباء المشاهير.

وقد وضعنا الأستاذ سليم أمام شخصية ثرية معطاءة متعددة الجوانب, يجد الباحث صعوبة في تصنيفها تصنيفا محددا, أو أن يضعها في حقل واحد من حقول المعرفة, والتصنيف الذي قد يطلبه القارئ سيلحق ظلما كبيرا بهذه الشخصية, فهو يجيد عدة لغات هي: الإسبانية واليونانية والإيطالية والألمانية والتركية الفارسية والعبرية,  وتعدد الإلمام بعدة لغات هو لون من ألوان العبقرية, وهو مناضل قومي ووطني وسياسي وأديب ومفكر وصحفي, صاحب  شخصية شمولية يذكرنا بطبقة كبار الأدباء أمثال أمير البيان شكيب أرسلان وغيره.  

وقفت حائرا أمام هذه الشخصية الكبيرة, وأمام هذا العمل الدؤوب في إبراز تلك الشخصية التي كان لها حضورها البارز في شتى المحافل والمجالات, وكان الأخ م. وصفي الحسيني يعرض على صفحته من حين إلى آخر من أخبار غزة القديمة, ونشاطات أهلها وزعمائها والتي يعثر عليها في صحف فترة الاحتلال البريطاني, وكنت أجد لحمدي حضورا مكثفا في مختلف النشاطات, فكان  سجينا وكان خطيبا وكان مشاركا في وفد وغيرها من النشاطات والفعاليات الوطنية, ولولا هذا الجهد الكبير, الذي رأى النور بعد سنوات طويلة, وتعاون أسرته لضاعت أعماله وطواها النسيان.

نعم لولا تلك الجهود لخسرنا سيرة رجل عظيم, وليست خسارته خاصة بفلسطين وحدها, بل بالأمة العربية جمعاء, لما له من يد بيضاء نحو قضاياها, فهو الذي كافح الظلم من طفولته, وشعر بشعور قومه وما لحق بهم من عذابات وويلات.

ومقالة عجلى كهذه لا تفي العمل حقه, ولا شخصية حمدي الحسيني مكانتها, فقد جلا لنا الأستاذ المبيض سيرة رجل متعدد المواهب, متعدد الصفات والألقاب, يحار الباحث في وصفه, أو تصنيفه لحقل من الحقول, وحالنا معه كما قال الشاعر:

"تَكَاثرَتِ الظّبَاءُ على خِرَاشٍ     فما يدري خِراشٌ ما يصيدُ"

ويمكننا أن نحدد شخصية حمدي من خلال المحاور التالية:

حمدي القومي: فإذا عددنا القوميين الأوائل كان في طليعتهم ويكفي أن تقف على هذا الموقف:

ففي عام 1931 زار الملك فيصل بن الحسين القدس, وكان في استقباله سماحة الحاج أمين الحسيني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى والزعيم الثعالبي وحشد من أعيان البلاد, وكان الحاج أمين عندها يقدم إليه المسلمين وأعيان البلد وعلماءها باسمهم حتى جاء دور استقبال الأستاذ حمدي الحسيني عندها بادر الحاج أمين بتقديم حمدي فما كان من الملك إلاّ أن عاجله القول وباستغراب: كيف تعرفني بشخصية أعرفها قبل أن أعرفك أنت؟! لقد عرفت الأستاذ حمدي في الأيام السود.

ويحمل قلمه ليدافع عن المغرب كما يدافع عن اليمن, ويدافع عن سوريا كما يدافع عن تونس والجزائر.

والحق أننا بحاجة إلى مراجعة تاريخية للعلاقة بيننا وبين العثمانيين, فقد كان هناك من الزعامات العربية من لم يؤيد الثورة أو الخروج على الحكم العثماني رغم ما فيه, فقد اختاروا أهون الشرين وأخف الضررين, وكان على رأس تلك الفئة أمير البيان شكيب أرسلان, أما فيما يتعلق بحمدي الذي انحاز بالكلية للثورة العربية راغبا لأمته العربية حياة كريمة, وهو مطلب كل حر وغاية كل شريف, ولكن للأسف أصيب بخيبة أمل, وكنا نحن الفلسطينيون أكثر الخاسرين, فضاعت فلسطين من بين أيدينا, وهي الحالة التي صورها شوقي في رثائه للشريف حسين بقوله:

قد رجوْنا من المغانم حَظّاً        ووَرَدْنا الوَغَى، فكُنَّا الغنائم

وكان جريئا عندما وصف الثورة العربية لاحقا بالثورة المشؤمة، وهو وصف له دلالته وعمقه لاسيما أن الرجل تبين له حقائق كانت مجهولة, ونتائج وجدها مؤلمة, وهل بعد ضياع فلسطين خير, فأعلنها صريحة بلا مواربة ولا مدارة, و كتبها والحسرة تملأ نفسه, وهو مفتاح آخر من مفاتيح فهمنا لشخصيته القديرة.

وفي المقابل فإن موقفه العدائي من الاستعمار كان ثابتا , مهما تعددت أشكاله وألونه ولم يقتصر على الإنجليزي , بل كان عدائيا لكل مستعمر لبلد عربي, فكانت نظرته للاستعمار الانجليزي, والاسرائيلي , كالفرنسي والايطالي، وموقفه منه لم يتغير، وهو بهذا يذكرنا بزملاء له في الكفاح من أبناء فلسطين وهو محمد علي الطاهر صاحب جريدة الشورى الذي جعل منها منبرا للدفاع عن قضايا أمته العربية من مراكش للبحرين, ولا ننسى كفاح رجل عظيم آخر من الفلسطينيين وهو أحمد الشقيري الذي شهد له منبر الأمم المتحدة وهو يدافع عن قضايا أمته العربية من المحيط إلى الخليج.

حمدي الوطني: وإذا عددنا الوطنيين في بلادنا, وجدناه علامة مميزة فيهم ومن بينهم ..وكان وطنيا بامتياز ..

ويكفي أن تعرف موقفا كهذا: ففي أثناء تدريسه بمدينة الرملة, وفي أحد الأيام قام هربرت صموئيل المندوب السامي الصهيوني على فلسطين بزيارة المدينة قاصداً بلديتها التي أعدت له حفلة وداع كآخر أيامه كمندوب لفلسطين وقد دُعِي حمدي لهذا الحفل ورفض حضوره قاصداً إلى إحدى مقاهي المدينة وكانت تقع قبالة البلدية مباشرةً.

وفيما كان المندوب السامي ماراً في شوارع المدينة كان حمدي جالساً في هذا المقهى مع بعض زملائه المدرسين، وعندما مر من أمامهم المندوب قاموا جميعاً إلا حمدي ظل جالساً رافعاً ساقاً على ساق وبيده كوب من الشاي غير مبالٍ لمن يقف أمامه، فما كان من الحاكم العسكري لمدينة الرملة المرافق للمندوب إلا أن واجهه بسؤال بعد أن ودّع المندوب في محطة سكة الحديد وسأله بشيء من العصبية: ألم تشاهد الذين مروا أمامك قبل قليل؟ ألم تر المندوب السامي؟!!

واستمر حمدي محدقاً به غير آبه بما يقول ومتجاهلاً كلامه وقد رد عليه حمدي باقتضاب: من يكون؟

فأجابه الحاكم: إنه المندوب السامي ألا تقف؟!

فأجابه حمدي: يقف الإنسان لشخص يحترمه ويقدره، وأنا لا أحترم المندوب السامي وبالتالي لا أقف له.

مما أثار غضب الحاكم العسكري وقد أمر بإلقاء القبض عليه وإيداعه السجن.

وفي اليوم التالي وهو في السجن رفض حمدي رفضاً تاماً أن يتكلم مع أحد للتحقيق إلا إذا أخذوا منه برقية قام بكتابتها لإرسالها لوزير المستعمرات البريطاني

جاء فيها: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، أتريدون منا أن نخضع لموظفيكم في الشوارع ونركع لهم في الطرقات؟!) ... وبعد طول نقاش وصلابة موقف تم الإفراج عنه.

 حمدي الناقد الأدبي: وإذا عددنا الأدباء وجدناه في زمرتهم وفي طبقتهم الرفيعة بجدارة, روي أنه إلتقى في شبابه بالكاتب الكبير الأستاذ "مصطفي لطفي المنفلوطي" في دار الكتب المصرية فأقبل عليه الأستاذ حمدي وحيّاه:

فرد عليه المنفلوطي  التحية وسأله: من أين أنت؟

فرد حمدي: من فلسطين

وكيف عرفتني؟

من نظراتك([1])  

فضحك الاثنان......

وهو موقف رغم بساطته إلا أنه يدل على إطلاع حمدي المبكر على نتاج أدباء عصره, وقربه من المشهد الثقافي آنذاك.

ونجده الناقد الواعي في تناوله للشعراء, فيعرض الشاعر بطريقة غير تقليدية, فيحلل شخصيته ليمسك بأطراف الشاعر ويظهر مواضع القوة عنده, ويكفي أن يقف القارئ الكريم على هذه العناوين: أدباؤنا في الميدان و الوطنية في المهجر و نبضات الحياة في الشعر الجاهلي و صديقي المتنبي و جولة في الأدب العربي و ذكرى الشاعر الثائر معروف الرصافي و ثورة في الجحيم و ومضات من الحجاز و نفوس عراقية ثائرة وذكرى الشاعر الثائر معروف الرصافي.

ويكتب عن شخصيات تاريخية كالحجاج حيث درس شخصيته في أربع حلقات, حلل فيه شخصيته, وخرج منها برأي إيجابي عن تلك الشخصية المثيرة بخلاف ما هو مألوف عن الحجاج, كما تناول غيره من الشخصيات: كعبد الرحمن بن الأشعت والمهلب بن أبي صفرة ويزيد بن المهلب وشبيب بن يزيد وقتيبة بن مسلم وفيها تأملات وتحقيقات خرجت عن النمطية والتقليدية, لتضعنا أمام ناقد ذواقة يمتلك من الثقافة والوعي وعمق الرؤية ما يؤهله للحكم على تلك الشخصيات.

وفي تناوله للشعراء والشخصيات التاريخية كان يمتلك ناصية البيان, ولم تكن تفارقه قوة الأسلوب ولا رشاقة العبارة, ويزداد اعجابنا به وتقديرنا له عندما نعرف أنه كان ينشر أبحاثه في مجلة الرسالة المصرية التي أسسها أحمد حسن الزيات, وما أدراك ما الرسالة وما الزيات, الرسالة التي كانت تنشر لكبار أدباء العرب وعلى رأسهم الرافعي والعقاد وطه حسين واسعاف النشاشيبي وعلى الطنطاوي والمازني وغيرهم من تلك الطبقة الرفيعة, وأن يقف حمدي كاتبا في صف هذه الكوكبة من كبار أدباء العربية, فهي بحد ذاتها شهادة عالية له.

حمدي عالم النفس: ونقف أمام عالم نفس وهو يأخذ بأيدينا في وقفات مع أبي حامد الغزالي, ليستعرض جوانب نفسية عنده تحت هذه العناوين: الغزالي وعلم النفس ليتناول عناوين فرعيه منها : العقل والادراك والوجدان والنزوع واللاشعور والعقل الباطني والإلهام والأمراض النفسية والتحليل النفسي والسلوك لتصل إلى عشرة حلقات.

ولم يتوقف في دراسته عند الغزالي كأحد فلاسفة المسلمين, بل امتدت لتصل فلاسفة غربيين, كالفيلسوف الإنجليزي بيكون, وهي دراسة تشي باقتدار الرجل وتمكنه من موضوعه فيقول في رسالة لابنته : وإني أسوق ذلك الآن -قبل البدء في حديث هذين الموضوعين- كلمة للفيلسوف الإنكليزي العظيم "بيكون" وهو الفيلسوف الذي عاش في القرن السابع عشر فغلب الفلسفة العالمية من يسرها النظري إلى اليسر العملي التجريبي, فانقذ الدنيا من الاستطراد مع سقراط وأفلاطون وأرسطو... الخ. في النظر إلى الحياة النظرة المنطقية فحسب, ووجه هذه الدنيا إلى العمل والتجربة. أما كلمته التي أردت أن تعرفيها فهي: الرجال في هذه الدنيا ثلاثة أنواع, أولهم هو الذي يعمل في سبيل السيطرة على أمته, وهذا أسوأ الثلاثة, وأما الثاني فهو الذي يعمل لسيطرة أمته على الأمم الأخرى, وهذا أقل سوءاً من سابقه, وأما الثالث فهو الذي يعمل لسيطرة البشرية على الطبيعة, وهذا أفضل من الأول والثاني".

وإذا بنا أمام عالم في التاريخ يسبر غوره, ويستكشف كُنهه....

حمدي الكاتب الإسلامي: ونجد أنفسنا أمام كاتب إسلامي عميق الفهم لدينه، فهو لم يكن رئيسا لجمعية الشبان المسلمين في غزة, تلك الرئاسة الفخرية, بل كان ذا موقف واضح ويكفي أن تقرأ مقالته عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وغيرها الكثير من المقالات الإسلامية, هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى لندفع عنه تهمة ألصقت به ظلما وعدوانا , ألصقها به الأعداء عندما عجزوا أن يقصوه عن ميادين النضال المختلفة, لأنهم وجدوا فيه الصوت الجريء والحجة القوية والبيان الناصع والرأي الصائب .

ووجدنا في سيرته السياسي الحاذق الذي خاض غمار الانتخابات لبلدية غزة كما خاضها ابن عمه من قبله المحامي فهمي الحسيني, ليحصد أعلى الأصوات , مما يدل على ثقة المواطنين به, ومعرفتهم بقدراته, تلك الأصوات التي لم تمكنه من تولي رئاسة البلدية, فقد رأت الإدارة الإنجليزية المتحكمة أن تولي غيره ممن هو أقل منه أصواتا, ورغم ذلك فلم يترك حمدي البلدية , لأنه لم يكن يهمه المناصب الشكلية بقدر ما يهمه العطاء لشعبه ووطنه.

حمدي الصحفي: أصدر فهمي بك الحسيني جريدة "صوت الحق" في يافا سنة 1927, - وكان من الشخصيات الوطنية المميزة, وله يد بيضاء على غزة وتطويرها, وقضاياها الوطنية, ويستحق أن تُفرد له دراسة تتناول حياته وأعماله -, وقد عهد فهمي برئاسة تحرير جريدته إلى حمدي الذي كتب في العدد الأول منها مقالة له تتضمن ضرورة مقاومة الانتداب والكفاح ضده كوسيلة وحيدة للتخلص من الصهيونية، وقد تابع الكتابة في هذه الجريدة لمدة ستة شهور قضاها في كتابة مقالاته وتعليقاته النارية ضد الاحتلال البريطاني ومطالبته بالاستقلال لفلسطين والوحدة العربية.

وانتقل بعدها ليعمل رئيسا لتحرير صحيفة الصراط المستقيم لصاحبها الشيخ عبد الله القلقيلي لينتهز الفرصة فيما يعتمل في صدره من مواقف سياسية ضد بيوعات الأراضي ومعاوني الاستعمار ومواقفه من القضية الفلسطينية في شتى مجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بكل صراحة وقوة كما نراها في مقالاته المتعددة على مر سنيّ الاحتلال البريطاني, وكتب فيها المقالات العديدة, وهمهما تنوعت الصحف التي كان يكتب فيها ومهما كانت تختلف في توجهاتها وتخصصاتها, إلا أن حمدي ظل نسيجا وحده في وطنيته وانتمائه لفلسطين,
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف