يبنا
لم يكن حلم الصحافة لديه مجرد حلم؛ بل حلم وإرادة ,وكشف غطرسة المحتل ,فهو لم يبك منذ فترة طويلة لقد كانت غصة بالقلب ,عندما زارها بعد فترة انقطاع طويلة فالصلاة بداخلها تسوى كنوز الدنيا بما فيه
" الميلاد والنشأة"
محمود الهمص "39" عاما ولد بمدينة الصمود وهي " رفح ", بظل أسرة متماسكة نحو وطنها ودينها, درس كغيره من أبناء المخيم, و تتلمذ على الحب الوطن والمقاومة ,تخرج من الجامعة الإسلامية بغزة قسم الصحافة والإعلام عام 2001, سافر بعد التخرج لمدينة قطر وعمل بجريدة الشرق القطرية ؛إلا انه لم يلبث شهرين ثم عاد إلى الوطن بسبب حبه للعمل الميداني أكثر من عمل المكاتب .
عمل مصورا حر بالقطعة بعد شرائه لكاميرا الديجتال, التي لم تفارقه خاصة بظل اندلاع الانتفاضة فكانت تشتعل بمواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال, إلى أن تم ترشيحه م قبل الزميل " محمد البابا" و أصبح من ذلك الوقت يشغل منصب "مصور الوكالة الفرنسية ".ولاسيما حصوله على جوائز عدة بالصورة الصحفية .
" مواقف...و ذكريات"
أتيحت له فرصة لزيارة" زهرة المدائن" وبعض المناطق المحتلة ,من خلال تصريح صحفي تم قبوله من قبل الجيش, اشتدت فرحته واشتد الحنين للقدس الشريف فكانت أخر زياراته لها وهو بمرحلة الابتدائية مع جده نظام رحلات أسبوعية, وانتهى به المطاف لعام ألفين وسبعة عشر التقط بعض الصور لها ونشرت على الوكالة الفرنسية وتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلا انه حرم من تصويرها بشكل موسع بسبب سياسة الاحتلال التعسفية بمدينة القدس.
عند باب العمود فاجأه ضابط إسرائيلي مطالبا له بالأوراق الثبوت ك التصريح والهوية مجيبا له بتعجب : من غزة صحفي .
" يبنا قرية فلسطينية"
بعد انتهائه من عمله أخذ قسطا للتنزه ثم مضى ساعات بزيارة الأماكن وتصويرها ركب قطارا على طريق أسدود ليرى قريته " يبنا" التي طالما حدثه عنها جده بأنها أراض زراعية تنخلها بيوتا بسيطة و أناس طيبون وفيها البراري والخضرة و سرعان ما انقطع عنه الشريط السينمائي عندما سأله والده وكيف أصبحت الآن ؟ فأجابه: بأنها تحولت لمبان عالية مستوطنات وحواجز وغيرها..., وكيف تغيرت معالمها الحضارية والثقافية لتلك القرية .
لم يشعر بأنها فقط تلك القرية وحسب بل جميع المدن المحتلة وطن, التي طالما حن الفؤاد لها واعتلى الشوق.
" فلسطين حلم يراود أبناءها "
جولته لها قد انتهت دون أن يشعر بانتهاء الوقت المحدد له من قبل جيش الاحتلال. ليتفحص رملها بحجارتها برائحة المطر المجبول بدم الشهداء, ودعها بدموع القلب قبل العين وهو يلتقط بعض الصور التذكارية لها خشية؛ ألا يسمح له الاحتلال بدخوله مرة أخرى.
رغم الصعوبات التي واجهها بحياته المهنية كالإصابة بالتغطيات إلا انه متمسكا بعين الحقيقة وهي التصوير.
إعداد: نسمة نضال الحرازين
لم يكن حلم الصحافة لديه مجرد حلم؛ بل حلم وإرادة ,وكشف غطرسة المحتل ,فهو لم يبك منذ فترة طويلة لقد كانت غصة بالقلب ,عندما زارها بعد فترة انقطاع طويلة فالصلاة بداخلها تسوى كنوز الدنيا بما فيه
" الميلاد والنشأة"
محمود الهمص "39" عاما ولد بمدينة الصمود وهي " رفح ", بظل أسرة متماسكة نحو وطنها ودينها, درس كغيره من أبناء المخيم, و تتلمذ على الحب الوطن والمقاومة ,تخرج من الجامعة الإسلامية بغزة قسم الصحافة والإعلام عام 2001, سافر بعد التخرج لمدينة قطر وعمل بجريدة الشرق القطرية ؛إلا انه لم يلبث شهرين ثم عاد إلى الوطن بسبب حبه للعمل الميداني أكثر من عمل المكاتب .
عمل مصورا حر بالقطعة بعد شرائه لكاميرا الديجتال, التي لم تفارقه خاصة بظل اندلاع الانتفاضة فكانت تشتعل بمواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال, إلى أن تم ترشيحه م قبل الزميل " محمد البابا" و أصبح من ذلك الوقت يشغل منصب "مصور الوكالة الفرنسية ".ولاسيما حصوله على جوائز عدة بالصورة الصحفية .
" مواقف...و ذكريات"
أتيحت له فرصة لزيارة" زهرة المدائن" وبعض المناطق المحتلة ,من خلال تصريح صحفي تم قبوله من قبل الجيش, اشتدت فرحته واشتد الحنين للقدس الشريف فكانت أخر زياراته لها وهو بمرحلة الابتدائية مع جده نظام رحلات أسبوعية, وانتهى به المطاف لعام ألفين وسبعة عشر التقط بعض الصور لها ونشرت على الوكالة الفرنسية وتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلا انه حرم من تصويرها بشكل موسع بسبب سياسة الاحتلال التعسفية بمدينة القدس.
عند باب العمود فاجأه ضابط إسرائيلي مطالبا له بالأوراق الثبوت ك التصريح والهوية مجيبا له بتعجب : من غزة صحفي .
" يبنا قرية فلسطينية"
بعد انتهائه من عمله أخذ قسطا للتنزه ثم مضى ساعات بزيارة الأماكن وتصويرها ركب قطارا على طريق أسدود ليرى قريته " يبنا" التي طالما حدثه عنها جده بأنها أراض زراعية تنخلها بيوتا بسيطة و أناس طيبون وفيها البراري والخضرة و سرعان ما انقطع عنه الشريط السينمائي عندما سأله والده وكيف أصبحت الآن ؟ فأجابه: بأنها تحولت لمبان عالية مستوطنات وحواجز وغيرها..., وكيف تغيرت معالمها الحضارية والثقافية لتلك القرية .
لم يشعر بأنها فقط تلك القرية وحسب بل جميع المدن المحتلة وطن, التي طالما حن الفؤاد لها واعتلى الشوق.
" فلسطين حلم يراود أبناءها "
جولته لها قد انتهت دون أن يشعر بانتهاء الوقت المحدد له من قبل جيش الاحتلال. ليتفحص رملها بحجارتها برائحة المطر المجبول بدم الشهداء, ودعها بدموع القلب قبل العين وهو يلتقط بعض الصور التذكارية لها خشية؛ ألا يسمح له الاحتلال بدخوله مرة أخرى.
رغم الصعوبات التي واجهها بحياته المهنية كالإصابة بالتغطيات إلا انه متمسكا بعين الحقيقة وهي التصوير.
إعداد: نسمة نضال الحرازين