الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مجزرة مسجدي نيوزيلاندا.. أعمق من زخات الرصاص بقلم:د.ياسر الشرافي

تاريخ النشر : 2019-03-23
مجزرة مسجدي نيوزيلاندا.. أعمق من زخات الرصاص بقلم:د.ياسر الشرافي
مجزرة مسجدي نيوزيلاندا ... أعمق من زخات الرصاص

بقلم: الدكتور ياسر الشرافي/ المانيا
يوم الجمعة الماضية دخل إرهابي ذات أصول أُسترالية إلى أماكن عبادة للمسلمين و أطلق زخات من الرصاص على كل من يتواجد أمامه ، فأردى من كان هناك بين قتيل و جريح ، حيث هذا العمل الوحشي فتح شهية كثير من هم على شاكلة هذا الإرهابي تكرار لهذا الحدث في كثير من العواصم الغربية ، ان لم تكن عند صناع القرار في الغرب إرادة لصد حملة التشويه المقصودة ، التي يتعرض لها المسلمين في تلك الدول بسبب الحكم المسبق على هذا الدين الحنيف ، أو ما شاهده و يشاهده العالم من جماعات دينية في سوريا و العراق ، و التفجيرات التي تحدث في سيناء و بعض المساجد و الكنائس في الدولة المصرية ؛حيث تلك التفجيرات طالت عواصم أوروبية ذات سياسة متوازنة مع الشرق الأوسط مثل باريس و بروكسل ، رغم هذا العمل الإرهابي المحزن كان هناك وجه آخر مشرق ، متمثل برئيسة وزراء نيوزيلاندا و أركان حكومتها ، حيث أدانت هذا العمل الإرهابي قولاً و عملاً ، و فتحت أبواب نيوزيلاندا لدعم المسلمين معنوياً و مادياً و ثقافياً ، و العمل على سن قوانين بسرعة البرق لعدم تكرار هذا الحدث ، احدى تلك القوانين عدم اقتناء السلاح في بيت أي مواطن ، و مطاردة الأفكار العنصرية المحرضة على الآخر .يأتي هذا العمل الإرهابي المدان في سياقات كثيرة ، تمتد إلى العقلية البشرية الأمّارة بالسوء ، و عدم احترامنا لأنفسنا كبشر ، عندما يعتنقون الناس كانو مسيحيين أو مسلمين أو يهوداً أو بوذيين أو هندوساً أو ملحدين أفكاراً ملوثة ، يظن كل من هؤلاء أنهم من أهل الخير و الآخرين من أهل الشر و يجب تصفيتهم خارج الإطار الإنساني ؛ حيث هنا تكمن الفاجعة الكبرى في سكب المزيد من الزيت على نار الكراهية المشتعلة بين البشر ، التي تضر بالسلم العالمي لسكان تلك الكرة الأرضية ، فالحفاظ على السلم العالمي و الإحتفاظ بالقيمة الإنسانية لكل منا يتعدى الجهد الفردي الذي يبذل من محبة بعضاً بعضاً إلى جهد منظم من كل دول العالم ، خاصة الدول الكبرى التي تجاوزت أطماعها التفكير قط في مصالحها ، من أجل ذلك استغلت تلك الدول كل ما هو قانوني أو غير قانوني للوصول إلى ما تصبوا إليه ، لو تتطلب ذلك مزيداً من قتل الأبرياء هنا و هناك في هذ العالم ، حيث يسبق ذلك تشويه مدروس لثقافة و دين المُعتدى عليهم من أجل عدم التعاطف و لو مجازياً مع هؤلاء الأبرياء التي تسفك دمائهم بسيف الجشع و التسيّد ، حيث النماذج كثيرة في تاريخنا المعاصر و الحاضر ، الحروب الأهلية الأثنية التي حدثت في أوروبا و راح ضحاياها الملايين ، و المجازر التي حدثت بحق الهنود الحمر في أمريكا ، و القتل و السلب الممنهج في أفريقيا ، من كل هذه الأحداث كان لنا نصيب كعرب و مسلمين ، من استعمار للدول العربية من قبل النادي الإستعماري المتمثل بالدول الأوروبية في تلك الحقبة ، إلى إحتلال فلسطين لاحقاً من قِبل الكيان الصهيوني ، أما في حاضرنا هذا تُفرض الوصايا الأمريكية على كثير من دول الكرة الأرضية ، كل هذه الأحداث السالفة الذكر تأتي في سياق سلب خيرات الشعوب التي لا تستحق الحياة بالنسبة لشعوب تظن نفسها هي سيدة البشر ، أي بمعنى أدق نظرية السيد و العبد بمفهموها العنصري المنظم. هذا المفهوم الذي نعيشه كبشر فقير أو غني ، ضعيف أو قوي ، ظالم أو مظلوم ، يأتي من قراءاتنا الخاطئة لثقافتنا و ثقافة الآخرين ، و الإعتداء على نصوص الدين و قرصنتها حسب مصلحتنا الآنية ، فأنظر إلى المؤمنيين دينياً من أهل الكتب السماوية ، كل ينظر إلى الآخر بغير مؤمن أو كافر أو مرتد أو مغضوب عليه من رب العالمين، متناسيين قصداً أو جهلاً الهدف الأسمى لرسالات السماء ، الذي يتجلى في رفع منسوب أخلاق البشر و السلم الإنساني بمفهومه الحديث عندما تتدنى أخلاقهم عن المستوى الفطري الُمحدد لهم . لكي نحافظ على السلم العالمي ما بيننا ، يجب أن تكون مراجعات جدية لكل كتبنا الثقافية و الدينية ، و إعطاء التفسير الأصح و الأدق للنصوص الدينية ، ثم إعادة الحقوق للشعوب التي نُهِبت آخر مائتين عام من الدول المستعمرة ؛لأن العمل و القضاء على الفقر يهذب النفس البشرية و ينسى من هو مظلوم جزء كبير من معاناته في الماضي . تيسيير التواصل الثقافي بالمفهوم الحقيقي بين الشعوب من حيث التنوع الفكري و البشري و الديني ، الذي يصب في مصلحة البشر كقيمة إنسانية و العدل ما بينهم ، بعيداً عن التمترس وراء إدعائات التفوق العرقي أو الديني أو الثقافي ، حيث الدين لله و الأرض للعيش المشترك بين كل الطوائف و الأعراق و كل كائن حي ، حتى يتحقق العدل فيما بيننا و الذي هو أساس الُملك للبشر في هذا العالم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف