الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الجولان سورية رغماً عن أنف أمريكا بقلم:د. خيام الزعبي

تاريخ النشر : 2019-03-23
الجولان سورية رغماً عن أنف أمريكا بقلم:د. خيام الزعبي
الجولان سورية رغماً عن أنف أمريكا

الدكتور خيام الزعبي – جامعة الفرات

لقد عزفت الحكومة الأمريكية على كل أوتار المماطلة والتسويف والكذب والخداع وازدواجية المعايير بالنسبة للأزمة السورية، وما زالت بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمارس أقصى درجات الغطرسة والرعونة في قراراتها والتي تخدم وجود الكيان الصهيوني الإرهابي وتضعه على رأس أولويتها القصوى، مهما كلفها ذلك من إهدار حقوق الدول الأخرى وضربها بعرض الحائط، وهنا نتوقف أمام أخطر تصريحات صدرت عن الإدارة الأمريكية على لسان رئيسها ترامب حول الجولان السوري المحتل. حيث أعلن " إن الوقت حان لدعم السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 " في خطوة لم تلق اعترافاً دولياً.

في هذا السياق تعاملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع الجولان على أنها أراض سورية محتلة من الجانب الإسرائيلي وهو الموقف المتفق عليه مع القرارات الدولية الصادرة من منظمة الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، لذلك فإن قرار ترامب حول الجولان  لم يتوقف عند خرق السياسات الأمريكية التي انتهجتها الإدارات السابقة فقط لكن أيضا يكسر القاعدة الدولية السياسية الثابتة خلال حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية ويخرق قرارات الأمم المتحدة التي وافق عليها الأعضاء بالإجماع والتي ترفض الاعتراف بضم دولة أراض باستخدام القوة العسكرية ، وكان الرئيس ترامب الذي أظهر دعماً قوياً لإسرائيل الإرهابية قد وقع في كانون الأول 2017 قراراً يعتبر القدس عاصمة لإسرائيل، متحدياً الإجماع الدولي في هذا الشأن.

في نفس السياق أدانت سورية، التصريحات "اللامسئولة" للرئيس ترامب حول الجولان ، التي تؤكد مجدداً انحياز أمريكا الأعمى للاحتلال الصهيوني ودعمها اللامحدود لسلوكه العدواني .  كما أكد عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أوليغ موروزوف أن روسيا لن تعترف أبداً بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة وإن تغيير وضع هضبة الجولان سيمثل انتهاكاً مباشرا لقرارات الأمم المتحدة، وأن  الرئيس ترامب يعمل على إثارة غضب المجتمع الدولي والعالم العربي. وبالمقابل قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن أي اعتراف أمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان سيمثل ردة خطيرة في موقف الولايات المتحدة من الصراع العربي الإسرائيلي .وبدورها أكدت المتحدثة باسم المفوضية العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مايا كوسيانتشيش، أن الاتحاد الأوروبي لا يزال لا يعترف بأن مرتفعات الجولان جزء من إسرائيل، على الرغم من التصريحات الأخيرة للرئيس ترامب.

من الواضح أن هذه الخطوة التي اتخذها ترامب تمثل  تحولاً كبيراً في السياسة الأمريكية، والهدف منها تقديم هدية سياسية  لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من خلاله إعطاءه دفعة قوية في حملته للفوز بفترة جديدة في السلطة في الانتخابات القادمة   في وقت يواجه فيه مزاعم فساد ومخالفات كبيرة. وقد يساعد هذا الإعلان الرئيس الأمريكي في تحسين موقفه في المعسكر المؤيد لإسرائيل داخل الولايات المتحدة خاصة بين أعضاء قاعدته من المسيحيين الإنجيليين قبل المؤتمر السنوي لأيباك، أقوى جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل، المقررعقده في الأيام  القليلة القادمة. أي بمعنى  أن الهدف من وراء هذه التصريحات هي: تعزيز  وتمتين الارتباط بإسرائيل وتقسيم العالم العربي  وتفكيك المواقف العربية وضرب سورية  مع بعض الشركاء الدوليين في هذا الشأن.

لا يخفى على أحد أَن أمريكا وذيلوها من كانوا ولا يزالون سبب مشاكل ومآسي الأمة العربية إذ عمدوا إلى نشر الخراب والفرقة والفوضى في المنطقة ذلك ضمن المخطط التآمري الذي عاث في الأرض فساداً على يد القوى المتطرفة، الممولة لوجستيا وإعلاميا ومادياً من قبل الغرب وأعوانه، لتدخل المنطقة العربية في نفق التدخلات الإقليمية، وبعد أن سقطت أدواته في دمشق، هناك حالة من القلق والتخبط يعيشها تحالف العدوان على سورية يدل عن الشعور بخيبة أمل وفشل ذريع في تحقيق ما يرمي ويصبوا إليه، فتلاحم الشعب ووحدة الصف أدخلهم في حالة من الخوف والإرباك فأصبحوا يتخبطون ويعيشون حالة من الهستيريا الإنهزامية، ويبحثون عن الحلول التي تجعلهم يحافظون على ما تبقى من ماء وجهم.

نحن الآن أمام تحدي كبير يتطلب التغيير في الإستراتيجيات لأنه لم يعد بالإمكان بالطريقة القديمة أن نصل إلى نتائج ملموسة، فإسرائيل لن تقبل العملية السياسية وكل المبادرات التي تبذل من هنا وهناك للوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، فالخيار الأفضل حالياً للتعامل مع الاحتلال هو العودة إلى الكفاح والمقاومة بكل أشكالهما، فمحور المقاومة  قادر على العبور إلي قلب تل أبيب وتحرير كل الأرض العربية المحتلة ، وأن النار المشتعلة فی سورية ستحرق إسرائيل، وإشعال الأرض تحت أقدام جنود العدو ومغتصبيه.

وأختم مقالي بالقول إن تصريحات الرئيس الأمريكي حول الجولان السوري المحتل لن تغير أبدا من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريّاً وأن الشعب السوري أكثر عزيمة وتصميما وإصرارا على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطني السوري بكل الوسائل المتاحة وعودتها إلى كنف الوطن شاء من شاء و أبى من أبى طال الزمان أم قصر وأن هذا القرار لن يغير شيئا من الواقع ولن تنجح الإدارة الأمريكية في تغيير واقع أن الجولان أرض سورية محتلة مهما أخذت من قرارات.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف