(أنيموس) صفاء أبو خضرة بين الأنا والآخر
من قول جبران خليل جبران (أهذه هي الحياة التي كنت أركل بطن أمي من أجلها ) بدأت صفاء أبو خضرة روايتها " أنيموس" وصرخة قوية دوّت ( أن هذه على هذه الأرض ما يستحق الحياة) بكل قساوتها وربيعها وتقلباتها وتجلّياتها .
سار بنا الراوي عبر صفحات الرواية بسلاسة ونقاء، وتنقّل الخطاب بينه وبين البطل (تيّم) (تيماء) يؤرجحنا بشخصوص الرواية بتناسق جميل، فكل منهما يعكس الآخر وكل منهما نقيض للآخر وهو رسم للشخصوص استطاعت الكاتبة أن تجذبنا نحوهم بذكاء وفطنة، وجعلتنا نتعاطف مع كل شخصية ونرسمها بمخيلتنا وكأنها تعيش بيننا ،،بل قد يصل الأمر الى أن كل شخصية قد تكون أنا .
في ( أنيموس) كانت صفاء أبو خضرة جريئة جدا لخوض غمار كتابة رواية تتعلق بمحظورات اجتماعية، ف(الجنس) في الأدب يحتاج لتعريف واضح وتوظيف في مكانه السليم كي لا يكون الجنس لمجرد الجنس، ولمجرد إثارة الغرائز الانسانية . لذلك التقطت الكاتبة الفكرة بذكاء ( الختان) وبنت عليه روايتها، سابرة غور النفس الانسانية وتوظيف علم النفس وسلوكياته لتلك الشخصية / البطل، فكانت نقطة التحوّل حينما قالت له أمه ( تيّم يا ولدي لا تنس أن أميرة مثل أختك) فانساق لذلك طوعا وكراهية بأن يكون أختها بعد أن كان يحلم أن يكون زوجها وحبيبها ذات يوم.
تشابكت الرواية مع القاريء،وحين قراءتها لا بد من قراءة عالم النفس (يونغ) الذي يقول " أن ليس هناك رجل هو مجرد رجل وأن ليس هناك امرأة هي مجرد امرأة فقط، فكل رجل هو رجل وامرأة في الوقت نفسه وكل امرأة رجل في الوقت نفسه " .
من هنا جاءت لنا صفاء ابو خضرة ب ( الأنيما) وهي المراة في الرجل و( الانيموس) الرجل في المرأة . وكما يقول يونغ : " أن البعد الانثوي يظل في معظم الاحيان خفيا عند الرجل ، وبالمثل يظل البعد الذكوري خفيا عند المراة، وهنا السر في العلاقات بين الرجل والمراة ومنها علاقة الحب بينهما " .
في النهاية تبقى رواية ( أنيموس) رواية تسجل اضافة نوعية للقاريء من خلال طرحها الجريء وتمكن الكاتبة من توظيف الجنس ومفرداته وحركاته وايماءته، لمعالجة قضية انسانية بمعالجة فنية وبوعي وإدراك لما تريد أن تنتهي اليه وبما يخدم القضية التي تناولتها الكاتبة .
في الرواية أحداث معاصرة سياسية واجتماعية واقتصادية ، وتوثيق جمالي للمكان والزمان نسجته الكاتبة بنصوص الرواية، أترك للقاريء التعرف على ذلك من خلال قراءته كي لا أفسد متعته.
شكرا صفاء ابو خضرة، أبهرتنا وأدهشتنا .
علام منصور
كاتب وناقدِ
من قول جبران خليل جبران (أهذه هي الحياة التي كنت أركل بطن أمي من أجلها ) بدأت صفاء أبو خضرة روايتها " أنيموس" وصرخة قوية دوّت ( أن هذه على هذه الأرض ما يستحق الحياة) بكل قساوتها وربيعها وتقلباتها وتجلّياتها .
سار بنا الراوي عبر صفحات الرواية بسلاسة ونقاء، وتنقّل الخطاب بينه وبين البطل (تيّم) (تيماء) يؤرجحنا بشخصوص الرواية بتناسق جميل، فكل منهما يعكس الآخر وكل منهما نقيض للآخر وهو رسم للشخصوص استطاعت الكاتبة أن تجذبنا نحوهم بذكاء وفطنة، وجعلتنا نتعاطف مع كل شخصية ونرسمها بمخيلتنا وكأنها تعيش بيننا ،،بل قد يصل الأمر الى أن كل شخصية قد تكون أنا .
في ( أنيموس) كانت صفاء أبو خضرة جريئة جدا لخوض غمار كتابة رواية تتعلق بمحظورات اجتماعية، ف(الجنس) في الأدب يحتاج لتعريف واضح وتوظيف في مكانه السليم كي لا يكون الجنس لمجرد الجنس، ولمجرد إثارة الغرائز الانسانية . لذلك التقطت الكاتبة الفكرة بذكاء ( الختان) وبنت عليه روايتها، سابرة غور النفس الانسانية وتوظيف علم النفس وسلوكياته لتلك الشخصية / البطل، فكانت نقطة التحوّل حينما قالت له أمه ( تيّم يا ولدي لا تنس أن أميرة مثل أختك) فانساق لذلك طوعا وكراهية بأن يكون أختها بعد أن كان يحلم أن يكون زوجها وحبيبها ذات يوم.
تشابكت الرواية مع القاريء،وحين قراءتها لا بد من قراءة عالم النفس (يونغ) الذي يقول " أن ليس هناك رجل هو مجرد رجل وأن ليس هناك امرأة هي مجرد امرأة فقط، فكل رجل هو رجل وامرأة في الوقت نفسه وكل امرأة رجل في الوقت نفسه " .
من هنا جاءت لنا صفاء ابو خضرة ب ( الأنيما) وهي المراة في الرجل و( الانيموس) الرجل في المرأة . وكما يقول يونغ : " أن البعد الانثوي يظل في معظم الاحيان خفيا عند الرجل ، وبالمثل يظل البعد الذكوري خفيا عند المراة، وهنا السر في العلاقات بين الرجل والمراة ومنها علاقة الحب بينهما " .
في النهاية تبقى رواية ( أنيموس) رواية تسجل اضافة نوعية للقاريء من خلال طرحها الجريء وتمكن الكاتبة من توظيف الجنس ومفرداته وحركاته وايماءته، لمعالجة قضية انسانية بمعالجة فنية وبوعي وإدراك لما تريد أن تنتهي اليه وبما يخدم القضية التي تناولتها الكاتبة .
في الرواية أحداث معاصرة سياسية واجتماعية واقتصادية ، وتوثيق جمالي للمكان والزمان نسجته الكاتبة بنصوص الرواية، أترك للقاريء التعرف على ذلك من خلال قراءته كي لا أفسد متعته.
شكرا صفاء ابو خضرة، أبهرتنا وأدهشتنا .
علام منصور
كاتب وناقدِ