الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحزن يموت أيضاً يوسف شرورو بقلم:رائد الحواري

تاريخ النشر : 2019-03-22
الحزن يموت أيضاً يوسف شرورو  بقلم:رائد الحواري
الحزن يموت أيضا
يوسف شرورو
ما يحسب للأدب الفلسطيني تأريخته للحالة الفلسطينية، فيمكن للقارئ أن يجد فيه ما يغنيه عن التاريخ، ليس على مستوى الأحداث فحسب، بل على مستوى الأفكار والتنظيمات أيضا، لهذا نقول أن الأدب الفلسطيني له مكانته الأدبية والمعرفية، فهو يمتعنا بشكله وطريقة تقديمه، ويعرفنا بالأحداث وما جرى على أرض فلسطين ولشعبها، في هذه الرواية سنجد الهجرة من فلسطين وما مر على الفلسطيني من ويلات، وسنجد بداية تشكيل التنظيمات الفلسطينية المسلحة، والظروف التي عملت بها، فالبدايات كانت في غاية الصعوبة، واحتاجت تضحيات خارقة لتأسيس وتثبيت الكيانية الفلسطينية.
الهجرة والتخاذل العربي
يحدثنا "سليم" عن تلك الأحداث والمشاعر التي صاحبة الهجرة، مبينا التخاذل العربي الذي اسهم في مأساتنا: "...فنحن غير مدربين كاليهود، وسلاحنا قديم يعلوه الصدأ، وغير منظمين، وكل واحد منا ينصب من نفسه قائدا على الآخرين. كانت الكلاب تجري خلفنا، وكأنها خائفة أو كأنها تطالب منا أن نعود، واستمرت الرحلة لأيام طويلة، قاسية لن أنساها طيلة حياتي، ففيها شعرت بالذل الحقيقي، الذل عندما لا يقاتل الإنسان بشراسة من أجل وطنه، أنا أشعر بأننا خدعنا، هناك رجل خدعنا جميعا، سيأتي اليوم الذي سيعرف فيه الناس هذا الرجل، الذي بعثر جنوده على الطرقات لحراسة الهاربين، لا للدفاع عن المدن التي بدأت تتساقط دون مقاومة تذكر" ص37، من حق الأجيال علينا أن نكشف لها حقيقة ما جرى على أرضنا، فبعد أكثر من سبعين سنة على تهجيرنا من وطننا، يجب أن كشف حقيقة النظام الرسمي العربي الذي سعى لتثبيت أركانه على حساب فلسطين وأهل فلسطين، فكانت عمالية المقايضة، تثبيت الحكام العرب، مقابل مساهمتهم في خداع وترويض الفلسطينيين: "ـ تعرف أن لورنس العرب قد نظم لاجتماع عقد في فندق الكالتون نور، بين الملك فيصل ولورنس، وتم الاتفاق فيه على منح اليهود 6% من الأرض الفلسطينية، واعطاء الملك فبصل 200 ألف جنيه شهريا من قبل الوكالة الصهيونية... لقد كان يحلم بحكم سوريا والعراق وفلسطين بعد منحه بركة الانكليز" ص230، لهذا دخلت الجيوش العربية فلسطين، دخلت لتثبيت حكام وليس لمحاربة الاحتلال، فكان الفلسطيني منذهل من مأساته، ومن تخاذل النظام الرسمي العربي، فلم يكن ليستوعب أن هناك عرب يمكنهم الإقدام على الخيانة، كما أن ظروف الحياة لم تكن سهلة أمام من ترك وطنه وبيته ورزقه، فكان عليه (مسايرة الأحداث) محاولا أن يقنع نفسه بأن الأمل ما زال موجودا: "... وكانت الأخبار تصلنا ونحن في عمان، بأننا سنعود إلى بلادنا بعد أسابيع قصيرة، ومع هذا بدأت عمان تزدهر بالحياة وبالناس وعربات الفاكهة، وبلهجة الذين توافدوا عليها من يافا والرملة واللد" ص40، احدى مشاكل الفلسطيني تكمن في فكرة (المؤقت) التي خدع بها، معتقدا أن تواجده في الغربة سيكون مؤقتا، لأيام معدودة، لكن الأيام والسنوات مضت وها هو بعيد عن وطنه، ولم يعد له هوية وطنية، فقد تقاسم النظام الرسمي العربي مع دولة الاحتلال فلسطين وشعبها: "هناك دولة عربية، تمنح الفلسطينيين جوازات سفر، فهي تحكم ما تبقى من أرض فلسطين" ص220، الظروف فرضت على الفلسطيني أن يعمل وينتج ويزرع ويعمر ومدن جديدة، فالحياة ومتطلباتها لم تكن لتمنحه الفرصة ليصحوا من المأساة، فنخرط في هموم الحياة: "كنت اعمل خلال العطلة الصيفية في معمل العلب الكرتون، وآخذ ليرة سورية واحدة في اليوم، وأشعر بالراحة، أما الآن فسأعمل من أجل مسؤوليتي الفكرية، ومن أجل أمي" ص96، .

النظام الرسمي العربي
وهنا علينا التوقف لماذا لم يفكر الفلسطيني في المقاومة؟، مقاومة النظام الرسمي العربي ودولة الاحتلال؟ هل هذا ناتج عن حجم الضربة التي تعرض لها؟، أم أن هناك اجراءات اتخذت جعلته (مقيد/عاجز) عن الإتيان بأي فعل؟: "ـ لقد وصلتنا معلومات وثيقة بأنك تشتم الوحدة وتشتم رجالها، أنت كلب قذر، وأمثالك يجب أن يرضعوا في المزابل لأكل الجثث النتنة، لقد أمرت وزارة الداخلية بالكويت، بتسفيرك وإعادتك إلى دمشق، سوف نعجبك هنا، ونفرمك مثل اللحمة العفنة" ص118، القمع قرين الاجهزة (الأمنية) فهي لا تعرف إلا القمع ومطاردة المواطن، ولا تفكر إلا بالمؤامرة الخارجية، وتستخدم كل الوسائل في محاربة ومطاردة وقمع المواطن: "... ـ هل تضعون آلة تسجيل بجانب كل طاولة في المقاهي؟
ـ نحن نراقب كل مشبوه، أنت مشبوه... والآن أخبرني أين تنظيمكم السري؟" ص188، إذن هناك مراقبة حثيثة لكل مواطن يفكر أو يعمل بغير ما يريده النظام، وليت الأمر اقتصر على المراقبة، التي لم تكن إلا الخطوة الأولى في عملية ترويض المواطنين: "ـ وصلتنا الأخبار ولا نريدك أن تعمل
ـ هل الجريدة تابعة لك؟
ـ كل شيء تابع لي في هذه المدينة .. خوذه فقد اعترف بأنه شيوعي، خوذه إلى المزة.
ـ هكذا دون محاكمة.
ـ أنا من يقرر الأحكام هنا" ص 190، المنع من العمل، الاعتقال التعسفي، الترهيب، اساليب وطرق يتبعها النظام الرسمي العربي بحث كل مواطن، أن كانت يحمل جنسيتها أم جنسية أخرى، والمشكلة في النظام الرسمي العربي أنه مصروع بفكرة المؤامرة الخارجية، "فسليم" اعتقل في سوريا بتهمة الشيوعية، وها هو يعتقل في العراق أيام عبد الكريم قاسم المدعوم من الشيوعيين، بتهمة القومية: "ـ يقولون عنك إنك من القوميين العرب، أنتبه إلى نفسك.
ـ مرة يتهمونني بالشيوعية، ومرة يتهمونني بالقومية!!" ص 265، هذا (مأساة) النظام الأمني العربي، فهو باستمرار يجد في الآخرين أعداء ومناوئين ومتآمرين وحتى خونة.
المعتقلات العربية
المعتقلات والسجون سمة القوة التي تمتاز بها الاجهزة الامنة، فقوتها وهيبتها ومكانتها تكمن في المعتقلات والسجون، وهذا السجون غير مناسبة حتى للحيوانات، ومع هذا يزوجن بها بخيرة الشباب، لكن قبل الاعتقال هناك سلوك لا بد منه: "ولا أدري كيف وجد نفسه محشوا داخل دولاب السيارة، دارات به الأشياء بسرعة عنيفة، أحس بعدها بالغثيان، والضابط الشرطي يسأل بلهجة بغدادية فجة:
ـ أين تنظيماتكم السرية يا ابن القحبة؟
... ـ خذوه إلى زنزانة منفردة، سأعيد العملية معه بعد فترة...
وجد نفسه يرتطم بالأرض الصلبة الرطبة وغاب عن الوعي، وتلاشى كل شيء حتى آلام التعذيب" ص265-267، بهذا الشكل يتم التعامل مع كل من لا يؤيد ويوافق النظام، فيجب على المواطن أن يكون يفكر ويتكلم ويعمل حسب تعليمات النظام، وإلا سيكون مواطن غير صالح، مواطن متآمر وخائن للوطن وللدولة.
أثر المعتقلات يتجاوز الجسد، فالجسد يمكن أن يشفى ويستعيد عافيته، لكن الأثر النفسي، وما يتركه هو المشكلة عند المعتقلين: "... لا يريد أن يتحدث حتى لنفسه عن تجربة السجون العراقية، ينام الإنسان هناك ثم يتحول إلى حيوان،... الرجل الذين يخططون في وطنه العربي يجب أن يشنقوا أنفسهم، فقد علا الخراب البيوت، وفقس في غرفها مرض خبيث لم يعرفوا له دواء بعد" ص319، خراب الأوطان يلازمه تحطيم الإنسان وكسر شوكته، بحيث لا يعود قادرا على التفكير السليم، فيبدأ يفكر بشكل (متطرف) فلا يعقل أن يزج بالإنسان لمجرد كلمة قالها أو لأنه يحمل أفكار لا تتوافق وطرح السائد.
فما وجدناه عند "سليم" من ألم يعكس حجم الأذى التي تعرض له في السجون، فهو لا يريد حتى أن يحث نفسه، وهنا نذكر بما قالته "عائشة عودة" في روايتها ثمنا للشمس: "أن الحديث عن الألم هو ألم إضافي" لهذا يحكم العديد من المصابين عن الكلام.
الاحزاب السياسية
قلنا ان أهمية الرواية تكمن في تناولها للعديد من التنظيمات والاحزاب السياسية التي تناولت القضية فلسطين: "ـ الشام كما تركتها، حزب البعث يوزع شعاراته عن الوحدة والحرية والاشتراكية، والحزب الشيوعي يتسرب بين صفوف الشباب والعمال، وشعبة الرجل الذي قام بتأميم القنال تزداد زخما واتساعا، والشباب الفلسطيني كما تعرفه موزع بين كل الاتجاهات، حتى أن بعضهم انتسب للحزب القومي السوري، لأنهم ينادون بتوحيد سوريا الكبرى، ومن ضمنها فلسطين" ص87، من عاصر الحالة الفلسطينية بعد النكبة يعلم ميزة المجتمع الفلسطيني، فقد تميز بالتعدد والتنوع التنظيمي والفكري والعقائدي، ففي الأسرة الواحدة كانت مجموعة تنظيمات وموجوعة افكار، وكلها تتناول القضية وتحللها وتبحث عن الحلول، لكن لكل تنظيم أسس وأفكار، وهذا التعدد يشير إلى الانفتاح الفكري عند الفلسطيني، الذي لم يخضع لتحليل/لأفكار واحدة.
هذا على مستوى الأحزاب السياسية، أما بخصوص الأفكار التي تطرحها تلك الأحزاب، فنجد الفكر الماركسي من خلال: "...والماركسية ترى ضرورة دعم الطبقة الاجتماعية الكادحة التي لن يكتب التحرر والانعتاق من قضبة طبقة رأس المال، إلا بعد أن تتحرر الإنسانية من انقسامها إلى طبقات يناوئ بعضها بغضها الآخر" ص106، وهذا الكلام ينم عن معرفة السارد بالفكر الماركسي، فهو يقدمه بحيادية، ودون تدخل، على القارئ أن يفكر ويحلل ويتخذ موقفا من هذا الطرح.
ويحدثنا عن الحزب الشيوعي العراقي وموقفه من عبد الكريم قاسم: "ـ قال لينين: الانتهازية ليست وليدة الصدفة، ولا خطيئة ولا زلة، ولا خيانة أفراد منعزلين إنما هي النتاج الاجتماعي لمرحة تاريخية كاملة ...
ـ هل تستطيع حكومة الزعيم الأوحد أن تقضي على الانتهازية؟
أجاب سمير: ـ ستقضي عليها بمساعدة الحزب الشيوعي هنا، لن تستطيع الدولة أن تقوم بعمل ما إلا بمساعدة حزبنا" ص247، بهذا الشكل يقدم لنا السارد أفكار ونهج الحزب الشيوعي العراقي، فتحالف الحزب مع قاسم لك يخدم الشيوعيين بل اضر بهم من خلال سلوك الحزب وتعامله مع الجماهير الذي لم يكن موفقا: "قاسم وضع البلاد على حافة حرب أهلية خصوصا بعد حادثة الشواف في الموصل، أراد أن يحمي نفسه، فتعاون مع الشيوعيين الذين صبغوا شوارع العراق بالدم الأحمر، وقاموا بعمليات سحل المشهورة... أن تقتل الأبرياء باسم الثورة اهو عمل اجرامي" ص254، تكمن أهمية هذا الحديث أنه يبحث في مرحلة مهمة من مراحل الحزب الشيوعي العراقي، وأعتقد ان تحالف الحزب مع عبد الكريم قاسم بحاجة إلى قراءة من الحزب والوقوف عليها وتحليليها وأخذ العبرات منها، ولو وجدت قراءة صحيحة ودقيقة لمرحلة عبد الكريم قاسم لما وقع الحزب في كارثة القبول/السكوت/مشاركة القوات الامريكية احلالها العراق والتحالف مع التيارات الدينية السياسية.



ويذهب بنا إلى الأفكار القومية وما تطرحه حول الحرية والاشتراكية والتحرير: " ـ ...الحرية قبل كل شيء، ولن تقوم الوحدة العربية الشاملة، إلا على أساس متين من الحرية" ص230، قضايا حيوية وضرورية ما زال المواطن العربي يعاني من عدم وجودها، ويحلم بها.
"...انني كنت أختلف مع سالم في فكرة العنف المسلح الفلسطيني، لأنه كان يؤمن بأن العمل يجب أن يكون فلسطينيا محضا، كنت عضوا في حزب ينادي بالوحدة والحرية والاشتراكية، ولهذا كنت أناقشه بأن تحرير الأرض يأتي بعد اكمال الوحدة العربية، وبعد الانفصال وجدت أن الصادقين في أمتنا، يخبئون في بيوتهم، ويتركون الشارع للمتشدقين بالكلمات الكبيرة" ص298، هناك تبين بين الفلسطينيين والأحزاب القومية العربية، الفلسطيني يريد تحرير وطنه والعودة إليه في أقرب وقت ممكن، والأحزاب القومية العربية تريد تحقيق الوحدة والعادية الاجتماعية/الاشتراكية قبل التحرير، لهذا كان لا بد من وجود تنظيمات فلسطينية تعمل من أجل فلسطين.
التنظيمات المسلحة
بعد انفصال سوريا عن مصر، كان لا بد أن يبحث الفلسطيني عن حلول تعيده إلى فلسطين، فلم يعد حلم الوحدة قائما، فكان بعض الرجال يحملون أفكارا فيها مخرج نحو تحرير فلسطين: "..تعرفت على ضابط فلسطيني اسمه جهاد الياطوري، اقنعته أفكارك عن النضال المسلح الفلسطيني، يود أن يقابلك، نستطيع أن ندخلك إلى سوريا خلسة، ودون عملية حدود وجوازات سفر... قررنا أن نزور المخيمات ونتحدث مع الرجال عن الجبهة الفلسطينية التي ستحمل السلاح" ص288، بهذا الشكل تم تشكيل التنظيمات المسلحة الفلسطينية، فقد كان رجالها يتنقلون خفية، فهم مطاردون من قبل النظام الرسمي العربي، وكان مجال عملهم في المخيمات الفلسطينية، فهي الأرض الخصبة التي ستنبت رجال المقاومة.
هذه التنظيمات لم تفكر بمواجهة النظام الرسمي العربي، فقد كانت تفكر وتعمل على ضرب الاحتلال في عمق الأرض المحتلة: "نحن تنظيم فلسطيني مسلح، سنعبر إلى الداخل ونضرب، ولن نتدخل في الأمور الخاصة للدول العربية، سوف نتهم في البداية بأننا عملاء للاستعمار، وبأننا من أذيال الأحلاف الاستعمارية، أو من مخلفات الاخوان المسلمين، أو من الشيوعيين الذين يؤمنون بالاستيلاء على السلطة، سوف نسجن ونعذب، علينا أن نعيد حلق الإنسان الفلسطيني الذي أصبح ذليلا خانعا، مزقت قوته الأحزاب السياسية، سوف يشعر الفلسطيني بالانتماء إلى الأرض من خلالنا... سيدفع كل واحد منا اشتراكا شهريا، النقود البترول، نحتاج نقود لمتابعة السير والاستمرار، ونحتاج إلى رجال حقيقيين لمتابعة الطريق حتى النهاية" ص 301، أهمية هذا الحديث أنه بين لنا أن عملية تأسيس التنظيمات المسلحة الفلسطينية كانت رد على (تقاعس) الاحزاب القومية والانظمة الرسمية العربية، وكما أنها اسست من الفلسطينيين انفسهم، وأمنت مداخلها المالية من ذاتها ودون أية دعم حزبي أو رسمي عربي، والملفت للنظر أن قادة هذه التنظيمات كانوا على علم ومعرفة ما سينعرضون له من قبل النظام الرسمي العربي من قبل الاحزاب أيضا، لهذا نجدهم مستعدين لكل الاحتمالات.
وقد تناولت التنظيمات المسلحة الشعار الذي ستطرحه: "فداء، ثأر، فعودة" ص302.
والاسم أيضا: "جبهة التحرير الفلسطينية" ص304، فكل شيء كان يجري بشكل متناسق ومتكامل، يخدم الفكرة والمنطلقات التي اعتمدها المنشؤون والمؤسسون.
تقوم الجبهة بالاشتباك مع قوات الاحتلال يسقط "عبد المحسن" شقيق "سالم" شهيدا، لكن هذه الشاهدة كانت فاتحة للمزيد من العمليات ضد المحتلين، فيجري التحضير لعملية كبيرة داخل فلسطين، يدخل "سالم" بجواز قبرصي باسم "كالينجيان" ويتم الاشتباك، يأسر "سالم" ورفاقه، لكن العمليات تستمر: "وكانت فرقة من العناصر المقاتلة تتسلق مرتفعات الجولان، ثن تهبط باتجاه الحمة.. وانطلقت الطلقات النارية السريعة. وسطعت الأضواء الكاشفة" ص397، بهذه النهاية كان الراوي يشير إلى استمرار المعركة مع المحتل فهي لم تنتهي ولم تتوقف.
الرواية من منشورات دار الآداب، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1972.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف