الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تأخّرنا كثيراً بقلم:منجد النّور الكرعاني

تاريخ النشر : 2019-03-20
تأخّرنا كثيراً...
...

و حين يُصبح الماضي

أكبر مِن هوانا

و يَحُول، كلّ مَن كان بجوارنا،

يوما، بيننا،

و نغار على بعضنا

مِن ماضينا،

مِن كُلّ مَن قَبّلها

و قَبّلتني،

قَبْلي و قَبْلها؛

و تُقَلَّب المواجع،

ـ و القلوب عند الحناجر ـ

بقُبْح اللّوم

على قبول اللُّؤم العابر

قَبل تلاقينا،

و أسخط على طيشها

قبل لقائي،

و تُعاتِب عبثي مع غيرها

و تمرُّدي؛

و يصير أكبر حُبّ

في تاريخنا المُدنَّس،

في عصرنا،

أصغر مِن دمعتنا،

و دمعة الحسرة على خسارتنا

أكبر مِن وُدّنا؛

حينها نُسمِّم فرحتنا المُندثرة

بمرارة الحقيقة:

تأخّرنا كثيرا... .

...

و حين نلعن حظّنا،

هي، هناك، وحدها

مع آهات و دموع

تُبلِّل تلك الرّسائل المتناثرة؛

و أنا، هنا، وحدي

مع أعقاب السّجائر الثّائرة،

و نحن نردِّد الكلمات المُمتعضة

و معها شريط حياتنا الشّقية،

و نفْس الصّدى يصلنا

مِن أحشائنا الدّامية:

لماذا؟ لماذا؟...

لماذا لستُ أنا...

أوّل مَن أحيا الأنثى فيها؟

و أمام نفْس الغروب

تسخط هي الأخرى:

لماذا لست أنا

أوّل مَن أحيت الشّاعر فيه؟

حينها نُزلزِل بيننا

برعد الحقيقة:

تأخّرنا كثيرا... كثيرا... .

...

و حين نشهد أنّ حُبّنا

حلّ بالزّمن / الخطأ

و أضحى يُؤاخذنا

على زمن الأخطاء،

و تضيع تقاسيم صَفْونا،

في حيرة مِن أمرها،

بين جحيم الهوى

و العودة إلى المنفى

ـ حياة دون رُوح ـ

و تُشَرَّد زهرة ربيعنا،

أمام أعيننا الضّريرة،

بين الوحل و السّفا،

و تحترق أشواقنا بين أيدينا،

بين حُبّ و حرب...

بين شغف و نفور...؛

و أغرُب عن شوارعها

و أغتربُ،

و ترغَب عن أوتاري و أشعاري،

و مِن نفْس النّافذة تنفجرُ،

و نتألّم...

و نتجشّم...

و لا نعتذرُ،

بل و نرتمي، كما صنعنا منذ سنين،

بين أحضان الغرباء

و نحن نُكابد الحنين

و نكذب على مرآتنا...

و هيامنا النّادر،

مِن أسطح الكِبر، ينتحرُ؛

حينها تغرس الحقيقة مخالبها،

في وقرنا، من جديد:

تأخّرنا كثيرا... كثيرا... كثيرا... .

...

و حين تمضي الأيام

و الأشهر و الأعوام،

و تَضِلّ قصّتنا بين الظّلال

و ينحت الدّهر تجاعيد الدّموع

على وجنتينا،

و تغدو ذكرانا

ريحا بين الأشباح،

تداعب الدّثور و القبور،

في سكون اللّيل

و وضح النّهار؛

و نسائل بعضنا،

كُلّما التقت نظرتنا، صُدفة،

خلسة، في السّماء:

كيف هَزَمَنا ماضينا؟

و كيف هَزَمْنا بحُمقنا الحُبَّ؟

دفَنّا الحُبّ

و ما أبرحَ أسفنا يزور القبر

و يسقي ثَرى الأطلال

بما ظلّ من دمعات

جَفَّت لواحظها؛

تَكرهنا... و يكرهنا الهوى

كما نكرَه أنفسنا،

مثلما نكرَه كُلّ نكرة عرفناها،

و كما نكرَه الاعتراف بالحقيقة:

تأخّرنا كثيرا... كثيرا... كثيرا... كثيرا... .

   منجد النُّور الكرعاني
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف