تأخّرنا كثيراً...
...
و حين يُصبح الماضي
أكبر مِن هوانا
و يَحُول، كلّ مَن كان بجوارنا،
يوما، بيننا،
و نغار على بعضنا
مِن ماضينا،
مِن كُلّ مَن قَبّلها
و قَبّلتني،
قَبْلي و قَبْلها؛
و تُقَلَّب المواجع،
ـ و القلوب عند الحناجر ـ
بقُبْح اللّوم
على قبول اللُّؤم العابر
قَبل تلاقينا،
و أسخط على طيشها
قبل لقائي،
و تُعاتِب عبثي مع غيرها
و تمرُّدي؛
و يصير أكبر حُبّ
في تاريخنا المُدنَّس،
في عصرنا،
أصغر مِن دمعتنا،
و دمعة الحسرة على خسارتنا
أكبر مِن وُدّنا؛
حينها نُسمِّم فرحتنا المُندثرة
بمرارة الحقيقة:
تأخّرنا كثيرا... .
...
و حين نلعن حظّنا،
هي، هناك، وحدها
مع آهات و دموع
تُبلِّل تلك الرّسائل المتناثرة؛
و أنا، هنا، وحدي
مع أعقاب السّجائر الثّائرة،
و نحن نردِّد الكلمات المُمتعضة
و معها شريط حياتنا الشّقية،
و نفْس الصّدى يصلنا
مِن أحشائنا الدّامية:
لماذا؟ لماذا؟...
لماذا لستُ أنا...
أوّل مَن أحيا الأنثى فيها؟
و أمام نفْس الغروب
تسخط هي الأخرى:
لماذا لست أنا
أوّل مَن أحيت الشّاعر فيه؟
حينها نُزلزِل بيننا
برعد الحقيقة:
تأخّرنا كثيرا... كثيرا... .
...
و حين نشهد أنّ حُبّنا
حلّ بالزّمن / الخطأ
و أضحى يُؤاخذنا
على زمن الأخطاء،
و تضيع تقاسيم صَفْونا،
في حيرة مِن أمرها،
بين جحيم الهوى
و العودة إلى المنفى
ـ حياة دون رُوح ـ
و تُشَرَّد زهرة ربيعنا،
أمام أعيننا الضّريرة،
بين الوحل و السّفا،
و تحترق أشواقنا بين أيدينا،
بين حُبّ و حرب...
بين شغف و نفور...؛
و أغرُب عن شوارعها
و أغتربُ،
و ترغَب عن أوتاري و أشعاري،
و مِن نفْس النّافذة تنفجرُ،
و نتألّم...
و نتجشّم...
و لا نعتذرُ،
بل و نرتمي، كما صنعنا منذ سنين،
بين أحضان الغرباء
و نحن نُكابد الحنين
و نكذب على مرآتنا...
و هيامنا النّادر،
مِن أسطح الكِبر، ينتحرُ؛
حينها تغرس الحقيقة مخالبها،
في وقرنا، من جديد:
تأخّرنا كثيرا... كثيرا... كثيرا... .
...
و حين تمضي الأيام
و الأشهر و الأعوام،
و تَضِلّ قصّتنا بين الظّلال
و ينحت الدّهر تجاعيد الدّموع
على وجنتينا،
و تغدو ذكرانا
ريحا بين الأشباح،
تداعب الدّثور و القبور،
في سكون اللّيل
و وضح النّهار؛
و نسائل بعضنا،
كُلّما التقت نظرتنا، صُدفة،
خلسة، في السّماء:
كيف هَزَمَنا ماضينا؟
و كيف هَزَمْنا بحُمقنا الحُبَّ؟
دفَنّا الحُبّ
و ما أبرحَ أسفنا يزور القبر
و يسقي ثَرى الأطلال
بما ظلّ من دمعات
جَفَّت لواحظها؛
تَكرهنا... و يكرهنا الهوى
كما نكرَه أنفسنا،
مثلما نكرَه كُلّ نكرة عرفناها،
و كما نكرَه الاعتراف بالحقيقة:
تأخّرنا كثيرا... كثيرا... كثيرا... كثيرا... .
منجد النُّور الكرعاني
...
و حين يُصبح الماضي
أكبر مِن هوانا
و يَحُول، كلّ مَن كان بجوارنا،
يوما، بيننا،
و نغار على بعضنا
مِن ماضينا،
مِن كُلّ مَن قَبّلها
و قَبّلتني،
قَبْلي و قَبْلها؛
و تُقَلَّب المواجع،
ـ و القلوب عند الحناجر ـ
بقُبْح اللّوم
على قبول اللُّؤم العابر
قَبل تلاقينا،
و أسخط على طيشها
قبل لقائي،
و تُعاتِب عبثي مع غيرها
و تمرُّدي؛
و يصير أكبر حُبّ
في تاريخنا المُدنَّس،
في عصرنا،
أصغر مِن دمعتنا،
و دمعة الحسرة على خسارتنا
أكبر مِن وُدّنا؛
حينها نُسمِّم فرحتنا المُندثرة
بمرارة الحقيقة:
تأخّرنا كثيرا... .
...
و حين نلعن حظّنا،
هي، هناك، وحدها
مع آهات و دموع
تُبلِّل تلك الرّسائل المتناثرة؛
و أنا، هنا، وحدي
مع أعقاب السّجائر الثّائرة،
و نحن نردِّد الكلمات المُمتعضة
و معها شريط حياتنا الشّقية،
و نفْس الصّدى يصلنا
مِن أحشائنا الدّامية:
لماذا؟ لماذا؟...
لماذا لستُ أنا...
أوّل مَن أحيا الأنثى فيها؟
و أمام نفْس الغروب
تسخط هي الأخرى:
لماذا لست أنا
أوّل مَن أحيت الشّاعر فيه؟
حينها نُزلزِل بيننا
برعد الحقيقة:
تأخّرنا كثيرا... كثيرا... .
...
و حين نشهد أنّ حُبّنا
حلّ بالزّمن / الخطأ
و أضحى يُؤاخذنا
على زمن الأخطاء،
و تضيع تقاسيم صَفْونا،
في حيرة مِن أمرها،
بين جحيم الهوى
و العودة إلى المنفى
ـ حياة دون رُوح ـ
و تُشَرَّد زهرة ربيعنا،
أمام أعيننا الضّريرة،
بين الوحل و السّفا،
و تحترق أشواقنا بين أيدينا،
بين حُبّ و حرب...
بين شغف و نفور...؛
و أغرُب عن شوارعها
و أغتربُ،
و ترغَب عن أوتاري و أشعاري،
و مِن نفْس النّافذة تنفجرُ،
و نتألّم...
و نتجشّم...
و لا نعتذرُ،
بل و نرتمي، كما صنعنا منذ سنين،
بين أحضان الغرباء
و نحن نُكابد الحنين
و نكذب على مرآتنا...
و هيامنا النّادر،
مِن أسطح الكِبر، ينتحرُ؛
حينها تغرس الحقيقة مخالبها،
في وقرنا، من جديد:
تأخّرنا كثيرا... كثيرا... كثيرا... .
...
و حين تمضي الأيام
و الأشهر و الأعوام،
و تَضِلّ قصّتنا بين الظّلال
و ينحت الدّهر تجاعيد الدّموع
على وجنتينا،
و تغدو ذكرانا
ريحا بين الأشباح،
تداعب الدّثور و القبور،
في سكون اللّيل
و وضح النّهار؛
و نسائل بعضنا،
كُلّما التقت نظرتنا، صُدفة،
خلسة، في السّماء:
كيف هَزَمَنا ماضينا؟
و كيف هَزَمْنا بحُمقنا الحُبَّ؟
دفَنّا الحُبّ
و ما أبرحَ أسفنا يزور القبر
و يسقي ثَرى الأطلال
بما ظلّ من دمعات
جَفَّت لواحظها؛
تَكرهنا... و يكرهنا الهوى
كما نكرَه أنفسنا،
مثلما نكرَه كُلّ نكرة عرفناها،
و كما نكرَه الاعتراف بالحقيقة:
تأخّرنا كثيرا... كثيرا... كثيرا... كثيرا... .
منجد النُّور الكرعاني