الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لعبة.. يجب أن نجيدها بقلم:زيد شحاثة

تاريخ النشر : 2019-03-20
لعبة.. يجب أن نجيدها

زيد شحاثة

لم تعد القوة والحروب, هي الخيار الأفضل لفرض الإرادات, بين مختلف القوى عالمية كانت أو إقليمية.. فقد صارت هناك أدوات أخرى, لها فعل مشابه للحروب, دون أن تضطر لدفع ثمن الحرب بما تحمله من أثار, كبيرة, سياسية كانت أو إقتصادية وإنتخابية..

رغم أن أمريكا تقليديا كانت, تستند لقوتها العسكرية المتفوقة, في فرض إرادتها ورؤاها على الدول والشعوب الأخرى, لكن هذا لم يعد خيارها الأول, رغم أنها لا زالت تلوح به كوسيلة لترهيب الأخرين, بين حين وأخر وخصوصا بعد وصول ترامب للرئاسة فيها, وميوله الإقتصادية الواضحة, وتقديم رغبته بنيل منافع إقتصادية, على حصول الولايات المتحدة على مواقع قوة ونفوذ.. ولنا في ما حصل مع دول الخليج وخصوصا السعودية وقطر, دليل واضح لا لبس فيه.

مع أن القوة كانت خيارا مغريا لإيران, خصوصا بعد خروجها شبه منتصرة في حرب الثمان سنوات مع صدام, بإقراره بكل ما أدعى أنه حارب من اجل تغييره, بل وتحمل كل تبعات الحرب بإعتراف شخصي رسمي وضمن قرار أممي وافق عليه.. لكن إيران توجهت لدبلوماسية القوة الناعمة, حيث بدأت في الحصول على مواطئ قدم لنفوذها, وصارت قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب, ويجب أن يؤخذ رأيها بكل ما يخص المنطقة.

أثار حكم البعث وصدام, خيمت على مستقبل العراق, وستظل كذلك لسنوات عدة, فجعلت ذلك البلد وبعد أن كان صاحب خير "لا ينفذ" كما تذكر قصص التاريخ, صار مثقلا بالديون, ضعيف الإرادة السياسية, محطة لصراعات النفوذ وتصفية الحسابات, بين كبار اللاعبين وحتى صغارهم.. بل وصار محطة لتدريب مختلف وكالات الإستخبارات, عالميها وإقليميها.

هذه الصورة الرمادية, وهشاشة وضعه بعد إحتلاله..  وأهمية العراق, بما يحتويه من خيرات وموقع إستراتيجي, وتشعب علاقاته المتداخلة مع جيرانه, وبحكم تاريخه العظيم, جعله هدفا مهما, ومحطة لصراع أبرز قوتين نفوذا في المنطقة.. أيران وأمريكا.

كل الدول تبحث عن مصالحها أولا.. فلا عواطف في السياسة, ولا مواقف مجانية تماما, وأفضل ما يتوقع من مواقف, هو ما يحقق مصالح مشتركة.. وبهكذا منطق ومستويات مختلفة من " القباحة" تختلف مستويات تعامل الدول, لكن ضعف الوضع العراقي وهشاشته, وعدم وجود إرادة حقيقية لجعل العراق, يمتلك زمام أمره, أضاع عليه فرصا عدة لتحقيق مصالحه, في أي علاقة ممكنة مع الدول الأخرى.

الفرصة الذهبية لساسة العراق أتت, عندما خرجوا منتصرين بشكل واضح من حربهم مع "داعش", مدعومين بفتوى دينية, أتاحت لهم دعما شعبيا هائلا, وموقفا دوليا مساندا, رغم أن بعضه كان " إضطرارا"  لكنه أتاح لهم زخما لإعادة البلد لموقعه الطبيعي, سيدا لنفسه لا تابعا أو دائرا في فلك أحد, يمكنه أن يقيم علاقات متوازنة مع كل القوى الكبرى, حتى من كانت تحتله إلى وقت قريب.. فهل نجحوا في إستثمار تلك الفرصة؟

تظهر أحيانا بين حين وأخر, بوادر مواقف عراقية, توحي برغبة بتوحيد الموقف السياسي, خلف مؤسسات الدولة, من خلال دعم مواقفها في رفض وجود قواعد لقوات أجنبية, ورفض الإملاءات, ومحاولة إقامة علاقة معتدلة مع الجميع حتى لو كانوا مختلفين بينهم.. مع جعل مصلحة العراق أولا, معيارا لكل ذلك.

ليس سهلا أن تكون متوازنا في ظل هذا التجاذب الدولي والإقليمي العنيف, فالمنطقة تعج بالأحداث.. لكنه ليس مستحيلا أن يكون لك موقف معقول, بين قوتين كإيران وأمريكا, فلا تشارك بحصار أمريكا لإيران ولا تستعدي أمريكا,  وتحتفظ بعلاقات تحقق مصلحة معقولة لبلدك, مع فسحة للأخرين لكي يحققوا مصالهم أيضا.

في السياسة والعلاقات الدولية, لا يوجد ربح تام, فهذا كلام عاطفي فارغ.. بل هناك مصلحة مشتركة تعود بالمنفعة للطرفين, لمن يتعلم كيفية إجادة اللعبة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف