الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إرهابيون يحاربون الإرهاب!بقلم:محمد شعيب

تاريخ النشر : 2019-03-20
إرهابيون يحاروبون الإرهاب!
محمد شعيب
رئيس تحرير مجلة الحراء الشهرية
في وقت صلاة الجمعة اليوم في 15/ مارس 2019م وقع في مدينة كرايست تشيرش النيوزلندية هجوم عنيف على مسجدي"النور" و"لينوود"، حيث اقتحم مسلح مقر الصحيفة، وبدأ إطلاق النار من أسلحة كلاشنكوف.أدى هذا الهجوم إلى مقتل 50 شخصاً وإصابة 50 آخرين بجروح خطيرة بمن فيهم ثلاثة أشخاص من بنغلاديش، وقالت الشرطة النيوزيلندية إنها احتجزت 3 رجال وامرأة واحدة مشتبهين في الهجوم على المسجدين.
كان الهجوم استمر 17 دقيقة والقاتل أخذ راحته الكامل وغادر المكان مطمئناً إلى إنجاز المهمة .والحكومة النيوزلندية تدعو المسلمين ببساطة إلى عدم صلاة الجمعة وعدم التجمع.والفيسبوك يمنع الكثير منذ ساعة من رفع فيديو المجزرة.
وإنّ مذبحة المسجدين في نيوزيلندا تمثل صدمة كبيرة في شكلها ونوعية ضحاياها، ندعو العالم إلى الاعتبار منها، وكذلك نطالب بـ"سند إسلامي" يحمي الأقليات المسلمة في العالم. وكان هذا الحدث بلا شك هو عملية "إرهابية موصوفة ومدبرة قامت بها عناصر يمينية متطرفة". ولكن العجب أن وسائل الإعلام أسماه "العمل الإجرامي" وندد بكل تأكيد بما أسماه "العمل الإجرامي"، وندعو أصحاب القرار والتأثير في بلدان العالم وأوروبا إلى الاعتبار من هذا الحدث، الذي ما هو إلا "ثمرة ونتيجة لتصاعد حملات التحريض والإسلاموفوبيا ضد المسلمين التي يتزعمها اليمين المتطرف". ونلفت إلى أنّ "نيوزيلندا دولة آمنة، وليس فيها أي حوادث من هذا النوع، ما يعني أنّ الهجوم يحمل رسالة، خصوصاً أنّ منفذ العملية الأساسي، وهو أسترالي الجنسية، جاء محملاً بخطاب الكراهية".

لاشك لمن له أدنى معرفة بالإسلام وتعاليمه أن الإسلام يرفض الإرهاب المنتشر في عالم اليوم بكل أنواعه وأشكاله، لأنه ينافي تعاليم الإسلام الحميدة، ومبادئه السامية، ولكن ليس معنى هذا أن الإسلام لايأذن لأهله أن يستعدوا للحفاظ على أنفسهم استعدادا تاما، بل الإسلام لم يكتف فقط بالاستعداد؛ بل أمر المسلمين أن يستعدوا تجاه أعداء الإسلام من اليهود والنصارى حتى يستطيعوا الدفاع عن الإسلام عندما يتعرضون لحملات شنيعة يقوم بشنها أعداء الإسلام. قال الله سبحانه وتعالى في كلامه المجيد:( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (سورة الأنفال، 60) وقال النبي صلوات الله عليه وسلامه: ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، حيث جاء الحديث في صحيح مسلم تحت باب فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه.
ومما لا يتطرق إليه أدنى شك في أن غير المسلمين من شتى الملل والنحل هم أكثر إرهابا من المسلمين، ولاننكر بوجود شرذمة قليلة من المسلمين يجوزون الإرهاب الشائع في عالم اليوم، ولكن المسلم الصحيح لن يكون إرهابيا بمعنى الكلمة، فإنه يخالف تعاليم الإسلام الحميدة، ومبادئه السامية. ورغم أن الإسلام يرفض الإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه إلا أنه تجري محاولات بشكل مستمر وشبه يومي في سائر العالم في وسائل الإعلام الدولية على تصوير المسلم الملتزم بأنه من “داعش” أو “القاعدة”، في حين تتجنب هذه الوسائل الإعلامية بشكل لافت التطرق للإرهاب البوذي والهندوسي واليهودي والنصاراني ضد المسلمين، كأنهم لا يرون أن البوذيين والهندوس واليهود والنصارى يُبيدون المسلمين في سائر العالم برعاية حكوماتهم، ورعاية الغرب، فهذا الإرهاب المسكوت عنه أشد من كل خطر في العالم، وهم لايتحركون ولايرفعون أصواتهم تجاه المسلمين، وماذنبهم إلا أنهم مسلمون.
انظروا إلى الهندوس في الهند، هؤلاء الهندوس دمروا مسجد البابري الأثري في ولاية أجودهيا على مرأى ومسمع من أمم العالم، ساخرين من الحكومة الهندية المسؤولة عن تنفيذ القانون والدستور، وقتلوا أكثر من ألفي مسلم في هذه الحادثة المؤلمة. وكذلك قتلوا نحو ألف شخص أغلبهم مسلمون في حادثة واحدة بولاية غجرات عام 2002م، تحت إشراف مودي المتطرف الخبيث رئيس الدولة الهندية الآن، الذي كان رئيساً لوزراء الولاية في ذلك الحين. ونفى مودي أي دور له في الاضطرابات، وفي 2013 قررت لجنة اختارت المحكمة العليا أعضاءها ألا تحاكمه لعدم كفاية الأدلة. وقال نيرالا إن الوضع أصبح تحت السيطرة وإن أفراداً في شرطة الاحتياط بالولاية تلقوا تعليمات بالبقاء في القرية للحفاظ على السلم. وكذلك نهبوا ممتلكات المسلمين وانتهكوا حرماتهم، واغتصبوا فتياتهم، وكسروا عظام شبابهم، وضيقوا عليهم فرص العمل الوظائف الحكومية وغير الحكومية، وحرموهم من حقهم في الثروة القومية، فهؤلاء كانوا ولايزالوا إرهابيين بكل تفسير من تفسيرات الإرهاب.
وكذلك وانظروا إلى البوذيين، إنهم ارتكبوا من الجرائم بحق الروهنجا مالم يرتكبه أحد من المتطرفين من قبل، وإنَّ المذبحة الأخيرة التي نَفَّذَها ميانمار السفّاحة المجنونة على المسلمين كانت أشدَّ ضراوةً من كلّ التي سبقتها، إنها ارتكبت مع المسلمين أشنع الجرائم الحربيّة جهارًا ونهارًا، وإن ما أحدثته ميانمار من جرائم في حق شعبها المسلم تحت رعاية وحماية ودعم الغرب يؤكد أنها هي راعية وحامية وداعمة الإرهابيين الخبثاء في العالم. وعلى الرغم من تسبب إرهاب البوذيين والهندوس في مقتل الآلاف فضلاً عن تشريد عشرات أو ربما مئات الآلاف من المسلمين في بورما وتايلاند والهند، إلا أن الإعلام الدولي نادراً ما يركز عليه لا لشيء سوى لأنه موجه ضد المسلمين بشكل خاص. احمرت أرض ميانمار بدماء المسلمين الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء؛ حيث دخلت البوذيون من جنود الحكومة داخل مناطق المسلمين وقتّلت أهلها تقتيلاً عشوائيًّا، وهدمت عليهم منازلهم، وأطلقت عليهم الرصاصَ عن كثب مما أدى إلى استشهاد كثير من الروهينغا إلى جانب عدد كبير من الجرحى، والحقُّ أنّ التوصّل إلى المعلومات الصحيحة في مثل الظروف الحرجة المتأزمة التي يمرّ بها الشعب المسلمون في ميانمار صعبٌ جدًّا.
وإن ميانمار اليوم مجروحة، والمسلمون الأبرياء لاجئون في البلاد الأخرى من بنغلاديش والهند وماليزيا، وقد أخرجوا من بيوتهم وديارهم، ونزل عليهم من الويلات التي لا يعلم شدتها إلا الله سبحانه تعالى، وكل هذا -للأسف الشديد- على مرأى ومسمع من أمم العالم! فلا يتحرك لهم أحد، ولا يسمع صوت، وما ذنبهم إلا أنهم مسلمون!
انظروا إلى الصهاينة، فإنهم احتلوا قبلتنا الأولى بيت المقدس فلذة أكبادنا، حيث جعلتها عاصمة لإسرائيل الظالمة المجرمة من كل معاني الإنسانية، إنهم يقتلون أهل فلسطين تقتيلا عشوئيا، ويدمرون عليهم منازلهم ومسشفياتهم، ويسجنون شبابهم وفتياتهم، ويكسرون عظام شبابهم.
وانظروا إلى المسيحيين الأمريكان، فإن إرهابهم يتجلى بأشنع صوره وأوضح أشكاله وأسوأ أساليبه في كل من أفعانستان والعراق، وعبر التعذيب والإيذاءات الوحشية التي نفذوها على المسلمين في سجن أبي غريب. والتاريخ خير شاهد على ما فعلته أمريكا بحق المسلمين من الجرائم التي اعترفت بها فيما بعد، وإن ما تفعله أمريكا الآن في العالم بأسره تحت ما تسميه نشر الديمقراطية وتطبيق العدل وتحرير الإنسانية كلها تهدف إلى تعزيز قواها وتقوية سيطرتها في جميع أنحاء العالم.
ولكن المسلمين مهما التزموا العدل، ومارسوا الإنصاف، وعملوا بالهدوء، واجتنبوا كل نوع من العنف والتطرف، وتحاشوا عن كل شكل من الظلم والأذى الذي يحرمه شرعهم ويشنع عليه دينهم، يوصفون بالإرهاب والعنف والتطرف، بمجرد أن يعملوا بدينهم، ويتقيدوا بعباداتهم، ويلتزموا بأوامر ونواهي ربهم. وكذلك الحكام والقادة في دول العالم غير الإسلامية لايصفون شعوبهم بالإرهاب، ولا يقدمون على ملاحقتهم ومعاقبتهم مهما مارسوا الإرهاب، وعملوا بالعنف والتطرف، وألحقوا أضرارا فادحة بالممتلكات الحكومية والثروات القومية. وإنما يكتفون بأخذهم ببعض العقابات الخفيفة، ويلازمون الصمت تجاه كل ضجيج يطلقه العالم ضدهم وضد العناصر الإرهابية من شعوبهم.
أما الحكام لدينا نحن المسلمين والعرب، فهم يبدون أكثر اندفاعا إلى محاربة الإرهاب الإسلامي من الأمريكان والصهاينة، والمسيحيين المتصهينين، والوثنيين المتهايدين؛ فهم يحاربون المسلمين بأيديهم، ثم يسلمونهم بالقبض عليهم إلى الأمريكان لينالوهم بتعذيب تقشعر منه الجلود.
ولكن السؤال، لماذا يتولد الإرهاب في الدول الاسلامية وحدها(إن وجد ارهاب أصلا)؟ الجواب، يتولد بالصنيع الظالم والمعاملة اللاعادلة التي يمارسها أولا القوى الكافرة مع المسلمين، ويمارسها ثانيا القادة والحكام المسيطرون على كراسي الحكم في الدول الإسلامية، المحسوبون على الإسلام، والنابذون له في قرارة أنفسهم. إن التفريط في حق الإسلام والمسلمين هو سبب رئيس لتولد الإرهاب إذا أخذناه بالمعنى العادل الصحيح. ولن ينتهي الإرهاب هذا، إذا وجد، إلا بالعمل بالعدل، والإنصاف مع المسلمين، وإعطائهم حقهم، وإيقاف الظلم الواضح الصريح الذي يمارس معهم في داخل دولهم وخارجها، وبأيدي القوى العظمى وبأيدي عملائها في داخل دولهم. وكل طريق يسلك لإزالة الإرهاب غير هذا الطريق، لن يثمر - ولو بدا أنه يثمر - فاثناره مؤقت مهما بذلت القوة، واستخدم التعذيب، ومورس الإرهاب الحكومي، وأعملت المؤامرة الصليبية، واستعملت الدسيسة الصهيونية، وانتفع بالنفاق العالمي، وعمل بالمكر الأوربي، واعتمد العداء الدولي ضد الإسلام والعروبة، وجربت أساليب داهية لمحاربة الرسالة الإلهية التي ظل ولا زال وسيظل مدها متناميا، وانتشارها متصاعدا. «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون» (يوسف / 21).
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف