الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تظاهرات غزة ... ما بين التجربتين السودانية والجزائرية !!بقلم:أحمد عبد الرحمن

تاريخ النشر : 2019-03-19
تظاهرات غزة ... ما بين التجربتين السودانية والجزائرية !!بقلم:أحمد عبد الرحمن
تظاهرات غزة ... ما بين التجربتين السودانية والجزائرية !!

أحمد عبد الرحمن

ربما يختلف البعض حول ما يحدث في قطاع غزة من احتجاجات ومظاهرات ضد تردي الاحوال المعيشية والحياتية التي يعيشها شعب القطاع خلال السنوات الاخيرة ، وما ادت له تلك الأوضاع المزرية من مصائب وكوارث أصابت الكثير من أبنائه وأدت بالعديد منهم لمحاولة  الهجرة إلى الخارج كلما سنحت الفرصة لذلك ،ومشاكل اجتماعية لا تُحصى بسبب الفقر وقلة الإمكانيات وضعف الدخل لدى البعض وانعدامه لدي البعض الاخر .

وقد شهدت تلك الاحتجاجات احداثا مؤسفة وصلت فيها الامور للضرب والاعتداء والاعتقال ويمكن ان تصل لو استمرت بهذه الوتيرة المتشنّجة إلى اخطر من ذلك لا سمح الله .

 وبغض النظر عن موقف البعض الذي يؤيد هذه الاحتجاجات ويصفها بانها ذات مطالب انسانية بحتة ولا علاقة لها بالسجال السياسي الحاصل في الساحة الفلسطينية وهو محق جزئيا في ذلك ، وموقف البعض الآخر الذي يرى انها نتيجة تحريض من طرف السلطة في رام الله وان هدفها الغير معلن سياسي بحت ويستهدف المقاومة وأيضا جزء من هذا الموقف صحيح ، إلا أن الطريقة التي تجرى بها تلك الاحتجاجات وطريقة التعامل معها أيضا يشوبه الكثير من الخلل والتسرّع والتعامل بحدة من كلا الطرفين .

وللوقوف على الطريقة المثلى التي يجب التعامل من خلالها مع هذا الوضع الطارئ والخطير احببت ان أستعرض بعجالة تجربتين حديثتين وشبيهتين بالحالة الفلسطينية، مع الاخذ بعين الاعتبار الاختلاف في الدوافع والمبررات لدى كل تجربة .

 الحالة الاولى وهي التجربة السودانية الأليمة والتي انطلقت فيها الاحتجاجات في التاسع عشر من ديسمبر 2018 م ضد الرئيس عمر حسن  البشير بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدهور حال البلد إلى مستويات خطيرة ، وقد ردت السلطة الحاكمة على هذه الاحتجاجات بعنف شديد ادي حسب آخر إحصائية إلى سقوط حوالى 60 قتيل ومئات الجرحى وحوالى 1000 معتقل ، وتم حرق العديد من سيارات الشرطة وبعض مراكزها ومراكز الحزب الحاكم وهي مستمرة حتى الآن .

أما الحالة الثانية فهي التجربة الجزائرية المشرقة والتي بدأت في الثاني والعشرون من فبراير الماضي احتجاجا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة وهو الذي يكاد لا يستطيع الوقوف على قدميه أو ممارسة مهامه الرئاسية بعد تعرضه لسكتة دماغية عام 2013 .

ولكن كعادة الشعب الجزائري الأصيل كانت هذه الاحتجاجات رغم حشدها الكبير والهائل مثالا للتحلي بالمسئولية والحفاظ على مقدرات البلد وعدم الذهاب باتجاه العنف أو التخريب ، وقابلها تعامل راقٍ من أجهزة الامن التي كانت تؤمّن هذه المظاهرات بكل هدوء وتعاملت بمسئولية عالية مع بعض الحالات التي كان يجري فيها الخروج عن النص من قبل البعض الذين حاولوا استغلالها لأهداف قد تحرفها عن مسارها الاصلي.

هاتان التجربتان تؤشران بشكل واضح إلى أن كلا طرفي المعادلة يستطيع التحكم بها وإيصالها إلى بر الامان وحصول كل طرف على بعض ما يطالب به على أقل تقدير من دون اللجوء للعنف من المتظاهرين ، وكذلك بسياسة ضبط النفس والتحلي بالمسئولية من الطرف الآخر وهو الأجهزة الامنية .

وهنا نعود إلى الحالة الفلسطينية وبالتحديد إلى ما يجري في قطاع غزة ، حيث أن الامور تأخذ بعداً أكثر حساسية وتعقيداً بسبب الظروف المحيطة بالقطاع ،سواء بسبب وجود الاحتلال، أو بسبب الانقسام الداخلي الذي يلقي بظلاله على كافة التطورات في الساحة الفلسطينية، وهذا من شانه زيادة عدد المشاركين والمأثرين في أي تحرك او نشاط قد يقع في هذا الحيز الجغرافي الصغير .

وبنظرة عامة على هذه الاحتجاجات وتداعياتها يمكن أن نرصد أربعة عناصر أساسية تتحكم فيها وربما تحدد مصيرها  !! 

العنصر الاول هم  المشاركون الاصليون الذين بدؤا هذا الحراك وهم مجموعة من النشطاء والشباب الفلسطيني معروفون للجميع من خلال منابرهم الاعلامية على السوشيال ميديا ومطالبهم واضحة !! حياة كريمة ، مكافحة البطالة ، خلق فرص عمل للشباب ، تخفيض الضرائب ، ومطالب أخرى تصب في نفس الاتجاه !! انضم إليهم عمال وتجار وخريجين من المتضررين من الوضع القائم !!

العنصر الثاني وهم المناوئين لحركة حماس والرافضين لسيطرتها على قطاع غزة ، والذين وجدوا في الحراك فرصة سانحة للوصول إلى اهدافهم التي فشلوا في تحقيقها منذ مدة طويلة ، ولكن من خلال تحويل المطالب الانسانية إلى مطالب سياسية .

أما العنصر الثالث فهو الاحتلال الذي هو المتسبب الاول بكل هذه المعاناة من خلال الحصار والتضييق على اهالي القطاع في محاولة لدفعهم لرفع الراية البيضاء والاستسلام للواقع الذي يريد فرضه عليهم  .

كل هذه العناصر يقابلها عنصر رابع وهو الجهة التي تدير الامور في غزة وتتحكم بمقاليد الحكم فيها ألا وهي حركة حماس ، والتي بدورها تمر بأزمة اقتصادية خانقة لم يسبق لها مثيل تجعلها تحاول بشتى الوسائل تأمين جزء من احتياجاتها المالية من خلال فرض مزيد من الضرائب على سبيل المثال وطرق أخرى لا تروق للبعض وقد يتضرر منها الكثير من أبناء هذا القطاع المحاصر .  

ويمكن ان يُكمل هذا المشهد المعقد الفصائل الاخرى والتي يقف بعضها على الحياد ، والبعض الآخر يحاول التدخل لوقف ما يمكن أن ينتج عن هذه الازمة من تداعيات صعبة ومؤلمة .  

وبناء على ما تقدم ما هي المطلوب الآن لتحقيق مطالب العنصر الأول !! وإفشال أهداف العنصر الثالث !! وعدم تضرر مصالح العنصر الرابع !! أما العنصر الثاني فأهدافه بحاجة لجولات جديدة من لقاءات المصالحة علّها تحقق له جزءً مما يسعى إليه . 

المطلوب من وجهة نظري المتواضعة أن يجلس الجميع إلى طاولة واحدة ، والجميع هنا كل مكونات الشعب الفلسطيني من فصائل واحزاب ومؤسسات وكوادر شبابية ومستقلين وممثلين عن كافة الشرائح الاخرى ، وأن يجري الحديث بشفافية ووضوح في كافة التفاصيل ، وان تُقدم المصلحة العامة على ما سواها من مصالح !! وان يُطلب من الخبراء في كافة المجالات خاصة الاقتصادية منها تقديم خطط ومقترحات للخروج من الأزمة الراهنة بشقها الاقتصادي والذي هو العامل الاهم خلال هذه الفترة !! وان يُؤخذ برأي الشباب الذين يملكون أفكارا خلّاقة ومبدعة في كثير من المجالات !! وان يتشارك الجميع هم المواطن دون توجه حزبي او فصائلي !! وان تكون هذه هي البداية لما هو قادم من حوار وطني جاد ومسئول للوصول إلى حل يعزز صمود شعبنا ويدفعه باتجاه مواصلة طريقه نحو الحرية والاستقلال .

سأل قائد عسكري حكيما : كيف أستطيع اقتحام ذلك الحصن الذي امتنع عني مدة طويلة من الزمن ودفعت في سبيل اقتحامه خسائر فادحة  ؟؟ فقال الحكيم : أسقطه من الداخل بنشر الفرقة والكراهية بين اهله وساكنيه ، حينها سيفتح احدهم الباب لك من دون قتال !!

احمد عبد الرحمن  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف