الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من السهل تحميل " ترامب" المسؤولية عن تنامي ظاهرة " الإسلاموفوبيا"بقلم د.طارق ليساوي

تاريخ النشر : 2019-03-19
من السهل تحميل " ترامب" المسؤولية عن تنامي ظاهرة " الإسلاموفوبيا"بقلم
د.طارق ليساوي
من السهل تحميل " ترامب" المسؤولية عن تنامي ظاهرة " الإسلاموفوبيا"، لكن التحليل الموضوعي يقتضي نقذا ذاتيا مصدره العرب و المسلمين..  

د.طارق ليساوي

تابعنا على المباشر يوم  الجمعة 15 مارس 2019 جريمة إبادة لأزيد من 50 مسلم ومسلمة، بمسجدين في مدينة "كرايست تشيرش" في نيوزيلندا ، و منفذ الجريمة يدعى "برينتون تارنت" مسيحي يميني متطرف أسترالي الجنسية، يبلغ من العمر 28 عاماً، وهو من ضمن الأربعة الذين تم إلقاء القبض عليهم.وقد قام ببث جريمته على الهواء مباشرة على صفحته على موقع فيسبوك، وبحسب وثيقة نشرها "تارنت" على الانترنت، فإنه ينتمي إلى عائلة أسترالية من الطبقة العاملة، أهدافه هي إخلاء المجتمعات الغربية من غير البيض والمهاجرين بغرض حمايتها، وكذلك الانتقام للحوادث الإرهابية والجرائم الجنسية التي يقوم بها مسلمون ومهاجرون حول العالم بحسب أقواله.

و بالرغم من أن هذا العمل الإجرامي الإرهابي أحزن نحو مليار مسلم، وغير أن موجة التضامن الواسع مع المسلمين في  مختلف بقاع العالم، و الطريقة الإيجابية  التي تعاملت بها الحكومة و الشعب النيوزيلندي مع الحادث و الضحايا و ذويهم فيه قدر كبير من المواساة لعموم المسلمين، فقد عبرت الحكومة و الشعب عن روح التسامح و العيش المشترك و هو موقف دعى له الإسلام منذ 14 قرن، و جسدته الممارسة العملية طوال هذه الفترة ، ووضع جملة قواعد و ضوابط و تشريعات ملزمة لكل مسلم و مسلمة اساسها حماية الأقليات و ضمان حرية المعتقد..

ما حدث بالأمس هو نتاج طبيعي للسياسة العنصرية التي إنتهجها الرئيس " ترامب" تجاه المسلمين خاصة و الملونين عامة، فالرجل يحمل موقفا عنصريا معاديا للمسلمين، و إنتهج منذ حملته الإنتخابية حملة تحريض على الإسلام و المسلمين، و عبر عن نظرة إحتقار للعرب واصفا إياهم بأن كل ما لديهم خزائن من الذهب ينبغي إفراغها، و الواقع أن هذه النظرة العنصرية تعبر عن جهل الرجل و كل من أمن بنهجه و مواقفه، جهل بالتاريخ و بحقيقة الإسلام، كما تعبر عن تواطؤ الحكام العرب خاصة ، الذين غلبوا مصالحهم الشخصية على مصالح الأمة و فرطوا في المقدسات و الحقوق مقابل الحصول على دعم المستعمر..و شردوا شعوبهم إذ أصبحت بلاد المسلمين طاردة لأهلها، ليس بفعل نذرة الموارد و محدودية الفرص، و إنما نتيجة لسيادة الحكم المستبد الفاسد، و ووجود أنظمة حاكمة غايتها تضيق خيارات الأفراد و الجماعات بدلا من توسيعها و تنميتها...

نعم حال الأمة اليوم يعطي صورة سلبية عن الإسلام، وهذا الوضع نتاج لعوامل داخلية وخارجية، و بنظرنا العوامل الداخلية أكثر أهمية وأكبر تأثيرا في صناعة حاضرنا و مستقبلنا، فلا ينبغي أن نحمل الغرب كل مساوئنا و نقاط ضعفنا، فنحن كمسلمين مسؤولون جميعا عن تردي أحوال الأمة، فالفساد و الحكم الإستبدادي ، و التخلف العلمي و التقني و الحضاري هو نتاج لسلوكنا السلبي و صمتنا ، و إيماننا بالمقولة التي نقلها القرأن الكريم عن قوم موسى عليه السلام "  {قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة : 24]...

فأغلبية المسلمين لهم موقف سلبي أناني مما يحدث، فكل فرد مُسْتكفي بما يتحصل عليه من مكاسب و مغانم، و إن كان فتاتا، فالمصالح و النظرة ضيقة الأفق سبب رئيس في عجز الأمة و تخلفها و بالتالي هوانها و تكالب الأمم عليها...

فالموقف السلبي ضد تفشي الظلم و الإستبداد و انعدام المساواة و الفقر، و الإبتعاد عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أسس لهذا الوضع المرضي المزمن، فأفضلية الأمة و خيريتها، ليست نتاج لنظرة عنصرية او إثنية و إنما محددها الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قال تعالى :  {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران : 110]..

فما يحدث في بلداننا من ظلم و انتهاك لحقوق المستضعفين ، يفوق بأضعاف ممارسات الغرب ضد  المسلمين، فبلادنا موطن للظلم و التفقير و التجويع و التجهيل الممنهج، لا ننكر أن ذلك يتم بدعم من القوى العظمى ، التي لا تتورع في تأمين الحماية للحكام الفاسدين المستبدين، لكن مع ذلك فإننا نتحمل المسؤولية في إستمرار الأوضاع الفاسدة فالشعوب إذا أرادت فعلت...قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد : 11]

و التغيير في هذه الأمة لن يتحقق إلا بعودتها إلى النهج القويم و أخدها بالأسباب الدنيوية مع إلتزامها بتعاليم الشرع الحكيم، و الهجمة على الإسلام من الشرق و الغرب و محاولات تشويه صورته، هو إدراك لقوة هذا الدين، فتفشي الإسلامفوبيا هو نتاج للتوسع الأفقي و العمودي لهذا الدين في مختلف بقاع الأرض، فأغلب من يعتنقون الإسلام في أروبا و أمريكا و أسيا هم من الشباب و من العقول المتعلمة المأثرة في بلدانها...

المسؤولية على عاتق العرب فهم مادة الإسلام و نواته الصلبة، فصلاح العرب هو صلاح لحال الأمة الإسلامية قاطبة، بل صلاح للبشرية، و صلاح العرب لن يتم إلا بالعودة إلى منهج الإسلام، فهذا الدين هو الذي جعل للعرب وجودا حضاريا و تاريخيا، فبه خرجوا من رعي الإبل حفاة عراة، إلى قيادة الأمم بالخير والعدل و نشر نور الإسلام الذي أخرج شعوبا و أقوما و أمما من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وذلك غاية الحرية وقمة التحرر...و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون..

إعلامي و أكاديمي متخصص في الإقتصاد الصيني و الشرق آسيوي..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف