الحراك الشعبي في غزة ... بعض من الحقيقة
بقلم : الدكتور ياسر الشرافي/ المانيا
منذ أيام انطلقت من مخيم جباليا مهد إنتفاضة الحجارة شرارة الحراك الشعبي "بدنا نعيش" ، وخلال ثواني عديدة امتدت تلك الشرارة إلى مخيمات و قرى و مدن قطاع غزة ، حيث هذا الحراك رفع شعار خبز و حرية و كرامة إنسانية ، و يأتي هذا الحراك الشعبي بعد اثني عشرة عام من حصار صهيوني قاسي على تلك البقعة الفلسطينية ، مستغلة ما تسمى بدولة الكيان إنقلاب حركة حماس على الشرعية الفلسطينية ، و التي كانت نتائجها على الشعب الفلسطيني وخيمة و خاصة على أهل قطاع غزة، حيث هذا الإنقلاب رفع الغطاء الشرعي و شبكة الأمان الدولية عن قطاع غزة ، و أصبح القطاع مباحُ للكيان الصهيوني بفرضه حصار ليست له مثيل على الكرة الأرضية في قسوته ، حيث هذا الحصار أصاب كل قطاعات المجتمع الغزي من بنية تحتية إلى الحيوانات و الطيور و الجماد إلى تغيير في سلوك المواطن نفسياً و إجتماعياً ، مما أدى إلى أن يكونوا سكان قطاع غزة تربة خصبة لأبحاث الأطباء النفسيين ، حيث مقومات هذا الحراك كانت موجودة منذ عشرة سنوات و أكثر قليلاً ، و لكن طيبة و وطنية هذا الشعب بإعطاء فرصة لمن قام بهذا الإنقلاب أن يعود إلى رشده ، فخُذِل هذا الشعب من فشل مفاوضات مصالحة مكوكيّة استغرقت أكثر من عشرة أعوام ، لإسترجاع القطاع إلى الحاضنة الشرعية و شبكة الأمان الدولية ، و مع تراجع مستمر لكل القطاعات الحيوية و البنية التحتية إلى مستويات مخيفة ، و هنا للذكر و ليست للحصر مياه الصرف الصحي تُلقى في مياه البحر و هو المتنفس الوحيد لأهل قطاع غزة في الصيف ، مما أدى إلى تضرر الثروة السمكية ، وانقطاع الكهرباء لأكثر من خمسة عشرة ساعة في اليوم لعدم شراء الطاقة الكافية لتشغيل محطة الكهرباء رغم جبايتها من عدد لا بأس فيه من المواطنين ، و بيع سولار بعض الدول المانحة بالسوق البيضاء قبل السوداء ، و حدّث بلا حرج عن أكثر من مائتين و خمسين الف من خريجين الجامعات الذين التحقوا إلى سوق البطالة إلى جانب مئات الألاف من العمال العاطلين عن العمل ، وزد على ذلك إغلاق و إفلاس لكثير من المنشآت الإقتصادية الكبيرة و الصغيرة في القطاع ، و جراء تلك النتائج سالفة الذكر انتشرت ظواهر غريبة على المجتمع الغزي ، منها ظاهرة التسول لكثير من الناس من جميع الفئات العمرية ، أيضا ظاهرة انتشار الأخطر من المخدرات الغير معتاد تناولها في المجتمعات المنحرفة و هي أقراص الترامادول و انواع أخرى من الأدوية ، حيث أصبح قطاع كبير من المجتمع الغزي يتعاطاها و من جميع شرائح المجتمع ، هروباً من قهر الحياة اليومية و متطلباتها ، و هذا هو الإجرام بالنفس و المجتمع بحد ذاته ، و أنظر أيضاً إلى نسب العنوسة عند الرجال قبل النساء لعدم توفر أساس الحياة الكريمة و هو العمل ، مما أدى إلى إستماتة كثير من الغزيين بالهجرة إلى ماوراء الحدود من أجل لقمة عيش مغموسة بالقهر و الغربة و المخاطرة بحياتهم من ركوب قوارب الموت ، و لكن بعد انتظارهم سنوات للمرور من معبر رفح ، بعد كل هذه المآسي و العذابات يُكافؤون هؤلاء المحرومين بفرض الضرائب المتنوعة عليهم ، اَي (سرقة أموالهم ) من قبل سلطة أمر واقع ذات خلفية دينية ، حيث الدين هنا للأسف الشديد يُستغل في كيفية التستر على فسادهم و التنكيل بهذا الشعب المكلوم ، الذي أعطاهم يوماً ما صوته حتى يحسّنوا من الحياة المعيشية لهؤلاء المواطنيين ، فبرنامج التغيير و الإصلاح شاهد ملك على عكس ما وعدوا به المواطنيين ، فبعد كل هذا يخرجوا على هذا الشعب و يرفعون عليه سلاح ( المقاومة )بتهمة الخيانة ، و التستر وراء المقاومة و كتاب الله ، حيث بصيرة و فراسة هذا الشعب العظيم لا تنطوي عليه كل هذه الأكاذيب ، و يعرف جيداً أن البندقية التي تُرفع في وجه شعبها بندقية مشبوهة و قاطعة طريق ، مصيرها إلى زوال ، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" (صدق الله العظيم).
بقلم : الدكتور ياسر الشرافي/ المانيا
منذ أيام انطلقت من مخيم جباليا مهد إنتفاضة الحجارة شرارة الحراك الشعبي "بدنا نعيش" ، وخلال ثواني عديدة امتدت تلك الشرارة إلى مخيمات و قرى و مدن قطاع غزة ، حيث هذا الحراك رفع شعار خبز و حرية و كرامة إنسانية ، و يأتي هذا الحراك الشعبي بعد اثني عشرة عام من حصار صهيوني قاسي على تلك البقعة الفلسطينية ، مستغلة ما تسمى بدولة الكيان إنقلاب حركة حماس على الشرعية الفلسطينية ، و التي كانت نتائجها على الشعب الفلسطيني وخيمة و خاصة على أهل قطاع غزة، حيث هذا الإنقلاب رفع الغطاء الشرعي و شبكة الأمان الدولية عن قطاع غزة ، و أصبح القطاع مباحُ للكيان الصهيوني بفرضه حصار ليست له مثيل على الكرة الأرضية في قسوته ، حيث هذا الحصار أصاب كل قطاعات المجتمع الغزي من بنية تحتية إلى الحيوانات و الطيور و الجماد إلى تغيير في سلوك المواطن نفسياً و إجتماعياً ، مما أدى إلى أن يكونوا سكان قطاع غزة تربة خصبة لأبحاث الأطباء النفسيين ، حيث مقومات هذا الحراك كانت موجودة منذ عشرة سنوات و أكثر قليلاً ، و لكن طيبة و وطنية هذا الشعب بإعطاء فرصة لمن قام بهذا الإنقلاب أن يعود إلى رشده ، فخُذِل هذا الشعب من فشل مفاوضات مصالحة مكوكيّة استغرقت أكثر من عشرة أعوام ، لإسترجاع القطاع إلى الحاضنة الشرعية و شبكة الأمان الدولية ، و مع تراجع مستمر لكل القطاعات الحيوية و البنية التحتية إلى مستويات مخيفة ، و هنا للذكر و ليست للحصر مياه الصرف الصحي تُلقى في مياه البحر و هو المتنفس الوحيد لأهل قطاع غزة في الصيف ، مما أدى إلى تضرر الثروة السمكية ، وانقطاع الكهرباء لأكثر من خمسة عشرة ساعة في اليوم لعدم شراء الطاقة الكافية لتشغيل محطة الكهرباء رغم جبايتها من عدد لا بأس فيه من المواطنين ، و بيع سولار بعض الدول المانحة بالسوق البيضاء قبل السوداء ، و حدّث بلا حرج عن أكثر من مائتين و خمسين الف من خريجين الجامعات الذين التحقوا إلى سوق البطالة إلى جانب مئات الألاف من العمال العاطلين عن العمل ، وزد على ذلك إغلاق و إفلاس لكثير من المنشآت الإقتصادية الكبيرة و الصغيرة في القطاع ، و جراء تلك النتائج سالفة الذكر انتشرت ظواهر غريبة على المجتمع الغزي ، منها ظاهرة التسول لكثير من الناس من جميع الفئات العمرية ، أيضا ظاهرة انتشار الأخطر من المخدرات الغير معتاد تناولها في المجتمعات المنحرفة و هي أقراص الترامادول و انواع أخرى من الأدوية ، حيث أصبح قطاع كبير من المجتمع الغزي يتعاطاها و من جميع شرائح المجتمع ، هروباً من قهر الحياة اليومية و متطلباتها ، و هذا هو الإجرام بالنفس و المجتمع بحد ذاته ، و أنظر أيضاً إلى نسب العنوسة عند الرجال قبل النساء لعدم توفر أساس الحياة الكريمة و هو العمل ، مما أدى إلى إستماتة كثير من الغزيين بالهجرة إلى ماوراء الحدود من أجل لقمة عيش مغموسة بالقهر و الغربة و المخاطرة بحياتهم من ركوب قوارب الموت ، و لكن بعد انتظارهم سنوات للمرور من معبر رفح ، بعد كل هذه المآسي و العذابات يُكافؤون هؤلاء المحرومين بفرض الضرائب المتنوعة عليهم ، اَي (سرقة أموالهم ) من قبل سلطة أمر واقع ذات خلفية دينية ، حيث الدين هنا للأسف الشديد يُستغل في كيفية التستر على فسادهم و التنكيل بهذا الشعب المكلوم ، الذي أعطاهم يوماً ما صوته حتى يحسّنوا من الحياة المعيشية لهؤلاء المواطنيين ، فبرنامج التغيير و الإصلاح شاهد ملك على عكس ما وعدوا به المواطنيين ، فبعد كل هذا يخرجوا على هذا الشعب و يرفعون عليه سلاح ( المقاومة )بتهمة الخيانة ، و التستر وراء المقاومة و كتاب الله ، حيث بصيرة و فراسة هذا الشعب العظيم لا تنطوي عليه كل هذه الأكاذيب ، و يعرف جيداً أن البندقية التي تُرفع في وجه شعبها بندقية مشبوهة و قاطعة طريق ، مصيرها إلى زوال ، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" (صدق الله العظيم).