الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عبد الغني المخلافي: أنا كائن حرفي عندما تجف محبرتي، تسكنني موجة قلق

عبد الغني المخلافي: أنا كائن حرفي عندما تجف محبرتي، تسكنني موجة قلق
تاريخ النشر : 2019-03-17
عبد الغني المخلافي: أنا كائن حرفي عندما تجف محبرتي، تسكنني موجة قلق

لا يحبذ المخلافي تأطير قلمه في نمط معين

حوار أجراه: خالد ديريك

ظهرت موهبته في الكتابة منذ الصغر، ولم يتلقى التشجيع من أحد، حفظ الأناشيد وقرأ الشعر والروايات، لكن، الاكتشاف والتأثير الأكبر جاء نتيجة مروره بتجربة الحب المبكر، الحب الذي اجتاح كيانه وجعله يلجأ أكثر إلى مسك القلم ليعبر من خلاله عن دواخله من أشجان وآلام تنبض بالشوق والهيام، كان يكتب ليعبر عن مشاعره فقط، ولم يتوقع يومًا إنه سيصبح شاعرًا بسبب الهالة الكبيرة التي رسمها لنفسه حول الشعراء.

رغم انشغاله الدائم ودوام عمله الطويل من أجل كسب الرزق الحلال، لا يجد المخلافي في ذلك سببًا في ألا يقتنص فرص كلما سنحت له ليسجل كل ما يخطر بباله من نصوص قابلًة للنشر، والطبع فيما بعد، كما أنه لا يقيد قلمه وإنما في بحث دائم عن كل ما هو جديد ليزين أوراق دفاتره بأجمل الأفكار....

ولد عبد الغني المخلافي في مدينة تعز ـ اليمن عام 1972، متزوج وله ستة أبناء. مغترب منذ 18 عامًا في المملكة العربية السعودية. أخذت أوضاع مأساوية في بلاده بسبب الحرب والفقر والتشرد، إضافة إلى غربته حيزًا كبيرًا من كتاباته، فهو يكتب الشعر والقصة والمقالة، وصدر له ديوانين ـ الديوان الأول: بعنوان " للوجع مكان في عينيه " عام 2015.ـ الديوان الثاني: بعنوان " أبواب ليس لي إغلاقها " عام 2017. ـ الديوان الثالث جاهز للطباعة.

نص الحوار ....

يشرح لنا في بداية حديثنا معه عن كيفية ولوجه إلى العالم الكتابة والإبداع قائلًا: في الصغر كانت هناك دلائل تدل عن ميولي الأدبية، كحفظي للأناشيد واستماعي للحكايات، وانهماكي في قراءة الشعر والروايات. أولى محاولاتي كانت في سن مبكرة، أذكر أنني كتبت أكثر من محاولة وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وعندما أرسلت واحدة من تلك المحاولات للنشر وجدت طريقها دون وسيط. أما من ناحية صقل موهبتي لم أجد من يشجعني، لكن، تجربتي المبكرة في الحب كشفت لي عن موهبتي. كنتُ أكتبُ لأعبر عن مشاعري، لا من أجل الشعر. ولا أتصور بأن ما كتبته في ذلك الحين كان شعراً، وذلك لنظرتي الكبيرة للشعر. ثمة صعوبات اعترضتني وحالت بيني وبين الكتابة لسنوات، لكن، كلما انقطعت عنها(الكتابة) يجعلني حبي المتجذر للإبداع أعاود الكرة ...

عشقه للكتابة لا حدود له، ويوضح ذلك في الأسطر أدناه: من دون الكتابة لا أدري كيف ستكون حياتي؟ أنا كائن حرفي عندما تجف محبرتي/ دواتي، تسكنني موجة قلق، يكون مخاضها فكرة كتابة مفاجئة، قد تداهمني في أي مكان، حينها أترك أي عمل في متناول يدي وأتفرغ لها، حتى لا تتلاشى. عندما تنجلي ملامح الفكرة كاملة لدي تكون مُهمّة الكتابة أسهل وأكون حاضرًا بكل أدواتي. كنت في السابق انتظر لحظة إلهام وتجلي. الآن، أحاول استجلاب أخيلة الكتابة ومناوشتها، لا يمكنني دائمًا الانتظار، رغم انشغالي الدائم ووقتي الطويل في العمل إلا أنني أجتزئ للكتابة والقراءة من ساعات راحتي ونومي. وإن لم استغل فرصة كهذه لما استطعت الرد على أسئلتك في المدة المحددة.

كتاباته ناتجة عن تجارب إنسانية، ولا يعرف التصنع والفذلكة: الفكرة هي من تأخذ بقلمي إلى بياض الورقة. لا أعرف الاصطناع أو الفذلكة، إن لم تكون حالة شعورية أو موقفًا يستفز قريحتي. كل نصوصي أتت عن تجارب ذاتية وإنسانية.

عن مجموعاته الشعرية يقول مختصرًا: العناوين للمجموعتين المطبوعتين "للوجع مكان في عينيه" "أبواب ليس لي إغلاقها" هي لنصوص مأخوذة من داخل المجموعتين. أما مجموعتي الثالثة هي من نفس الجنس الشعري الذي انتهجت الكتابة فيه. سمتها التكثيف والاختزال.

بالإضافة إلى الشعر، يكتب الأستاذ المخلافي القصص والمقالات، وهو يتحين الفرصة المناسبة لطباعتها: لدي مجموعة قصص ونصوص سردية ومذكرات، أتحين الفرصة لطباعتها، بحكم انشغالي الدائم وعدم توفر المساحة الواسعة من الوقت لكتابة القصة أو المقالة أو الرواية، أكرس ما يتاح لي من الوقت لكتابة قصيدة النثر كونها لا تحتاج مني ذلك التفرغ الواسع، قد أكتبها على هاتفي وأنا في العمل وأعود إليها للتنقيح والإضافة في وقت آخر.

يصف إحساسه بعد كل مولود لنص أو كتاب كإحساس الأم اتجاه أبناءها: إحساسي بعد كتابة نص أو طباعة كتاب كإحساس الأم اتجاه مولودها الجديد وهي تحتضنه بفرح ونشوة وعطف حتى وإن كان لديها الكثير من الأبناء. لا أميز بين نصوصي، لذلك تجدني عندما يطلب مني نصًا للنشر احتار كثيرًا وقد أنتقي نصًا لا يكون هو الأحسن. شهوة الطباعة لا تضاهيها أي شهوة بالنسبة للكاتب وسعادته لا توصف عندما يجد ثمار جهوده وعصارة وجدانه داخل دفتي كتاب مطبوع بمئات النسخ.

ويشير المخلافي بأن كل مبدع في مشواره الإبداعي يطمح إلى كتابة نص فريد، لكنه لا يستطيع اللحاق به أو الإمساك بحروفه، الرغبة باللحاق بهذا النص هي الوقود للاستمرار، إذا انطفأت هذه الرغبة توقفت مسيرة المبدع عن الخلق، ولا يمكن للمبدع الشعور بالاكتفاء أو الشبع مهما أنتج من النصوص. وفي الأخير يكتشف بأنه قد خلف لأجيال متعاقبة تركة لا بأس بها من الإبداع.

تأثر الشاعر المخلافي بعدد من الشعراء، وفي مراحل مختلفة: أي كاتب أو شاعر مبتدئ يتأثر بتجربة أحد الشعراء أو الكُتاب الكبار، يستهويه ويحاول تقليده والمضي على نهجه حتى يصبح لقلمه بصمة خاصة فتبرز سمات تجربته الإبداعية. في بدايتي كتبت قصيدة التفعيلة متأثرًا بنزار قباني وعدة شعراء، وعندما وجدت ضالتي الشعرية في قصيدة النثر تأثرت بكبار كتابها وعلى رأسهم الماغوط ورياض الصالح واطلعت على الشعر العالمي المترجم بداية من شعر نيرودا ورامبو وبودلير ولوركا، وقرأت الكثير من الروايات المترجمة والعربية.

ولا يريد تقييد قلمه في قالب معين: ما زلت في طور التجريب والبحث عن أساليب جديدة في تقنيات الكتابة ولا أحب تأطير قلمي في نمط معين. أطرق أشكال مختلفة في فضاء الحداثة ولا يمكن لمختبري الإبداعي التوقف.

يسهب في الشرح عن كيفية ظهور الإبداع، وظروف المبدعين في حقل الكتابة قائلًا: المعاناة لها دور في خلق إبداع صادق وثمة معاناة تجعل المبدع يرزح تحت أعباء ثقيلة ...

قد تخدم المادة والمحسوبية بعض المدّعين للإبداع. لكنها سرعان ما تتخلى عنهم في أول منعطف اختباري لإبداعهم. صاحب الموهبة الحقيقة لا يحتاج إلى شهادة عالية. الشهادة لا تصنع مبدعًا. يحتاج الموهوب فقط إلى صقل موهبته والاطلاع على تجارب الآخرين والاستمرار في تنمية أدواته من خلال التمرين والتدريب على تجربته وشحذ ملكته بالمعارف وعدم التوقف عن الابتكار وكسب الخبرة. الإبداع الجيد سيبقى خالدًا، حتى وإن أهمل من قبل الدارسين والنقاد. الكثير من المبدعين فيما مضى غيبتهم المؤسسات الإبداعية والثقافية لبلدانهم ولذلك لم يظهروا بالشكل المطلوب. وأنت وسط هذا الفضاء المفتوح بضغطة زر واحدة، يمكنك اليوم أن تصل بإبداعك إلى أقصى نقطة في الأرض ويجد إبداعك من ينصفه ويعطيه حقه من الضوء.

يصف غربته في السعودية بالإيجابية: غربتي في السعودية بالنسبة لي إيجابية جدًا، منحتني الكثير من الخبرات وضعتني في مكانة اجتماعية ومعرفية مرموقة. وكان لا يمكن لي الحصول عليها وأنا في الوطن، وإن كانت الغربة قد حرمتني من أشياء يصعب على شخص مثلي العيش من دونها.

الحرب والجوع والتشرد في اليمن أصبح سمة لقلم الأستاذ المخلافي: إذا قرأت المجموعتين الشعريتين لي سيتضح لك جليًا ما مدى تأثير أوضاع الحرب المأساوية على نصوصي. وإن كانت قد تقوضت كل مؤسسات الإبداع في الوطن إلا أن الإبداعات الأدبية بقت حاضرة وبارزة على منصات مواقع التواصل، وتحولت هذه الحرب إلى مادة خصبة للمبدعين رغم ما يعيشه ويتعرض له المبدع اليوم في داخل الوطن من الجوع والتشرد والقتل وصعوبة الحصول على وقت للكتابة وهو يبحث عن لقمة العيش لسد رمقه، لكنه وسط كل هذا الطوفان يبقى حاضرًا بحروفه الدامية وكلماته المهشمة.

السعودية بلده الثاني: السعودية هي البلد الثاني لكل يمني وذلك لما يربط بين الشعبين من أواصر متينة .18 ثمانية عشر عامًا من الإقامة لي فيها ليست بالقليلة. ثمة صداقات كثيرة ومخزون هائل من الذكريات الجميلة على أرضها. مهما غيبتني ظروف الوطن القاسية حتمًا سأعود يومًا إليه وأحط رحالي على ترابه.

يكتب الآن على الهاتف والكمبيوتر لأن، كنت استخدم القلم والورقة من قبل وكان يأتي مخاض الكتابة متعبًا لما يتركه الشطب لبعض الكلمات على وجه الورق من تشويش، وما تستهلكه إعادة كتابة المسودة أكثر من مرة وتنقيحها من جهد. صارت الكتابة على الهاتف أو على جهاز الكمبيوتر مريحة من حيث الحذف والإضافة والتنسيق.

من أهم مواهب المخلافي: كانت لعبة كرة القدم تعد هوايتي الثانية، لكنني في الأواني الأخيرة ابتعدت عن متابعة دورياتها وصرت أتابع فقط المواجهات الكبيرة. وإلى جوار هواية الكتابة والقراءة استمع إلى الموسيقى. كما أعمل 12 ساعة باليوم من أجل توفير الحياة المستورة للأبناء.

ينهي الشاعر عبد الغني المخلافي حوارنا معه بالقول: الشكر والامتنان لكم، أنتم من منحتموني من خلال هذا الحوار، فرصة الظهور والإطلالة على المتلقي العربي المهتم بشؤون الفن والثقافة.

حوار أجراه: خالد ديريك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشر الحوار في العدد 92 من صحيفة صدى المستقبل الليبية المستقلة يوم الأربعاء 27 شباط/ فبراير 2019




 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف