موضوع الدراسة :دور الطريقة التجانية في تركيا.
التيجانية والنورسية والسليمانية :
لقد كان من أبرز الحركات الاسلامية التي قامت بدور مهم في تركيا أبان فترة حكم الحزب الديمقراطي 1950 – 1960 : التيجانية ، والنورسية ، والسليمانية . وكان لهذه الحركات فروع في المدن الرئيسة والمناطق الريفية . وكان لنشاطها أثر كبير في تقوية مواقع علماء الدين في الحياة الاجتماعية والسياسية التركية المعاصرة .
التيجانية :
بعد أقل من شهر من فوز الحزب الديمقراطي بالانتخابات العامة لسنة 1950 ، دعا زعيم الحركة التيجانية في تركيا ( كمال بيلاف اوغلو) إلى الغاء الأتاتوركية والعودة إلى الإسلام الآ ان حكومة الحزب الديموقراطي ساقته الى المحاكم ، ولكنها اضطرت الى تأجيل محاكمته بسبب التظاهرات العنيفة التي قام بها أنصاره ومؤيدوه أمام المحكمة في أنقرة ومعظمهم من الشباب
والتيجانية طريقة صوفية أسسها أبو العباس التيجاني 1737 – 1815 في الجزائر ، وليس ثمة تاريخ معروف لهذه الطريقة في تركيا ، ألا أن المؤرخين يشيرون الى أن السلاطين العثمانيين شجعوا على انتشارها . وقد وجدت لها أنصارا . وفي التاريخ المعاصر تركزت في أنقرة والأناضول الأوسط . وكان لشيخها كمال بيلاف اوغلو ، رجل الأعمال التركي ، الضليع في القانون دور كبير في تقوية مراكز التيجانية في تركيا .
في مايس ، مايو 1951 وزعت التيجانية منشورا في أنقرة تضمن البرنامج السياسي لها ، ودعت فيه الى وضع دستور جديد يقوم على أساس الشريعة الاسلامية ، وانتقدت ماأسمته ( عبادة الأصنام ) ونددت بأتاتورك وعدته مسؤولا عن انتشار هذه العبادة !!
لقد عمد التيجانيون في نشر مبادئهم على اقامة الاحتفالات الدينية وإستخدام أسلوب العنف ، وقيل أنهم كانوا وراء عمليات تحطيم ومهاجمة تماثيل أتاتورك فعلى سبيل المثال ، حطم أنصار التيجانية سنة 1951 في مدينة كير شهر تمثالا لأتاتورك واتهموه بالألحاد ، ولكن الحكومة أقدمت على سن قانون برقم 5816 منعت بعض نصوصه الطعن أو الاساءة بمصطفى كمال أتاتورك باعتباره مؤسسا للجمهورية التركية وقد جاء اصدار هذا القانون بعد أن وقع أكثر من (70) اعتداء على تماثيل أتاتورك في أنحاء مختلفة في تركيا . وبموجب هذا القانون حكم على زعيم التيجانية في تركيا بالسجن ، الآ أن التيجانيين استمروا في نشاطهم ، ومن ذلك تنظيمهم في حزيران 1951 ، اجتماعا كبيرا في جامع أنقرة الكبير استمر حوالي شهر ، ألقوا فيه الخطب الدينية والسياسية ، مما جعل الحكومة تقدم على اعتقال حوالي ألف منهم . وقد ألفت لجنة تحقيقية حكومية لمعرفة كوامن هذه الحركة . وقد أثبتت التحقيقات ، على حد قول السلطات الرسمية فيما بعد ، وجود علاقات مباشرة بين الحركة التيجانية وبين كل من ( جماعة الاخوان المسلمين ) في مصر وحركة ( فدائي اسلام ) في إيران . وقد قدرت بعض المصادر عدد المنتمين الى الحركة التيجانية في تركيا حتى منتصف سنة 1951 حوالي (000/300 ) شخص موزعين في مختلف أنحاء البلاد
-----------
المراجع
خليل ابراهيم الناصري ، التطورات المعاصرة في العلاقات العربية التركية ، (بغداد: مطبعة الراية ، 1990 ) ، ص 74 ؛ أحمد نوري النعيمي ، الحركات الاسلامية الحديثة في تركيا ، مرجع سابق ، ص 29 .
تقرير المفوضية الملكية العراقية في أنقرة الى وزارة الخارجية العراقية في 1 تموز / يوليو 1950 ، دار الكتب والوثائق ، بغداد ( د . .و ) الملف المرقم 2732 ، الوثيقة 73 .
خليل ابراهيم الناصري ، التطورات المعاصرة في العلاقات العربية – التركية ، مرجع سابق ، ص74
تقرير المفوضية الملكية العراقية في أنقرة الى وزارة الخارجية العراقية في 30تموز يوليو 1951 بعنوان ( الطريقة التيجانية ) و . ك . و . الملف 2739 الوثيقة رقم 23 .
تقرير المفوضية الملكية العراقية الى وزارة الخارجية العراقية في 31 مايس – مايو 1951 . تقرير شهر نيسان – ابريل 1951 د. ك . و ، الملف 2739 الوثيقة 66 .
تقرير المفوضية الملكية العراقية في أنقرة الى وزارة الخارجية العراقية في 30 تموز / يوليو 1951 بعنوان (الطريقة التيجانية ) د. ك . و ، الملف 2739 ، الوثيقة
1923.
بقلم الباحث محمد زيطان
التيجانية والنورسية والسليمانية :
لقد كان من أبرز الحركات الاسلامية التي قامت بدور مهم في تركيا أبان فترة حكم الحزب الديمقراطي 1950 – 1960 : التيجانية ، والنورسية ، والسليمانية . وكان لهذه الحركات فروع في المدن الرئيسة والمناطق الريفية . وكان لنشاطها أثر كبير في تقوية مواقع علماء الدين في الحياة الاجتماعية والسياسية التركية المعاصرة .
التيجانية :
بعد أقل من شهر من فوز الحزب الديمقراطي بالانتخابات العامة لسنة 1950 ، دعا زعيم الحركة التيجانية في تركيا ( كمال بيلاف اوغلو) إلى الغاء الأتاتوركية والعودة إلى الإسلام الآ ان حكومة الحزب الديموقراطي ساقته الى المحاكم ، ولكنها اضطرت الى تأجيل محاكمته بسبب التظاهرات العنيفة التي قام بها أنصاره ومؤيدوه أمام المحكمة في أنقرة ومعظمهم من الشباب
والتيجانية طريقة صوفية أسسها أبو العباس التيجاني 1737 – 1815 في الجزائر ، وليس ثمة تاريخ معروف لهذه الطريقة في تركيا ، ألا أن المؤرخين يشيرون الى أن السلاطين العثمانيين شجعوا على انتشارها . وقد وجدت لها أنصارا . وفي التاريخ المعاصر تركزت في أنقرة والأناضول الأوسط . وكان لشيخها كمال بيلاف اوغلو ، رجل الأعمال التركي ، الضليع في القانون دور كبير في تقوية مراكز التيجانية في تركيا .
في مايس ، مايو 1951 وزعت التيجانية منشورا في أنقرة تضمن البرنامج السياسي لها ، ودعت فيه الى وضع دستور جديد يقوم على أساس الشريعة الاسلامية ، وانتقدت ماأسمته ( عبادة الأصنام ) ونددت بأتاتورك وعدته مسؤولا عن انتشار هذه العبادة !!
لقد عمد التيجانيون في نشر مبادئهم على اقامة الاحتفالات الدينية وإستخدام أسلوب العنف ، وقيل أنهم كانوا وراء عمليات تحطيم ومهاجمة تماثيل أتاتورك فعلى سبيل المثال ، حطم أنصار التيجانية سنة 1951 في مدينة كير شهر تمثالا لأتاتورك واتهموه بالألحاد ، ولكن الحكومة أقدمت على سن قانون برقم 5816 منعت بعض نصوصه الطعن أو الاساءة بمصطفى كمال أتاتورك باعتباره مؤسسا للجمهورية التركية وقد جاء اصدار هذا القانون بعد أن وقع أكثر من (70) اعتداء على تماثيل أتاتورك في أنحاء مختلفة في تركيا . وبموجب هذا القانون حكم على زعيم التيجانية في تركيا بالسجن ، الآ أن التيجانيين استمروا في نشاطهم ، ومن ذلك تنظيمهم في حزيران 1951 ، اجتماعا كبيرا في جامع أنقرة الكبير استمر حوالي شهر ، ألقوا فيه الخطب الدينية والسياسية ، مما جعل الحكومة تقدم على اعتقال حوالي ألف منهم . وقد ألفت لجنة تحقيقية حكومية لمعرفة كوامن هذه الحركة . وقد أثبتت التحقيقات ، على حد قول السلطات الرسمية فيما بعد ، وجود علاقات مباشرة بين الحركة التيجانية وبين كل من ( جماعة الاخوان المسلمين ) في مصر وحركة ( فدائي اسلام ) في إيران . وقد قدرت بعض المصادر عدد المنتمين الى الحركة التيجانية في تركيا حتى منتصف سنة 1951 حوالي (000/300 ) شخص موزعين في مختلف أنحاء البلاد
-----------
المراجع
خليل ابراهيم الناصري ، التطورات المعاصرة في العلاقات العربية التركية ، (بغداد: مطبعة الراية ، 1990 ) ، ص 74 ؛ أحمد نوري النعيمي ، الحركات الاسلامية الحديثة في تركيا ، مرجع سابق ، ص 29 .
تقرير المفوضية الملكية العراقية في أنقرة الى وزارة الخارجية العراقية في 1 تموز / يوليو 1950 ، دار الكتب والوثائق ، بغداد ( د . .و ) الملف المرقم 2732 ، الوثيقة 73 .
خليل ابراهيم الناصري ، التطورات المعاصرة في العلاقات العربية – التركية ، مرجع سابق ، ص74
تقرير المفوضية الملكية العراقية في أنقرة الى وزارة الخارجية العراقية في 30تموز يوليو 1951 بعنوان ( الطريقة التيجانية ) و . ك . و . الملف 2739 الوثيقة رقم 23 .
تقرير المفوضية الملكية العراقية الى وزارة الخارجية العراقية في 31 مايس – مايو 1951 . تقرير شهر نيسان – ابريل 1951 د. ك . و ، الملف 2739 الوثيقة 66 .
تقرير المفوضية الملكية العراقية في أنقرة الى وزارة الخارجية العراقية في 30 تموز / يوليو 1951 بعنوان (الطريقة التيجانية ) د. ك . و ، الملف 2739 ، الوثيقة
1923.
بقلم الباحث محمد زيطان