الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثلاثية الفنون الجميلة والضع والقصة القصيرة بقلم:السيد الهبيان

تاريخ النشر : 2019-03-13
ثلاثية الفنون الجميلة والشعر والقصة القصيرة فى
فعل مؤنث منتصب
قصص دينا سليمان
السيد الهبيان
على نهج التجريب والتجديد فى القصة القصيرة..قدمت الكاتبــــــــــــة السكندرية"دينا سليمان"..مجموعتها القصيية "فعل مؤنث منتصب"..الفائـزة بالمركـــز الأول فى المسابقة المركزية لقصور الثقافة..عام 2014.. معتمدة على دراستها فى الفنـــون الجميلة.. التى تخرجت من كليتها فى العام 2009..فأبدت قصصها كلوحـات صاغت معظم جملها شعرا..فى شكل قصة قصيرة..وهذه هــــــى مجموعتها الثانية ..إذ قدمت قبلها مجموعتها"إشعال ذاتى".. عام 2011..كما أن لها نصبن مسرحيين..الأول بعنوان"العرايس"عام 2013..تناولت فيه التراث الشعبى والتاريخى لكلمة "عرايس".. والمسميات المختلفة للعرائس..ترجم إلى الألمانية..ونالت عنه جائزة التأليف الدولية..بمهرجان هايدلبرج بألمانيا..وكان ذلك سببا في دخولها عالم المسرح..والثانى قدمته بعنوان "اللبؤة"..عام 2014..وبجانب كل هذا فهى من مؤسسات "صالون تاء الخجل الثاقافى السكندرى" عام 2010..وتمت تسميته بهذا الإسم باقتراح من إحدى المؤسسات..التى اختارته من اسم رواية "تاء الخجل"للكاتبة الجزائرية""قضيلة الفاروق".
وبالإبحار داخل عوالم قصص المجموعة..تبدو لوحة شعرية..انتقت الكاتبة أبياتها .. من قصيدة "ماء البحر"للشاعر الأسبانى" لوركا"
"وأنت يافتاة كدرة المزاج
نهداك صوب الرياح
ما بضاعتك
إنى أبيع ماء البحر"
ثم بكلمات عنونتها "قبل اكتمال دورتها":
"انها المرأة من عائلة الشجر.. بعد أن ضربت بجذورها فى الأرض اقتلعوها..قالوا بأنها أحبت من كان يسقيها ماء البحر فلم تزهر أوراقها إلا فى عتمة الليل فاملأ صدرك بهذا الأزرق .. حتى يختنق فيك النفس..ولا تعشق امرأة ترى في عينيهاالقمر.. ستشرق كل ليلة فى صورة .. وستجن من تقلبات المد والجزر فيها"
وكأنما أرادت الكاتبة بذلك الإيحاء إلى أن قصصها البالغ عددها الخمسة عشر..ستتناول فيها بتجربة جديدة ومستحدثة..عالم المرأة..دون التقيد بالتابوهات المجتمعية..الموصومة بالمحرمات..والتى تبدو كحائط صد أمام من يحاول التمرد عليها..متخطية الأطر التقليدية..بثلاثيتها الشائعة..البدية والوسط والنهاية.. كمسار محدد للشكل والمضمون..ورغم أن قصصها بحكم طبيعتها ..قد تصنف كأدب نسائى..أوضحت أنها غير راضية عن تسمية ما تكتبه المرأة بالأدب النسائى..بجسبان أن الأدب بصفة عامة..يمكن وصفه بالأدب الجيد أوالغير الجيد..سواء كتبته المرأة ..أو كتبه الرجل..فقد عرضت لنساء مجموعتها وهن يعشن مراحل أعمارهن ..برؤى مختلفة للرجل الذى تلتقيه في حياتها..ونوعية التقارب بينها وبينه.. بحكم حسها العاطفى..الذى يدفعها نحوه.

فبطلة قصة"بنت وردان"..بعناوينها الفرعية " غريب الأطوار الرمادى..لايصل من يسير وحيدا..سأحبك فقط حين تعرف إسم زهرتى المفضلة..الحب يقتل.الوحدة تقتل..آكلوا التفاح لايدخلون الجنة..ورقة أخيرة تحمل ختم التحويل"..تبدوالمتطلعة إلى اهتمام زميلها بها .. الذى يشاركها العمل الذى التحقت به..المتمثل فى فحص الملفات الخاصة بحصر المواليد والوفيات..رغم أنها ترصد جل تحركاته في المكتب الذى يتشاركان فيه.."لايقبل المزاح في العمل".. يخيفها تفانيه في عمله..وإهماله مظهره..تتابعه وهو يحتسى القهوة..ويدخن السجائر..دون ان ينتبه لوجودها أمامه..ولا بالحشرات التى حوله ..تخبره بأن تعيينها تم لمساعدته..فيجيبها بأنها تساعد نفسها..ويؤكد عليها عدم اعتماد ورقة لاتحمل ختم التحويل..اضطرت لنظافة المكتب والقضاء على الحشرات المستوطنة فيه.. بعد ان تهرب عامل النظافة .. من القيام بعمله..لكن لم يثن عليها أحد..وساورها تساؤل حول صرصار أفزعها..واستطاعت أن تنتصرعليه في النهاية. "هل كان له زوجة وأولاد" وعندما غاب عن العمل زميلها غريب الأطوار..تحملت عبء العمل بمفردها..رغم أنه لايجب عليها تحمل أعراض الشيخوخة التى بدت عليه ..دون اهتمام لكونه ليس له زوجة وأولاد.. ولامنزل له سوى المكتب.
وبطلة قصة"عروس السماء"..بعناوينها الداخلية المقسمة إلى قصاصات "الأولى باسم الأنثى..الثانية في البدء كانت هى قرب لاتذرنى فرضا..الثالثة لاتقصص رؤياك إلا على العشاق ومن حيث خرجت فول وجهك شطر قلب الحبيب..والرابعة ولا تأخذكم بهما رأفة/فإن الله غفور رحيم..هنسة فراغية."توقع أنها ستدخل الجنة بلا حساب..وتحتار الملائكة فى أمرها ..لأنها جعلت الحب متاعها في حياتها.."باسم الانثى وضع بذرته فازهرت أوجاعا .. ونلات فراغات القلب".. فتركته يغرق في آثام جسدها..ثم نادته بكل الاسماء.. تعرف فلن يدافع عنها أحد.. وسيرجمونها بألسنتهم..ثم طالبوا بنهايتها.. "لا تاخذكم بها رحمة".."إن الله غفور رحيم".."فإنى قريب".. "إن بعد العسر حبا"..أبرجهما الفلكية..جعلتهما متشابهين..لكنهما لايملكان مواضيع مشتركة..فيقرران أن يكون اللقاء الأخير هو مايجمعهما.
وفتاة عادية تعيش يوما مملا في حياتها..وبطلة قصة"فعل مؤنث منتصب"..نعرض ليوم ممل في حياتها..تبدأه بالاطلاع على رسائل حسابها الافتراضى..التى يكتبها الرجال لها..تحذف أول رسالة لأحدهم ..لأنه ترك انتصابه فيها.. والثانى صاحب جمال اخلاقى..ترك رقم هاتفه للتواصل ..والثالث يدهوها الى الاحتشام لان ضحكتها تثير الرجال..والرابع يريد أن يكمل نصف دينه.. و بعد الانتهاء من عشر رسائل..قامت بحظر اصحابها من إعادة المحاولة..ثم خرجت إلى عملها..قبل أن تزيد أمها في نصائحها لها..لأنها تؤمن بان عمل المراة فرصة للحصول على زواج سريع..وأن زينة النساء فتنة الرجال.. لاتتمكن من ركوب عرب السيدات..فتضطر إلى ركوب عربة الرجال..الذين يرددون دعاء الركوب.. رغم التجاعيد التى تسللت الى وجهها .. ينتظرون مرورها امامهم ليروا انحناءات جسدها..فتفكر بأن تعلق لافتة عاى ظهرها"من رابق مؤخرات النساء مات"..وبعد عودتها من عملها.. تغرق جسدها في حوض الحمام.. لتنزع عنه حصيلة نظرات جائعة .. ولمسات مسروقة..واحتكاكات مقصودة من الرجال..الذين اغتصبهم الكبت..تكتشف أن مابين ساقيها أكثر خشونة.. تخرج عارية وتصرخ فى فزع..وتبكى وهى تبحث عن امها..فتجدها تعبر عن سعادتها..وتبدو دموع الفرح في عينيى أبيها بعد أن أدرك عريها..تتماثل أحد الشباب يخرج إلى شرفته متجاهلا عريه.. يبدو بقامة مرفوعة ليشاهد الجميع انتصابه..معلنا انطلاقه في عالم الفتيات..ويصرخ فى امه بذكورته الحديثة.. فتبتسم لان فتاها المدلل يعرف التعامل مع النساء ..طرقات على الباب تنهى تخيلاتها المستهلكة..وخرجت قبل ان تختنق لتجرب وصفة أخرى للانتحار البطىء.. تغلق نافذتها على العالم العنكبوتى.. وتمتنع عن الخروج من المنزل..مكتفية بجمع فضلات المارة على جسمها.. ونفكر أن تحفر بداخل حجرتها.. مقبرة تتسع لجسدها..الذى يحمل اللأمنيات والاثام .. دون كلمة وداع وتكتب عليها هنا ارقد يسلام.
وتحمل قصة "البعض يفضلونها ساخنة"..بعناوين استهلالية لمقاطعها.."إعلان..تحذير..تنويه"من خلال إعلان لمنح غير الجميلات فرصة..لأنهن يحتجن للحب..وفى حاجة لشريك يستمتعن معه..الجمال ليس كل شىء..الابتسام هو بوابة عالم العاشقين.. والاغراء يحتاج الى ابتسامة غير مبتذلة..واحترام الرجال والنساء ..ممن من ليسو نجوما لأفلام إباحية ولا للعاهرات..يسأل احدهم بطلتها عن إسمها..تجيبه بأنه يستطيع مناداتها بمارلين.. يتملقها "صورك كلها انوثة وشقاوة تغرينى بأكلك" ..ترد عليه" الأكل سخن والا هتستناه لما يبرد"
ونعرض قصة"عيش النار"..لامرأةإسمها "هائشة" أنجبت خمسة بنات..توسطهما ولد..مات ثلاث رضيعات منهم قبله..واثنتان بعده..فأخذت تسبح بحبه.. استيقظت بسريرها لتجد رجلا غريبا مضغ أحلامها..عندما ماتت دفنوها ولم يأخذ ولدها العزاء.. وعندما مات هو..تبرع أحدهم بقراءة آيات من القرآن.. لم ينصب له عزاء.
و تصحو فى قصة"اثر الشيخ": على صوت الرجل الذى تنام بجواره.."الصلاو خير من النوم"..فترد عليه :"النوم قبلة العاشفين".. علمها فرائض الصلاة ..وكيف تؤديها..وحدد لها اتجاه القبلة..وتعود أن يتلو سورة الاسراء كل ليلة ثم يتوقف عند آية" "وقل رب ادخلنى مدخل صدق واخرجنى مخرج صدق"..ترجوه أن يقرا من سورة يوسف.. ثم اختفى فى الصباح ..لكنهم عند الفجر سمعوه يتلو آياته.. تتبعوا الصوت فضلله ربهم .. ظنوا بان اثره قد ضاع..لكنها لم تتركه يغادرها..لأنهما كان ينجبان كل ليلة آلاف الأطفال..وادخرته ليكون اخر الاولاد.
وجدة فى قصة"يوم الثور".. تجاوز عمرها المئة سنة..ولا زالت تتقن عملية العجين..ونصائحها لاتخيب..ووصفاتها مجربة..تعطى الرجل قبضة عجين..ليشكلها بنفسه..ليكون أول ما تأكله العروس ليلة عرسها..لكن لعنتها تصيب المرأة التى تشهد فرحها..فتصير أرملة بعد ساعات قليلة..و بعد أن كانت أفرح القرية لاتنقطع..صارت تحتفل بالموت ..ويقول أهلها عنها أنها تتقن فنون السحر..وأن الرجل الذى أحبته وخانها..تحول إلى ثور تعيش معه وحيدة.. لا اولاد لها ولا احفاد غير ابناء القرية.. أفسدت محاولات الرجال فى الزواج سرا..وحذرتهم من اختيار عرائسهم من خارج القرية .. ونصحت المتزوجين بعدم الاقتراب من نسائهم .. لمدة اربعين يوما..وادعت أن حليب الثور.. يمنح النساء إذا شربن منه اربعين يوما..وعندما حرقت خبزها..ظنوا ان اللعنة اصابت الخبز ايضا.. ثم غابت ذات نهار..أدرك الرجال أنه اليوم المنتظر..ليعودوا إلى القرية..لكنهم لم يجدوا غير جدران المنازل.. ولا يوجد بمنزل الجدة غير ثور بطوق ذهبىى .. على المائدة ورائحة شواء.
وفى قصة "قدم الموت"..تتجاهل حداد الموت وتتحسس كل مساء نتوءات ظهرها..وتبكى وتسمع الموت الذى لم تصنع له حذاءا يناديها ..قالت لزوجها:"من يعشق لايكذب".. أجابها "من يعشق لايموت".."الفجر فيه ساعة للعاشقين"..أجابته:"لقد نما الريش يارجل"..حين أخبرها ببخل جارهما..رتقت له حذاؤه..ختى لم يبق منه غير رقعة..لكنه سار حافيا بعد أن سرقوه منه..قال لها "الموت لايحب العابسين"..لكنه لايخلف موعده..غابت شمس "ليلى" زوجة الإسكافى عندما بلغت من العمر أرذله
هذا ماعرضته الكاتبة للمرأة ..فى مختلف مستويات عمرها..من خلال صور حياتية..انتقتها من الواقع..لتبدى همها اليومى..كما تماهت في إبداء شعورها الجسى في علاقتها بالرجل.. الذى أبدته بصورة أعمق في تناولها لقصص الحب..التى تعيشها في بواكير حياتها العاطفية.
فالفتاة فى قصة "شفاه كليوباترا"..بعنوانها الفرعى"المارة لايجيدون التقاط الصور".. تطبع على زجاج النافذة قبلة باردة..تنتظر من حبيبها..أن يجذبه جمال عينيها .. لا يرضيها قوله أن أحمر الشفاه لبائعات الهو..لأن للشفاة لغة لاتخطىء الجمال.. تشعر بالشهوانية فى شفتيها..أرادت أن تعرف منه مدى حسن اختيارها.. فالتزم الصمت..ثم ا نتظرت أن ياتى من خلفها وهى تنظر من النافذة.. لكنها لاتراه أبدا.
وفى قصة"فوضى المنتصف"..بعناوينها الداخلية.."البداية/إقرأ..كتابة أولى/ أسير الحالة لايعشق..كتابة ثانية/التبديل السريع الخفى..البداية/استمع..العرض مستمر"..لايريضيها في الحب أنصاف اللقاءات.. وتنتظر من القدر فرصة للاكتمال ..البداية إقرأ.. تحرص على القرب منه حتى تفقد رغبتها فيه..لكنها تحرص على موعدهما..عند تمام المعرفة يبدأ العشق..لا تريد أن تراه لمجرد رغبتها فى رؤيته..وتجد أن انشغالها بسواه خيانة..يتفقان على مشاهدة عرض..وتحجز له مقعدا بجوارها..ولا تريد أن تترك مكانها ..لكن غريبا عنها يجلس مكانه.. لأن الحجز باقدمية الحضور.
وتلتقى بحبيبها في قصة"مسمار معقوف على زاوية الحلم"..من خلال عناوينها الفرعية""..التخيل ،التمنى..الهروب ضعف والبقاء قوة..الظل/الحركة/التمنى مرة أخرى..الخديعة/الابتسامة.. الخروج/الوهم.. الوعد/ الصباح"..على شاطىء البحر..لكنه ينظر باتجهه مرة..وإليها مرة..ويلتقيان دون التفاف..توحى لها الإشارات بأنه سيأتى لتعرفه ويعرفها..الهروب ضعف..والبقاء قوة.."نسخ تفاصيله في ثلاثية الكاكاو والقهوة والماء"..تتعبه القهوة ويحب الكاكاو بدون سكر.. وتبدو الشكوى من كراسى القهوة ..التى ليس بها كرسى سليم..وتتسبب المسامير فى تمزق البنطلونات .. ضغطت بمسمار على ظهر كفه رغم انها المرة الاولى ..ترى الصورة الثاتة خيانة للذكرى.. ومن وضعها يجب ان يقاتل للحفاظ عليها.. تجلس باتجاه البحر..وتطلب من نادل المقهى كاكاو الذى بدون سكر .
وفي قصة"خوخ الجنة".بعنوانها الداخلى في آخرها"عين الله".بعد أن انتهيا من الطريق..جلس فى مقعد بدله مرتين ..وازعجها نداؤه لها "خوخه".. سالته عن السبب.. أجابها:"آدم خرج من الجنة لانه اكل تفاحة..وأنا سادخلها بخوخه.. اثارتها له جعلته يقف ويتحسسها بشهوانية.."كمن يفرض بضاعته عاريا.. وأخذ يلتهمها دون ان يعبأ بنظراتها له ..وهويراقب النساء والفتيات امامه .. من خلال إيقاعهن المهتز..حاولت ألاتكون ضمن اكتشافه .. ألقى بكيس ممتلىء بآثار التهامه..وقادها الى قهوة..نظرت إلى يديه الملوثتين بنهم جريمته.. ثم هربت منه لتراقب مؤخرات الرجال.
والحائرة بين بالبقاء في القمة ..والهبوط إلى القاع..فى قصة "موجة عرضية"..بعناوينها الفرعية التى حملت توقيتات مشاهد سينمائية" نهار خارجى..ليل داخلى وتانى مرة وآخر مرة."لأنها ترى أن من يصل للقمة لابد ان يهبط منها.. لكن القمة التى تتطلع إليها..تعرف أنها لن تصلها إليها ابدا..يتكرر تساؤله عن سبب عدم صراخه بحبها أمام الناس..تبتسم أول مرة ولا تجيب..لشعورها بالراحة لكونها تجاوزت المرحلة المبتذلة من الانبهار والدهشة..وفى المرة الثانية تهمس أحبك..والثالثة تسأله عن السبب..وفى الرابعة تصرخ غاضبة لأنه جبان وكذاب..ولا يحب إلا نفسه.. وتفضل أن تبقى في نقطة الانتظار التى التقيا فيها..وتتركه ليكمل هو رحلته بين القمة والقاع.
وكاتبة قصة"محارم ورقية".. وحوايشيها التى بدت مكملة لها.. حذفت كلمة الستر منها..لان من عرضتها عليه..وجد بعد مراجعته لها أنها مستهلكة..لكنها ظلت ترددها في دعائها المسائى.. لكون المرأة لا تشعر بالستر الا مع من يستطيع ان تتعرى امامه..كما حذفت فقرة بعد أن استمعت مناقشته حول الرجل الذى يبول على الطريق والمراة التى تتحمل حتى تجد المكان الامن ..كما اعترض على كلمة الجنس لانها تكتبها بصراحة ومباشرة :لأن من رأيه أن الأدب لايكتب هكذا..لم تلتفت لملاحظته لكنها كتبت لإرضائه فقرة" البعض يمارس الجنس مع شخص عابر لتفريغ تلك الشحنة الزائدة كمن يسير فى الطريق فيتعثر بحجر,, ليجد يدا تمتد اليه فيشعر تجاهها بالامتنان ويكمل حياته.."لكنه لم يشعر بالاتمنان..وأخبرها بألا تمتهن الكتابة.. (انت بتجيبى عضم الحدوتة مابتعرفيش تكسيها لحم ودم) ..فعرفت أنه لايهتم بما تكب و"يريد اللحم والدم"..لذلك مسحت أثر لقائه بمنديل ورقى..وألقته فى صندوق القمامة.. ثم أعادته إلى حقيبتها..شعرت باحتباس فى البول داخل مثانتها وهى نصف نائمة..لم تذهب لإفراغها ..واستسلمت لأفكار.. تكفى لملء مثانة اخرى.. تجد الكتابة لاتجدى..لأنها لاتجيد التعامل مع ثقافة اوراق التواليت..عندما تمتلىء المثانة.. يتعجل راحته راجته..ويسرع الى حائط فى الطريق.. اما المرأة فتتحمل حتى تجد المكان الامن..ترى أن الجنس أصدق من الحب..وعدم الممارسة الحميمية ..دليل على افتقاد الحب..وتنتهى قبل أن تبدأ.. يفتعل مداعباته خلالها..وتتصنع هى الشهوة معه .
هذا الاختزال لمضامين قصص المجموعة..إلى هذا القدر من الإيجاز..لا يف بالقطع لعرض ما احتوته من أحداث..رغم إبدائها بكثافة..اعتمدت عليعا الكاتبة.. حال تقديمها لها..لكنها تلقى الضوء إلى حد ما عليها ..لتناولها كتجربة قصصية مستحدثة في التجديد.. قدمت فيها عناوين داخلية..بعضها حمل المتبع في المشاهد السينمائية..اختزلت فيها تفصيلات مشاهد..ترتبط بمضمونها.. ومن ثم ينتفى احتسابها دخيلة عليها..رغم ما شابها من تناثر في ترتيب عرضها..من خلال مزج جمع بينها..أبدى القصة كلوحة فنية ..تجمع على سطحها خطوط ماتوحى إليه..
هذه التجربة الإبداعية..الخارجة عن الكتابات التقليدية..يتحتم التغاعل معها على بساط من الأسس الثقافية والاجتماعية..وعشوائية عرض المضامين..بعدم الالتزام بخط مستقيم..تتالى من خلاله الأحداث..والتى قد تضعها تحت عباءة الارتجال بمعناها المحتمل..بسبب تناثرها..وإبداء التفاوت في الزمان والمكان..يبدى المضمون كلوحة سريالية..تعكس دواخله..وتوحى الكلمات والإشارات التى تبدو به ..إلى التفاعل معها على انها إسقاطا رمزيا..لحال يزخر بالمسكوت عنه..ولعل قراءة متأنية لنصوص الكاتبة..تكشف عن ماتعنيه هذه الإسقاطات..وتبعدها عن الوصف المناسب لها..أيضا بدا من انتقاء النصوص القرآنية..ومزجها بالسرد..وحوارات باللغة العامية..البسيطة..المعبرة عن الإحساس التلقائى دون التفيد بالفصحى.. التى هى أصل الكاتبة..وفى مجال الفصحى والعامية..لم يغب عن فكرى مناقشة جرت بينى وبين المرحوم "يحى حقى"..الذى تمسك بضرورة الكتابة بالفصحى ..دون التقليل بالعامية..لكن عندما سألنى عن لغة كتاباتى..أجبته بالعامية..رغم أن جميعها بالفصحى.. والتى يتمسك بها في نشر المواد في المجلة..التى كان مسئولا عن تحريرها..رغم ذلك لايمكن إغفال دلالت الجمل التى اعترضت نصوصها ....والإيحاءات الرمزية والجنسية البادية فيها..ليتأكد أن الكاتبة..تخطت الكتابات التقليدية الساذجة..وعرضت مضامينها من خلال تجربة جديد’’. بسلاسة لغوية..واجتهدت من خلالها لإيصال معانيها للقارىء..رغم عدم الالتزام بالسرد المنطقى..وافتقاد الحبكة المعتادة..دون ابتذال للإيحاءات الجنسية..لاعتقادها بأن الكتابة عن الجنس..لايجب أن تكون هدفا في حد ذاته..أو لادعاء الجرأة ..بدعوى التحرر..ولن تخجل في الكتابة عنه.. كقضية مسكوت عنها..تحت غطاء الجهل والعادات العقيمة..رغم أنها تعرف مسبقا أنها ستواجه بالرفض الشديد..الذى لايواجهه الرجل ولا يضره في شىء.. وإضافة لذلك.. التزمت الكاتبة باللغة الشرعية في السرد والحوارات..من ثم يمكن القول..بأن القول"دينا سليمان"..بقصص مجموعتها"فعل مؤنث منتصب"..تشير إلى أنها كاتبة متميزة..لم تلتزم بقصة محبوكة النسج ..يبدو فيها الرابط التصاعدى للأحداث.. حفرت لها مكانا في واحة الكتابة النسائية المصرية والعربية..بتجربتها الإبداعية ..التى أضافت الجديد إلى القصة القصيرة.
&&&&&&&&&&&&
السيد الهبيان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف