الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فتاة من القوقاز بقلم م . نواف الحاج علي

تاريخ النشر : 2019-03-11
فتاة من القوقاز بقلم م . نواف الحاج علي
( قصه )

وقفنا في الطابور من أجل انتظار سيارة تكسي لتعيدنا الى فندق كوزموس بموسكو قبل أن نختتم زيارتنا السياحيه الى الاتحاد السوفييي بيوم ، سمح لنا فيه بالتجوال دون برامج محدده - كان ذلك في أوائل الثمانينات حيث كان الاتحاد السوفييتي في أوج المنافسة مع الغرب – كانت التكاليف زهيدة جدا - ولكن زيارة الاتحاد السوفييتي وروسيا على الأخص وما فيها من تراث معماري وتاريخي وفني وحضاري عموما تسحر الألباب - ففي موسكو كان يقبع أمام الفندق نصب يمثل رمز الفضاء يمتد الى الأعلى ليعلن التفوق في هذا المجال – كل ما في روسيا يرمز الى الضخامة والفخامة في نفس الوقت !! من مبنى الكرملين والذي يقبع تحت أسواره رفات الأبطال الروس ، وبجواره كان لينين محنطا داخل السرداب – المتحف العسكري – الجرس الضخم – الكاتدرائيات – برج موسكو – مسرح البوليشوي الذي يضم فرق الباليه الشهيره – السيرك الروسي – مرتفعات لينين الذي يؤمها العرسان ويأخذون فوقها الصور التذكاريه – نهر موسكوفا الذي يخترق المدينه – مترو الانفاق بحد ذاته يرمز للفخامة والفن الرفيع بنظافته ورسوماته --- وأخرى الكثير
أما مدينة بطرسبيرج والذي كان اسمها آنذاك لينينجراد – كل ما فيها يرمز الى الحداثة والفن الرفيع – مدينة الحدائق – بنيت على ضفاف بحر البلطيق عام 1703 لتطل على اوروبا – يكفي أنها تحوي أكبر متحف في العالم – الارميتاج - يحوي من التحف الفنيه الرائعه لكبار رسامي العالم من الضخانة بحيث لو اطلعت على كل لوحة فيه مدة دقيقتين لاخذت سنوات لتمرعلى جميع الرسومات اضافه الى ما فيه من تحف واثار من الذهب الخالص – أما قلعة بول وبيترز والكاتدرائيات الضخمه فانك تستطيع رؤية حركة دوران الارض من خلال المعلقات في سقف احداها ، فالمدينة قريبه من القطب الشمالي - وكان الليل فيها في صيف ذلك العام يمتد لساعتين فقط – ان قصر بطرس الاكبر ، احد القياصره والذي بني على غرار قصر فرساي في باريس وتفوق عليه ، فان زيارته بحد ذاتها تحكي قصة الابهة والترف من خلال النوافير التي تفاجئ سيدات المجتمع الراقي التي كانت تؤم القصر انذاك برش الماء عليهن وسط الضحك والهزل --- والمباني الفخمه والحدائق الغناء -----
أما كييف عاصمة اوكرانيا ( والتي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي آنذاك )، فيمكن تسميتها بالمدينة الخضراء – فخضرة المزروعات لا تترك شبرا الا وتكسوه باللون الاخضر – لم نمكث فيها الا مدة قصيره – يخترقها نهر الدنيبر الذي كانت ترسو فيه سفينة (( ارورا )) ربما لفترة محدده – تلك السفينة الأثريه التي اندلعت منها شرارة الثوره الشيوعيه عام 1917 والذي يؤمها ملايين السياح --- واسمها مأخوذ من الأسطوره اليونانيه التي كانت تسمي " آلهة الفجر" بهذا الاسم – تلك الآلهة التي أرشدت السفينة الأسطوريه " آرجوس " التي تاهت في البحار----
لقد ابتعدنا عن الفندق في موسكو ونحن في مشورانا سيرا على الاقدام ، وأحس الأطفال معنا بالتعب ، فانتظرنا الى قدوم سيارة تكسي لتعيدنا للفندق – كان خلفنا في الطابور امرأة روسية ضخمه الجسم بيضاء البشره – وخلفها فتاة ترتدي زي سكان القوقاز وبشرتها توحي بأنها من سكان تلك الديار - وكانت دول القوقاز جزءا من الاتحاد السوفييتي آنذاك - انتظرنا طويلا فلم تأتي السيارة فقررنا العودة سيرا على الأقدام --- وما أن سرنا بضع خطوات حتى أتت سياره فصعدت اليها الروسية فورا ؟ فما كان من الفتاة القوقازيه الا أن فتحت باب السياره وأمسكت بذراع الروسية وأخذت تشدها لخارج السيارة بعنف ، وذلك بعد ملاسنة قويه لم نفهمها -- وأشارت الينا بالصعود للسياره بعد أن جرت الروسيه خارج السياره بالقوه وأجبرتها على النزول ----
تساءلت ونحو نغادر المكان يا ترى بم فكرت هذه الفتاة القوقازيه وهي تنتصر لنا من هذه الروسية البيضاء ؟؟؟ هل أرادت أن تنتقم من هذه الروسيه البيضاء وهي بذلك تعبر في أعماقها عن الظلم الذي لحق بأهل القوقاز ابان تلك الحقبه حين منعوا من أداء شعائرهم الدينيه وأمور أخرى ؟؟؟؟ أم هو تعبير عن عدم رضاها عن الجنس الأبيض كله ، الذي نهب واستعبد بقية سكان العالم وخاصة ما سمي بالعالم الثالث ؟؟؟؟ اليس الظلم يوحد المظلومين ؟؟؟ أم ترى كانت تفكر في الرابط الديني الذي يربط المسلمين بعضهم بعضا ؟؟؟؟ ترى هل فكرت في الظلم الذي لحق بأهل فلسطين وما زال يطاردهم وأمام أعين هذا العالم الذي لا مكان للعدل فيه ؟؟؟ هل كانت هذه الروسيه رمزا للظلم في نظر هذه الفتاة القوقازيه ؟؟؟--- ربما فكرت في كل هذا أو أجزاء منه أو أمور أخرى لم تخطر على بالي
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف