الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في كتاب تاريخ المغرب المريني وحضارته بقلم:محمد عبد المومن

تاريخ النشر : 2019-03-10
قراءة في كتاب تاريخ المغرب المريني وحضارته بقلم:محمد عبد المومن
تاريخ المغرب المريني وحضارته للباحث المغربي محمد الشريف 

محمد عبد المومن
باحث من المغرب 
يعرف البحث في تاريخ الغرب الإسلامي تطورا مهما, سواء في الدول العربية أو في إسبانيا, لكن هذا التطور صاحبته مشكلة مزمنة لم يستطع المهتمون بهذا المجال تجاوزها لحد الآن, وتتعلق بمحدودية انتشار الأبحاث والدراسات المنجزة, فمعظم الدراسات الإسبانية لا يطلع عليها الناطقون بالعربية, بسبب مشكل اللغة وقلة ما يترجم إلى لغة الضاد. وما ينجز في إحدى الدول العربية من دراسات يظل في حبيس هذه الدولة ولا يصل إلى الباحثين في الأقطار العربية الأخرى. ولهاذا أرى أنه من الضروري التعريف بمختلف الأبحاث والدراسات التي تتناول التاريخ العربي عامة, وتاريخ الغرب الإسلامي بشكل خاص ومنها الكتاب الذي أقدمه اليوم. 

مؤلف هذا الكتاب هو الباحث المغربي محمد الشريف, المتخصص تاريخ الوسيط, والذي سبق له أن نشر الكثير من الدراسات المتعلقة بتاريخ المغرب خلال العصر الوسيط, نذكر من بينها: " سبتة الإسلامية: دراسات في تاريخها الإقتصادي والإجتماعي ", وكتاب " المغرب وحروب الإسترداد ", كما سبق لنفس الباحث أن حقق عددا من المخطوطات القيمة, وترجم العديد من الأعمال الأكاديمية, خصوصا من اللغة الإسبانية. صدر الكتاب موضوع هذا التقديم عن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان سنة 2011, وهو من القطع المتوسط كما تبلغ عدد صفحاته 238 صفحة, بما في ذلك الملاحق التي ارتأى المؤلف أن يضيفها لإغناء مضمون الكتاب.

ينطلق المؤلف في كتابه هذا من مسلمة مفادها أن ملامح المغرب الأقصى الحديث تحددت خلال العصر المريني, الذي بدأ سنة 1244 واستمر إلى حدود سنة 1465, بمعنى أنه قد استمر 221 سنة, وهي فعلا مدة طويلة مقارنة بأعمار الدول المغربية القروسطية. هذه المسلمة قد لا يوافق عليها بعض المؤخون المغاربة, الذين يرى بعضهم أن معالم المغرب الحديث لم تتحدد إلى خلال العصر السعدي, وخصوصا خلال حكم المنصور الذهبي (1578-1603). لكن القراءة المتأنية لهذا العمل الأكاديمي القيم تجعلنا نعي أهمية العصر المريني, الذي لم يحظى بما يستحقه من أهمية, ولا أدل على هذا من قلة البحوث والدراسات التي تناولت هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الغرب الإسلامي عامة, والمغرب الأقصى خاصة.

 يتكون هذا المؤلف من أربعة أبواب ينقسم كل واحد منها إلى مباحث فرعية مستقلة.
- الباب الأول اختار له المؤلف عنوان: " محاضرات في تاريخ المغرب المريني", وهو يتكون من ثمانية مباحث فرعية, جميعها تركز على مرحلة تأسيس الدولة, والتي هي فعلا أخطر مرحلة من مراحل هذه الدولة, وأكثرها تأثيرا في تاريخ المغرب, حيث ترسخت فيها الكثير من السلوكات السياسية التي طبعت النخب السياسية المغربية خلال القرون اللاحقة, ( انظر كتاب الدكتور محمد القبلي المجتمع والسلطة والدين بالمغرب نهاية العصر الوسيط ). 

- الباب الثاني وعنوانه: " قراءات نقدية لمؤلفات في التاريخ المريني", وهو يتضمن أربعة مباحث, هي في حقيقتها قراءات لأربع أعمال أكاديمية رائدة في ما يتعلق بتاريخ المغرب المريني, وقد تم اختيار هذه الأعمال بعناية فائقة بهدف التعريف بها وخصوصا بالمناهج التي اعتمدت فيها. أول هذه القراءات هي القراءة المخصصة لكتاب " ورقات في الحضارة المرينية " لفقيد البحث التاريخي في المغرب محمد المنوني, وهو عمل أكاديمي ضخم يعد مرجعا رئيسيا لمن أراد الغوص في تاريخ المغرب المريني سواء بالنسبة للباحثين العرب أو الأجانب وخصوصا الإسبان. أما القراءة الثانية فهي في كتاب " المجتمع والسلطة والدين بالمغرب نهاية العصر الوسيط ", وهو من تأليف محمد القبلي, " وهو أيضا من الأعمال الأكاديمية المهمة, خصوصا لكشفه عن آليات النظام السياسي المريني. أما القراءة الثالثة فهي في كتاب " النقوش الكتابية والسلطة: الكتابات العربية بالمدرسة الجديدة بسبتة ", للباحث الإسباني الرائد في مجال الركيولوجية والطبونيمية بيرخيليو ماتينيز إينامورادو Virgilio Martinez Enamorado, وتكتسب هذه القراءة أهميتها في التعريف بما تبقى من كتابات المدرسة المرينية في سبتة, والتي تكاد أن تكون النقوش الوحيدة المتبقية بفعل قرون من التدمير الممنهج للاثار الإسلامية في هذه المدينة المحتلة, أما القراءة الأخيرة فهي في كتاب " أضواء على مدينة أندلسية مجهولة ", وهو من تأليف عدد من الأركيولوجيين الإسبان, والذي يعد المصدر الوحيد المتوفر إلى حد الساعة عن مدينة " البُّنَيًّة" والتي اكتشفت قبل سنوات قليلة بالجنوب الإسباني. 

- الباب الثالث والمعون ب " مباحث في تاريخ المغرب المريني ", يتكون من أربع مباحث تركز على ثلاث قضايا, وهي علاقات المغرب المريني مع جواره الإسلامي, وقضية السياسة الضريبية للدولة المرينية, بالإضافة قضية المؤسسات التعليمية وعلاقاتها بنظام الأحباس. 

- أما الباب الرابع والأخير, فقد عنونه المؤلف ب " المغرب المريني من خلال النصوص ", وفيه أورد الباحث مجموعة من النصوص القيمة, والتي تحيل جميعها على بعض الجوانب الحضارية التي طبعت تاريخ الدولة المرينية, فمنها ما يتعلق بالجانب العمراني ومنها ما يتعلق بالجانب الاقتصادي, ومنها ما له علاقة بالجانب السياسي والإداري. ومن هذه النصوص المتميزة التي نجدها في هذا الباب وقفية كتبها عبد الرحمن ابن خلدون ونص تحبيس كتب على مدرسة العطارين بمدينة فاس كتب على قطعة رخام...

بقي أن أشير إلى أن هذا الكتاب يشكل امتداد لمشروع بدأه الباحث قبل سنوات طويلة بهدف إعادة الإعتبار للحقبة المرينية, وذلك عبر الكشف عن النصوص المجهولة وتحقيقها, وترجمة الدراسات الأجنبية الجادة, وأيضا عبر التأليف في هذه المرحلة المهمة من تاريخ المغرب, وقد توج عمله بإنجاز دراسات مهمة من قبيل " سبتة خلال العصرين الموحدي والمريني Ceuta aux épouques almohade et mérinide ", والذي نقل البحث في تاريخ سبتة الإسلامية من مرحلة الكتابات العاطفية إلى مرحلة الكتابة التاريخية القائمة على أسس ومناهج البحث التاريخي. 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف