الأخبار
38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطيني
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ليلة ممطرة الجزء الثامن بقلم إبراهيم عطيان

تاريخ النشر : 2019-03-10
ليلة ممطرة الجزء الثامن بقلم إبراهيم عطيان
ليلةٌ ممطرةٌ الجزء الثامن

يصل الضابط للمكتب ولكنه يخرج سيجارة من جيبه ويتنحى جانباً حتى يستكمل سيف حديثه القصير مع وليد الذي يسأل عن سبب استدعائه
قائلاً : أنا عايز أعرف أنا هنا ليه يا حضرة الظابط ،
هو أنتو عرفتوا المجرم؟
الضابط سيف : لا يا سيدي لسه ، بس متخافش هنعرفه ، هو يعني هيروح مننا فين بس المهم أنت كمان تساعدنا عشان نقدر نوصل له بسرعة.
أنا طبعاً عارف إنك مستعجل و نفسك نقبض عليه دلوقتي ، مش كده ولا إيه؟
وليد ينظر للضابط في عجب ثم يقول: أيوه طبعاً هي دي محتاجة سؤال !
بس قول لي الأول ازاي ممكن أساعدكم وأنا مستعد من دلوقتي.
يا ترى عندك طريقة أقدر من خلالها أساعدكم؟
الضابط سيف : أكيد في طريقة وإلا مكنتش جيبتك هنا دلوقتي
أصبر بس أنت شوية وهتعرف كل حاجة فينظر وليد في ساعته
ثم يرد : يا سيف باشا أنا عندي شغل ممكن تقول لي هو فين حضرة الظابط؟
أنت مش جيبتني هنا عشان أقابله برضو ولا أنا ناسي!!
فيبتسم سيف قائلاً : لا يا حبيبي أنت مش ناسي ولا حاجة ، حضرة الظابط خلاص وصل وهو وراك أهو .
ومع تقدم الضابط نحوه يستدير وليد قليلاً قبل أن يهم بالوقوف ببطء فيقترب منه الضابط واضعاً يده فوق كتفه ثم يقول: اقعد يا وليد اقعد ، وانت يا سيف روح شوف شغلك وابعت لنا شاي لو سمحت عشان الواد ابن الأستاذ محمود عمل لي صداع .
يجلس الضابط على كرسي مقابل لكرسي يجلس عليه وليد ثم يضع هاتفه أعلى طاولة زجاجية صغيرة تتوسطهما قبل أن يخرج صورة من جيبه ثم يقول :
قولي يا وليد تعرف إيه عن صاحب الصورة دي ؟
وليد ينظر للصورة جيداً ثم ينظر للضابط قائلاً : معرفش عنه حاجة أنا أول مرة أشوفه أصلاً ، هو مين ده ؟
هو انت شاكك فيه يا حضرة الظابط؟
الضابط : يعني مشوفتش الراجل ده قبل كده عند المجني عليها؟
وليد : أنت تقصد إيه يا حضرة الظابط ؟ فهمني لو سمحت ، أنا مش فاهم حاجة !
لكن الضابط يكرر سؤاله : أنت متأكد انك متعرفش الراجل ده ؟ بص كويس في الصورة يا وليد فيبدو وليد مندهشاً ثم يقول :
يا حضرة الظابط أنا قولتلك أول مرة أشوفه صدقني، وبعدين أختي الله يرحمها كانت علاقتها بالناس محدودة جداً . ومتعرفش غير صديقاتها حتى خروجها من البيت كان قليل جداً ولو خرجت بتكون مع أي واحدة من صديقاتها !
انسى خالص إن أختي ممكن يكون لها علاقة من النوع ده .
الضابط : ياريت ترد على السؤال وبس ، أنت مش هتعرفني شغلي!
فينهض وليد واقفاً ثم يرتفع صوته منفعلاً : ياريت أنت يا حضرة الظابط تسمع كلامي
لو عايز تعرف الجاني فعلاً انسى خالص موضوع علاقتها بالراجل ده أو غيره ، لأن أختي الله يرحمها مش كده خالص .
ظل وليد ثائراً يتحرك في الغرفة ويردد حرام عليكم ... حرام عليكم ، مش كفاية
اللي حصل لها ! لو مش عارفين تجيبوا حقها وتقبضوا على الجاني يبقى على الأقل بلاش الكلام اللي يمس سمعتها وكفاية عليها خسرت حياتها . سيب لها ذكرى حلوة يا حضرة الظابط مش هيبقى موت وخراب ديار ثم انهمرت دموعه قائلاً :
يعني مش كفاية إنها تموت بالشكل ده كمان عايزين تشوهوا سمعتها !
عمرها راح وانتهت حياتها غدر بدون ذنب ومش قادرين نجيب حقها ، يبقى على الأقل نحافط على سمعتها وسيرتها ، هي دي الحاجة الوحيدة اللي باقية منها .
أرجوك يا حضرة الظابط إلا سمعتها وشرفها ، مفيش حد يعرف إلهام الله يرحمها قدي
.
فيقوم الضابط من مكانه ثم يمشي خطوات قليلة نحو وليد وبيده منديلاً ورقياً يعطيه لوليد قبل أن يطلب منه الجلوس فيجلس وليد ، ثم يعود الضابط هو الأخر للجلوس على مكتبه
ويقول في هدوء : طيب تعرف حد من صديقاتها اللي كانوا بيترددوا عليها في البيت أو كانت بتخرج معاهم مثلاً ؟
وليد : الحقيقة أنا معرفش حد من صديقاتها .
لكن أفتكر إن في واحدة كانت دايماً بتكلمها في التليفون وأحياناً كنت بشوفها في البيت أظن كان اسمها حنان تقريباً .. لا لا مش حنان إيمان .
أيوه كان اسمها إيمان ، بس معرفش عنها أي حاجة تانية كل اللي أعرفه اسمها بس وطبعاً شكلها ممكن أوصفهالك لو حبيت .
الضابط : طيب تقدر تمشي أنت يا وليد مع السلامة .
وبينما وليد يفتح الباب استعداداً لمغادرة المكتب يناديه الضابط
فيلتفت وليد .
وإذا بالضابط الذي يجلس على مكتبه يسأل في هدوء :
انت ليه مشيت من البيت ؟ و ليه مرجعتش تاني ؟!
فيجيبه وليد : أولاً أنا رجعت البيت بعد طلاق إلهام ومشيت تاني عشان نفس السبب !
إنما ليه أنا مشيت : فــ انت عارف السبب كويس ، ثم ينظر وليد للضابط قبل أن يخرج !
فيرفع الضابط صورة المشتبه به من أعلى المكتب ثم ينظر بها قائلاً :
يا ترى أنت كمان حكايتك إيه ؟
وبينما الضابط يفكر فيما دار بينه وبين وليد يدق الباب ثم يدخل سيف متسائلاً :
يا ترى عرفت منه حاجة يا افندم ؟
الضابط يصمت قليلاً ثم ينظر في الصورة قبل أن يجيبه :
للأسف معرفتش منه أي حاجة يا سيف !
أنت مشوفتش شكل وليد لما شاف الصورة وسألته عن علاقة الراجل ده بالمجني عليها ، انفعل جداً ورافض تماماً فكرة إن أخته ممكن يكون لها علاقة من النوع ده !
سيف : يعني إيه يا افندم ؟ وشهادة الواد بتاع المطعم إنه شاف العربية معاها ليلة الحادثة
وكلام زوجة الأستاذ محمود هي كمان لما شافتها تحت العمارة !
الضابط : عندك حق بس أنا شخصياً مقتنع جداً إنها كانت ست شريفة ومش بتاع الحاجات دي .
مفيش حد يعرفها إلا و قال عنها محترمة ، حتى فتحي المتهم . بذمتك ده مش كفاية؟
تفتكر يا سيف إن الراجل ده ممكن يكون متجوزها في السر مثلاً ؟
سيف : والله ممكن فعلاً مش بعيد أنت عارف إن الناس الكبار اللي زي صاحبنا ده بيتجوزوا في السر عشان خايفين على
سمعتهم وشغلهم .
لكن ده ميمنعش إن فتحي بالذات لازم يقول كده يا افندم ، لأنه لو قال العكس هيبقى الشك فيه أكتر .
الضابط مبتسماً : طيب لو فتحي خايف يقول عشان يبعد التهمة عن نفسه باقي الشهود والجيران هيخافوا هما كمان !
لا لا. الموضوع مش كده خالص عموماً يا سيف فتحي مش بعيد ولسه هنواجهه بالكلام ده بس الأول عندي مشوار مهم
لازم أعمله ولما أرجع نقعد مع بعض ونشوف هنعمل ايه .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف