ليلةٌ ممطرةٌ الجزء الثامن
يصل الضابط للمكتب ولكنه يخرج سيجارة من جيبه ويتنحى جانباً حتى يستكمل سيف حديثه القصير مع وليد الذي يسأل عن سبب استدعائه
قائلاً : أنا عايز أعرف أنا هنا ليه يا حضرة الظابط ،
هو أنتو عرفتوا المجرم؟
الضابط سيف : لا يا سيدي لسه ، بس متخافش هنعرفه ، هو يعني هيروح مننا فين بس المهم أنت كمان تساعدنا عشان نقدر نوصل له بسرعة.
أنا طبعاً عارف إنك مستعجل و نفسك نقبض عليه دلوقتي ، مش كده ولا إيه؟
وليد ينظر للضابط في عجب ثم يقول: أيوه طبعاً هي دي محتاجة سؤال !
بس قول لي الأول ازاي ممكن أساعدكم وأنا مستعد من دلوقتي.
يا ترى عندك طريقة أقدر من خلالها أساعدكم؟
الضابط سيف : أكيد في طريقة وإلا مكنتش جيبتك هنا دلوقتي
أصبر بس أنت شوية وهتعرف كل حاجة فينظر وليد في ساعته
ثم يرد : يا سيف باشا أنا عندي شغل ممكن تقول لي هو فين حضرة الظابط؟
أنت مش جيبتني هنا عشان أقابله برضو ولا أنا ناسي!!
فيبتسم سيف قائلاً : لا يا حبيبي أنت مش ناسي ولا حاجة ، حضرة الظابط خلاص وصل وهو وراك أهو .
ومع تقدم الضابط نحوه يستدير وليد قليلاً قبل أن يهم بالوقوف ببطء فيقترب منه الضابط واضعاً يده فوق كتفه ثم يقول: اقعد يا وليد اقعد ، وانت يا سيف روح شوف شغلك وابعت لنا شاي لو سمحت عشان الواد ابن الأستاذ محمود عمل لي صداع .
يجلس الضابط على كرسي مقابل لكرسي يجلس عليه وليد ثم يضع هاتفه أعلى طاولة زجاجية صغيرة تتوسطهما قبل أن يخرج صورة من جيبه ثم يقول :
قولي يا وليد تعرف إيه عن صاحب الصورة دي ؟
وليد ينظر للصورة جيداً ثم ينظر للضابط قائلاً : معرفش عنه حاجة أنا أول مرة أشوفه أصلاً ، هو مين ده ؟
هو انت شاكك فيه يا حضرة الظابط؟
الضابط : يعني مشوفتش الراجل ده قبل كده عند المجني عليها؟
وليد : أنت تقصد إيه يا حضرة الظابط ؟ فهمني لو سمحت ، أنا مش فاهم حاجة !
لكن الضابط يكرر سؤاله : أنت متأكد انك متعرفش الراجل ده ؟ بص كويس في الصورة يا وليد فيبدو وليد مندهشاً ثم يقول :
يا حضرة الظابط أنا قولتلك أول مرة أشوفه صدقني، وبعدين أختي الله يرحمها كانت علاقتها بالناس محدودة جداً . ومتعرفش غير صديقاتها حتى خروجها من البيت كان قليل جداً ولو خرجت بتكون مع أي واحدة من صديقاتها !
انسى خالص إن أختي ممكن يكون لها علاقة من النوع ده .
الضابط : ياريت ترد على السؤال وبس ، أنت مش هتعرفني شغلي!
فينهض وليد واقفاً ثم يرتفع صوته منفعلاً : ياريت أنت يا حضرة الظابط تسمع كلامي
لو عايز تعرف الجاني فعلاً انسى خالص موضوع علاقتها بالراجل ده أو غيره ، لأن أختي الله يرحمها مش كده خالص .
ظل وليد ثائراً يتحرك في الغرفة ويردد حرام عليكم ... حرام عليكم ، مش كفاية
اللي حصل لها ! لو مش عارفين تجيبوا حقها وتقبضوا على الجاني يبقى على الأقل بلاش الكلام اللي يمس سمعتها وكفاية عليها خسرت حياتها . سيب لها ذكرى حلوة يا حضرة الظابط مش هيبقى موت وخراب ديار ثم انهمرت دموعه قائلاً :
يعني مش كفاية إنها تموت بالشكل ده كمان عايزين تشوهوا سمعتها !
عمرها راح وانتهت حياتها غدر بدون ذنب ومش قادرين نجيب حقها ، يبقى على الأقل نحافط على سمعتها وسيرتها ، هي دي الحاجة الوحيدة اللي باقية منها .
أرجوك يا حضرة الظابط إلا سمعتها وشرفها ، مفيش حد يعرف إلهام الله يرحمها قدي
.
فيقوم الضابط من مكانه ثم يمشي خطوات قليلة نحو وليد وبيده منديلاً ورقياً يعطيه لوليد قبل أن يطلب منه الجلوس فيجلس وليد ، ثم يعود الضابط هو الأخر للجلوس على مكتبه
ويقول في هدوء : طيب تعرف حد من صديقاتها اللي كانوا بيترددوا عليها في البيت أو كانت بتخرج معاهم مثلاً ؟
وليد : الحقيقة أنا معرفش حد من صديقاتها .
لكن أفتكر إن في واحدة كانت دايماً بتكلمها في التليفون وأحياناً كنت بشوفها في البيت أظن كان اسمها حنان تقريباً .. لا لا مش حنان إيمان .
أيوه كان اسمها إيمان ، بس معرفش عنها أي حاجة تانية كل اللي أعرفه اسمها بس وطبعاً شكلها ممكن أوصفهالك لو حبيت .
الضابط : طيب تقدر تمشي أنت يا وليد مع السلامة .
وبينما وليد يفتح الباب استعداداً لمغادرة المكتب يناديه الضابط
فيلتفت وليد .
وإذا بالضابط الذي يجلس على مكتبه يسأل في هدوء :
انت ليه مشيت من البيت ؟ و ليه مرجعتش تاني ؟!
فيجيبه وليد : أولاً أنا رجعت البيت بعد طلاق إلهام ومشيت تاني عشان نفس السبب !
إنما ليه أنا مشيت : فــ انت عارف السبب كويس ، ثم ينظر وليد للضابط قبل أن يخرج !
فيرفع الضابط صورة المشتبه به من أعلى المكتب ثم ينظر بها قائلاً :
يا ترى أنت كمان حكايتك إيه ؟
وبينما الضابط يفكر فيما دار بينه وبين وليد يدق الباب ثم يدخل سيف متسائلاً :
يا ترى عرفت منه حاجة يا افندم ؟
الضابط يصمت قليلاً ثم ينظر في الصورة قبل أن يجيبه :
للأسف معرفتش منه أي حاجة يا سيف !
أنت مشوفتش شكل وليد لما شاف الصورة وسألته عن علاقة الراجل ده بالمجني عليها ، انفعل جداً ورافض تماماً فكرة إن أخته ممكن يكون لها علاقة من النوع ده !
سيف : يعني إيه يا افندم ؟ وشهادة الواد بتاع المطعم إنه شاف العربية معاها ليلة الحادثة
وكلام زوجة الأستاذ محمود هي كمان لما شافتها تحت العمارة !
الضابط : عندك حق بس أنا شخصياً مقتنع جداً إنها كانت ست شريفة ومش بتاع الحاجات دي .
مفيش حد يعرفها إلا و قال عنها محترمة ، حتى فتحي المتهم . بذمتك ده مش كفاية؟
تفتكر يا سيف إن الراجل ده ممكن يكون متجوزها في السر مثلاً ؟
سيف : والله ممكن فعلاً مش بعيد أنت عارف إن الناس الكبار اللي زي صاحبنا ده بيتجوزوا في السر عشان خايفين على
سمعتهم وشغلهم .
لكن ده ميمنعش إن فتحي بالذات لازم يقول كده يا افندم ، لأنه لو قال العكس هيبقى الشك فيه أكتر .
الضابط مبتسماً : طيب لو فتحي خايف يقول عشان يبعد التهمة عن نفسه باقي الشهود والجيران هيخافوا هما كمان !
لا لا. الموضوع مش كده خالص عموماً يا سيف فتحي مش بعيد ولسه هنواجهه بالكلام ده بس الأول عندي مشوار مهم
لازم أعمله ولما أرجع نقعد مع بعض ونشوف هنعمل ايه .
يصل الضابط للمكتب ولكنه يخرج سيجارة من جيبه ويتنحى جانباً حتى يستكمل سيف حديثه القصير مع وليد الذي يسأل عن سبب استدعائه
قائلاً : أنا عايز أعرف أنا هنا ليه يا حضرة الظابط ،
هو أنتو عرفتوا المجرم؟
الضابط سيف : لا يا سيدي لسه ، بس متخافش هنعرفه ، هو يعني هيروح مننا فين بس المهم أنت كمان تساعدنا عشان نقدر نوصل له بسرعة.
أنا طبعاً عارف إنك مستعجل و نفسك نقبض عليه دلوقتي ، مش كده ولا إيه؟
وليد ينظر للضابط في عجب ثم يقول: أيوه طبعاً هي دي محتاجة سؤال !
بس قول لي الأول ازاي ممكن أساعدكم وأنا مستعد من دلوقتي.
يا ترى عندك طريقة أقدر من خلالها أساعدكم؟
الضابط سيف : أكيد في طريقة وإلا مكنتش جيبتك هنا دلوقتي
أصبر بس أنت شوية وهتعرف كل حاجة فينظر وليد في ساعته
ثم يرد : يا سيف باشا أنا عندي شغل ممكن تقول لي هو فين حضرة الظابط؟
أنت مش جيبتني هنا عشان أقابله برضو ولا أنا ناسي!!
فيبتسم سيف قائلاً : لا يا حبيبي أنت مش ناسي ولا حاجة ، حضرة الظابط خلاص وصل وهو وراك أهو .
ومع تقدم الضابط نحوه يستدير وليد قليلاً قبل أن يهم بالوقوف ببطء فيقترب منه الضابط واضعاً يده فوق كتفه ثم يقول: اقعد يا وليد اقعد ، وانت يا سيف روح شوف شغلك وابعت لنا شاي لو سمحت عشان الواد ابن الأستاذ محمود عمل لي صداع .
يجلس الضابط على كرسي مقابل لكرسي يجلس عليه وليد ثم يضع هاتفه أعلى طاولة زجاجية صغيرة تتوسطهما قبل أن يخرج صورة من جيبه ثم يقول :
قولي يا وليد تعرف إيه عن صاحب الصورة دي ؟
وليد ينظر للصورة جيداً ثم ينظر للضابط قائلاً : معرفش عنه حاجة أنا أول مرة أشوفه أصلاً ، هو مين ده ؟
هو انت شاكك فيه يا حضرة الظابط؟
الضابط : يعني مشوفتش الراجل ده قبل كده عند المجني عليها؟
وليد : أنت تقصد إيه يا حضرة الظابط ؟ فهمني لو سمحت ، أنا مش فاهم حاجة !
لكن الضابط يكرر سؤاله : أنت متأكد انك متعرفش الراجل ده ؟ بص كويس في الصورة يا وليد فيبدو وليد مندهشاً ثم يقول :
يا حضرة الظابط أنا قولتلك أول مرة أشوفه صدقني، وبعدين أختي الله يرحمها كانت علاقتها بالناس محدودة جداً . ومتعرفش غير صديقاتها حتى خروجها من البيت كان قليل جداً ولو خرجت بتكون مع أي واحدة من صديقاتها !
انسى خالص إن أختي ممكن يكون لها علاقة من النوع ده .
الضابط : ياريت ترد على السؤال وبس ، أنت مش هتعرفني شغلي!
فينهض وليد واقفاً ثم يرتفع صوته منفعلاً : ياريت أنت يا حضرة الظابط تسمع كلامي
لو عايز تعرف الجاني فعلاً انسى خالص موضوع علاقتها بالراجل ده أو غيره ، لأن أختي الله يرحمها مش كده خالص .
ظل وليد ثائراً يتحرك في الغرفة ويردد حرام عليكم ... حرام عليكم ، مش كفاية
اللي حصل لها ! لو مش عارفين تجيبوا حقها وتقبضوا على الجاني يبقى على الأقل بلاش الكلام اللي يمس سمعتها وكفاية عليها خسرت حياتها . سيب لها ذكرى حلوة يا حضرة الظابط مش هيبقى موت وخراب ديار ثم انهمرت دموعه قائلاً :
يعني مش كفاية إنها تموت بالشكل ده كمان عايزين تشوهوا سمعتها !
عمرها راح وانتهت حياتها غدر بدون ذنب ومش قادرين نجيب حقها ، يبقى على الأقل نحافط على سمعتها وسيرتها ، هي دي الحاجة الوحيدة اللي باقية منها .
أرجوك يا حضرة الظابط إلا سمعتها وشرفها ، مفيش حد يعرف إلهام الله يرحمها قدي
.
فيقوم الضابط من مكانه ثم يمشي خطوات قليلة نحو وليد وبيده منديلاً ورقياً يعطيه لوليد قبل أن يطلب منه الجلوس فيجلس وليد ، ثم يعود الضابط هو الأخر للجلوس على مكتبه
ويقول في هدوء : طيب تعرف حد من صديقاتها اللي كانوا بيترددوا عليها في البيت أو كانت بتخرج معاهم مثلاً ؟
وليد : الحقيقة أنا معرفش حد من صديقاتها .
لكن أفتكر إن في واحدة كانت دايماً بتكلمها في التليفون وأحياناً كنت بشوفها في البيت أظن كان اسمها حنان تقريباً .. لا لا مش حنان إيمان .
أيوه كان اسمها إيمان ، بس معرفش عنها أي حاجة تانية كل اللي أعرفه اسمها بس وطبعاً شكلها ممكن أوصفهالك لو حبيت .
الضابط : طيب تقدر تمشي أنت يا وليد مع السلامة .
وبينما وليد يفتح الباب استعداداً لمغادرة المكتب يناديه الضابط
فيلتفت وليد .
وإذا بالضابط الذي يجلس على مكتبه يسأل في هدوء :
انت ليه مشيت من البيت ؟ و ليه مرجعتش تاني ؟!
فيجيبه وليد : أولاً أنا رجعت البيت بعد طلاق إلهام ومشيت تاني عشان نفس السبب !
إنما ليه أنا مشيت : فــ انت عارف السبب كويس ، ثم ينظر وليد للضابط قبل أن يخرج !
فيرفع الضابط صورة المشتبه به من أعلى المكتب ثم ينظر بها قائلاً :
يا ترى أنت كمان حكايتك إيه ؟
وبينما الضابط يفكر فيما دار بينه وبين وليد يدق الباب ثم يدخل سيف متسائلاً :
يا ترى عرفت منه حاجة يا افندم ؟
الضابط يصمت قليلاً ثم ينظر في الصورة قبل أن يجيبه :
للأسف معرفتش منه أي حاجة يا سيف !
أنت مشوفتش شكل وليد لما شاف الصورة وسألته عن علاقة الراجل ده بالمجني عليها ، انفعل جداً ورافض تماماً فكرة إن أخته ممكن يكون لها علاقة من النوع ده !
سيف : يعني إيه يا افندم ؟ وشهادة الواد بتاع المطعم إنه شاف العربية معاها ليلة الحادثة
وكلام زوجة الأستاذ محمود هي كمان لما شافتها تحت العمارة !
الضابط : عندك حق بس أنا شخصياً مقتنع جداً إنها كانت ست شريفة ومش بتاع الحاجات دي .
مفيش حد يعرفها إلا و قال عنها محترمة ، حتى فتحي المتهم . بذمتك ده مش كفاية؟
تفتكر يا سيف إن الراجل ده ممكن يكون متجوزها في السر مثلاً ؟
سيف : والله ممكن فعلاً مش بعيد أنت عارف إن الناس الكبار اللي زي صاحبنا ده بيتجوزوا في السر عشان خايفين على
سمعتهم وشغلهم .
لكن ده ميمنعش إن فتحي بالذات لازم يقول كده يا افندم ، لأنه لو قال العكس هيبقى الشك فيه أكتر .
الضابط مبتسماً : طيب لو فتحي خايف يقول عشان يبعد التهمة عن نفسه باقي الشهود والجيران هيخافوا هما كمان !
لا لا. الموضوع مش كده خالص عموماً يا سيف فتحي مش بعيد ولسه هنواجهه بالكلام ده بس الأول عندي مشوار مهم
لازم أعمله ولما أرجع نقعد مع بعض ونشوف هنعمل ايه .