* الجيل الجديد والتراث*
جمعني حديث مع صديق روائي حول بعض كتاب الجيل الجديد ، الذين لا حظ لهم من الثقافة التراثية ، فهم يكتفون ببعض القراءات السهلة الميسرة من روايات و قصص و أشعار و إذا سألتهم عن" الكامل في اللغة و الأدب" و" الإمتاع و المؤانسة "و "العقد الفريد "و "رسالة الغفران" و "نهج البلاغة" فإنهم لا يكادون يسمعون بها .
إنني أتألم لهِؤلاء الذين يتصدرون الإبداع ويتشدقون بالحداثة وما بعد الحداثة ويملأون المنتديات صراخا وهم يجهلون أو يتجاهلون قضية التراث و أهميتها لدى المبدع الحقيقي.
إننا دائما نجتر آراء الآخرين ونشهر للمدارس الأدبية الأوربية منطلقين من عقدة النقص وتفوق الآخر وننسى أن هذا الآخر بنى مجده الأدبي عندما امتص تراثنا أو أحدث نوعا من التناص بينه وبين تراثنا " فهذا الشاعر الإيطالي الكبير dante aligherie ألف كتابه ladivina comedia " الملهاة الإلهية"متأثرا بقضية المعراج وقصة المعراج ترجمت من العربية إلى الإسبانية ترجمة ففي الملهاة الإلهية نجد مكتوبا بالحرف اللاتيني :
" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " و خاضت إيطاليا من أولها إلى آخرها لأنهم ظنوا أن ذلك شعر فما عرفوا أنه قرآن كريم " و بعد ترجمة كليلة ودمنة ظهر في فرنسا كتاب اسمه " leroman de renart "
أي قصة الثعلب و كليلة ودمنة هما ثعلبان أو ذئبان على الأرجح ثم جاء لا فالنتين و أخذ من كليلة ودمنة " la laitiere et le potau lait" ثم قصة " les animaux de la peste" ولا ننسى قصة روبنسون كروزو الذي تأثر صاحبها بقصة حي بن يقظان لابن طفيل و المقام يطول كيف استفاد الأوربيون من تراثنا ونسجوا على منواله روايات عالمية، لكن للأسف فهذا جيل انقطع عن تراث أمته الخالد وهو يريد أن يؤسس لإبداع من العدم .
لذا لا نتعجب عندما نجد كثيرا من الأعمال الأدبية لهذا الجيل تفتقر إلى العمق و إلى القيمة الفنية و الفكرية، إني أدعو من هذا المنبر أن نتصالح مع تراثنا ، أن ننقب عنه ونضيف إليه من زخمنا الإبداعي لحظتئذ نكون حداثيين بمعنى الكلمة
أما حداثة الشعارات الجوفاء فهي حداثة عرجاء لا تقودنا إلا إلى المتاهة والضياع.
* بقلم الكاتب والباحث في التنمية البشرية :شدري معمر علي*
[email protected]
جمعني حديث مع صديق روائي حول بعض كتاب الجيل الجديد ، الذين لا حظ لهم من الثقافة التراثية ، فهم يكتفون ببعض القراءات السهلة الميسرة من روايات و قصص و أشعار و إذا سألتهم عن" الكامل في اللغة و الأدب" و" الإمتاع و المؤانسة "و "العقد الفريد "و "رسالة الغفران" و "نهج البلاغة" فإنهم لا يكادون يسمعون بها .
إنني أتألم لهِؤلاء الذين يتصدرون الإبداع ويتشدقون بالحداثة وما بعد الحداثة ويملأون المنتديات صراخا وهم يجهلون أو يتجاهلون قضية التراث و أهميتها لدى المبدع الحقيقي.
إننا دائما نجتر آراء الآخرين ونشهر للمدارس الأدبية الأوربية منطلقين من عقدة النقص وتفوق الآخر وننسى أن هذا الآخر بنى مجده الأدبي عندما امتص تراثنا أو أحدث نوعا من التناص بينه وبين تراثنا " فهذا الشاعر الإيطالي الكبير dante aligherie ألف كتابه ladivina comedia " الملهاة الإلهية"متأثرا بقضية المعراج وقصة المعراج ترجمت من العربية إلى الإسبانية ترجمة ففي الملهاة الإلهية نجد مكتوبا بالحرف اللاتيني :
" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " و خاضت إيطاليا من أولها إلى آخرها لأنهم ظنوا أن ذلك شعر فما عرفوا أنه قرآن كريم " و بعد ترجمة كليلة ودمنة ظهر في فرنسا كتاب اسمه " leroman de renart "
أي قصة الثعلب و كليلة ودمنة هما ثعلبان أو ذئبان على الأرجح ثم جاء لا فالنتين و أخذ من كليلة ودمنة " la laitiere et le potau lait" ثم قصة " les animaux de la peste" ولا ننسى قصة روبنسون كروزو الذي تأثر صاحبها بقصة حي بن يقظان لابن طفيل و المقام يطول كيف استفاد الأوربيون من تراثنا ونسجوا على منواله روايات عالمية، لكن للأسف فهذا جيل انقطع عن تراث أمته الخالد وهو يريد أن يؤسس لإبداع من العدم .
لذا لا نتعجب عندما نجد كثيرا من الأعمال الأدبية لهذا الجيل تفتقر إلى العمق و إلى القيمة الفنية و الفكرية، إني أدعو من هذا المنبر أن نتصالح مع تراثنا ، أن ننقب عنه ونضيف إليه من زخمنا الإبداعي لحظتئذ نكون حداثيين بمعنى الكلمة
أما حداثة الشعارات الجوفاء فهي حداثة عرجاء لا تقودنا إلا إلى المتاهة والضياع.
* بقلم الكاتب والباحث في التنمية البشرية :شدري معمر علي*
[email protected]