عبود الجابري
شاعر الدهشة
الدهشة الذي يحدثها النص الشعري تمثل أعلى درجات التألق الأدبي، أنا من الذين (يهربون) من "عبود الجابري"، لأنه يرجعنا إلى واقعنا/حالنا الذي نفر منه، لكن الطريقة التي يقدم فيها ومضاته الشعرية تجذبنا إليه وإلى شعره، لهذا تجدني سرعان ما أتقدم منه وبسرعة، وكأن (التوبة/الحذر) الذي قررته ذهاب ادراج الرياح، ولم يعد له مكان.
ما جذبني إلى هذا المقطع الشعري بدايته البيضاء "الحياة سابقة غريبة" وحالة الاستكشاف التي يحملها "غريبة"، فهي تحفز القارئ على التقدم أكثر، والمقطع الثاني جاء فيه:
"هي الأولى من نوعها على هذا الكوكب"
فكرة منطقية وعليمة، وقد صيغت بشكل (عادي ) دون أي تعقيدات، ثم يحدثنا الشاعر عن اثر هذه المعلومة/الفكرة عليه:
"لذلك سأفعل ما بوسعي"
يستمر الشاعر في (لعبة) تقديم المعلومات ، وكأنه (يسرح) بنا إلى فكرة تتناسب/تتلاءم/تنسجم مع فكرة: "الحياة...الأولى من نوعها" فيبدو وكأنه سيفعل/سيتحدث عن شيء يقدمه عن التفاعل الايجابي مع الفكرة الأولى، لكنه يفاجئنا بقوله:
"كي لا أنكرَ عليكم
سعاداتكم الصغيرة جدّاً"
كنا مأخوذين ومنسجمين مع الفكرة ومع (تفاعله) لكنه بهذا القول يجعلنا نتوقف، فنحن أمام ظاهرة/حالة غير عادية، كان الحديث عقلي ومنطقي، والشاعر منسجم مع "الحياة" لكنه أخذ في الحديث عن شيء غير جميل/سوي سيحدث، وهذا الشكل من التقديم المعلومة، يشير إلى قدرة الشاعر على (السيطرة/التحكم) بالقارئ، فيبقى أسيرا، يترقب ما ستؤول إليه الأحداث:
"فأنا كذلك أحلم في لحظة يأسٍ
لو أنّني كنتُ كيساً فارغاً"
معلومة تتناقض مع البداية السلسة والهادئة والطبيعة التي بدأت بها القصيدة، فنجد حالة من اليأس يمر بها الشاعر، فلفظ "كيس" جاء يتناقض مع الألفاظ والأفكار السابقة، وهذا ما يجعلنا نتقدم أكثر من (المفاجأة) التي حدثت في القصيدة:
"عسى أن تأخذني
نسمةٌ غاضبة إلى الأعالي"
هذه (النهاية) محيرة، فهل قصد الشاعر ب"الأعالي" الهروب من الواقع إلى الفضاء؟، وهذه أمر طبيعي عند الشعراء الذي يعانون من عدم الانسجام مع الواقع، أم أنها تمثل الصعود إلى مركز رفيع؟، وهذا ينسجم مع اولئك الذي يصعدوا إلى المراكز وهم فارغون معرفيا واخلاقيا، لكن في كلتا الحالتين "عبود الجابري" صدمنا وأدهشنا بهذا الومضة الشعرية، فهي جاءت مختصرة ومكثفة، وبلغة عادية وطبيعية، بعيدا عن اللغة المعجمية، لكنها أسرتنا وأخذتنا من هروبنا وأعادتنا إلى واقعنا ال ... .
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس
الحياة سابقة غريبة"
هي الأولى من نوعها على هذا الكوكب
لذلك سأفعل ما بوسعي
كي لا أنكرَ عليكم
سعاداتكم الصغيرة جدّاً
فأنا كذلك أحلم في لحظة يأسٍ
لو أنّني كنتُ كيساً فارغاً
عسى أن تأخذني
نسمةٌ غاضبة إلى الأعالي"
شاعر الدهشة
الدهشة الذي يحدثها النص الشعري تمثل أعلى درجات التألق الأدبي، أنا من الذين (يهربون) من "عبود الجابري"، لأنه يرجعنا إلى واقعنا/حالنا الذي نفر منه، لكن الطريقة التي يقدم فيها ومضاته الشعرية تجذبنا إليه وإلى شعره، لهذا تجدني سرعان ما أتقدم منه وبسرعة، وكأن (التوبة/الحذر) الذي قررته ذهاب ادراج الرياح، ولم يعد له مكان.
ما جذبني إلى هذا المقطع الشعري بدايته البيضاء "الحياة سابقة غريبة" وحالة الاستكشاف التي يحملها "غريبة"، فهي تحفز القارئ على التقدم أكثر، والمقطع الثاني جاء فيه:
"هي الأولى من نوعها على هذا الكوكب"
فكرة منطقية وعليمة، وقد صيغت بشكل (عادي ) دون أي تعقيدات، ثم يحدثنا الشاعر عن اثر هذه المعلومة/الفكرة عليه:
"لذلك سأفعل ما بوسعي"
يستمر الشاعر في (لعبة) تقديم المعلومات ، وكأنه (يسرح) بنا إلى فكرة تتناسب/تتلاءم/تنسجم مع فكرة: "الحياة...الأولى من نوعها" فيبدو وكأنه سيفعل/سيتحدث عن شيء يقدمه عن التفاعل الايجابي مع الفكرة الأولى، لكنه يفاجئنا بقوله:
"كي لا أنكرَ عليكم
سعاداتكم الصغيرة جدّاً"
كنا مأخوذين ومنسجمين مع الفكرة ومع (تفاعله) لكنه بهذا القول يجعلنا نتوقف، فنحن أمام ظاهرة/حالة غير عادية، كان الحديث عقلي ومنطقي، والشاعر منسجم مع "الحياة" لكنه أخذ في الحديث عن شيء غير جميل/سوي سيحدث، وهذا الشكل من التقديم المعلومة، يشير إلى قدرة الشاعر على (السيطرة/التحكم) بالقارئ، فيبقى أسيرا، يترقب ما ستؤول إليه الأحداث:
"فأنا كذلك أحلم في لحظة يأسٍ
لو أنّني كنتُ كيساً فارغاً"
معلومة تتناقض مع البداية السلسة والهادئة والطبيعة التي بدأت بها القصيدة، فنجد حالة من اليأس يمر بها الشاعر، فلفظ "كيس" جاء يتناقض مع الألفاظ والأفكار السابقة، وهذا ما يجعلنا نتقدم أكثر من (المفاجأة) التي حدثت في القصيدة:
"عسى أن تأخذني
نسمةٌ غاضبة إلى الأعالي"
هذه (النهاية) محيرة، فهل قصد الشاعر ب"الأعالي" الهروب من الواقع إلى الفضاء؟، وهذه أمر طبيعي عند الشعراء الذي يعانون من عدم الانسجام مع الواقع، أم أنها تمثل الصعود إلى مركز رفيع؟، وهذا ينسجم مع اولئك الذي يصعدوا إلى المراكز وهم فارغون معرفيا واخلاقيا، لكن في كلتا الحالتين "عبود الجابري" صدمنا وأدهشنا بهذا الومضة الشعرية، فهي جاءت مختصرة ومكثفة، وبلغة عادية وطبيعية، بعيدا عن اللغة المعجمية، لكنها أسرتنا وأخذتنا من هروبنا وأعادتنا إلى واقعنا ال ... .
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس
الحياة سابقة غريبة"
هي الأولى من نوعها على هذا الكوكب
لذلك سأفعل ما بوسعي
كي لا أنكرَ عليكم
سعاداتكم الصغيرة جدّاً
فأنا كذلك أحلم في لحظة يأسٍ
لو أنّني كنتُ كيساً فارغاً
عسى أن تأخذني
نسمةٌ غاضبة إلى الأعالي"
صور
صور
