بسم الله الرحمن الرحيم
طائِر الفَرَحْ يُحلَّق
بقلم / أحمد جمال دبدوب – لبنان
انغرزت أقدامي في رملِ الشاطىء
صورَتُكَ تُملأ الأفُق
صَوتُكَ يَرن في أذنيّ ،
يُردّد الهواء صَدَاه وَجهُكَ لَمعةُ عينيكَ ،
إبتسامةُ شَفتيكَ
وخُطُوطُ السَوَادَ تُزين الرُموش ،
وَلَهَبي أصبحَ ناراً هادئة ،
تُعطي دفئاً ولا تُحرق ،
وَوقفتُ أمام البحر الكبير وَقفتُ أمامَهُ الشاهِدُ الصامِت ،
أتامّل أقتربُ … أقتربُ أكثر ،
تلك اللَحَظَاتِ تلك اللَحَظَاتِ تلك اللَحَظَاتِ كُنتَ بحراً ،
كالبحرِ الكبير الواسعِ أمامي مُتفجراً ،
غاضباً ، مُتَسامحاً ، كبيراً ، عظيماً ،
رائِعاً ، جباراً ، قادراً .
كُنتُ وقفتُ اتأمل هذا الشاهد ،
في اليومِ الطويلِ الممتّدِ إلى اليوم التالي كان مَعَنا
يومَ أعلنا وحدتنا يوم التقطنا المحاراتِ السبع
ويوم رَميتَ بزمني القديم إلى البحر كان مَعَنَا
وتمتدّ يدي إلى جيبي زمني القديم!!
هل أصبحَ قديماً ؟
إنما يزداد رَوْعَة يزداد عُمقُهُ غوراً ،
في النفس وتَضم يدي زمني ،
الماضي ، القريب ، الحاضر ، المستقبل ،
أحس انه يَقبضُ على الجَمْرِ ما أدفَأَ ،
احرَقَ ، أقسى ، أنعم ، أحن الجمر ،
عندما أتمثله زمناً السائِدَ لننطلقَ نَحو المستقبل ،
الغد وقد قبضنا على الجمر ونحن نخترقُ السائد ،
الجامد ، المستكين ، الخانع ،
لننطلق نحنُ نَحو المستقبل ، الغد
أرتعشُ. يزداد إحساسي بأنني كبير
وتزداد صورتُكَ بهاءاً و جمالاً
ويسألُني البحرُ : هل إستردَدْ نَفْسَكَ ؟
ينفرد صدري ، تتألق عيناي ،
تَقبِضُ يدي على زمني
أستنشِقُ الهواء المُشْبَع بالرطوبة والملوحةِ
يتناثر الرذاذ على وجهي ،
تَرتَسم البَسمة ُ على شفتيّ أتنهد ،
أتنهد ملياً أحضُنُ البحرَ ،
أحضُنكَ يضحكُ البحر ،
ينحَتُ حِجَارةَ الشاطىء كذلك نَحَتَ صخوري ،
لُتصبحَ ناعمة ،
علمني سر الألوان ،
حب الأزهار ،
معنى الكلمات
علمني حُبّ الناس
حُبّ الإنسان ، صِرتُ أفهم ،
كيف يكونُ المرء مليئا بالوجدِ ،
كيف يحون كبيراً ،
يتسامي ، يَتَرَقْرقْ ، وأنتَ ،
في القلب تلك اللَحَظَاتِ ،
تلك اللَحَظَاتِ ، تلك اللَحَظَاتِ ،
حَوَتْ قَلَقاً تبدّد ،
وخرجت من تلك اللَحَظَاتِ ،
أكثر قُوّه ،
أكثر عَزماً ،
أكثر حباً ،
لو عشتَ معي رَوعة تلك اللَحَظَاتِ
لو عشتَ معي جمال تلك اللَحَظَاتِ
لو عشتَ معي عَظمَة تلك اللَحَظَاتِ
أتوحد بِكَ ، بالكون ، بالبحر ، بالأفقِ وأنتَ ،
في كل اللحظات ،
في كل الأماكن أكثر في نفسي حضوراً ،
والبحر يُطهرني من جديد أتطهر ،
أصفو ، أتسامى ،
تلك اللَحَظَاتِ ، تلك اللَحَظَاتِ ، تلك اللَحَظَاتِ ،
[email protected]
أحمد جمال دبدوب
لبنان / مخيم شاتيلا
7-3-2019
طائِر الفَرَحْ يُحلَّق
بقلم / أحمد جمال دبدوب – لبنان
انغرزت أقدامي في رملِ الشاطىء
صورَتُكَ تُملأ الأفُق
صَوتُكَ يَرن في أذنيّ ،
يُردّد الهواء صَدَاه وَجهُكَ لَمعةُ عينيكَ ،
إبتسامةُ شَفتيكَ
وخُطُوطُ السَوَادَ تُزين الرُموش ،
وَلَهَبي أصبحَ ناراً هادئة ،
تُعطي دفئاً ولا تُحرق ،
وَوقفتُ أمام البحر الكبير وَقفتُ أمامَهُ الشاهِدُ الصامِت ،
أتامّل أقتربُ … أقتربُ أكثر ،
تلك اللَحَظَاتِ تلك اللَحَظَاتِ تلك اللَحَظَاتِ كُنتَ بحراً ،
كالبحرِ الكبير الواسعِ أمامي مُتفجراً ،
غاضباً ، مُتَسامحاً ، كبيراً ، عظيماً ،
رائِعاً ، جباراً ، قادراً .
كُنتُ وقفتُ اتأمل هذا الشاهد ،
في اليومِ الطويلِ الممتّدِ إلى اليوم التالي كان مَعَنا
يومَ أعلنا وحدتنا يوم التقطنا المحاراتِ السبع
ويوم رَميتَ بزمني القديم إلى البحر كان مَعَنَا
وتمتدّ يدي إلى جيبي زمني القديم!!
هل أصبحَ قديماً ؟
إنما يزداد رَوْعَة يزداد عُمقُهُ غوراً ،
في النفس وتَضم يدي زمني ،
الماضي ، القريب ، الحاضر ، المستقبل ،
أحس انه يَقبضُ على الجَمْرِ ما أدفَأَ ،
احرَقَ ، أقسى ، أنعم ، أحن الجمر ،
عندما أتمثله زمناً السائِدَ لننطلقَ نَحو المستقبل ،
الغد وقد قبضنا على الجمر ونحن نخترقُ السائد ،
الجامد ، المستكين ، الخانع ،
لننطلق نحنُ نَحو المستقبل ، الغد
أرتعشُ. يزداد إحساسي بأنني كبير
وتزداد صورتُكَ بهاءاً و جمالاً
ويسألُني البحرُ : هل إستردَدْ نَفْسَكَ ؟
ينفرد صدري ، تتألق عيناي ،
تَقبِضُ يدي على زمني
أستنشِقُ الهواء المُشْبَع بالرطوبة والملوحةِ
يتناثر الرذاذ على وجهي ،
تَرتَسم البَسمة ُ على شفتيّ أتنهد ،
أتنهد ملياً أحضُنُ البحرَ ،
أحضُنكَ يضحكُ البحر ،
ينحَتُ حِجَارةَ الشاطىء كذلك نَحَتَ صخوري ،
لُتصبحَ ناعمة ،
علمني سر الألوان ،
حب الأزهار ،
معنى الكلمات
علمني حُبّ الناس
حُبّ الإنسان ، صِرتُ أفهم ،
كيف يكونُ المرء مليئا بالوجدِ ،
كيف يحون كبيراً ،
يتسامي ، يَتَرَقْرقْ ، وأنتَ ،
في القلب تلك اللَحَظَاتِ ،
تلك اللَحَظَاتِ ، تلك اللَحَظَاتِ ،
حَوَتْ قَلَقاً تبدّد ،
وخرجت من تلك اللَحَظَاتِ ،
أكثر قُوّه ،
أكثر عَزماً ،
أكثر حباً ،
لو عشتَ معي رَوعة تلك اللَحَظَاتِ
لو عشتَ معي جمال تلك اللَحَظَاتِ
لو عشتَ معي عَظمَة تلك اللَحَظَاتِ
أتوحد بِكَ ، بالكون ، بالبحر ، بالأفقِ وأنتَ ،
في كل اللحظات ،
في كل الأماكن أكثر في نفسي حضوراً ،
والبحر يُطهرني من جديد أتطهر ،
أصفو ، أتسامى ،
تلك اللَحَظَاتِ ، تلك اللَحَظَاتِ ، تلك اللَحَظَاتِ ،
[email protected]
أحمد جمال دبدوب
لبنان / مخيم شاتيلا
7-3-2019