في الطريق إلى الجنوب
بقلم: دارين أحمد
1
الليل هادئ حولي
وذاكرتي خواء
أسند رأسي إلى شجرة
جذعها المتقشر الخشبي
وقلبي سواء
أسمع طرقه وأغفو
فغدًا يوم آخر
وفي الاثنين تبني طيورٌ غريبة أعشاشها
ويغشاها العماء.
(2)
لمن تلك الصارية
والبحر بعيد
سبعون مدينة تذرع الأفق
والغيم حديد
ظلُّ رايةٍ بيضاء في الأعلى
رماديٌّ هنا على الإسفلت
والمركبُ
المركبُ-النصبُ
يُشبِع الجوعى
ينز الصديد
شِّبْهَ جذعٍ يابسٍ أقفُ
في يدي حجرٌ واحد
وعيناي نافذتان.
(3)
أراقبُ ظلاً أشبِّهه بنفسي
وعند الفجر أراني أطول وأطول
حتى أهمس في أذنه: شُبِّه لي أنك أنا
أطوفُ كنحلة فوق العشب
ويتبعني خيط لامع من الذهب
أحدِّق في التراب
فأصيره التراب
ولا زهرة لي
على هذه الأرض.
(4)
تمر الشمس متأرجحةً أمامي
أغانيةٌ هدها الشبق
أأمٌّ داخل الفقر تشهق
أعجوز يشده الماضي إلى جهة وأخرى
أجمعٌ تحركه الراية الحمراء، البيضاء، الملونة
أم هو الزمن يسيل من الأصابع والعيون
يُقال لم يبك أحد هنا يومًا
لم يغضب أحد
لكني سمعت العويل في الضحك
ورأيت أسنان الحر والعبد تَصرُّ كلما
بوجوه باسمة
تبادلوا الأدوار.
(5)
الريح
الريح
في الخارج تحكي مئات الحكايا
الريح
الريح
كأني إذ أكرر الكلمة يحدث الخلقُ
كأني أبذر الوهم حولي
وحصادي الحق
كأني إذ غفوت
والريح
الريح
تحدث في الخارج
سأفيق على هيئة الطفلة التي كنتُ
كأني سأكشفُ
كيف، أين، في حيواتنا يفعل الموتُ
ما قلتَ يا شعر في نفسي جملةً
إلا وصوت الريح خارجها
أرض وبيتُ.
(6)
ماء أسود
ظلٌّ يسيل على الحجر الرمادي
جمعوا أمتعتهم ومضوا
رجال هذا المكان
ونساؤه الصغيرات تغسلن أقدامهن في نهر خمر
فتسكر الطريق والمدن الملونة في أحلامهن.
أقفلن أفواههن بالآه
أمهاتهن الواقفات في البعيد
مثل جذوع غابة محترقة
لا تمر نفسي قربها إلا وتأخذ شكل الجنين.
* شاعرة وتشكيلية من سوريا
بقلم: دارين أحمد
1
الليل هادئ حولي
وذاكرتي خواء
أسند رأسي إلى شجرة
جذعها المتقشر الخشبي
وقلبي سواء
أسمع طرقه وأغفو
فغدًا يوم آخر
وفي الاثنين تبني طيورٌ غريبة أعشاشها
ويغشاها العماء.
(2)
لمن تلك الصارية
والبحر بعيد
سبعون مدينة تذرع الأفق
والغيم حديد
ظلُّ رايةٍ بيضاء في الأعلى
رماديٌّ هنا على الإسفلت
والمركبُ
المركبُ-النصبُ
يُشبِع الجوعى
ينز الصديد
شِّبْهَ جذعٍ يابسٍ أقفُ
في يدي حجرٌ واحد
وعيناي نافذتان.
(3)
أراقبُ ظلاً أشبِّهه بنفسي
وعند الفجر أراني أطول وأطول
حتى أهمس في أذنه: شُبِّه لي أنك أنا
أطوفُ كنحلة فوق العشب
ويتبعني خيط لامع من الذهب
أحدِّق في التراب
فأصيره التراب
ولا زهرة لي
على هذه الأرض.
(4)
تمر الشمس متأرجحةً أمامي
أغانيةٌ هدها الشبق
أأمٌّ داخل الفقر تشهق
أعجوز يشده الماضي إلى جهة وأخرى
أجمعٌ تحركه الراية الحمراء، البيضاء، الملونة
أم هو الزمن يسيل من الأصابع والعيون
يُقال لم يبك أحد هنا يومًا
لم يغضب أحد
لكني سمعت العويل في الضحك
ورأيت أسنان الحر والعبد تَصرُّ كلما
بوجوه باسمة
تبادلوا الأدوار.
(5)
الريح
الريح
في الخارج تحكي مئات الحكايا
الريح
الريح
كأني إذ أكرر الكلمة يحدث الخلقُ
كأني أبذر الوهم حولي
وحصادي الحق
كأني إذ غفوت
والريح
الريح
تحدث في الخارج
سأفيق على هيئة الطفلة التي كنتُ
كأني سأكشفُ
كيف، أين، في حيواتنا يفعل الموتُ
ما قلتَ يا شعر في نفسي جملةً
إلا وصوت الريح خارجها
أرض وبيتُ.
(6)
ماء أسود
ظلٌّ يسيل على الحجر الرمادي
جمعوا أمتعتهم ومضوا
رجال هذا المكان
ونساؤه الصغيرات تغسلن أقدامهن في نهر خمر
فتسكر الطريق والمدن الملونة في أحلامهن.
أقفلن أفواههن بالآه
أمهاتهن الواقفات في البعيد
مثل جذوع غابة محترقة
لا تمر نفسي قربها إلا وتأخذ شكل الجنين.
* شاعرة وتشكيلية من سوريا