فيلمٌ أجنبيّ!..
بقلم: سعاد محمد
لا تسقطْ أيُّها القمرُ
ما زلْنا نقنعُ الأولادَ
أنَّ السّماءَ مدينةُ ألعابٍ عاليةٍ
والرّحلةُ إليها منحةٌ حصريّةُ للطّيبينْ!
لمْ نلتقِ لنفترقَ..
لا عيناي غمّسَتْ جنونَها في شفتيكَ
ولا زقزقَت يدايَ ليديكَ
أمْ لديكَ أقوالٌ أخرى؟!
منْ أطلقَ يدَ الصّدفِ في أعمارِنا
كلُّ قلبٍ احتمالُ مقصلةْ؟
من رماكَ ثانيةً في دربي.. من رماك
قمراً ينتحبُ على كتفِ الماءْ؟
لو تدري..
يدايَ صارتا أطولَ حنكةً من مزاعمِ البكاءْ!
كلُّ ما في الأمرِ
قلْتُ: أردُّ ما للبحرِ عليَّ من ديونٍ
فحاصرتَني كنوٍّ يراقصُ شجرةً
وأنا امرأةٌ تشعُّ حينَ تحّبُ
لكنّي اليومَ باهرةُ العتمةْ
تحسسّتُ قلبي, إذْ لا سلاحَ لي إلّاه
همسَ: أنا صاحٍ و لن أخذلَكِ
مرَّ الصّمتُ بيننا أليماً
كانكسارِ وردةٍ
لا أنا ذرفْتُ كلمةً, ولا أنت
يبدو أنّنا فقدْنا سلميّةَ الإيحاءات!
كيفَ نشرحُ للصّيّادينَ المأخوذينَ بالمشهدِ
أنّنا فيلمٌ مهاجرٌ من زمنِهِ
أنكرَهُ كاتبُهُ لِتقلّبِ مناخِهِ
لكنَّ الكاميرا تطاردُهُ بفضولِ النّساءْ؟!
فيلمٌ سريعُ الذّوبانِ كفكرةٍ دافئةٍ
أحدُنا كانَ بدورِ جرحٍ جوّالٍ
وكانَ الأخرُ بلسماً..
داهمَهُ الشّعورُ بالقهرِ
فخادعَ السّيناريو وسطا على دورِ الملحِ
أعترفُ أنَّكَ برعْتَ في تلفيقِ نهايةٍ خلّابةٍ
كممثّلٍ أثملَهُ أجرُهُ
لكَّنكَ لم تتوقّعْ أنّ البابَ صديقي المُقرّبْ!
يا فصيحَ الصّمتِ
عيناك أمُّ القبّراتِ
وكلمةُ سرِّ بساتيني لديكَ
فلمَ كلُّ هذا الجَدْبِ في حضوركِ
ويداكَ غصنانِ من ماءْ؟!
انحنى الهواءُ تحتَ رسائلِنا
فذاكرتُنا باهظةُ الميراثِ:
(الحياةُ دونَكِ أختُ الموتِ)
لقطةٌ لمْ تقتنعْ بما أُوكِلَ لها من شعورٍ
فخجلِتْ, كعروس مرَّت بجنازةٍ
(صوتُكِ بعدَ اللهِ أعبدُهُ)
أنتَ من ربّى كنيسةً في حنجرتي
وأنتَ من سرقَ أجراسَها!
لو أنَّكَ ,فقط, أخبرتَني:
أيَّ وجوهِكَ أنتخبُ صورةً أعلّقُ عليها حدادي
لابتكرْنا نهايةً وقورةَ الأسبابِ!
تثاءبتِ الجدوى
فمدَّ اللّيلُ خطوتَهُ وسرقَ معه عينيك
فعانقني آسِفاً الهواءْ!
سألني ظلِّي:
من كانَ ذاك ؟
قلْتُ: لا أحد, مثلي!
واستدرتْ..
وتابعَ الصّيادونَ مسلسلَهم اليومي:
( التّنكيلُ بالأحياءِ)
كلٌّ يحصدُ من النّجومِ حسبَ عزمِ روحِهِ
ويدايَ الشّتويّتانِ تتربّصانِ بقمرٍ
قمرٍ لنْ يشقَّ قلبَ الغيمةِ لدواعي البطولةْ
ورغمَ أنّك ما زلْتَ مزروعاً
في ذاتِ المكانِ (الّذي لم نلتقِ به)
وتواظبُ على الّلونِ الّذي أحبُّ
لكنَّ وجهَكَ مخسوفْ!
عمّا بعيدْ, حينَ تحتُّني الوحدةُ
سأمرُّ من هنا بدورِ الجمهورِ
لأتمتَّعَ بفيلمكَ الجديدْ!
* شاعرة من سوريا صدر لها ديوان "الغريب" ولها ديوان قيد الطباعة بعنوان "عالٍ هذا السرج".
بقلم: سعاد محمد
لا تسقطْ أيُّها القمرُ
ما زلْنا نقنعُ الأولادَ
أنَّ السّماءَ مدينةُ ألعابٍ عاليةٍ
والرّحلةُ إليها منحةٌ حصريّةُ للطّيبينْ!
لمْ نلتقِ لنفترقَ..
لا عيناي غمّسَتْ جنونَها في شفتيكَ
ولا زقزقَت يدايَ ليديكَ
أمْ لديكَ أقوالٌ أخرى؟!
منْ أطلقَ يدَ الصّدفِ في أعمارِنا
كلُّ قلبٍ احتمالُ مقصلةْ؟
من رماكَ ثانيةً في دربي.. من رماك
قمراً ينتحبُ على كتفِ الماءْ؟
لو تدري..
يدايَ صارتا أطولَ حنكةً من مزاعمِ البكاءْ!
كلُّ ما في الأمرِ
قلْتُ: أردُّ ما للبحرِ عليَّ من ديونٍ
فحاصرتَني كنوٍّ يراقصُ شجرةً
وأنا امرأةٌ تشعُّ حينَ تحّبُ
لكنّي اليومَ باهرةُ العتمةْ
تحسسّتُ قلبي, إذْ لا سلاحَ لي إلّاه
همسَ: أنا صاحٍ و لن أخذلَكِ
مرَّ الصّمتُ بيننا أليماً
كانكسارِ وردةٍ
لا أنا ذرفْتُ كلمةً, ولا أنت
يبدو أنّنا فقدْنا سلميّةَ الإيحاءات!
كيفَ نشرحُ للصّيّادينَ المأخوذينَ بالمشهدِ
أنّنا فيلمٌ مهاجرٌ من زمنِهِ
أنكرَهُ كاتبُهُ لِتقلّبِ مناخِهِ
لكنَّ الكاميرا تطاردُهُ بفضولِ النّساءْ؟!
فيلمٌ سريعُ الذّوبانِ كفكرةٍ دافئةٍ
أحدُنا كانَ بدورِ جرحٍ جوّالٍ
وكانَ الأخرُ بلسماً..
داهمَهُ الشّعورُ بالقهرِ
فخادعَ السّيناريو وسطا على دورِ الملحِ
أعترفُ أنَّكَ برعْتَ في تلفيقِ نهايةٍ خلّابةٍ
كممثّلٍ أثملَهُ أجرُهُ
لكَّنكَ لم تتوقّعْ أنّ البابَ صديقي المُقرّبْ!
يا فصيحَ الصّمتِ
عيناك أمُّ القبّراتِ
وكلمةُ سرِّ بساتيني لديكَ
فلمَ كلُّ هذا الجَدْبِ في حضوركِ
ويداكَ غصنانِ من ماءْ؟!
انحنى الهواءُ تحتَ رسائلِنا
فذاكرتُنا باهظةُ الميراثِ:
(الحياةُ دونَكِ أختُ الموتِ)
لقطةٌ لمْ تقتنعْ بما أُوكِلَ لها من شعورٍ
فخجلِتْ, كعروس مرَّت بجنازةٍ
(صوتُكِ بعدَ اللهِ أعبدُهُ)
أنتَ من ربّى كنيسةً في حنجرتي
وأنتَ من سرقَ أجراسَها!
لو أنَّكَ ,فقط, أخبرتَني:
أيَّ وجوهِكَ أنتخبُ صورةً أعلّقُ عليها حدادي
لابتكرْنا نهايةً وقورةَ الأسبابِ!
تثاءبتِ الجدوى
فمدَّ اللّيلُ خطوتَهُ وسرقَ معه عينيك
فعانقني آسِفاً الهواءْ!
سألني ظلِّي:
من كانَ ذاك ؟
قلْتُ: لا أحد, مثلي!
واستدرتْ..
وتابعَ الصّيادونَ مسلسلَهم اليومي:
( التّنكيلُ بالأحياءِ)
كلٌّ يحصدُ من النّجومِ حسبَ عزمِ روحِهِ
ويدايَ الشّتويّتانِ تتربّصانِ بقمرٍ
قمرٍ لنْ يشقَّ قلبَ الغيمةِ لدواعي البطولةْ
ورغمَ أنّك ما زلْتَ مزروعاً
في ذاتِ المكانِ (الّذي لم نلتقِ به)
وتواظبُ على الّلونِ الّذي أحبُّ
لكنَّ وجهَكَ مخسوفْ!
عمّا بعيدْ, حينَ تحتُّني الوحدةُ
سأمرُّ من هنا بدورِ الجمهورِ
لأتمتَّعَ بفيلمكَ الجديدْ!
* شاعرة من سوريا صدر لها ديوان "الغريب" ولها ديوان قيد الطباعة بعنوان "عالٍ هذا السرج".