الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قمعوه وما كادوا يفعلون..بقلم:أ. حسين عمر دراوشة

تاريخ النشر : 2019-03-05
قمعوه وما كادوا يفعلون...

أ. حسين عمر دراوشة(كاتب وباحث) 

كان النصب التذكاري يقبع في مرتكز المدينة المنكوبة التي مُنيت بخسائر فادحة في العمران والأرواح التي زُهِقَتْ تحت دواليب عنجهيتها وأفعالها الصبيانية الهوجاء، لقد سرت الوطنية في دماء تلك المدينة وأوصالها، ويجسد ذلك النصب جندياً وسط ميدان البلد، لم يعرف أصله من فصله، لكنه تاريخ حافل بالمشاهد واللقطات الساخنة، وأبت طائرات الغدر أن تفض عذرية شرفه وأن تستهدفه بجنون نوافثها، فشاءت الأقدار أن تسقط سلاحه ويبقى صامداً شامخاً ينظر في الأفق السحيق، وانتاب أهل المدنية شعوراً لا يوصف من صمود هذا الجندي الذي أصبح رمزاً للقوة والشجاعة بالرغم أن لا روح فيه، ولكنه سكن أرواحهم ذات التصرفات العمياء...

وتستمر الحياة مع تقادم الزمن وتوزع قسماتها بين الأهواء والأنواء، وتهب العواصف بالرياح والغبار والأتربة التي تضفي غشاوة على الرؤية والبصيرة، ومع ازدحام الأفكار والعواطف الجيّاشة، التي جابت مخيلة حابس في أن يلحق الأذى بذلك الجندي الذي أخذ مكانة مرموقة يحلم بها حابس ولكنه فشل مرات عديدة في الوصول إلى مبتغاه، فاشترى لذلك عربة أخذ في بداية الأمر يعمل عليها سائق أجرة، ولا ينجو من تصرفاته العاهرة  إلا ما ندر ممن خالطهم من بني البشر في تلك المدينة الملعونة التي تحشد في أحشائها ملايين من ضروب البشر...

وبدأت نزواته الشريرة تطفو على السطح، فأحضر حبلاً ثخيناً، وذهب تحت جنح الليل؛ ليلبي رغباته وملذاته، وبعدما احتسى مشروباته الروحانية المفضلة، وسال لعابه وانسكبت على محيا جسدته، فانبعثت منه الروائح النتنه، وهو بين الشعور واللاشعور وفي منطقة بين الحضور والعدم، والبقاء والفناء...  ألقى بحبله الذي يسعى إلى نفث الحقد الدفين على جسد الجندي الطاهر الذي ما زال صامداً وشاهداً على عنجهية بني البشر .... وجعله متصل بالعربة التي يعمل عليها، وانسالت القهقهات اللاإرادية في حالة من النشوة العارمة، التي أسقطت فيها معاني العزة والكرامة، لتستمر حياة أولئك الأوغاد يا سادتي... غير آبهين بالمصير المحتوم..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف