الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اتصال طارئ بقلم عمر السيد عبد الرؤوف

تاريخ النشر : 2019-03-04
اتصال طارئ ...بقلم عمر السيد عبد الرؤوف.
أدار محرك سيارته، وانطلق مسرعاً، وقد تراكمت عليه الهموم وتسلل القلق والرعب إلى قلبه عقب اتصال هاتفي من زوجته تطلب منه الحضور على الفور، ثم انقطع الاتصال فجأة. عاود الاتصال مرات عدة لكن دون جدوى فلقد أُغلق هاتف زوجته. ترى ماذا حدث؟! لقد تخطى السرعة المحددة له أثناء القيادة ليس هذا فحسب بل قطع الإشارة المركزية وأخذ يلاحقه شرطيُّ المرور مطلقاً صفارة الإنذار بأن يتوقف لكن بدون جدوى تابع سيره وسرعته الزائدة وانطلق خلفه الشرطي يحاول إيقافه، كل ما كان يشغله هو حديث زوجته، والغلق المفاجئ لهاتفها. لم يكن يفكر مطلقاً في عواقب عدم الامتثال للشرطي أو الآثار المترتبة على قطعه للإشارة المركزية. كان يسير في الطريق بسرعة جنونية بين السيارات كادت تتسبب في عدة حوادث، كاد الهلع والخوف يخرسان لسانه، وأثناء قيادته يحاول جاهداً معاودة الاتصال، لقد بذل جهده اليائس لكن بلا جدوى، أصبح قريباً من المنطقة التي يقطن فيها لكن الطريق عند مدخلها كان مزدحماً على غير عادته فتح نافذة السيارة لكي يستعلم عن الأمر، فأخبره قائد السيارة المجاورة بوجود حادث في مدخل الشارع أعاق حركة السير. الآن أصبح محصوراً بين السيارات لا يستطيع الرجوع للخلف ولا التقدم للأمام. ترك سيارته في منتصف الطريق وترجل منها وأخذ يجري في الشارع بأقصى سرعته، كاد عقله يطير من الرعب والقلق على زوجته وطفليه، وخصوصا ً "عصام" الذي لم يتجاوز عامه الأول و الذي يحبه بكل جوارحه. أخذ يفكر، ترى ما الأمر؟! أهو حريق شبَّ في البناية ولم يتمكنوا من الخروج؟! أم أنه لص يحاول سرقة البيت وقد فعل أم.. أم..تسارعت ضربات قلبه وكان الزفير في صوته يقطع الشهيق وتصبب جسده بعرق غزير حتى تمكن من الوصول إلى البناية لم يرَ أية آثار للحريق. وكان السكون مخيماً على المبنى، دخل مسرعاً إلى غرفة المصعد يحاول فتح الباب ولكنه كان مغلقاً لا يستجيب للفتح ولاحظ ورقة معلقه على بابه تفيد بتعطل المصعد وأنه تحت إجراء الصيانة، أخذ يجري نحو درجات السلم مسرعاً، إنه يقطن في الطابق الثالث علوي، رغم الألم والمعاناة إلا أنه تحامل على نفسه وكان يجر رجليه جراً حتى وصل إلى باب شقته ولاحظ عدم وجود كسر في الباب أخرج المفاتيح من جيبه يحاول عبثاً الوصول للمفتاح لكن قلقه والعرق المتصبب على عينيه أعاقته بعض الوقت وكان يضرب بيده خلال بحثه عن المفتاح على باب الشقة ويقرع الجرس بطريقة جنونية. فجأة فُتح الباب واستقبلته زوجته بابتسامة عريضة، قائلة له: انظر إلى ابننا "عصام"لقد أصبح قادراً على المشي وأشارت إلى ابنها الصغير، أخذ ينظر إلى زوجته وإلى ابنه مشدوهاً بعض الوقت ثم وقع على الأرض وأخذ يبكي وينشج عالياً قائلاً بصوت مخنوق ألهذا دعوتني للحضور؟! قالت له نعم ولم أستطع إكمال المحادثة الهاتفية لقد فرغت بطارية هاتفي ثم قطع حديثهما صوت العم "محمد" بواب العمارة ينادي عليه بصوته الأجش من أسفل البناية بضرورة النزول فوراً قائلاً: إن شرطي المرور ومعه قوة أمنية بانتظاره.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف