الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في رواية "لقيطة اسطنبول" بقلم محمد زيطان

تاريخ النشر : 2019-03-03
قراءة في رواية "لقيطة اسطنبول" بقلم محمد زيطان
محمد زيطان باحث المغرب -تطوان
موضوع الدراسة: قراءة رواية( لقيطة استنبول) للمبدعة التركية ليف شافاك .
وحسب معطيات السيرة الذاتية لهذه الكاتبة المميزة فان روايتها هي الثانية في سلسلة اعمالها،وقد بيع منها الكثير، وحصدت اعجاب وتقييم الاوساط الادبية والنقدية ..
من الممكن عدها من روايات المدن وتاريخها ،تتنقل الاحداث بين اسطنبول و ولاية اريزونا،ابطال هذه الرواية نساء ،والحضور الرجالي بسيط ومكمل لدور المرأة وطغيان وجودها على مساحة اكثر من ٤٢٠ صفحة من القطع الكبير ،تغوص الرواية في قضية الصراع الاثني والتدافع بين الاقليات ،ان معنى الخلاف ورفض الاخر هو وهمٌ فرضته سلطة القمع والدمار ،القضية الكبيرة التي عانت منها الاقليات مطلع القرن العشرين هي إبادة الارمن والغريب ان ذلك القرن الدموي شهد العديد من الابادات وفي مناطق مختلفة من العالم كما حصل لليهود والاثوريين وتوجته الحربين العالميتين بدمار شامل ...
للوهلة الاولى تبدو رواية لقيطة قصة بطلتها فتاة لقيطة ،ولكن من خلال الرواية نجد اللقيطة مفهوم يعمل كمعادل موضوعي لصراع مجتمعين وفكرين ومنحدرين ،لاتبدو اللقيطة كامراة بل هي من ضمن مجموعة من النساء تبحث عن هويتها وانتماءها ..
ارمانوش فتاة ولدت من اب ارمني وام امريكية وانفصل ابويها وعاشا في ولايتين مختلفتين ،تزوجت امها بمصطفى التركي ،القادم من اسطنبول من اسرة أُبتليت بموت رجالها مبكرين ،له ام وجدة واربع اخوات احدهما لقيطة ولانعرف من اغتصبها الا في الفصل الاخير من الرواية حيث برعت الكاتبة في التغطية والتشويق ..
اتفقت نساء الاسرة على ضرورة الحفاظ على حياة مصطفى وذلك بارساله الى امريكا للدراسة والابتعاد عن الشؤم الاسطنبولي والذي تسبب بموت جميع رجالهم باسباب تافه وغريبة .
ارمانوش تبحث عن اصلها الارمني ولها اصدقاء من الارمن تجمعهم وسائل الاتصال ( كروب دردشة) وهذا الكروب مغلق ويتم التداول فيه لاعضائه من الارمن فقط ،وكالعادة فيه متطرفين ومنفتحين ولا اباليين ،وارمانوش من الفئة الثانية لكنها يتنازعها الصراع الذي شبت عليه الا وهو كره الاتراك وانهم ابادوا اسلافها وشردوهم وتسمع قصصاً غريبة حدثت لاجدادها ترويها لها جدتها التي فلتت من الابادة بصدفة وشاء القدر لها الحياة ،وفيما بعد نفهم انها اسلمت وتزوجت رجل تركي مسلم وولدت له طفلا ،ولكنها هربت مع اخيها الذي جاء من امريكا للبحث عنها ،احاديث الجدة والافكار المتناقضة بين اعضاء الكروب والمدونات التاريخية للمجزرة ،دفعت ارمانوش للسفر بحيلة وسرا عن ابويها المطلقين والذين يعيشون في ولاياتين مختلفيتين ،فاذا اتصل الاب للاطمئنان عليها فهي عند امها واذا اتصلت الام فإنها عند ابيها والواقع انها في اسطنبول في ارض الاجداد باحثة عن الحقيقة واسبابها...
لااريد ان افسد عليكم متعة القراءة ولاكشف تفاصيلها ،رواية كتبت باحترافية عالية ،وتصلح كعمل درامي كبير ...
تعتمد طريقة السرد على الراوي كلي العلم ،ولكسر الرتابة فإن السرد يتكسر ويتداخل بين الحين والاخر،ولعلها لمحة ذكية وخبيثة من الكاتبة اعتمادها على ( الجن ) في سرد تفاصيل لم يحسم التاريخ امرها بعد ،فابادة الارمن رواية تتحمل اكثر من تفسير وفيها اكثر من قراءة ،وهنا يتدخل الجن الذي تستخدمه الخالة ( بانو)في عملها في كشف الطالع وطرد السحر ،يتدخل الجن لسرد الاحداث قبل مئة عام وسد فجوات واضحة وهي من الوسائل واللمحات الذكية التي عمدت اليها الكاتبة ،فآختراع الجن الشرير ( السيد مر )والذي هو يطيع الخالة طاعة عمياء ،ويتوسل اليها لكشف اي امر تحتاجه ،هو يعرف من اغتصب الخالة زليخة ،وكيف أُبيد الارمن ،والخ الخ ،ان اعتماد هذا الجن أمر يحسد اليف شافاك عليه ابناء واحفاد ماركيز والواقعية السحرية ، للاسف مازلت افضفض واكشف من الرواية اسرار قد تفسد عليكم سحر القراءة ومتعة الاندماج.
مالذي يجعلنا نصدق صانعي الحكايات هؤلاء ،انهم يجيدون صنعة الكذب وتلفيق الاحداث ،نحن نقرأ ونذوب في مجرى النص ونصبح ( البطل المضاد) كما يقول رولان بارت ، وكأننا احد شخوصها ،ولن تشك ابدا ان هذه الاحداث حقيقية وان الابطال الذين يتنابون في الحضور ترتسم لهم اشكال في خيالك،وكانهم يعيشون في الحياة وليسوا فوق اوراق الكاتب المخادع والصانع الماهر...
تسلط الرواية الضوء على حياة الاقليات في الغرب ،ومشكلة هذه الاقليات انها لاتستطيع الاندماج بمجتماعات الغرب حتى بعد سنوات طويلة ،والغريب ان هذا الموضوع يعاني منه المغتربين العراقيين في كل بلاد المعمورة ،فالعراقي يظل يبحث ويتعايش مع عراقيته ،ويربي ابناءه المولودين في الغرب ولايعلمون شيئا عن العراق هؤلاء يتم تربيتهم على حب الوطن الام ،انها بلاد الاجداد التي جئنا منها واليها سنعود يوماً ما ،بلاد الغرب لم تخلق لنا ،هم لهم عاداتهم بل لاعادات لهم ،نحن شرق والشرق روح وحياة نابضة بالحب والالفة والتفاهم والاندماج ،في الشرق نحن نأكل من ماعون واحد ،ونسهر في الليل سوية ،والاطفال يلعبون في الشارع ولايفارقون بعضهم الا عند النوم .
بقلم الباحث محمد زيطان.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف