الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كتاب غزة التاريخ الاجتماعي تحت الاستعمار البريطاني بقلم: عبداللطيف زكي أبو هاشم

تاريخ النشر : 2019-03-03
كتاب غزة التاريخ الاجتماعي تحت الاستعمار البريطاني بقلم: عبداللطيف زكي أبو هاشم
كتاب غزة التاريخ الاجتماعي تحت الاستعمار البريطاني.

تأليف: د.أ باهر السقا.

قراءة وعرض

بقلم: عبداللطيف زكي أبو هاشم

مدير دائرة المخطوطات والآثار فلسطين

وزارة الأوقاف-غزة.

صدر هذا الكتاب عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيرزيت وتحت عنوان سلسلة المدن الفلسطينية(7).سنة 2018م.

واحتوى هذا الكتاب على(325) صفحة من القطع المتوسط ،توزعت على خمسة فصول, وكل فصل تضمن عدة مباحث. يحتوي الكتاب على خمسة أقسام وكل قسم إلى عدة فصول مع ملاحق وخرائط ووثائق نادرة وجدول وصور ومخطوطات تاريخية.

جاء هذا الكتاب ليسد نقصاً كبيرا في القضية الفلسطينية وبالأخص ما يكتب عن مدينة غزة وجنوب فلسطين ، منذ أن كتب الطباع كتابه: إتحاف الأعزة - رحمه الله - وعارف العارف  قائم مقام غزة – في كتابه : تاريخ غزة ، وإبراهيم سكيك – في كتابه غزة عبر التاريخ  وسليم المبيض في كتابه غزة وقطاعها ،  وغيرهم . لم يكن هناك اهتمام بالكتابة لهذه المدينة حتى العريقة ، فجاء أباهر السقا ليقوم بالمهمة الصعبة والتنقيب في تاريخها القديم ليستشرف تاريخا معاصرا لها  ، إذ لاحظ الكاتب أن هناك نقصا في الدراسات التي تتناول التاريخ الاجتماعي لمدينة غزة وتحديدا لتلك التي تعنى بعمليات التحديث في المدن الفلسطينية وأدوارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الحقبة التاريخية التي سبقت النكبة لمدينة غزة ، فقد لاحظ الكاتب أن هناك عند دراسة مدن فلسطين وشبكات الطرق والمنشأت الاقتصادية وأيضا لدور هذه المدينة واقتصادها والشبكات المرتبط هبها وعلاقة هذا الجزء الجنوبي من فلسطين بالعالم العربي وافريقيا وكذلك غياب الدراسة التاريخية عن تفاعل مدينة غزة ولوائها.

دوافع تأليف الكتاب يذكر الكاتب السبب الذي دعاه إلى إجراء هذا البحث هو أنه لاحظ نقصاً في الدراسات التي تتناول التاريخ الاجتماعي لمدينة غزة وتحديداً التي تُعنى بعمليات التحديث في المدن الفلسطينية, وأدوارها السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية التي سبقت النكبة, وكذلك غياب الدراسات التاريخية عن تفاعل مدينة غزة ولوائها.

لذلك بدأ التفكير لدى مؤلف الكتاب بالتوجه إلى دراسة حقيقة مهمة من التاريخ الاجتماعي المعاصر لمدينة غزة أي بدءًا من سنة1839م وهي فترة تتزامن مع تشكل أول مجلس بلدي في المدينة في أواخر العهد العثماني برئاسة مصطفى العلمي.

وقد قام الباحث بتسليط الضوء على التاريخ الاجتماعي والتغيرات الحضرية والاقتصادية والسياسية والثقافية لمدينة غزة ومهد في دراسته لدراسة فترة نشوء الزعامات السياسية والاجتماعية منذ1917م-1941م. 

وقد ساهمت هذه الدراسة في فهم تطور التاريخ الاجتماعي لمدينة غزة وقد تمكن الباحث من عرض صورة تقريبية للأحوال المعيشية والاقتصادية ومناسباتهم الاجتماعية ودور العيادة, إذ يكشف الباحث عن التطور الاجتماعي والسياسي ويسلط الضوء على الدراسات التاريخية والاجتماعية التي تناولت مدينة غزة في هذه الفترة.

مصادر الكتاب :

أفاد الباحث من الأرشيفات المحلية والعالمية حيث استخدم العديد من الأوراق العائلية والمذكرات واليوميات وبعض المصادر الأولية الأساسية في مدينة غزة, كما أنه راجع عدة دور أرشيف عالمية في لندن ودول أخرى, حيث احتوت دور الأرشيف على مصادر مهمة لدراسة التاريخ الانتدابي لمدينة غزة, كما أنه استفاد من دور الأرشيف الفرنسية حيث كان لها أثر مهم في البحث، عدا عن الجهد الميداني الواضح والمتعدد . 

الجديد في الكتاب:

انتقد  المؤلف الكتابات التي نشرت عن مدينة غزة من مؤلفين فلسطينيين وعالميين, ووجه لها النقد بأنها "تتعرض لتاريخ المدينة بشكل عام ولم يتم تخصيص دراسات تتناول التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي أو بالأحرى دراسات تعتمد على التاريخ الشفوي".      وحسب رأي الكاتب "إن الدراسات القليلة التي قدمت يغلب عليها الطابع الوصفي من خلال مذكرات أعيان المدينة التي كتبت من خلال توجهاتهم وتصوراتهم دون قراءة تحليلية متكاملة تستند إلى دراسة سوسيو تاريخية.

وفي رأيي أن المؤرخين والباحثين الذين أرّخوا لمدينة غزة كانوا يعرضون ويقدمون تاريخ المدينة متضمناً لكل ما أراده الباحث –وذلك في ثنايا عرضهم- ونأخذ مثالاً واحدًا من مخطوط هام لأكبر وأشهر عالم من علماء المدينة وهو الشيخ أحمد بسيسو في كتابه المخطوط "كشف النقاب في تاريخ غزة وممن حولها من الأعراب" حيث كان الشيخ بسيسو رائدًا لتأريخ حركات العربان وتجمعات القبائل فقد تحدث عن كل قبائل جنوب فلسطين مركزًا على مدينة غزة ولوائها وشمال سيناء, فقد أورد الشيخ بسيسو معلومات لم تتوفر لغيره لأنها عاينها عن قرب حيث ألف كتابه 1883م تقريبًا ولم يترك قبيلة ولا عشيرة إلّا تحدث عنها كما أنه كان الرائد الأول للكتابة عن علماء وأعيان مدينة غزة وعائلاتها وهو بذلك أرخ لأهم النواحي الاجتماعية والثقافية ومن خلاله يتكون لنا إطلاع جيد على الأوضاع السياسية التي كانت تتعرض لها المدينة منذ أواخر العهد العثماني وحتى 1907م, ولربما لم يطلع المؤلف عليه.

ومن مميزات هذه الدراسة أنها:

1- حاولت أن تحلل تاريخ المدينة من الناحية الاجتماعية.

2- تعددت مصادر البحث حيث راجع المؤلف عدة أدبيات وكتب بعدة لغات بالعربية والإنكليزية والفرنسية وينَّوه الكاتب إلى عدم وجود دراسات خاصة عن مدينة غزة من خلال الأرشيف الفرنسي في هذه الحقبة.

3- تنوعت الأدبيات من مصادر أولية (محاضر-اجتماعات-قرارات حكومية-وقوانين وأحكام قضائية-ورسائل مبعوثين-قناصل وسفراء-سجلات البلديات) من الأرشيفات المتنوعة فضلاً عن بعض المواد المكتوبة.

عاين المؤلف عن قرب في زيارته للمدينة بتاريخ16/12/2012م حتى 12/1/2013م, إذ أتاحت تلك الزيارات للباحث فرصة الإطلاع على الوثائق في الجامعات والمكتبات ومراكز المعلومات.

وقد لاقى الكاتب صعوبات في الوصول إلى المعلومات وصعوبة في تعقيدات الإجراءات بسبب التوجس والحذر الذي أفرزته حالة الانقسام.

ومن أهم الصعوبات التي واجهت البحث قلة الشهادات الحية إبان الفترة المدروسة نسبياً, وخصوصاً تلك المتعلقة بشهادات شاهدي عيان عايشوا بداية مرحلة الاستعمار البريطاني إضافة إلى قلة الوثائق الخاصة بمدينة غزة في نهاية الفترة العثمانية وبداية الاستعمار البريطاني, وينَّوه الباحث إلى أن معظم الوثائق لا تفيد في دراسة التحولات العميقة, التي جرت على المدينة أي مع بداية النكبة1948م, ثم تأليف حكومة عموم فلسطين وحركة الهجرة واللجوء وتشكل الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة. 

عرض لأهم ما جاء في الكتاب: 

في الفصل الأول حيث كان أن الكاتب وضع له عنواناً وهو: قراءة في تاريخ المدينة.

في الفصل الأول يتساءل الكاتب كيف نقرأ تاريخ مدينة غزة وتحديدًا تاريخها الاجتماعي ؟

وكيف نؤرخ للمدينة؟ هل تقرأ تاريخ جنوب فلسطين؟ أو نقرأ لواء غزة؟ أو تقرأ تاريخ قطاع غزة؟ هذه التسمية بالإدارة المصرية.

أم هل تقرأ التواريخ الاجتماعية لكل مدن القطاع؟ (غزة وخان يونس ودير البلح)؟ 

أم تقتصر في قراءتنا على تاريخ مدينة غزة فقط.

ويذكر المؤلف أن إحدى الصعوبات الاثنية تعرض تاريخ المدينة(غزة)لعدة تشوهات الأول هو: التعامل مع قطاع غزة كما لو كان مدينة واحدة لمصلحة صورة مبهمة مجهولة لمجتمع متجانس.

ليصبح بذلك القطاع كله مدينة واحدة لمصلحة صورة مبهمة مجهولة لمجتمع متجانس ليصبح بذلك القطاع كله مدينة واحدة كبيرة تلغي المدن الأخرى وتواريخها في ظاهرة نادرة في المشهد الفلسطيني فتلغي المساحات اللازمة للتحليل السوسيولوجي لعرض تاريخ المدينة وتنوعها الطائفي والاجتماعي والثقافي.

إن تساؤل الكاتب عن كيفية قراءة تاريخ مدينة غزة وبالتحديد التاريخ الاجتماعي وكيفية التأريخ من جنوب فلسطين أو لواء غزة.

في رأيي أن قراءة تاريخ المدينة لا ينفصل إطلاقًا عن محيطها فتاريخ مدينة غزة لا يمكن أن ينفصل عن تاريخ جنوب فلسطين ولا تاريخ بئر السبع أو تاريخ القرى التابعة لها فهناك أكثر من70قرية ومدينة تتبع مدينة غزة, لذلك ينبغي قراءة تاريخ مدينة غزة إلى جانب تاريخ جنوب فلسطين وما يلحق بها مدن وقرى تابعة لها.

فحدود مدينة غزة هي من دير البلح إلى ديرسنيد, حيث أن مدينة رفح غالبًا ماكانت تتبع للجانب المصري قبل أن توجد مدينة خان يونس ثم ألحقت بمدينة خانيونس بعد العصر المملوكي.وقد تبوأت فترة هامة من تاريخها قبل الاسلام وفي بدايات التاريخ الاسلامي لذلك, يجب أن تقرأ تاريخ غزة كوحدة موضوعية متجانسة هي غزة ولوائها فهي أهم منطقة جغرافية في جنوب فلسطين وهي مدينة رئيسية من مدن وعاصمة اللواء الجنوبي فتاريخها لا يختلف عن  أي قرية أو مدينة تتبع له لا في الاجتماع ولا في غيره.

ثم يقوم المؤلف بعرض عدة وجهات نظر اختزلت تاريخ مدينة غزة ضمن تاريخ حقب قليلة(ص) لذلك ركز الكاتب على مدينة غزة وحصره فيها فقط ولم يتعرض لقضاء وقرى غزة خلال هذه المرحلة إلاّ عرضًا من باب المقارنة البحثية.

وينتقد الباحث الكتابات التي كتبت عن مدينة غزة من وجهة نظر أيديولوجية وشخصية, لذلك انطلق الكاتب فيبحثه ليقوم بمقارنة (ميكروسوسيولوجية) (مقارنة مصغرة سوسيولوجيا) أي عرض تاريخ الفضاءات والناس بأشكالهم المتنوعة من دون تهميش العام المشترك وتمحيص دوره في تشكيل الفاعلين(المؤثرين) للمشهد الاجتماعي, ثم يستعرض الكتابات عن مدينة غزة منذ الشيخ عثمان الطباع وحتى عارف العارف والباحثين الآخرين, يطرح الباحث في هذا الفصل أيضًا فكرة هامة وهي هل الفترة التي خضعت لها فلسطين إبان الحكم البريطاني هل هي انتداب أم استعمار؟ 

إذ يخلص الكاتب إلى تشخيص هذه الظاهرة وترجيح أنها فترة استعمار لأن هذا الانتداب قد فرض بالقوة على المجتمعات المنتدبة وهذا ما يجعل أشكال الحكم هذه أقرب إلى الاستعمار منها إلى الانتداب.

كما بين أن النزعة الاستعمارية لحكام ومستشاري الانتداب وممثليه الرسميين وكذلك التناغم والتوافق مع قادة المشروع الصهيوني, وأن كل من البريطانيين والمشروع الصهيوني يمثلون نماذج متحدة حضاريًا في مقابل النموذج العربي المتخلف في نظرهم.

ويدلل د.السقا على فكرته حول الانتداب والاستعمار بقوله: (إنها حالة تمثل سيطرة قوات عسكرية والتحكم في موارد البلد وسن قوانين والتحكم في حركة السكان, والبضائع, وتعديل الحدود, وتعديل التقسيمات الإدارية, وإحداث تغييرات طبوغرافية, والعمل على تغيير ديمغرافي من خلال الاستيطان وشراء الأراضي والتملك وإقامة الأراضي التابعة لسيطرة إدارة الانتداب, لكنها ليست ملكًا لها إضافة إلى تشجيع الهجرات اليهودية المتعددة وفرض عملة جديدة ولغات أخرى رسمية كالإنجليزية والعبرية).

وقد جعل الاستعمار البريطاني الأرض المنتدب عليها أرضًاً لاستعمار واستيطان من مجموعات سكانية-إثنية مغايرة للمجموعات الأصلية- وهو أعطاها الحق وسهل حضورها, وشرعن وجودها عبر وعد استعماري لأرض لا يمتلكها وطبق سياسة استمرت ثلاثين عامًا من الهجرة اليهودية المستمرة.

وبهذا يشبه الدور البريطاني جميع الأدوار الأخرى لكل من الاستعمار الفرنسي والايطالي وغيره ممن احتل أراض الشعوب في العالم الغربي الاسلامي.

في الفصل الثاني مقاربات نظرية ورؤي من الميدان:

يسلط المؤلف الضوء على أهمية التاريخ الاجتماعي مشخصًا أعمال مؤرخين كبار مثل: بلوك وفايبر ومدرسة الحوليات الفرنسية حيث أن التاريخ الاجتماعي هو بمثابة قراءة تأويلية وتحليلية عن الأفراد والجماعات وقراءة التاريخ الاجتماعي ليست قراءة للتاريخ العام, وفي رأيي أن هذه المقدمة لربما لا تنطبق على تاريخ مدينة غزة بشكلها الجمعي, ثم يستعرض تاريخ مدينة غزة حتى الفترة العثمانية, وعن الممثليات القنصلية في مدينة غزة في نهاية الفترة العثمانية ومن الجديد الذي وافنا به المؤلف في الفصل الثاني من الكتاب موضوع الممثل القنصلي الفرنسي في فلسطين نتيجة توقيع معاهدة لحماية المسيحيين والذي نتج عنه إقامة مؤسسات تابعة لفرنسا في فلسطين وإقامة علاقات تجارية تعود في تاريخها إلى عهد حسين باشا آل رضوان الذي كانت تربطه علاقة تجارية خاصة بالتجار الفرنسيين وحماية مصالحهم في غزة, كما تزامنت هذه العلاقات ببدء قدوم مجموعات كبيرة من المهاجرين اليهود ومنهم رعايا فرنسيون وألقي المؤلف الضوء على بعض المراسلات التي تكشف عن إقامة مكتب اتصال بمدينة غزة لخدمة المصالح الفرنسية وتسهيل خروج الفرنسيين ورعاياهم من بر الشام في اتجاه مصر وبناء عليه فقد تم الاتفاق على تعيين ممثل قنصلي لفرنسا في مدينة غزة وهو كوستا يسيرافم سنة 1884م.

ويكشف الكاتب أن جل تلك المراسلات كانت تدور حول حماية المسيحيين في الشرق وهو القضية التي تحكمت في الصراع بين القوى المتنازعة والدولة العثمانية.

وفي رأيي أن هذه قضية لم تتوفر في عدة مصادر كتب عن مدينة غزة ويواصل الكاتب مبينًا هذه القضية بصورة أوضح فيقول: "نتيجة للإصلاحات المالية للحكومة العثمانية وسياسة التنظيمات في عهد عبدالحميد الثاني ثم في زمن تركيا الفتاة ومنح الجنسية العثمانية أدى ذلك إلى تملك الأجانب وشراء الأملاك من أعيان وملاك الأراضي وسمحت هذه الإصلاحات بتشكيل طبقة بورجوازية جديدة في المدن وتقليص الأراضي المشاعة لمصلحة تملك قطاعات واسعة من أغنياء فلسطين مساحات واسعة من الأراضي وكذلك تسريب الكثير من الأملاك إلى يهود قادمون جدد. 

ويوضح الكاتب من خلال المراسلات الكثير أن القنصل الفرنسي في غزة كان أكبر همه هو كيفية حماية المسيحيين في غزة من الاعتداءات على حد زعمه.

كما كان يرسل تقارير عن تحركات الجيش العثماني وتحركاته, وكان يطلب منه التحقق من عدد الحقائب التي وصلت إلى مدينة القدس ويافا, كما أن هناك رسالة من بلدة تطلب منه بأن يزودهم بمعلومات عن وصول المقاتلين إلى غزة من أفراد الجيش العثماني, وعليه فهذه المراسلات تعزز كم كانت مدينة غزة مهمة في هذه الفترة بالنسبة إلى الدول الاستعمارية وذلك بحكم موقعها الاستراتيجي والجغرافي.

في نهاية الفصل يصف لنا الكاتب الحياة والحراك الاجتماعي والاقتصادي في مدينة غزة حيث تجد حركة نشيطة في ميناءها حيث كانت تصل عدة سفن إلى ميناء المدينة وخصوصا سفن فرنسية ووجود شركات وتذكر عدة مذكرات سرية أن هناك صراعات نشبت بين سكان محليين وممثلي شركات فرنسية1881م/1882م. ويبرز الكاتب كيف كانت المدينة تعج بحضور أجنبي تجاري مهم, كذلك كان هناك حضور لقنصليات أوروبية أخرى في المدينة مثل القنصل النمسوي والقنصل الألماني.

وفي نهاية الفصل يتحدث  المؤلف عن غزة في أواخر الفترة العثمانية ويختزل الكاتب كل الفترات والحقب العثمانية السابقة في هذه الفترة الحرجة من فترة الضعف والتوتر والحروب التي خاضتها والمؤامرات من قبل الدول الكبرى التي كانت تنتظر انهيار الدولة العثمانية مع بداية الحرب العالمية الأولى وما نال المدينة من جراء الحرب كسائر المدن الفلسطينية والعربية التي عانت من مسألة التجنيد الإجباري والحروب التي خاضتها الدولة وسقوط الضحايا من أبناء المدن والقرى من مسلمين ومسيحيين ممن كانوا في سن الجندية مما أدي إلى السخط الشعبي, ثم يبرز المؤلف موقف الفلسطينيون من الهجرة اليهودية في فلسطين, وقد حاولت النخب تنظيم نضالها بالتوازي مع انشاء نوادٍ أدبية قبل المنتدى الأدبي في يافا الذي افتتح فرعًا له فيمدينة غزة سنة1909م, وضم  مصطفى عارف الحسينى ورشدي الشوا وعاصم بسيسو.

كما بينت سجلات الأرشيف الفرنسية التي إطلع عليها مؤلف الكتاب أن العلاقات بين السلطات العثمانية والأوروبيين في المدينة وصلت إلى أسوء مراحلها.

ثم يستشهد الكاتب بما جاء في كتاب مؤرخ المدينة الشيخ عثمان الطباع فقد كان شاهد عيان للإرهاصات الأولى لما قبل الحرب العالمية وأثناءها وما بعدها في الصفحات.

وبين الكاتب أن مدينة غزة في نهاية الفترة العثمانية لم تكن منطوية على ذاتها بل كانت لديها علاقات واسعة بمحيطها العربي والداخل الفلسطيني, وكانت لديها علاقات تجارية مع مصر وسائر بلاد الشام, وكذلك مع عمقها الفلسطيني, وكانت مركزًا سياسيًا وتجاريًا مهمًا وفيها حركة ملاحية وممثليات وقنصليات أجنبية وشغل أبناؤها مناصب قضائية في مناطق متعددة في بلاد الشام.

في الفصل الثالث يتحدث المؤلف عن التركيبة السيواقتصادية للجماعات المدنية الغزية ويلفت الباحث النظر إلى قضية هامة هنا وهي: كي نفهم التاريخ الاجتماعي لمدينة غزة منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى أواخر القرن العشرين, علينا أن نفهم آليات نقل السلطة عبر مؤسسات أساسية في المدينة وهي البلديات بصفتها مؤسسات تنشأ عبر التعيين بصفتها مؤسسات تدير المدينة لمصلحة السلطة العليا, وكيف ستصبح هذه المؤسسة البلدية مؤسسة يتنازع في شأنها مجموعة من العائلات, حيث كانت آلية التعيين تتم عبر معايير(الشرف)والحسب والنسب وتوارث الأمناء والقضاء.

وفي الفصل الرابع غزة تحت الاستعمار البريطاني:

بعد أن يتحدث المؤلف عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لمدينة غزة تحت الانتداب البريطاني حيث المعارك البريطانية للاستيلاء على غزة ويكشف عن خطة تقاسم استعمارية فرنسية وبريطانية للإدارة.

ويكشف عن السياسات الاستعمارية ويعزز مقولته بأن الإدارة البريطانية كانت استعمار بغلاف انتدابي ويلقي الضوء على النظام القضائي ثم يكشف لنا عن احصاء السكان والتركيبة الديمغرافية وأهم ما جاء به الكاتب هو أن حقبة الاستعمار البريطاني زاويتها عدد السكان وعودة مجموعات كانت قد تركت المدينة أثناء الحرب العالمية الأولى ثم عادوا بعد الحرب, كما يتبين ذلك من سجلات البلدية وعدد البيوت سنة1930م حيث كانت 1000بيت, أي أن عدد البيوت ارتفع أيضًا وبالتالي عدد السكان.

يتبع //
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف