الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ليلة ممطرة الجزء الخامس بقلم : إبراهيم عطيان

تاريخ النشر : 2019-02-27
ليلة ممطرة الجزء الخامس بقلم : إبراهيم عطيان
ليلة ممطرة الجزء الخامس

تزداد شكوك الضابط المتهكم حولهم قائلًا : أه كده أنا فهمت " أكيد الطلب وصل لوحده ثم يقول منفعلًا : أنت هتتكلم انت وهو مين اللي وصَّـل الطلب ولا تدخلوا كلكم الحجز ؟
هو في حد غيركم بيوصَّـل طلبات ؟!
الجميع يقر بأنه لا يوجد هناك أحد سواهم يقوم بهذا العمل !
الضابط يدنو منهم قليلًا قبل أن يوجه حديثه للجميع بصوت هادئ بعض الشيء :
ولما مفيش غيركم مش عايزين تعترفوا ليه ؟!
ولا الفاتورة دي من مطعم تاني ! اتكلم أنت وهو مين اللي وصَّـل الطلب ده أحسن لكم؟
أنتم ليه مش عايزين تتكلموا؟ عموماً ماشي أنا هعرف ازاي أخليكم تتكلموا.
يدخل العسكري قائلًا : في واحد اسمه وليد عايز يقابل سيادتك يا باشا .
الضابط :
خد العيال دي الأول ع الحجز لحد منشوف حكايتهم هتخلص على ايه، وبعد كده خليه يدخل هو كمان خلينا نشوف هو عايز ايه .

ما جاء به وليد زاد دائرة البحث عن الجاني تعقيداً فقد تتسع أكثر بعدما قدم وليد معلومات جديدة حول عقد ثمين كانت تمتلكه المجني عليها ولكن لم يتم العثور عليه بعد الحادث فربما كان القتل بدافع السرقة، أو أن هناك احتمال أخر في تورط وليد
فهذه المعلومات لم تجنب وليد نظرات الاتهام التي تبدو في عين الضابط ، ولكن النظرات وحدها لم تكن كافية فأتبعها الضابط سؤالًا سريعًا لوليد قائلًا: ليه مقولتش الكلام ده من زمان ؟!
وليد يبدو متعجباً من نظرات الضابط وعباراته المليئة بالاتهام لكنه يرد بأسلوب ساخر : وأنا كنت هفتكر إيه ولا إيه في وقت زي ده ، أي حد مكاني مش هيفكر في عقد أو غيره؟
وبعدين يا حضرة الظابط لما حصلت الحادثة أنا كنت موجود في اسكندرية ولما وصلتلقيت كل حاجة خلصت وتم نقل الجثة للمشرحة ، يعني من الأخر كده أنا مشوفتش إذا كان العقد موجود ولا مش موجود.
ابتسامة استفزازية عريضة على وجه الضابط الذي يقول : كلامك منطقي فعلاً يا عم وليد بس أنا أعرف منين إذا كنت في
في اسكندرية فعلاً وقت وقوع الجريمة ولا كنت في مكان تاني! ياترى عندك ما يثبت إنك كنت في اسكندرية وقت الحادثة ؟
برغم الغضب الشديد يجيب وليد بهدوء شديد :
أنت بتقول إيه يا باشا ! انت شكلك كده بتتهمني، مش صح كده ولا أنا غلطان يا حضرة الظابط؟! عمومًا تقدر تتأكد من الفندق اللي كنت نازل فيه.
جرى إيه يا باشا هو أنا اللي هعرفك شغلك ولا إيه !
عموماً أنا بلغتك لكن القبض على الجاني شغلك أنت ولازم تعمله
سلام عليكم يا حضرة الظابط !!
هدوء وليد وتركيزه الشديد وإجاباته المقنعة دفعت الضابط إلى الحيرة وهذا ما دفعه للتعامل بعصبية حين انتقل لمكان الحجز للحديث مع عمال المطعم المحتجزين على ذمة التحقيق فينادي عسكري الحراسة الموجود على الباب :
افتح يا ابني الباب ثم يدخل الحجز قائلًا :
افتكرت انت وهو ولا لسه مش عايزين تتكلموا؟

انطق انت وهو أحسن لكم .
فيقوم العمال بسرعة .. يا باشا والله إحنا مظلومين ...
الضابط : أنت عايز تجنني انت وهو يا ابني !
امال مين اللي وصًّـل الطلبية !!
أكيد اللي وصَّـل الطلب ده للمجني عليها واحد منكم ،
حاول تفتكر انت وهو عشان تخرجوا من هنا بينما يتحدث الضابط هناك حالة من الهلع والتردد تسيطر على السائقين ، الكل
يخشى على نفسه من السجن أو ربما الإعدام كما يردد أحدهم. لكن سعيد أحد المتهمين ينفعل قائلًا :
يا جماعة اللي وصَّـل الطلبية يتكلم حرام عليكم عندنا أولاد
عايزين نربيهم إحنا كده كلنا هنروح في داهية يا جدعان !
عبارات التوسل و الخوف الذي يبدو على سعيد ومن معه أثلجت صدر الضابط حيث تعتبر مؤشراً جيداً لبداية الانهيار والاعتراف فيرد قائلًا :
أيوه كده، هو ده كلام العقل لازم تقعدوا مع بعض كده وتفتكروا كويس عشان تخرجوا من هنا، وإلا مش هتشوفوا الشارع تاني.

وما هي إلا لحظات قليلة حتى دخل العسكري إلى غرفة الحجز قائلًا للضابط: في واحد مستني سيادتك في المكتب.
الضابط : ودا مين هو كمان وعايز إيه ؟
بيقول عايز سيادتك بخصوص القضية سامح يجلس منكمشًا في انتظار الضابط والتردد يسيطر عليه، ربما يحدث نفسه الآن:
ما الذي فعلته بنفسي ولماذا أتيت إلى هنا ، ومع دخول الضابط فزع سامح بشدة ونهض واقفًا عند سماع صوت الباب ودخول الضابط، فيسأله الضابط: مالك يا ابني خايف ليه أقعد. بس قول لي الأول انت مين وتعرف ايه عن القضية؟
لم يكد سامح أن يهدأ ويلتقط أنفاسه المحبوسة حتى سقط فنجان القهوة من أعلى الطاولة فينتفض من على كرسيه واقفًا فينهره الضابط بشدة قائلا: مالك يا ابني في إيه ؟ اقعد امال!!
ثم يطلب منه الضابط الهدوء وبداية الحديث.
الضابط : انت مين وتعرف إيه عن القضية ؟
أنا سامح بشتغل كاشير في المطعم وعندي معلومات عايز أبلغها لحضرتك بخصوص قضية مدام إلهام الله يرحمها ...
الضابط: طيب يا سامح اهدأ كده وقول كل اللي تعرفه متخافش، أنا سامعك.
سامح في لهفة وعجلة : يا باشا الطلبية دي مفيش حد من السواقين وصًّـلها لبيت مدام إلهام !
الضابط في هدوء غير عادي : انت كمان هتقولي كده يا سامح؟ أمال وصلت ازاي ؟!
سامح: أنا هقول لحضرتك على كل حاجة بصراحة يا باشا.
الست إلهام الله يرحمها طلبت توصيل الأكل فعلًا لكن قبل ميعاد الطلبية وصلت بنفسها وأخدتها ، يعني الفاتورة مظبوطة توصيل للبيت لكن اللي حصل هو اللي قولته لحضرتك ده بالظبط ،
أنا مش بكذب والناس اللي في الحجز دي متعرفش حاجة خالص عن الطلب ده أصلاً .
الضابط : طيب وانت ساكت ليه من يوم القبض على زملاءك؟
وليد : يا باشا أنا كنت خايف بس لما لقيت الناس ممكن تتظلم
مقدرتش أسكت.
الضابط: وأنت خايف ليه أنت ابعد واحد عن الموضوع ده لأنك كنت في المطعم وقتها وبشهادة الجميع كمان ، عموماً يا عم سامح انت طبعًا عايزني أصدقك وأخرجهم من الحجز وكأن مفيش حاجة حصلت خالص مش كده!
طيب أنا ممكن أصدق إن كلامك ده صح ومعقول بس من غير دليل يا عم سامح كلامك ده ولا له أي أهمية لازم تساعدني عشان نثبت براءتهم.
لو عايز تساعدهم بجد يبقى لازم تفتكر أي حاجة تثبت صحة كلامك عشان نقدر نساعدهم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف