الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معركة تقسيم العراق بعد داعش بقلم:عبد الجبار الجبوري

تاريخ النشر : 2019-02-23
معركة تقسيم العراق بعد داعش بقلم:عبد الجبار الجبوري
معركة تقسيم العراق بعد داعش                                                                                    عبد الجبار الجبوري


عسكرياً هُزمتْ اليوم ،مايسمّى الدولة الاسلامية في العراق والشام( دولة الخرافة )،تنظيم داعش الإجرامي ،في كل من سوريا والعراق الى الأبد، وبقيّتْ عصاباتُها تقاتل من أنفاق في عمق الصحراء الغربية بالعراق ،وتهاجم ليلاً هذه القرية أوتلك،إذن داعش إنتهتْ كتنظيم يهدّد المدن المحرّرة، بعد أن إنشّلت قدرته العسكرية ، وفَقَد حاضنته الى الأبد، اليوم بدأتْ معركة أخرى ،ولكنّها ليست عسكرية، وإنما معركة سياسية، أقسى وأمرّ من المعركة مع داعش، التي ستفضي بالتأكيد الى معارك داخلية، تمهّد لعودة داعش بصورة وأخرى، وهي الأقسى من داعش وجرائمه، هذه المعركة ، هي معركة تقسيم العراق، في مرحلة ما بعد داعش، وهناك عدة سيناريوهات طافت على السطح السياسي ، الاوّل هو الدعوة لإقامة إقليم نينوى، وهو مشروع يجري الإعداد له من خارج المدينة من مدينة دهوك، وقيادته من اهل الموصل أي لم يعيشوا معاناة وكارثة ما حلَّ بأهل الموصل، وتدعمه جهات لها مصلحة في إقامة هذا الاقليم ، بالرغم من النوايا الصادقة لمن يقود دعوة الاقليم، ولكنّه مشروع تدميري لنينوى، لأن الصراع السياسي للأحزاب، القومي والطوائفي والديني والمذهبي هو من سيقوّض نوايا من يقود المشروع،إضافة أن نينوى ، ليست نينوى، هي مختطفة لدى جهات دولية وإقليمية، وأحزاب سياسية وطائفية تسيّطر على المدينة بالقوّة ، معتمدة على الدعم العسكري الخارجي ،كما يعرف الجميع، ولاتسمح بإنجاح تنفيذ أقامة الاقليم الاداري ،وهناك السيناريو الثاني، ألا وهو إعلان مدينتي سنجار وتلعفر كمحافظتين واحدة للإخوة الإيزيدية ، يدعمها حزب العمال الكردستاني وبعض الاطراف في الاحزاب الكردستانية، هي سنجار، والثانية دينية تدعمها الأحزاب الطائفية الحاكمة ، هي تلعفر، وهناك سيناريو ثالث ظهر بعد الزيارة المشبوهة للسفيرالايراني لمدينة سامراء، ودعوته لحكومة عادل عبد المهدي، لجعل مدينة سامراء محافظة منفصلة ،عن محافظة صلاح الدين ، وربّما يسلّم مسئولية المحافظة لإشراف إيران عليها ،والتحكّم بها من خلف الستار بغطاء ديني وهدف سياسي،أما السيناريو الرابع وهو إعادة الدعوة لإقامة أقليم البصرة، وهو مشروع تقسيمي مدعوم إيرانياً وبقوّة، بعد أن فشلت الدعوة من قبل، وحصل مروجو الإقليم على نسبة خجولة ،وهزيمة ساحقة من أهل البصرة الفيحاء الاصلاء 16% ، إضافة الى سيناريهات اخرى غير ظاهرة منها إقليم الانبار،السؤال لماذا في هذا الوقت، خرجتْ الاصوات النشاز، للمطالبة بإنشاء أقاليم ومحافظات منفصلة ،عن الحكومة المركزية أو من سلطّتها، ولكي نجيب على هكذا أسئلة ملحّة ، تشغل الشارع العراقي، بل وترعبه وتقلقُه، لأنها مشاريع تهدّد وحدته الجيوسياسية والاجتماعية ،وتنذر بحرب أهلية وطائفيّة ، نقول إن معركة التقسّيم إنطلقت الآن ، لأسباب داخلية وخارجية، الداخلية ، هو الفشل الحكومي المتواصل ،في تشكيّل حكومة ناجحة ومتوازنة ،تمثّل كل أطياف المجتمع، إضافة الى الفساد المستشري في كل مفاصلها، بسبب هيمنة الأحزاب الطائفية التي تدعمها إيران، وتهميش وإقصاء مكونّات المجتمع العراقي،وإستحواذ جميع المناصب السيادية والامنية والاستخبارية والمخابراتية لها، وهيمنة إيران لتنفيذ أجندتها ومشروعها في المنطقة، والذي يدعونه بال( البدر الشيعي)،وإقامة (دولة العدل الالهية )، برعاية ولي الفقيه المرشد الخامنئي، وأسباب خارجية، وهو الصراع الامريكي – الايراني،للتحكم بموارد وثروات العراق، وموقعه الاستراتيجي الجيوسياسي، إذن تفكيك العراق وتقسيمه هو مشروع امريكي – ايراني، كل من مصلحته وتحقيق مشروعه ،فيما ترفض تركيا ودول الخليج العربي في دعم إقامة مثل هكذا مشاريع ، ليس حباً بالعراق، وإنما حفاظاً على أنظمتها من التفكك والتفتيت والتقسيم، بل تدعم  إعادة التوازن وإنهاء الإقصاء والتهمّيش، الذي تعاني منه طوائف وقوميات ومكونات عراقية ،كالسُّنة والتركمان والإيزيدية والمسيحيين وغيرهم، إذن معركة التقسيم في العراق، ماضية في ظلِّ صراع سياسي بين الأحزاب نفسها، وصراع دولي بين امريكا وايران، وصراع اقليمي بين إيران التي تسيطر على العراق ،وبين دول الخليج العربي والسعودية وتركيا ، فهل تنجح عمليات التقسّيم وزرع بذور الفتنة الطائفية، بإستحداث محافظات على أسس طائفية وقومية ومذهبية وعرقية،كما تريدها إيران وأحزابها، وهل تكفي النوايا الصادقة ،لإقامة أقاليم إدارية ،للخلاص من هيمنة إيران وأحزابها المتسلطة في بغداد، وتحكّمها في مصير العراقيين ، في ظلِّ وجود مدينة منكوبة ومدمّرة ،ونصف سكانها خارج المدينة، والنصف الآخر يعيش ظروفاً قاسية جدا، بعد معركة وهزيمة داعش، النوايا الحسنة والصادقة لاتكفي، لقيام هكذا أقاليم، تفتقد الى مقومات الاقليم الادارية والنفسية والسياسية  والمجتمعية، لأننا شعب لم نتعود ولم نعش في ظل حكم الاقاليم ،منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد الآن، ولانشبه أن نستطيع أن نتشبه لدول اوروربا وامريكا الفدرالية ، لهذا سيفشل حتماً دعاة الإقليم في نينوى والبصرة  لهذه الأسباب، إضافة الى الصراع الطائفي السياسي والوضع الامني الكارثي المتعدد الرؤوس وتسلط جهات خارجية مسلحة لانعرف من وراءها نينوى،تتحكم في وضعها الامني ،إذن معركة التقسيم التي ظهرت مؤخراً لها اهداف سياسية أولا وطائفية ثانياً ، تدخل البلاد في أتون حرب اهلية طاحنة قد تطول أو بلا نهاية حتى، ولهذا نعتقد ، ألأصرارعلى تنفيذ مثل هكذا مشاريع تقسيمية ، هو نوع من اعلان الحرب ، وإدخال العراق بحرب ونفق الحروب التي عانينا منها في اعوام مابعد الاحتلال حتى ظهور تنظيم داعش الارهابي، الذي كان نتيجية حتمية لحرب طائفية سببتها السياسة الطائفية ومنهج الاقصاء والتهميش، والاجتثاث وحل الجيش السابق واصدارقرارات الثأر والانتقام من مكون بعينه، نقول اليوم وبكل صدق، أن ظهور داعش مرة أخرى في مدن الغربية ،هو إحتمال لاتريده هذه المدن، وإن أُجبرت عليه في السابق، بسبب سياسة المالكي الإنتقامية، التي سلّمت المدن لتنظيم داعش الارهابي، وجرى ما جرى،فإذا كانت الحكومة والأحزاب المتنفّذة، جادة في عدم السماح لداعش بالعودة، وهي الوحيدة التي بيدها الأمر، وليس بيد أهل المدن المحرّرة من داعش، لأن السلطة هي من يتحكّم بها، فلتعالج أسباب عودة داعش، وأولى الأسباب هو القضاء على الفساد ،الذي تمارسه أحزاب السلطة ورموزها وميليشياتها، بدعم ايراني واضح، وتعالج عملية الإقصاء والتهميش، وإطلاق مبادرة المصالحة الوطنية الحقيقية، وتطبيق شعار المصارحة قبل المصالحة وطي صفحة الماضي الأليم الأسود، بعيداً عن الإملاءات الإيرانية ونواياها المسّبقة الانتقامية والثأرية وأحقاد وأمراض التاريخ وأحقاده العالقة في سياستها، والتي لاتريد أن يستقر العراق، ويعود النازحون الى ديارهم، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وغيرهم، ممّن لم تلوّث أياديّه في دماء العراقيين، كائناً من كان، وتخرج من عباءة وهيمنة المؤثرات الايرانية والامريكية ،وإلاّ فإنشاء محافظات جديدة على أسس إدارية ،لاغبار عليه بل نطالب به، ويفضّل أن تؤّجل الى وقت آخر،لأنّ إنشاءها في هذا الوقت بالذات، يعني ايقاظ الفتنة الطائفية النائمة، على العموم ، هذه السيناريوهات تطرق أبواب الحرب بين العراقيين، في وقت حَرج جدا ،هو خروجه من حرب طاحنة تدميرية مع داعش، وفي ظل وجود ملايين العراقيين، بين مهّجر ونازح ومتغرب  ومغترب خارج العراق، ووضع أمني سيء تتحكّم به أكثر من جهة اقليميّة ودولية، وتأزم العلاقة بين الإدارة الامريكية وإيران، والتي قد تصل حد أعلان المواجهة العسكرية بين الطرفين، حتى تظهر علامات التقسيم مجسّدة بتوقيت خاطيء، بدعم دولي وإقليمي، بكل تأكيد وبثقة لأيشوبها الشك، أن مسألة تقسيم العراق، الى أقاليم إدارية في ظاهرها وطائفية وقومية في باطنها، وإنشاء محافظات كقنابل موقوتة ،هو محض اللعب بالنارومحض سراب، لأن طريق التقسّيم ،سيكون مسدوداً أمام هكذا نوايا لانقول عليها شريرة، وإنما تحملُ بصماتها، التقسيم الذي يريده أهل التقسيم سيفشل حتماً، وتتحطّم نواياه الشريرة على صخرة الوعي العراقي ،ذي التاريخ الحضاري،ولهم في اقليم البصرة إسوة سيئة ، العراق لاُيقسّم إلاّ على نفسه، ولتذهب مشاريع الفدرلة والتقسّيم، وإنشاء محافظات طائفية، وعرقيّة وإثنية ومذهبية الى الجحيم ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف