حياة ومجتمع
بقلم: محمد حمادنة
كان سعيد قد اعتاد على حل مشاكله مع زوجته بالصراخ، والصراخ عادةً لا يحل المشاكل ولا يهدئها، بل يضخمها أو يؤجلها إلى حينٍ آخر، وفي صراخه المعتاد كانت جوليا أطول بالاً منه وأكثر تصبراً منه، وفي آخر حفل صراخٍ أقامه سعيد نزلت منه صفعة على خد جوليا، وكانت تلك أول مرة يضربها!.
لم تصدق جوليا بأن زوجها الذي تحبه قد مد صفعةً إليها، ولم تصدق بأن ضربته هي التي جعلتها تصدق أنها في حالة علمٍ لا في حلم، كانت نظرة جوليا الحادة تجاهه تشقه إلى نصفين متساويين، ثم سقط بين يديها كالطفل الصغير الذي يعترف بأخطائه، وهي تعلم بأن حالته الاقتصادية قد جعلته يستصغر نفسه ويبدو ضعيفاً للغاية، ثم حضنته جوليا بشعورها الأموي وهي تخبره بمدى حبها له أياً كانت حياته.
تمنى سعيد لو قطعت يده قبل أن تمد على خد زوجته المخصص للقبلات، ولكن فقره جعله سريع الغضب والاشتعال، بينما ظلت جوليا سريعة الامتصاص، ومضت حياتهما بكل هدوء كلما شد أحدهم أرخى الآخر الحبل؛ كي لا تصبح الحياة أقسى مما هي عليه.
* قاص من الأردن
بقلم: محمد حمادنة
كان سعيد قد اعتاد على حل مشاكله مع زوجته بالصراخ، والصراخ عادةً لا يحل المشاكل ولا يهدئها، بل يضخمها أو يؤجلها إلى حينٍ آخر، وفي صراخه المعتاد كانت جوليا أطول بالاً منه وأكثر تصبراً منه، وفي آخر حفل صراخٍ أقامه سعيد نزلت منه صفعة على خد جوليا، وكانت تلك أول مرة يضربها!.
لم تصدق جوليا بأن زوجها الذي تحبه قد مد صفعةً إليها، ولم تصدق بأن ضربته هي التي جعلتها تصدق أنها في حالة علمٍ لا في حلم، كانت نظرة جوليا الحادة تجاهه تشقه إلى نصفين متساويين، ثم سقط بين يديها كالطفل الصغير الذي يعترف بأخطائه، وهي تعلم بأن حالته الاقتصادية قد جعلته يستصغر نفسه ويبدو ضعيفاً للغاية، ثم حضنته جوليا بشعورها الأموي وهي تخبره بمدى حبها له أياً كانت حياته.
تمنى سعيد لو قطعت يده قبل أن تمد على خد زوجته المخصص للقبلات، ولكن فقره جعله سريع الغضب والاشتعال، بينما ظلت جوليا سريعة الامتصاص، ومضت حياتهما بكل هدوء كلما شد أحدهم أرخى الآخر الحبل؛ كي لا تصبح الحياة أقسى مما هي عليه.
* قاص من الأردن