الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثنائية المؤتمرات الرسمية – حفلات الأعراس بقلم: رامز طلب المدهون

تاريخ النشر : 2019-02-23
ثنائية المؤتمرات الرسمية – حفلات الأعراس بقلم: رامز طلب المدهون
ثنائية المؤتمرات الرسمية – حفلات الأعراس  

بقلم: رامز طلب المدهون 21/2/2019

طبعا ظاهرة الثنائية لا أقصد بها الظاهرة الاقتصادية التي تحدث عنها العالم توماس مالتوس، إنما أتحدث عن ظاهرة ثنائية “أقرع ونزهي" أو ثنائية المؤتمرات والندوات الرسمية – حفلات الأعراس.

عود على بدء في موضوع الفساد،،،،

تتم الدعوة لمؤتمرات وندوات وأيام دراسية ومحاضرات تنظمها مؤسسات حكومية مختلفة تنفذ أو تشرف على تنفيذ مشاريع ممولة من الجهات المانحة المختلفة. وبسبب متطلبات المانحين الداخلية يوجد في كل منحة مكون مالي للصرف على ما يسمى المشاركة المجتمعية ومشاورة ال stakeholders أي الجهات والأشخاص المعنيين والمتأثرين والمؤثرين في المشروع (حسبما يظن المانح أو الجهة الحكومية المسؤولة عن المشروع).

طبعا كل تلك المؤتمرات تدخل في بند العلاقات العامة ولم يحدث انني سمعت أو علمت من أي من الزملاء العاملين في الجهات المختلفة أن اجتمعت لجنة واستخلصت من كلام ومداخلات المشاركين أي شيء بخلاف ترتيب صور الحفل والبيان أو الخبر الصحفي المرافق.

مما يغيظ فعلا أنه تتم الدعوة لكثير أو معظم تلك الندوات والمؤتمرات دون توزيع مادة عمل مسبقة ليقوم المشاركون والمدعوون بدراستها وتحضير التعليقات والمداخلات المناسبة لها. فقط تصلك الدعوة مع أجندة المؤتمر أو الورشة وهي عبارة عن فلان سيتحدث في موضوع كذا   وعلان بموضوع كذا ....والخ. وطبعا مع تحديد موعد وجبة الغداء وكأنك مدعو الى حفلة ووليمة عرس في الفندق أو الصالة الفاخرة التي حجز فيها للمناسبة.

حتى لا أبدو مجحفا في حق البعض، يجب التنويه الإيجابي والاقتداء بالمؤسسات التي تقوم فعلا بجهد مميز في اعداد وتوزيع المادة المطلوب دراستها أو مناقشتها قبل مدة كافية. وأستثني أيضا الدورات التدريبية الهادفة.

طبعا بسبب ان الدعوة في مكان محترم، يلبس المدعوون – وأنا منهم -ما على الحبل و ما هو مخزن من ربطات عنق (كرافات) لهكذا مناسبات سعيدة ونحضر بكل سرور، كل له دوافعه للحضور والغالب الأعم للخروج بضعة ساعات من مكان العمل أو من باب رد الزيارة والمجاملة في الأفراح حيث أن "كل شيء سداد ودين حتى دمع العين" أو فضولاً أو حقا معنيين بالموضوع و "قابضينها جد" أو بعض الخريجين والخريجات الجدد الذين انهوا أيضا دورة او أكثر في تطوير الذات و مهارات التواصل وتسويق الذات ،معتقدين بكل سذاجة أن أي من الحاضرين يمكنه فتح باب وظيفة لهم  ....  واقع مؤلم حقا.

نجلس ونستمع للمشاكل والمصائب والحلول الترقيعية والمخططات الاستراتيجية والإنجازات وغير ذلك، وتجد بكل صلافة من يحدثك عن إنجازات تشعرك أنك في سنغافورة، ثم يقوم استشاري ويحبذا يكون أو تكون من ذوات العيون الزرقاء لاستعراض مخطط المشاريع الفاشلة التي ينوي المانحين تمويلها حتى عام 2030 و2040و 2050 وما بعد !!!!!!.

(طبعا المعنى الخفي لفترات التمويل الطويلة، أنه بالتأكيد لن تحل مشاكلكم طالما آجال المشاريع والتمويل قدد حددت مسبقا)

ثم يسأل سائل بكل سذاجة-أو لؤم كما في حالتي الشخصية-: مع كل هذه المشاريع لماذا لم تحل مشاكل الماء والكهرباء والنفايات الصلبة والمجاري والفقر والبطالة وتردي خدمات البلديات وفساد الإدارة الحكومية وضعف المنظومة القانونية أو الرقابية والتنظيمية – طبعا حسب موضوع الندوة أو المؤتمر؟   

تجد الإجابة النموذجية: إسرائيل والحصار و المعوقات والاتفاقيات والقيود وان الناس غير متعاونين وغير واعيين... الخ طبعا تأتيك الإجابة وكأن الناس أو الحضور هم من وقعوا على الاتفاقيات والقيود... ألخ . 

طبعا المطلوب من الحضور أن يمثل دور “الضيف المهنئ" فقط والذي كل ما هو مطلوب منه هز راسه بإيجابية أثناء تقديم التهاني والتبريكات لأهل المؤتمر-العرس والإشادة بعبقرية الجهة الحكومية والمشاريع الناجحة جدا والتي حلت المشكلة "بس احنا مش واخدين بالنا" والتصفيق والثناء على معالي الوزير الفلاني (الذي في الغالب الأعم لا يحضر ولا فارقة معه أصلا) والمدير العلاني. كل ذلك لمباركة زواج الجهة المانحة بالجهة الحكومية أو الأهلية المعنية. 

 طبعا تجد في كل مؤتمر – عرس -الموظف الذي ظاهره الاهتمام بمستوى رضى المؤتمرين -المدعوين، يعني بالإفرنجي مسؤول ال customer satisfaction، لكن بسبب ظاهرة الثنائية فهو يتصرف ك "وزيِّز" (يعني مخبِر) أو "صبي عالمة "يوزع التهاني ويدور على الطاولات لتنبيه الحضور بضرورة الالتزام بالأخلاق الوطنية أو الدينية وعدم تسفيه والتقليل من المنجزات الوطنية .. الخ. ومن باب احترام الجندر يجب أن أنوه أن هذا الدور قد يكون من نصيب رجل أو امرأة !!. 

طبعا المنظمين والاستشاريين يحبون جدا المداخلات الغوغائية والشكاوى المناطقية والتعليقات السطحية من الخريجين والخريجات الجدد -بسبب عدم خبرتهم المعمقة في المشاريع أو البرامج المعروضة أو لعدم حضورهم عدد كاف من تلك المؤتمرات – المناسبات -الأعراس. والسبب في حب المنظمين لذلك هو انه يكفيهم شر النقاش الموضوعي ويكتفون بتحويل الإجابة الى تعليق مضاد أو فكاهة.

طبعا معظم الحضور لهم مصالح كمؤسسات وأفراد مع الجهات الحكومية المعنية لذلك يستحسن تمثيل دور الضيف المهنئ على أكمل وجه على أمل السلامة أو ان ينال الضيف ومؤسسته بعض خيرات المشاريع الموعودة.

إذا قرر ضيف أو مجموعة من الضيوف العنيدون أن يتصرفوا “بمهنية" أو "بعناد" حسب وجهة النظر الأخرى وليس كضيف مهنئ فقط وأن يناقشوا الموضوع المطروح بتعمق؛ تجد دائما التهرب و التسويف  والإجابات العامة  الفضفاضة  "حمالة  الأوجه “والتذرع بضيق الوقت أو التجريح الشخصي المباشر وغير المباشر أو الترهيب المبطن والنظرات النارية... الخ ،  ثم يقف "صبي العالمة" ( الجندر محايد) ليلقي على مسامع الحضور خطاب ظاهره الوطنية أو الدين أو كلاهما وباطنه الترهيب والتخويف والتهديد المبطن وضرورة عدم نشر الغسيل الوسخ "وخلي الليلة تمضي على خير". طبعا يتوقع كل ضيف عنيد بعد ذلك أن يوضع على قائمة "حمالة الحطب ".

طبعا أحد الأغراض الأساسية لتلك المؤتمرات -الأعراس الصاق التهمة زورا وبهتانا أنه تمت مشاورة المجتمع والفئات المجتمعية والمعنيين وstakeholders (لا اعرف لهذا المصطلح ترجمة محددة) وانه تمت الموافقة على كل السخافات المطروحة، طبعا ليس لأن الجهة الحكومية قلقة جدا أو يشكل لها فرقاً قبول أو رضى المجتمعين، لأنه لو كان كذلك لأشركوهم منذ البداية وناقشوا مخرجات المشاريع وجدواها مسبقا وليس دعوتهم ليكونوا "شهود زور" أو ليحللوا الحرام.

نصيحة للأخوة والأبناء المعازيم الجدد – الخريجون والخريجات:

• اجعلوا مداخلاتكم مقصورة على استفسارات كمية محددة تبنون على أثرها استنتاجاً منطقياً علمياً، يجبر القائمين على المؤتمر على محاولة الإجابة بشكل محدد أو تقديم تبرير أو تخريجة يمكن للجميع القياس عليها. 

• لا تحاولوا احراج القائمين على المؤتمر – العرس بأي خطاب جماهيري وطني أو ديني لأنكم لن تستطيعوا أن تغلبوهم في لعبتهم !!! يعني لن يأتي جدْي ليلعب بعقل تيس!!!.

• في فترة الاستراحة أو "النقاهة"، قدموا أنفسكم لمن تعتقدون أو تتوسمون فيهم عمل الخير بطريقة سلسة ولطيفة ولا تحاولوا الدخول في حديث بدون احم ولا دستور كأنك سائق تكتك متهور (والحديث لكلا الجنسين أيضاً).

• يؤسفني أن أخبركم أن البطالة عالية في بلادنا فإذا لم تكن/ تكوني ذو/ذات مهارات مميزة فأنتم من ضمن جيش الخريجين والخريجات الذين ينتظرون الفرج من السماء، كما أن معظم المسؤولين الحكوميين لهم معارف وأولاد وبنات وتوصيات لذلك كان الله في العون.

• أخيرا، أسهل الطرق وأقصرها أن تكون لديك واسطة أو معرفة أو ظهر تنظيمي أو قبلي أو مصالح متبادلة مع أحدهم لتحصل /ي على وظيفة (أنا هنا أوصف الواقع ولا أشجع ولا أدعو لهكذا أساليب وخصوصا لمن مطلوب منهم حمل الأمانة من بعد).

هناك غرض أساسي آخر لمعظم تلك المؤتمرات -  حفلات  الأعراس وهو استكمال النماذج والتقارير التي يطلبها المانحون لتبرير الصرف امام حكوماتهم بغض النظر عن الجدوى الاستراتيجية لما يمولون.

طبعا في ختام المؤتمر-العرس تخرج العروس والعريس بالنقوط والفرح والسرور والرفاه والبنين ويخرج الضيف المهنئ (من ارتضى لنفسه ذلك) بوزر شهادة الزور وبوجبة غداء!!!.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف