دارة خولة وسمير أبو دهيس..متحف أردني فلسطيني .. ولكن
أسعد العزوني
قبل أيام شرفت بدعوة لزيارة "دارة خولة وسمير أبو دهيس"على هامش لقاء أجراه م.سمير أبو دهيس مع زملائه القدامى من خريجي الجامعة الأمريكية في القاهرة،ليطلعهم على متحفه القيّم الذي جمعه من جيبه الخاص ومن عرق جبينه،وحرسه برموش عينيه هو وأسرته الكريمة وفي المقدمة السيدة خوله زوجته المصون التي يقدمها على انها شريكته في كل خطوة خطاها في الحياة بعد الزواج بطبيعة الحال.
كنت أتوقع أن الزيارة عادية ويتخللها فنجان قهوة وتعارف وأمضي إلى سبيلي،لكن الأمور كانت غير ذلك،وجدت نفسي في حضرة التاريخ الأردني والفلسطيني بشكل خاص ،والتاريخ العربي بشكل عام،وكان السؤال :كيف لمهندس أن ينجز ما رأينا ،ويفوق إنجازه طاقات دول تتبدد على الفساد ؟
جاءني الجواب سريعا من قبل راعي الدارة م.سمير أبو دهيس الذي قال أنه من مواليد مدينة حيفا عام 1937،وانه تعلق بالآثار منذ أن رافق والده الراحل تاجر الحبوب إلى فندق طبريا عام 1946 الذي كان معروضا للبيع ،بهدف شراء قطعة سجاد عجمي وبوفيه ،ومنذ ذلك الوقت تعلق أبو دهيس بالأنتيكا التي أكد أنها كلمة عربية تعني "العتيق"،علما ان البعض المفتون بكل ما هو غربي يعتبرها كلمة أجنبية.
بعد تهجيره من فلسطيني جاب أبو دهيس العالم مقيما مؤقتا في بيروت وطالبا في القاهرة وموظفا في الكويت والعراق والجزائر ،وسائحا في أرجاء المعمورة ومن ثم مواطنا في الأردن ،سجل أعلى درجات الولاء والإنتماء فعلا لا قولا وجسّد فعله على أرض الواقع ،وما تزال دارته شاهدة على حبه لهذا البلد ،ليسجل سابقة وهي ان الولاء والإنتماء الحقيقيين لن يتحققا إلا بترجمتهما على أرض الواقع ،لا من خلال الإدعاء الكاذب والمظاهر المزيفة.
تبلغ مساحة "دارة خولة وسمير أبو دهيس"500 مترا مربعا للطابقين ،وهي متحف يعج بكل مراحل التاريخ ،وخاصة تاريخ الأردن وفلسطين مع التركيز على الحياة في هذه المنطقة في القرن السابع ،إذ تضم المجموعة الأردنية –الفلسطينية 6000 قطعة أثرية متميزة ونادرة تبين كافة أوجه وأوضاع الحياة في الأردن وفلسطين ،وما يتميز به البيت الأردني والفلسطيني .
حرص م.أبو دهيس على إبراز الحقبة الهاشمية في الأردن من خلال إقتناء 1600 قطعة أثرية من صور ومجلات وتذكارات ،تبرز الوجود الهاشمي بكل مراحله في الأردن ،وما أنجزوه رغم قصر ذات اليد ،بسبب الحصار المالي المفروض على الأردن منذ تأسيسه،وكنت لفتة مقدرة للمهندس أبو دهيس،وكان لقدس الأقداس والمسجد الأقصى حضورا لافتا في تلك الدارة -المتحف.
المجموعة الأردنية –الفلسطينية تحوي العديد من قطع الأنتيكا كالطوابع والنقود التي صكت في مدن أردنية وفلسطينية في العهود الرومانية والبيزنطية والإسلامية،وتعد الدارة بحق متحفا فنيا بإمتياز لكن تنقصة الرعاية الرسمية،ولا أعني ان تقوم الحكومة بتأميمها أو مصادرتها،بل مطلوب من المخلصين الإيعاز لمؤسسة تعنى بتاريخ الأردن ان تدرجه ضمن إهتماماتها ،لأنه مشروع يرقى إلى مستوى الوطن ،ويصعب على مواطن مهما أوتي من عزيمة أن يتعهده إلى الأبد ،خاصة وأنه يحوي كنزا ثمينا يدل على تاري
أسعد العزوني
قبل أيام شرفت بدعوة لزيارة "دارة خولة وسمير أبو دهيس"على هامش لقاء أجراه م.سمير أبو دهيس مع زملائه القدامى من خريجي الجامعة الأمريكية في القاهرة،ليطلعهم على متحفه القيّم الذي جمعه من جيبه الخاص ومن عرق جبينه،وحرسه برموش عينيه هو وأسرته الكريمة وفي المقدمة السيدة خوله زوجته المصون التي يقدمها على انها شريكته في كل خطوة خطاها في الحياة بعد الزواج بطبيعة الحال.
كنت أتوقع أن الزيارة عادية ويتخللها فنجان قهوة وتعارف وأمضي إلى سبيلي،لكن الأمور كانت غير ذلك،وجدت نفسي في حضرة التاريخ الأردني والفلسطيني بشكل خاص ،والتاريخ العربي بشكل عام،وكان السؤال :كيف لمهندس أن ينجز ما رأينا ،ويفوق إنجازه طاقات دول تتبدد على الفساد ؟
جاءني الجواب سريعا من قبل راعي الدارة م.سمير أبو دهيس الذي قال أنه من مواليد مدينة حيفا عام 1937،وانه تعلق بالآثار منذ أن رافق والده الراحل تاجر الحبوب إلى فندق طبريا عام 1946 الذي كان معروضا للبيع ،بهدف شراء قطعة سجاد عجمي وبوفيه ،ومنذ ذلك الوقت تعلق أبو دهيس بالأنتيكا التي أكد أنها كلمة عربية تعني "العتيق"،علما ان البعض المفتون بكل ما هو غربي يعتبرها كلمة أجنبية.
بعد تهجيره من فلسطيني جاب أبو دهيس العالم مقيما مؤقتا في بيروت وطالبا في القاهرة وموظفا في الكويت والعراق والجزائر ،وسائحا في أرجاء المعمورة ومن ثم مواطنا في الأردن ،سجل أعلى درجات الولاء والإنتماء فعلا لا قولا وجسّد فعله على أرض الواقع ،وما تزال دارته شاهدة على حبه لهذا البلد ،ليسجل سابقة وهي ان الولاء والإنتماء الحقيقيين لن يتحققا إلا بترجمتهما على أرض الواقع ،لا من خلال الإدعاء الكاذب والمظاهر المزيفة.
تبلغ مساحة "دارة خولة وسمير أبو دهيس"500 مترا مربعا للطابقين ،وهي متحف يعج بكل مراحل التاريخ ،وخاصة تاريخ الأردن وفلسطين مع التركيز على الحياة في هذه المنطقة في القرن السابع ،إذ تضم المجموعة الأردنية –الفلسطينية 6000 قطعة أثرية متميزة ونادرة تبين كافة أوجه وأوضاع الحياة في الأردن وفلسطين ،وما يتميز به البيت الأردني والفلسطيني .
حرص م.أبو دهيس على إبراز الحقبة الهاشمية في الأردن من خلال إقتناء 1600 قطعة أثرية من صور ومجلات وتذكارات ،تبرز الوجود الهاشمي بكل مراحله في الأردن ،وما أنجزوه رغم قصر ذات اليد ،بسبب الحصار المالي المفروض على الأردن منذ تأسيسه،وكنت لفتة مقدرة للمهندس أبو دهيس،وكان لقدس الأقداس والمسجد الأقصى حضورا لافتا في تلك الدارة -المتحف.
المجموعة الأردنية –الفلسطينية تحوي العديد من قطع الأنتيكا كالطوابع والنقود التي صكت في مدن أردنية وفلسطينية في العهود الرومانية والبيزنطية والإسلامية،وتعد الدارة بحق متحفا فنيا بإمتياز لكن تنقصة الرعاية الرسمية،ولا أعني ان تقوم الحكومة بتأميمها أو مصادرتها،بل مطلوب من المخلصين الإيعاز لمؤسسة تعنى بتاريخ الأردن ان تدرجه ضمن إهتماماتها ،لأنه مشروع يرقى إلى مستوى الوطن ،ويصعب على مواطن مهما أوتي من عزيمة أن يتعهده إلى الأبد ،خاصة وأنه يحوي كنزا ثمينا يدل على تاري