لن أعيش في جلباب جماعة "الإخوان المسلمين"
بقلم/ سعيد أبو غــــــــزة
دارت الدوائر و الأحداث الإقليمية و السياسية بعد ما يقارب المائة عام ليخرج أبناء حركة الإخوان المسلمين من عباءة التنظيم ملوحين بأيديهم بالمغادرة، تشتت التنظيم القوي المتماسك ذو الصبغة الدولية ليوضع في قوائم الإرهاب السياسي و الديني المعادي، بعدما صُنف لسنوات طوال بأنه من أوضح الحركات الإسلامية منهجاً و فكراً و أكثرها إعتدالاً و يسرا.
كان التنظيم لعقود طويلة ذو إنتشار إسلامي و دولي يبث الفكر الوسطي المعتدل، مثقل بهمّ إستعادة الحكم الإسلامي من خلال الطابع الإصلاحي. خاض التنظيم صراعات مريرة و طويلة مع الأنظمة السياسية القائمة في بعض البلدان العربية، و زجوا بالسجون و قمعوا و حظروا لسنوات طويلة. عمل التنظيم على المستوى العربي و الإسلامي و لاقوا إستحسان بعض الأنظمة نوعاً ما في مواجهة الجماعات الأصولية و التكفيرية من جهة و من جهة أخرى كون الإخوان لا تتخذ العنف منهجاً و لا التكفير أصلا. إنتشر التنظيم الإخواني و قويت ركائزه التنظيمية و الإجتماعية و الدعوية و الإقتصادية في الكثير من الدول العربية و الإسلامية و الأروبية وفق منهجية التمكين و البيعة و الولاء لإستعادة الحكم الإسلامي. و لا شك أنها باتت جماعة منتشرة و قوية و منظمة وفق إستراتيجية ذات هدف تمكيني. تعايشت مع بعض الحكومات معايشة الذئب مع الغنم و أخرى تعاملت بجدية و سرية و حظر.
ظهر التنظيم بقوة خلال ثورات ما سُمي بالربيع العربي في نصر و تونس و سوريا و تصدرت المشهد و الحراك السياسي و الشعبي بشكل ملحوظ لما تملكه من قوة إقتصادية و جماهيرية و تنظيمية، وصولاً في مصر لرأس الحُكم الذي لم يستمر طويلاً، إنقلب الجيش على حُكم الإخوان و خُلع "مرسي" من الحُكم فيما كان التنظيم مشغولاً في جمع الغنائم، وفُض حراك "رابعة" بالقوة و النار، و عاد كوادر الإخوان مجدداً إلى السجون و بات التنظيم محظوراً و إرهابي في مصر.
فيما تبرأ القيادي الإخواني "الغنوشي" في تونس من التنظيم، و خلع عباءة الإخوان و بدل قناعاته السياسية و إن كان من باب المهادنة بعد أن تعرض الإسلام السياسي في المنطقة العربية إلى إنتكاسات متلاحقة.
مؤخراً وصلت المقصلة لرأس حركة حماس الإخوانية، و في القاهرة و على لسان رئيس مكتبها السياسي "هنية" يُصرح بأن حركته لا ترتبط باي علاقة تنظيمية مع جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن حركته حركة تحرر وطنية فلسطينية ذات صبغة و توجه إسلامي، برغم أن نشأتها و أصولاها و أسس فكرها إخواني.
التغيرات الدولية و الإقليمية الفجة، و إنتشار التطرف الديني جعل السياسات الإقليمية و الدولية لا تفرق بين الجماعات الإسلامية المعتدلة و المطرفة، ووضعت جميعها تحت المقصلة، مما جعل تنظيم الإخوان المسلمين في كافة الدول العربية أن تُبدي المهادنة خوفاً من قوة العاصفة التي ستقتلعها، فهل قوة العاصفة جعل حركة حماس تُهادن و تخفض الرأس لتمر العاصفة بسلام؟ و هل هناك خطة لترويض الحركة التى باتت رأس حربة مقاومة الكيان الإسرائيلي؟ الأيام حبلى بالإحداث و التغيرات الدراماتيكية التى ستقلب مستقبل المنطقة و توجهاتها.
بقلم/ سعيد أبو غــــــــزة
دارت الدوائر و الأحداث الإقليمية و السياسية بعد ما يقارب المائة عام ليخرج أبناء حركة الإخوان المسلمين من عباءة التنظيم ملوحين بأيديهم بالمغادرة، تشتت التنظيم القوي المتماسك ذو الصبغة الدولية ليوضع في قوائم الإرهاب السياسي و الديني المعادي، بعدما صُنف لسنوات طوال بأنه من أوضح الحركات الإسلامية منهجاً و فكراً و أكثرها إعتدالاً و يسرا.
كان التنظيم لعقود طويلة ذو إنتشار إسلامي و دولي يبث الفكر الوسطي المعتدل، مثقل بهمّ إستعادة الحكم الإسلامي من خلال الطابع الإصلاحي. خاض التنظيم صراعات مريرة و طويلة مع الأنظمة السياسية القائمة في بعض البلدان العربية، و زجوا بالسجون و قمعوا و حظروا لسنوات طويلة. عمل التنظيم على المستوى العربي و الإسلامي و لاقوا إستحسان بعض الأنظمة نوعاً ما في مواجهة الجماعات الأصولية و التكفيرية من جهة و من جهة أخرى كون الإخوان لا تتخذ العنف منهجاً و لا التكفير أصلا. إنتشر التنظيم الإخواني و قويت ركائزه التنظيمية و الإجتماعية و الدعوية و الإقتصادية في الكثير من الدول العربية و الإسلامية و الأروبية وفق منهجية التمكين و البيعة و الولاء لإستعادة الحكم الإسلامي. و لا شك أنها باتت جماعة منتشرة و قوية و منظمة وفق إستراتيجية ذات هدف تمكيني. تعايشت مع بعض الحكومات معايشة الذئب مع الغنم و أخرى تعاملت بجدية و سرية و حظر.
ظهر التنظيم بقوة خلال ثورات ما سُمي بالربيع العربي في نصر و تونس و سوريا و تصدرت المشهد و الحراك السياسي و الشعبي بشكل ملحوظ لما تملكه من قوة إقتصادية و جماهيرية و تنظيمية، وصولاً في مصر لرأس الحُكم الذي لم يستمر طويلاً، إنقلب الجيش على حُكم الإخوان و خُلع "مرسي" من الحُكم فيما كان التنظيم مشغولاً في جمع الغنائم، وفُض حراك "رابعة" بالقوة و النار، و عاد كوادر الإخوان مجدداً إلى السجون و بات التنظيم محظوراً و إرهابي في مصر.
فيما تبرأ القيادي الإخواني "الغنوشي" في تونس من التنظيم، و خلع عباءة الإخوان و بدل قناعاته السياسية و إن كان من باب المهادنة بعد أن تعرض الإسلام السياسي في المنطقة العربية إلى إنتكاسات متلاحقة.
مؤخراً وصلت المقصلة لرأس حركة حماس الإخوانية، و في القاهرة و على لسان رئيس مكتبها السياسي "هنية" يُصرح بأن حركته لا ترتبط باي علاقة تنظيمية مع جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن حركته حركة تحرر وطنية فلسطينية ذات صبغة و توجه إسلامي، برغم أن نشأتها و أصولاها و أسس فكرها إخواني.
التغيرات الدولية و الإقليمية الفجة، و إنتشار التطرف الديني جعل السياسات الإقليمية و الدولية لا تفرق بين الجماعات الإسلامية المعتدلة و المطرفة، ووضعت جميعها تحت المقصلة، مما جعل تنظيم الإخوان المسلمين في كافة الدول العربية أن تُبدي المهادنة خوفاً من قوة العاصفة التي ستقتلعها، فهل قوة العاصفة جعل حركة حماس تُهادن و تخفض الرأس لتمر العاصفة بسلام؟ و هل هناك خطة لترويض الحركة التى باتت رأس حربة مقاومة الكيان الإسرائيلي؟ الأيام حبلى بالإحداث و التغيرات الدراماتيكية التى ستقلب مستقبل المنطقة و توجهاتها.