الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مناقشة مختارات شعرية لشوقي بزيع

تاريخ النشر : 2019-02-23
مناقشة مختارات شعرية لشوقي بزيع
مناقشة مختارات شعرية لشوقي بزيع
ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها دار الفاروق، تم مناقشة مختارات شعرية للشاعر اللبناني شوقي بزيع، والتي قامت بنشرها وزارة الثقافة الفلسطينية في بداية العام 2019، في كتاب حمل اسم "لم يلدني شجر قط"، وهو من الحجم المتوسط ويقع في 207 صفحات.
وقد افتتح الجلسة الروائي "محمد عبد الله البيتاوي" مترحمًا على الناقد والكاتب "صبحي شروري" وعلى الشاعر "خليل توما"، منوهًا إلى دورهما في ترسيخ الثقافة الوطنية الفلسطينية، وتحدث معلقًا على المختارات الشعرية فقال: هذه المجموعة الشعرية لواحد من الشعراء الذين اهتموا كثيرًا بالقضية الفلسطينية والتي تنشرها وزارة الثقافة الفلسطينية ضمن إصداراتها للعام 2019، نستطيع القول بأنها تعطي القارئ فكرة ولو كانت صغيرة عن واحد من أهم شعراء الجنوب اللبناني الذين اهتموا بقضايانا الوطنية، كما تؤكد هذا المختارات على التلاحم والترابط الذي يجمع فلسطين بمحيطها العربي، وأجد أن القصائد حبلى بكثير من الخير الشعري، فهناك اللغة والأسلوب والأفكار التي جعلت كل قصيدة بحاجة إلى وقفة خاصة، وأعتقد أن من الظلم أن نتناول المختارات بمجملها في جلسة واحدة، فهي بحاجة إلى جلسات ولكن ما باليد حيلة..
ثم فتح باب النقاش فتحدث الشاعر "جميل دويكات" قائلاً: شوقي بزيع شاعر المقاومات، في أي وقت وأي ظرف متمسك نجده يقدم ما هو متعلق بفعل المقاومة، لهذا نجد العديد من القصائد تتحدث عن الشهداء ويذكر أسمائهم، ونجد حضور الطبيعة/المكان الذي تأثر به، حتى أننا نجده متعلقًا به هو في داخله، ونجد مجموعة من التناصات من الدين إلى التراث إلى الأسطورة، وهذا التنوع يُثري قصائده، ويجعلها أكثر دهشة وجمالاً، وهناك الانتماء للفقراء، فقراء الجنوب اللبناني، والمكان له أثره في القصائد، من خلال اللغة الهادئة التي يقدمها الشاعر، وأختم وأقول أننا أمام شاعر متميز له بصمته في الشعر العربي الحديث.
ثم تحدث الأستاذ "سامي مروح" قائلاً: يعتبر شوقي بزيع من شعراء المقاومة الفلسطينية اللبنانية، لهذا نجد العديد من قصائده تتحدث عن الشهداء بأسمائهم، وفي هذه المختارات مكانة مميزة للشهداء، ليس على مستوى المضمون فحسب، بل بالطريقة التي قدّمهم لنا الشاعر، لهذا أقول أن قصائده مميزه ولها طعم خاص، كما أننا نجده متعلقًا بالتراث وبالأساطير والأديان، أما بخصوص موضوعات القصائد فمنها من جاء يتحدث عن المرأة، الطبيعة/المكان، الوطن/ الشهداء، ومنها ما هو شخصي متعلق بذات الشاعر، وفي النهاية أقول أن السلاسة تضيف ميزة أخرى على شعر "شوقي بزيع".
ثم تحدث الشاعر "عمار خليل" فقال: إن التطور في شعر شوقي بزيع كثر هم الشعراء الذين يكتبون لقضية أمتهم، ويرسمون حالتها الممتزجة بالواقع والذي هو مر بمجمله، فمن الطبيعي أن نرى الوجع في قصائدهم، وأن نشتم رائحة الموت والرحيل من حرائق التبغ والذكريات. الشاعر الجنوبي شوقي بزيع، وهو من الجيل الثاني من الشعراء الحداثيين، استطاع بلغته ومفرداته المنتقاة، أن يمزجنا بمشاعره، تلك المشاعر التي سيطر عليها، فلم تخرج عن أداء حنجرته، فلم يكن الصوت عاليًا ولا الصراخ ضجيجًا، استعان الشاعر بالحركة داخل قصائده، مما أضاف إليها الحيوية والبهاء. الطبيعة كانت ملجأ لشاعر الأول، أدخلنا في عالم التصوير الواقعي والحيوي للطبيعة الجنوبية، وجعل الحوار المتحرك بين المكان والإنسان مسيطرًا على روح النص، لقد وظّف الشاعر كعادته التراث الإسلامي والمسيحي والأساطير في شعره توظيفًا محكمًا يخدم الفكرة والمعنى. هذا الديوان، والذي كان مختارات من شعر بزيع، حمل مجمل سنين عمر الشاعر، فالقصيدة الأولى "في الشمس كالأنبياء" كانت في عام1977، أي أن عمر الشاعر كان22عامًا، فهو من مواليد1951م، وهذا ينم عن الموهبة المختزلة داخل الشاعر، ومرورًا بقصيدة "لم يكتب الشعراء" في عام2014، كانت المسيرة الشعرية والتي انتقلت من التفعيلة إلى النثر، ومن المباشرة إلى الرمزية، ومن السرد إلى الاختزال، ومن الفسحة إلى المعاناة، ألم يقل شاعرنا (الكتابة ليست سوى امرأة، لا تريد أقل من الموت مهرًا لها)، وختامًا، لقد استخدم الشاعر في صفحة 28 كلمة العصافير بدلالة سوداوية قاصدًا طائرات العدو، ثم استخدمها في أكثر من موقع بدلالة أخرى تعبر عن الأمل والحياة، فهل هذا من جماليات الشعر أم من زلاّته, ثم لا أدري لماذا هذا التجرؤ على الذات الإلهية خاصة من بعض شعراء الجنوب، حين يقول الشاعر ص/16 "وارتدتني كما يرتدي الله كل الفصول"، فهذا التجسيد لله تعالى هو بدعة أجمع العلماء على نكرانها وتحريمها، فهو خالق كل شيء، كان بإمكان الشاعر أن يتجنب هذا الأمر، ولن يقلل من جودة شعره وعنفوانه.
وتحدت رائد الحواري قائلاً: اللغة المجبولة بالطبيعة/بالمكان تفوح رائحتها الزكية من القصائد، فالمكان هو العنصر الظاهر في لغة القصائد، ونجد هذا الأثر حتى عندما يتناول الشاعر الشهداء، فهو يقدمهم بلغة ناعمة وهادئة بعيدًا عن التشنج والصوت العالي، لهذا أقول أن ما يميز شعر شوقي بزيع هو أثر المكان له، فهو يتعاطى معه على أنه كائن حي وبحميمية، وإذا ما أضفنا إلى ما سبق تعدد الأصوات في القصيدة الواحدة، يمكننا القول أن عناصر الجمال تكتمل عند "بزيع".
ثم تحدثت الأستاذة "فاطمة عبد الله" فقالت: حين تريد أن تقرأ للشاعر شوقي بزيع، جد لنفسك جوًا خاصًا تقرأ فيه، لا بد أن تبتكر طقسًا لقراءة تلك القصائد يشبه طقس جلسات التأمل، يجب أن تسدل ستائر الوعي وتتجول خلف اللاوعي بعيدًا عن كل المحسوسات، وإلا ستجد نفسك تقرأ كلمات عصية على الفهم عصية على المتعة. لكل قصيدة حكاية وإن تشابهت الحكايا تجد لكل قصيدة روح شعرية خاصة بها، فالمرأة في كل قصيدة حكاية مختلفة وصورة شعرية متجددة، فهي من حلم تارة ومن خيال تارة أخرى، هي شفافة وخاصة، تمتلئ بالنضارة والحياة كما في قصيدته (تشكيل)، وقصيدة (ولادة). حكايا الشهداء ومرثياتهم عميقة المعاني غائرة بالألم، فنجد ذاته المواسية المتألمة المحبة لأهله ورفاقه وقريته، يعيش حزنهم وفقدهم، تتشرب أشعاره من ينابعهم وتتغذى من سنابل قمحهم.(في الشمس كالأنبياء)، وقصيدة(العائد) وهي مرثية لصديقه وابن عمه الشهيد. وقصيدة (زعموا أن صباحًا كان) قصيدة لأيمن الطفل ابن الرابعة الذي استشهد جرّاء قصف الطائرات الإسرائيلية لقريته (العزية) الجنوبية. سأحدثكم عن أيمن عن فرح الغابات الفاتن في عينيه وعن سحر يديه، إذا فرت أنهار الأرض وخبّأها بين أصابعه سأحدثكم عن أيمن عن قمر تشتبك الأشجار على دمه المنسيّ فيسقط في النسيان عن طفل يركض خلف فراشته وعن الخنجر في أقصى الوديان، الماء والهواء أكثر عناصر الحركة في قصائد بزيع فلا تكاد قصيدة تخلو من الينابيع والوديان والأنهار والأمطار، هي عنصر الحياة في قصائده ذاكرته وبيئته ووعيه الطفولي. يحاكي الشاعر الرمز دينيًا وتاريخيًا في قصائده، ففي قصيدته (قمصان يوسف) قسّم الشاعر القصيدة إلى ثلاث قمصان، قميص التجربة وهو القميص الذي جاء به إخوة يوسف إلى أبيهم بعدما زعموا أن الذئب أكل يوسف: دع قميصك للذئب كي تنتهي عاريًا مثلما كنت واهبط إلى آخر البئر كي تستحق جمالك. والقميص الثاني قميص التجربة، وهو القميص الذي قدّته زليخة، وقرأ فيه الشاعر يوسف من الداخل فعرض مكابدات يوسف ومقاومته لنفسه ولإغراء زليخة وافتتانها به: وإذا راودتني زليخة عن جنّتيْ شفتيها انشطرت وراح الملكان يقتتلان فيما براكين حمراء كانت تمزق أقفالها وتهرول تحت ثيابي وما بين كفيّ جمرٌ يطوفُ كأن دمي ملعبٌ للوساوس بعضي يحارب بعضي وتُشهرني ضد نفسي السيوف ليس بيني وبين زليخة إلا قمصان من عفّةٍ وتشهّ. والقميص الثالث قميص الرؤية، وهو القميص الذي حمل ريح يوسف لأبيه كي يبصر ولكن باقة عطر تهب على بيت يعقوب حاملة مع قميص ابنه نجمتين اثنتين، تصبان في بئر عينيه ضوءهما المشتهى وتعيدانه من عماه ومن الرموز التاريخية. قصيدة (حوار مع ديك الجن) حيث قتل ديك الجن زوجته وحبيبته ورد من فرط حبه وغيرته عليها ثم أحرقها ووضع رمادها في كأس وشربه حتى الثمالة، وما لبث أن غلبه الندم فظل يبكي حتى الموت، القصيدة حوار يديره ديك الجن مع نفسه: قَتَلْتُها ورد التي أحببت حتى الموت أن أضمّها إليّ أن أهيم في سواد شعرها الطويل ورد الأرقُ من حمامة على النخيل والأشفُّ من بحيرة تشق ليل حمص ديك الجن، ديك الجن ما الذي فعلتهُ؟. قصيدته (كأني ما زلت أعدو هناك).... الحى أمي سرد شعري لطفولة من المهد إلى أن حملته الحياة ما لايطيق من أوزارها.... سحر بهي على أكف الأمهات وطفولة يلفها الدعاء وهي ماضية إلى اللاكتراث كأن من ثلاثين عامًا أقايض روحي بقضمة شعر مبلّلة بلعاب الخطايا وممهورة بصراخ الشيطان منذ ثلاثين عامًا أطارد أودية لا تعود وأحمل من ثقل هذي الحياة الدنيئة والا أطيق احتماله فهل لي بتنهيدة منك هل لي بجرعة ماء بترنيمة من نعاس الطفولة كيما أشد على عطشي المستبدّ وأشرب حتى الثمالة. في أغلب قصائد بزيع المكان هو منبع ومشرب صوره الشعرية، فكما الماء عنصر الحركة في قصائده فالشجر عنصر الثبات، فللأشجار اعتبارات تاريخية تشكل خارطة نمو وتطور الفكر والحس الشعري والوجداني، فكم من مغترب يعود لأرضه وبيته بعد طول سفر يتفقد شجرة كانت هنا أو هناك، فإما أن تكون هذه الشجرة ذات ثمر لا يزال مذاقه عالقًا في الذاكرة، أو شجرة لا زال صوت لهوة طفلاً تحتها يملأ الوادي صدى. قصيدة (صراخ الأشجار).. إبداع الذاكرة التي لا تفوت عطرًا ولا مشهدًا ولا لحنًا، وفي أحضان دالية تعرش فوق سطح البيت أحصيت النجوم وأدركتني شهوة للحب حامضة المذاق، وتحت أنظار السماء قطفت من ثغر الفتاة وقد تمادت في التمنّع شهد أول قبلة. وقصيدته (لم يلدني شجر قط) انكسار الإنسان في الإنسان، انطفاء الحلم في عتمة العجز، والمضي من الألم إلى الوهم.. مطفأٌ صدري وأدنى رسلي اليأس وأعلى خضرة منّي ذبولي لم يلدني شجر كي أرتُق الأرض بأضلعي وأدعو الماء ضيفي أو نزيلي والذي يُثقلني ليس حديدًا كي تؤاخي وحشتي القاع ولا جمهرة من رغبات لم أنلها كي أمنّى بصلاح هادئ الموج مناديل رحيلي .
وقد تقرر أن تكون الجلسة القادمة يوم السبت الموافق 3/3/2019 لمناقشة كتاب "لا بد أن يعود" للقاص والأديب الشهيد "ماجد أبو شرار" وهو من إصدارات وزارة الثقافة الفلسطينية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف