الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التركية المدبلجة وتأثيرها على المشاهد المغربي بقلم محمد زيطان

تاريخ النشر : 2019-02-22
محمد زيطان باحث جامعة عبد المالك السعدي كلية الآداب والعلوم الإنسانية تطوان – مرتيل.
موضوع الدراسة : المسلسلات التركية المدبلجة وتأثيرها على المشاهد المغربي.
الاعمال التركية تكتسي دقة متطورة في الإنتاج والإخراج والتصوير والحوار،وهو مااهلها لكي تحصد ما زرعته من اهتمام بهذا المجال الذي تشكل فيه مادة دلالية بامتياز. في السنوات الأخيرة ظهرت صورة تركيا بشكل جلي في الاعلام المغربي، من خلال المسلسلات والأفلام التركية التي تبث في القنوات التلفزيونية من المحيط الى الخليج، بالإضافة الى الاخبار التي لها صلة بتركيا، والتي تبث في القنوات المغربية عموما، وقناة دوزيم على وجه الخصوص. في وقت مضى كانت صورة تركيا بالنسبة لنا تنحصر في الحضارة العثمانية التي وصلت لحدود المغرب الأقصى فقط، المملكة المغربية الان.لم نكن نعرف سوى القليل عن ثقافة تركيا، لكن مع التطور الذي عرفته "التكنولوجيا "بشكل عام اصبح المواطن المغربي يعرف الكثير عن تركيا، بل تخلل ذلك اهتمام الكثير من المغاربة بكل ما يتعلق بهذا البلد الذي اضحى وجهة سياحية مفضلة لدى العديد منهم. لا يمكن ان نمر على الدور الفعال الذي خلفته المسلسلات التركية على المواطن المغربي من جهة، وعلى تركيا من جهة ثانية والدي من البديهي ان يتباين من شخص لأخر ، وبالقدر يختله البعض في جوانب سلبية ، ففي الجانب الاخر تمة من يراه من زاوية إيجابية ، لكن على العموم يظل الانطباع الذي قد يجمع عليه المشاهد المغربي متمثلا في وجهة هذا البلد السياحية التي لم يكن لها ان ترى النور بدون الانجازات الدرامية من المسلسلات والأفلام التركية .من مسلسل "نور" الذي حصد زمن عرضه متابعة غفيرة، إلى " ثم سنوات الضياع الذي حاول من خلاله المخرج رسم الطبقات المجتمعية وتعلق شاب ينتمي لأسرة فقيرة ببنت تنتمي لأسرة برجوازية من هنا كانت احداث المسلسل ثم مسلسل وادي الذئاب"الذي شكّل مادة بصرية استطاعت أن تخلف ردود أفعال سياسية في تركيا وخارجها، ثم المسلسل التاريخي الذي حظي باهتمام كبير من المغاربة. ارطغرل وانتهاءا بمختلف المسلسلات التي تعرض تباعا في القنوات التلفزيونية المغربية عموما، وقناة دوزيم على وجه الخصوص، والتي استطاعت أن تستحوذ على متابعة الأسر بشكل ملفت للنظر بالرغم من عدد حلقاتها الذي يصل لدرجة قد يذاع فيها طيلة السنة. بالانتقال إلى مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن للباحث أو المشاهد في هذا المجال الوقوف عند حجم المتابعة التي تتخلل عرض الانتاجات التركية على “اليوتيوب ”وعلى القنوات المغربية والتي تٌبرز مدى الاهتمام البليغ للمشاهد المغربي بالمنتوج التركي مدبلجا كان أم مترجما. جلي بالتذكير أن الأعمال التركية من وجهة نظر سينماتوغرافية تكتسي دقة متطورة في عمليات الإنتاج والإخراج والتصوير والحوار، وهو ما أهلها لكي تحصد ما زرعته من اهتمام بهذا المجال الذي تشكل فيه الصورة مادة دلالية بامتياز، جلاؤها رهين بجلاء الفكرة التي انطلقت منها . وايضا ان الشعب التركي له فعلا هوية متشبث بها هي أيضا ساهمت بشكل فعال في نشر الثقافة التركية على النطاق الواسع.
كثير من الدارسات ترى ان المسلسلات والأفلام التركية المدبلجة بالدارجة المغربية ،تهدد الترابط الاسري ، وفيها ميوعة واباحية وبسببها تقع مشاكل كبيرة بين الزوجين مما تؤدي الى الطلاق دخل المجتمع المغربي .وبصفتي باحث في الثقافة والادب التركي أرى انا هؤلاء الممثلين من خلال عرض هذه الأفلام يجسدون الواقع المضمر او الهامشي لتركيا وليس الواقع الحقيقي حيث نرى في عرض لجل الأفلام انا الشعب التركي لا يعرف مشاكل وهو شعب رومانسي بامتياز، حيث نجد قصص الحب والغرام والعشق حاضرة بقوة في المسلسلات المدبلجة، مثلا ؛نجد أول مسلسل عرض مدبلجا على قناة دوزيم مسلسل اكليل الورد سنة2008والذي حاول من خلاله المخرج ان يرسم قصة عشق بين فتاة فقيرة تنتمي الى اسرة ضعيفة الحال وشاب وسيم يمتلك أموال طائلة وشركات وغيرها من الممتلكات. فالقصة في هذا المسلسل لواردنا الحديث عن اثرها السلبي على المشاهد المغربي سأستند الى المنهج الثقافي باعتبار هذا المنهج يبحث عن المضمر بدلا عن سؤال الدال وسؤال الاستهلاك الجماهيري بدلا عن سؤال النخبة المبدعة، وسؤال التأثير الذي ينصب على ثنائية المركز والمهمش، او ثنائية المؤسسة والمهمل، أو سؤال العمومي والخصوصي وبعبارة أخرى طرح أسئلة مركزية ودقيقة. او الاهتمام بالمضمر الثقافي ، بدلا عن الاهتمام بالدوال اللغوية ذات الطبيعية الحرفية او التضمينية، ولكن المضمر في المسلسلات التركية لا يعرفه كل المشاهدين حيث مثلا المشاهد العادي يضن ان الشعب التركي من خلال عرض المسلسلات التركية المدبلجة انه شعب رومانسي عاشق الامرأة ولكن المتفحص والباحث الذي يعمق النظر سيجد ان المسلسلات التركية في النهاية او الحصيلة ، هي استهداف مباشر للقيم الأصيلة التي تربينا علبيها منذ الصغار هذه المسلسلات ماهي الا محاولة مقصودة لترجمة الفحش الى الدارجة لكي يستطيع كل افراد المجتمع فهمها بسهولة لان في البداية كانت هذه المسلسلات تعرض باللغة العربية الفصحى فلم تلقى مشاهدة كبيرة ؛ ثم ترجمة الى الدارجة العامية من اجل ان تخاطب الكل الصغير والكبير الامي والمثقف وغيرها من المسلسلات التي حظيت باهتمام كبير من طرف المشاهد المغربي وصولا الى مسلسل سامحني الذي أحدث في السنوات الأخيرة ضجة كبيرة على المشاهد المغربي، حيث نجد
هذا المسلسل يعرض لمدة سبع سنوات ومزال يعرض على قناة دوزيم الى يومنا هذا، مما ولدا ما يسمى بالإنسان المستهلك وجعل مجتمعنا شهوانيا. ماديا لا يعترف بالعقل والقيم. مجتمع ميت لا يخضع لرقابة الهاجس الأخلاقي. ويتمثل هذا جليا في البيوت المغربية اليوم حيث نعود الى الاعلام المغربي وخصوصا قبل ان تظهر هذه المسلسلات على القنوات المغربية ، كانت تعرض بعض المسلسلات مشاهد محرجة لا تتماشى مع تقاليدنا واعراضنا خصوصا عندما نصطدم بمشهد رومانسي مبالغ فيه أثناء المشاهدة العائلية مما يجعلنا نحس بالحياء. ولكن الان للأسف التلفزيون رسم في بيوتنا صورة مزيفة عن الواقع ورسخ ثقافة الإنفتاح الغير المرغوب فيها.
بقلم الباحث محمد زيطان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف