الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بدايات الأدب التركي بقلم محمد زيطان

تاريخ النشر : 2019-02-22
محمد زيطان باحث متخصص في الاداب والثقافة التركية جامعة عبد المالك السعدي المغرب .
موضوع الدراسة:بدايات الأدب التركي.
تمهيد
يرى الباحثون في الثقافة التركية أن الأدب التركي ينقسم إلى أربع مراحل: أدب ما قبل دخول الإسلام وهو يمتد إلى القرن الحادي عشر، والأدب التركي الإسلامي وتصل مرحلته إلى منتصف القرن التاسع عشر، ومرحلة التأثر بالأدب الغربي ما بين 1850 و1910، ثم الأدب التركي الحديث، وعمره اليوم قرن كامل.
وليس بين أيدي الباحثين شيء من نصوص أدب المرحلة الأولى، وغاية ما وصلنا من ذلك الأدب ترجمات صينية من بعض الأشعار والملاحم، بعضها بالخطوط “الأورهونية” في الشمال، وهي من أصول آرامية جرى تفكيك مدلولاتها في نهاية القرن التاسع عشر. وهذه أكثر النصوص تمثيلاً لأدب تلك المرحلة.
والبعض الآخر من نماذج هذا الأدب، وأغلبها أدب ديني، تطور بشرقي تركستان أو مقاطعة “سينكيانج” الصينية حالياً، مستخدماً الكتابة “الأويغورية”، عندما كانت أغلبية الأتراك تتبع البوذية، وهي نفس الأبجدية التي تبنّاها المغول بعد ذلك وظلوا يستخدمونها لبعض الوقت بعد الإسلام، ونرى في كتاب “محمود الكاشغري” المؤلف عام 1074م، بعد انتشار الإسلام بين الأتراك، نماذج من أدب الأتراك الماقبل – إسلامي. وتدل هذه القطع الأدبية القديمة في كتاب الكاشغري “ديوان لغة الترك”، على وجود أدب أصيل عميق ضاع للأسف أغلبه.
انتقل الأتراك إلى الإسلام من خلال بلاد فارس، وتبدأ الثقافة الأدبية الإسلامية التركية في القرن الحادي عشر، ضمن قوالب أدبية فارسية، وصار الأدب الفارسي مصدر الإلهام والاقتباس للكتاب الأتراك. وحلّت العروض الفارسية محل التركية، بما في ذلك القصيدة والغزل. ووجدت مقتبسات من التراث الإسلامي كالقرآن والحديث وقصص الأنبياء طريقها إلى الأدب التركي جنباً إلى جنب مع “شاهنامة الفردوسي”.
انتشر الأتراك في العديد من الأقطار في وسط وغربي آسيا والشرق الأدنى وحوض البحر المتوسط والبلقان. وسادت في هذه المنطقة الجغرافية الواسعة لغة تركية بلهجات عديدة وآداب شفهية ثرية. أما الأدب المكتوب فتطور في لهجتين منها، وهي التركية الشرقية التي هي امتداد للأويغورية، والتركية الغربية التي تنقسم إلى التركية العثمانية والتركية الأذربيجانية المنحدرة أصلاً من لغة الأوجوز الأم.
وننظر أولاً في أدب تركيا الشرقية من خلال بحث د. فاخر عز، الأستاذ بجامعة اسطنبول، وأحد المساهمين في “تاريخ كامبردج للإسلام”. ولا زلنا نعرض تحليلاته التاريخية، فيقول إن التركية الشرقية قد استُخدمت كلغة أدبية من القرن الحادي عشر حتى التاسع عشر، في كل المناطق المتحدثة بالتركية ما عدا الامبراطورية العثمانية وغرب بلاد فارس وجنوب القرم. وقد حلّت محلها لغات مكتوبة متطورة عن لهجات محكية. وأولى الأعمال الأدبية التركية في هذه اللغة كتاب “المعرفة التي تجلب السعادة” الذي كتبه مؤلفه عام 1069م لسلطان “كاشغر”، وأنعم السلطان على الكاتب، واسمه يوسف، بمنصب حاجب البلاط الأول، والكتاب ديوان شعر يحتوي 6000 بيت وموضوعه حوار سياسي بين ثلاثة أشخاص: الوزير وابنه وصديق ابنه، عن العلاقة المثلى بين الحكام والرعايا، وفيه كذلك مزج بين القيم السياسية الإسلامية وقيم التراث التركي.
أما المرحلة الثانية في هذا الأدب فترعرعت في خوارزم خلال القرن الثالث عشر، بخليط من لغتي من الأوجوز والقبشاق. ومن الأعمال الدينية الوفيرة في هذه المرحلة “قصص الأنبياء”، 1310م لرابجورزي، و”نهج الفراديس” 1360م لمحمود كردر. وكلاهما كتب بلغة شعبية سهلة، وظلا محط اهتمام القراء من عامة الناس حتى نهاية القرن التاسع عشر.
أما المرحلة الثالثة من تطور الآداب التركية الشرقية فتدعى مرحلة جاغطاي. وقد بدأ هذا الأدب في العهد التيموري في آسيا الوسطى خلال القرن الخامس عشر، وازدهر في بعض المراكز الثقافية مثل سمرقند وهرات وبخارى وفرغانة وكاشغر وغيرها، ثم امتد إلى عموم بلدان العالم التركي والهند. ومن الأسماء البارزة لطف الهراتي وعلي شيرنوائي وكذلك سلطان هرات نفسه حسين بيكارا (ت1506)، الذي تقاطر الأدباء والشعراء والدارسون والفنانون على بلاطه. ويُعد الشاعر الكبير ” نوائي” (1441-1501) أحد أعظم شعراء الأدب التركي الشرقي، وأحد أبرز أعلام المدرسة الأدبية التي رعاها بلاط السلطان، وتميز شعره بأصالة وخصوبة متميزة، وكان فوق ذلك كاتباً مُجيداً، ورجل دولة، حتى أن أدب جاغطاي يسمى غالباً “نوائي”، وقد تأثر الشاعر بقوة بالأدب الفارسي وبخاصة الشعراء “نظامي” و”أمير خسرو دلهي” و”جامي”. ويعد نوائي أحد أبرز وأعظم شعراء الأدب التركي الكلاسيكي، إلى جانب ثلاثة آخرين مثل نديم وفضولي ويونس عمره. وقد أبدع في مجال السير كذلك فوضع كتاب “مجالس النفائس”، الذي يؤرخ لحياة الشعراء الأتراك، وكتاب “ميزان الأوزان”، في علم العروض.
ومن أبرز الأسماء الأدبية في اللغة التركية الشرقية السلطان “بابر” مؤسس دولة المغل في الهند الذي اشتهر بمذكراته وقصة حياته الشيقة “بابرنامة”، وقد كتبها بصراحة وأمانة، نادراً ما تُرى في مثل هذه الأعمال، ولهذا ترجمت إلى لغات عديدة. وهناك سلطان آخر برز أدبياً وهو “أبو الغازي بها دورخان” (1644-1663)، الذي جال في الأقطار التركية جامعاً المعلومات والمصادر التركية والفارسية والمغولية للتاريخ التركي، ومن كتبه “شجرة الأتراك” الذي لم يتمه للأسف، ومع ذلك له مكانة بارزة في أدب مرحلة جغطاي، أدب تركيا في المشرق. ومع نهاية القرن التاسع عشر، هجر الكتاب والأدباء هذه اللغة كما ذكرنا، مفضلين الكتابة باللهجات المحلية التي تحولت تدريجياً إلى لغات أدبية.
تأخر ظهور الآداب التركية المكتوبة في مناطق الشعوب التركية الغربية، أي تركيا الحالية وأذربيجان، عن مناطق الشعوب الشرقية لمدة قرنين رغم انتشار الإسلام فيهما، وكانت بداية ظهورها مع إنشاء الإمارات السلجوقية، والسبب في عدم نمو الآداب التركية بينهم استخدامهم الفارسية لغة رسمية واللغة العربية للمباحث العلمية والتأليف. وسارت آداب الأتراك الغربيين أي مناطق الأناضول وأذربيجان في ثلاثة مسارات مستقلة. فقد اتبع “أدب الدواوين” النماذج الفارسية وكان موجهاً للخاصة والنخبة، و”الأدب الصوفي” الذي ازدهر مع انتشار الطرق والجماعات الصوفية، و”الأدب الشعبي”.
واتبع النموذج الأول الآداب الفارسية لفترة طويلة امتدت من القرن الثالث عشر حتي التاسع عشر. وكان الاعتماد على العربية والفارسية، قد ازداد شدة مع حكم محمد الفاتح واختيار اسطنبول عاصمة للدولة العثمانية بعد “بورصة” و”أدرنة”.
فمع إقامة بلاط السلاطين بعد الفتح في القسطنطينية، التي أصبحت تسمى اسطنبول، تتفتح الثقافة والآداب فيها على نحو واسع.
وتقول بعض المراجع “أن محمد الثاني، الفاتح، وهو نفسه مثقف ممتاز وشاعر على دراية جيدة بالعربية وبالفارسية وواسع الاهتمام بالعلوم، سوف يعمل بشكل منهجي على تحويل عاصمته إلى بؤرة فكرية عظيمة. وقد تمثلت إحدى مهامه الأولى في إصلاح المدارس”. (تاريخ الدولة العثمانية روبير مانتران).
ويحفل تاريخ الأدب الديواني التركي في هذه المرحلة بأسماء عدد كبير من الشعراء ممن استفادوا من المثنويات الفارسية ومواضيع الأدب الفارسي كقصة “يوسف وزليخا” مثلاً، المبنية أساساً على قصة النبي يوسف في القرآن الكريم. واستخدم نحو ثلاثين من الشعراء قصة “مجنون ليلى” كان أبرزهم الشاعر “فضولي” المتوفى عام 1556م.
ويمكن قول الشيء نفسه عن حكاية “خسرو وشيرين” وبخاصة مثنويات “شيخي”. ومن العناوين الأدبية كتاب “اسكندر نامة” للأديب أحمدي. والذي يؤرخ فيه للدولة العثمانية.
وظهرت إلى جانب هذه الكتب والمثنويات مقادير هائلة من الكتب الدينية والصوفية والأخلاقية والتعليمية. وقد برز بين هذا الكم الهائل عملان واسعا التأثير والانتشار أحدهما “المولد” لسليمان شلبي من أهالي “بورصة”، وهو حول السيرة النبوية، ولا يزال يقرأ في بعض المناسبات الخاصة، والكتاب الصوفي “محمدية” لمؤلفه “محمد بيجان”. وكان شعراء البلاط العثمانيون قد تلقوا في شبابهم التعليم الكلاسيكي الذي كان يجري تقديمه على مستوى رفيع في المدارس الدينية، وعلى دراية جيدة بالعربية والفارسية لغة وأدباً. “وكان البلاط ساحة متميزة للشعر”
بقلم الباحث محمد زيطان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف