إنّه النداء الأخير
لربما أنا الآن لا أشعر بشيء سوى أنني داخل هذه الحجرة الممتلئة بالأجهزة الّتي أدخلت أشرطتها داخل جسدي،
ربّ أنها كانت جديرة بأن تهب حياتي دقائق إضافية،
أشعر أنّي أعيش هذه الظلمة داخل ذاكرتي ولا أعلم إن كان هناك مخرجا لي من كل هذا.
الغيبوبة الّتي قد دخلت فيها كانت بالنسبة لي هي رحلة الموت في ذاكرتي، أمّا الزفرات التي أختنق بها الآن هي حوادث قد عشتها في الماضي وعادت لتمر أمامي وأعيش بداخلها من جديد، كحين لقائك أول مرة!
عيناك اللتان تأملتهما لدقائق ثم عشت بداخل قصورها سنوات، وجهك الممتلئ بتفاصيل شقت طريقها نحوي حين رأيتك لأول مرة، كاد كل شيء بك يغريني إلى أقصى الحدود، التحديق بك الذي جعلني أبني حياة كاملة على رونق الاستقامة التي خلتها في قلبك، و حاولت أن أستعيد بها بناء أنقاضي، وبعد سنوات مرت قد أحببتك بها ألف عام، لمحتك تقتلني في مكاننا الأوّل ذاك الذي عشقت كل ما بك فيه!
لم تقتلني فحسب لقد مزقتني حتّى احتضرت أشلائي تنزف أمامي وينسكب منها حنين اللهفة إليك الممزوج بالغرق! جميع كلمات حبك كانت خادعة، بائسة، كاذبة.
الآن لا أعلم ما الذي يحدث أسمع ضجيجًا مربكًا من حولي هذا الصوت المريب الذي ينطلق من جهاز قد وصل في قلبي، أسمعهم كأنهم يقولون أننا سنفقد المريض، لقد توقف القلب.
جميعهم مسرعون ومرتبكون يحاولون بذل مابوسعهم لإنقاذي تكاد تبدأ الصدمات الكهربائية!
الصدمة الأولى كانت أنت كادت تصيب لكنها ذهبت عبثًا،
والثانية كانت سنين حبك كسابقاتها لم تجدِ نفعًا،
أما الثالثة التي رسمتها لي ذاكرتي حين لمحت قبلتك التي أنزفتني لوعة تلك نهايتي والأمل الخائب للجميع.
كانوا يريدونني أن أحيا...!
وهم لا يدركون أن من مات داخل ذاكرته ما كانَ لييحيه شيءٌ سوى الموت.
آلاء رفيق بهلوان
لربما أنا الآن لا أشعر بشيء سوى أنني داخل هذه الحجرة الممتلئة بالأجهزة الّتي أدخلت أشرطتها داخل جسدي،
ربّ أنها كانت جديرة بأن تهب حياتي دقائق إضافية،
أشعر أنّي أعيش هذه الظلمة داخل ذاكرتي ولا أعلم إن كان هناك مخرجا لي من كل هذا.
الغيبوبة الّتي قد دخلت فيها كانت بالنسبة لي هي رحلة الموت في ذاكرتي، أمّا الزفرات التي أختنق بها الآن هي حوادث قد عشتها في الماضي وعادت لتمر أمامي وأعيش بداخلها من جديد، كحين لقائك أول مرة!
عيناك اللتان تأملتهما لدقائق ثم عشت بداخل قصورها سنوات، وجهك الممتلئ بتفاصيل شقت طريقها نحوي حين رأيتك لأول مرة، كاد كل شيء بك يغريني إلى أقصى الحدود، التحديق بك الذي جعلني أبني حياة كاملة على رونق الاستقامة التي خلتها في قلبك، و حاولت أن أستعيد بها بناء أنقاضي، وبعد سنوات مرت قد أحببتك بها ألف عام، لمحتك تقتلني في مكاننا الأوّل ذاك الذي عشقت كل ما بك فيه!
لم تقتلني فحسب لقد مزقتني حتّى احتضرت أشلائي تنزف أمامي وينسكب منها حنين اللهفة إليك الممزوج بالغرق! جميع كلمات حبك كانت خادعة، بائسة، كاذبة.
الآن لا أعلم ما الذي يحدث أسمع ضجيجًا مربكًا من حولي هذا الصوت المريب الذي ينطلق من جهاز قد وصل في قلبي، أسمعهم كأنهم يقولون أننا سنفقد المريض، لقد توقف القلب.
جميعهم مسرعون ومرتبكون يحاولون بذل مابوسعهم لإنقاذي تكاد تبدأ الصدمات الكهربائية!
الصدمة الأولى كانت أنت كادت تصيب لكنها ذهبت عبثًا،
والثانية كانت سنين حبك كسابقاتها لم تجدِ نفعًا،
أما الثالثة التي رسمتها لي ذاكرتي حين لمحت قبلتك التي أنزفتني لوعة تلك نهايتي والأمل الخائب للجميع.
كانوا يريدونني أن أحيا...!
وهم لا يدركون أن من مات داخل ذاكرته ما كانَ لييحيه شيءٌ سوى الموت.
آلاء رفيق بهلوان