الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عيد الحب من احتفال بطقس وثني قديم إلى احتفال بطقس مسيحي إلى احتفال بعشق غربي

تاريخ النشر : 2019-02-17
عيد الحب من احتفال بطقس وثني قديم إلى احتفال بطقس مسيحي إلى احتفال بعشق غربي
عيد الحب من احتفال بطقس وثني  قديم إلى احتفال بطقس مسيحي إلى احتفال بعشق غربي رومانسي إلى  تقليد عربي أعمى

محمد شركي

من المعلوم أن  الاحتفال بما يسمى في الغرب بعيد الحب أو الفالنتين  في الرابع عشر من شهر فبراير له جذور تاريخية ضاربة  في القدم ، وهو عبارة عن احتفال بطقس وثني كان يقام في أثينا وروما وله علاقة بزواج مقدس بين زيوس وهيرا  أخته وزوجته في نفس الوقت ، وهي إلهة الزواج، و التي يعتبر طائر الطاووس رمزا لها لما كان فيها من زهو وخيلاء  ، وكانت تذيق عشيقات زيوس وكن كثيرات العذاب الأليم غيرة عليه منهن ، حتى أنه عاقبها على ذلك بتعليقها من معصمها  بطوق من ذهب بين السماء والأرض .

وبعد مرور ما يزيد عن قرن  أو قرنين من الزمان  بعد الميلاد تحول الاحتفال بهذا الطقس الوثني إلى احتفال بطقس مسيحي بمناسبة حلول ذكرى شخصين مسيحيين قتلا في روما الوثنية بسبب خروجهما من الديانة الوثنية ، وتروى قصص عن دور أحدهما وكان قسا في الجمع بين المحبين بزواج مقدس .

ومع مرور الزمن وبسبب فتور التدين بالديانة المسيحية وأمام طغيان العلمانية الغربية ،انتقل الاحتفال من طقس وثني ،و من طقس مسيحي إلى عادة يحتفل فيها بعلاقة الحب أو العشق الرومانسي  في الغرب ، ويقدم فيها العشاق باقات ورود أو بطاقات مكتوب عليها عبارات ورموز ترمز إلى العشق والصبابة .

وعن طريق التقليد الأعمى  وبفعل العولمة المبتلعة لمختلف الثقافات ،انتقل هذا الاحتفال من المجتمعات الغربية إلى المجتمعات العربية التي تسود فيها فكرة خاطئة  مفادها أن كل وافد من الغرب هو عين الصواب الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأن التشبه بالغرب في عاداته وتقاليده  وجميع أحواله يعد تحضرا وتقدما  ومسايرة لركبه ،لأن هذا الغرب المتطور ماديا وتكنولوجيا ، هو حتما متطور على مستوى قيمه ، ولا يصح اعتبار قيمه مفلسة كما يقال مع أنه يوجد  في الواقع ما يؤكد إفلاسها.

و الملاحظ أن الاحتفال بعيد العشاق في مجتمعاتنا العربية بدأ تقليدا أعمي للغرب ثم صار بعد ذلك كأنه من صميم ثقافتنا ،وهو ليس كذلك ،لأن مجتمعاتنا وغالبتها تدين بدين الإسلام ليس من ثقافتها ثقافة العشق أو وهي علاقة خارج إطار الزواج المشروع لنهي القرآن الكريم عما يسمى الخدنة ،وهي علاقة هوى خارج إطار ما شرع الله عز وجل . وعادة ما يمضي المقلدون العرب للغربيين في عيد حبهم إلى أبعد الحدود ، فيثيرون بالمناسبة ضجة إعلامية  كبرى مخافة أن يقال عنهم لقد تخلف ركبهم عن ركب الغربيين المتقدم والمتطور، أويفوتهم قطار حضارته السريع .

ولا يبالي كثير ممن يقلدون الغرب من العرب  في عيد العشق بخلفياته  سواء منها الوثنية أو المسيحية أو العلمانية  الإباحية  مع أنها كلها تدور حول نفس العلاقة  العاطفية بين الذكور والإناث . وقد يرى البعض أن من مقتضيات الاحتفال بهذا العيد أن ينخرطوا في علاقة الخدنة ،لأن بدونها لا يمكن أن تقدم البطاقات والباقات أو يحصل الاحتفال بالحب الرومانسي . ومعلوم أنه من طقوس تقديمها أن يحدث المحظور الذي لا يليق بمجتمعات لها قيمها الأخلاقية المستقاة من دينها الذي يرعى كرامة وشرف الذكر و الأنثى المسلمين ويصونهما من كل ابتذال ومن كل ما يخدشهما تحت أي مسمى كان .

ولقد جرت العادة أن يتناول بعض الخطباء والوعاظ والدعاة في خطبهم ودروسهم ووعظهم توجيه الشباب على وجه الخصوص وتوعيتهم  بخطورة بتقليد الغربيين التقليد الأعمى في احتفالاتهم خصوصا تلك التي ترمز إلى عقائدهم ، فيتعرضون للنقد الشديد من طرف التيارات الإباحية المستهترة بقيم الإسلام الأخلاقية  ، فتكال لهم التهم بالتعصب، والتخلف، والظلامية ، وما يسمى بالعقلية القروسطية ... وما إلى ذلك من العبارات القدحية ، وذلك من أجل ترجيح  كفة ما يفد علينا من الغرب من قيم مفلسة تستهوي وتغري الأغرار من  الشباب  بسبب قلة تجربتهم ،و غياب وعيهم بحقيقة  تلك القيم الغربية المفلسة والهادمة لهويتهم الإسلامية .

وعلى  الخطباء والوعاظ والدعاة  ألا يثنيهم نقد عن نصح الشباب ، وأن يضطلعوا بمهمة صيانة هويتهم الدينية بالرفق المنصوص عليه في ديننا الحنيف، وبالحسنى وبالكلم الطيب مع إقناعهم  القناعة التامة والراسخة بأن قيمهم الإسلامية أرقى مما قد يغريهم من قيم الغربيين المفلسة  .

وعلى المربين أن يضطلعوا أيضا بواجبهم التربوي لتوعية الشباب بالآثار السلبية والخطيرة لظاهرة تقليد الغرب في ثقافته وقيمه المفلسة .

وعلى الآباء والأمهات وأولياء الأمور أيضا أن يحذروا أبناءهم وبناتهم من هذا التقليد المدمر لهويتهم ، وأن يوجهوهم إلى ما يصون تلك الهوية ، وإلى ما يغنيهم عن تقليد الغرب التقليد الأعمى المثير للسخرية ، والذي يحطّ من قيمة من يمارسونه  أمام  أعين من يقلدونهم عن جهل مركب ببواعث ما يقلدونهم فيه من عادات وتقاليد لا تناسبهم .

وأخيرا على الشباب العربي والمسلم  أن يكون عالي الهمة ، وألا يرضى بأن يكون مقلدا أمثاله من الغربيين التقليد الأعمى ، وأن يبدي للعالم استقلال شخصيته ، وعزته ، وشموخه ، وأن يفخر بتربيته الناهلة من كتاب الله عز وجل ، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف