الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لقد تخطينا كل المؤامرات بقلم:خالد صادق

تاريخ النشر : 2019-02-17
لقد تخطينا كل المؤامرات  بقلم:خالد صادق
لقد تخطينا كل المؤامرات
خالد صادق
أكثر من ستين دولة على مستوى العالم تجتمع في وارسو من اجل «إسرائيل» ومن بينها دول عربية حضرت إلى وارسو لتقدم قرابين الولاء والطاعة إلى الإدارة الأمريكية التي تسعي لتمرير ما تسمى بصفقة القرن, من خلال التسويق لها عبر مؤتمر وارسو, وكسب مؤيدين وحلفاء لدعم هذه الصفقة المشؤومة التي تهدف لوضع حل نهائي للقضية الفلسطينية برؤية صهيونية خالصة, والسيطرة على مقدرات هذه الأمة وجعلها مرهونة بالتبعية للإدارة الأمريكية على كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية, فالقائمون على مؤتمر وارسو حاولوا حشد اكبر عدد ممكن من دول العالم للمشاركة في المؤتمر, وقدمت الإدارة الأمريكية إغراءات كبيرة للدول الممتنعة عن المشاركة في فعاليات المؤتمر لكي تغير موقفها وتشارك, لكنها لم تفلح في ذلك, واضطرت للحديث عن مؤتمر وارسو بأنه يمثل حلفاءها في «حزب الناتو».

الغرض من إقامة هذا المؤتمر يتمثل في ضغط الولايات المتحدة على دول عربية من أجل تأسيس تحالف إقليمي عسكري يعرف باسم «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي»، أو اختصارا بكلمة «ميسا» (MESA)، ويطلق عليه رمزيا «الناتو العربي», والدول العربية المشاركة فيه هي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن والأردن والكويت والمغرب وعُمان), وفي بيان للبيت الأبيض ذكر أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترغب في تأسيس التحالف الذي يضم -إضافة إلى بلاده «إسرائيل» وثماني دول عربية، هي دول مجلس التعاون الخليجي الست ومصر والأردن، وذلك لمواجهة إيران والعمل على استقرار الإقليم, وتسعى واشنطن كذلك للترويج «لمستقبل يعمه السلام والأمن في الشرق الأوسط»، كما زعم البيان, لكن المؤتمر يهدف بشكل أساسي لدمج «إسرائيل» في محيطها العربي من خلال إنشاء تحالف أمريكي عربي إسرائيلي, وهذا سيمثل أول اختراق رسمي في المنطقة لفك عزلة «إسرائيل» ودمجها في المجموع العربي.

الإدارة الأمريكية بحثت عن أي طرف فلسطيني كي يشارك في مؤتمر وارسو «المشئوم», بعد ان رفضت السلطة الفلسطينية في موقف يحسب لها المشاركة فيه, بعد ان أدركت حجم المؤامرة التي تستهدف بها الإدارة الأمريكية القضية الفلسطينية, أمريكا تحتاج إلى من يشرعن خطواتها, ويضفي عليها نوعا من المصداقية لأن وجهها مكشوف تماما أمام العالم, وعلى ما يبدو ان ترامب يسابق الزمن لأجل التمكين لإسرائيل وتمرير مخطط الحل النهائي, فقبل ان يتغير وجه المنطقة, وتدخل روسيا والصين ودول من الاتحاد الأوروبي لتبحث عن دور لها في منطقة الشرق الأوسط, من خلال التداخل في الملف الفلسطيني, تسعى «إسرائيل» والإدارة الأمريكية لإنهاء هذا الملف بتمرير مؤامرة الحل النهائي, والسبيل الأنجع لإقناع الدول العربية بالتعاطي مع المسعى الصهيو-أمريكي, هو التلويح بعصا إيران وتهويل مساعيها وأطماعها في الدول العربية, وجعلها العدو الرئيسي والمركزي للدول العربية, والتحالف مع القوة الأكبر في المنطقة «إسرائيل» لأجل كبح جماح إيران وإيقاف أطماعها في الدول العربية كما يزعمون, وعلى ما يبدو ان الدول العربية تقبل بأطماع «إسرائيل» والإدارة الأمريكية «الحقيقية» في بلدانها, ولا تقبل بأطماع إيران «الوهمية» في بلدانها, وقد ربطت بعض التقارير كذلك بين فكرة التحالف الاستراتيجي وملف التطبيع الخليجي مع «إسرائيل»، إذ تعتقد إدارة ترامب أن من شأن آلية التحالف أن يقرّب بين إسرائيل والدول الخليجية، لما يجمعها من هدف رئيسي يتمثل في مواجهة إيران.

مؤامرة وارسو هي محاولة جديدة لتمرير سياسات أمريكية في المنطقة, فبعد مؤتمر الرياض في 20 مايو 2017م والذي أسس لواقع جديد في منطقة الشرق الأوسط, جاء الوقت لكي تحصد «إسرائيل» والإدارة الأمريكية ثمار زرعها الذي رعته الدول العربية, نتنياهو وفور وصوله إلى وارسو صرح قائلا «علاقاتنا مع دول المنطقة برمتها، ما عدا سورية، جيدة للغاية والكلام عن انقطاعها عار من الصحة ولا يعكس الواقع بأي شكل من الأشكال. فالواقع يشهد على أن تلك العلاقات تتعزز باستمرار. ولا أقصد أن جميعها علنية، فبعضها طي الكتمان، وبعضها الآخر علني، ويمكن ملاحظة ذلك يطغي فوق السطح والإحساس بذلك في الأجواء».

الايام وحدها كفيلة بكشف «مؤامرة وارسو» وفضح المتآمرين, لكن مشكلة المجتمعين في وارسو أنهم لا يدركون ان الشعب الفلسطيني تجاوز تلك المؤتمرات منذ امد بعيد, ولا ينظر لنتائجها, وكل المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية, لن تجعله يتراجع قيد أنمله عن طريق الجهاد والمقاومة, حتى استرداد حقوقه وانتزاع حريته, ودحر الاحتلال الغاصب عن أرضه, تأمروا كيفما تشاؤون فقد تخطينا كل المؤامرات.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف