الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مؤتمر وارسو هل هو الوجه الآخر لمؤتمر غوادلوب؟ بقلم:أ. نضال الفطافطة

تاريخ النشر : 2019-02-16
مؤتمر وارسو هل هو الوجه الاخر لمؤتمر غوادلوب؟؟؟

أ. نضال الفطافطة 

تستضيف العاصمة البولندية وارسوا التي تمتاز ببرودتها في فصل الشتاء مؤتمرا دعا اليه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الفترة بين 12 و14 فبراير/ شباط وحسب وزارة الخارجية الأمريكية سيشارك في المؤتمر أكثر من 60 دولة تحت عنوان الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط دعيت إليه دول الخليج ومصر والأردن والمغرب.

يأتي عقد هذا المؤتمر في الذكرى 40 للثورة الإيرانية التي حدثت عام 1979 وحولت إيران من نظام ملكي تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة واستبدلته بالجمهورية الاسلامية بقيادة آية الله الخميني.

ويأتي هذا المؤتمر لتحقيق عدة اهداف رئيسية حسب الإدارة الامريكية منها تأسيس حلف دولي جديد بأغلبية عربية ضد إيران يدفعها للتصرف بصورة لائقة وضمان عدم وجود تأثير إيراني يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط ومناقشة مجموعة من الملفات المهمة من بينها تطوير الصواريخ الباليستية، والإرهاب، والأزمات الانسانية، والأمن الإلكتروني، بالإضافة إلى ملفي سوريا واليمن وطرح ملامح عامة لخطة سلام لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من قبل جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأمريكي.

وعلاوة على ذلك، فإن مؤتمر وارسو يعتبر جزءاً من الترتيبات والتحضيرات التي تعمل عليها الولايات المتحدة لفرض نظام إقليمي جديد يكون العرب جزءاً أساسياً فيه، في إطار تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي المعروف بالناتو العربي «MESA»، وهذا ما يقلق إيران وتركيا بالتحديد؛ لأنه يفقدهما نفوذهما في المنطقة.

الموقف الإيراني

الموقف الإيراني هو أحد المواقف المتشددة والرافضة للمؤتمر وخاصة ان اخذنا بعين الاعتبار توقيته وهو مرور أربعين عام على الثورة الإيرانية وهو كذلك يعيد للذاكرة الإيرانية   ذكرى مؤتمر "غوادلوب" الذي عقدته أربع دول هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الغربية، في جزيرة غوادلوب من 4 إلى 7 يناير 1979كان له دورا كبيرا في اتخاذ قرار الإطاحة بالشاه.

على إثر ذلك هاجم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف مؤتمر وارسو الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية مؤكدا أن مؤتمر وارسو محكوم عليه بالفشل قبل انعقاده، مشيرا إلى أن المؤتمر ربما لن يتم انعقاده مضيفا "أن الأمريكيين سعوا كثيرا لعقد مؤتمر ضد إيران في وارسو ببولندا، إلا أنهم تراجعوا عن مواقفهم، ولهذا السبب فقد غيروا عنوانه وأعلنوا أن إيران ليست موضوع المؤتمر".

 وبلغت المواقف الإيرانية الحادة اوجها باستدعاء القائم بالأعمال البولندي "ويتشخ أونلت"؛ للاحتجاج على استضافة بلاده للمؤتمر وكذلك اعلان وكيل منظمة السينما الإيرانية إلغاء أسبوع السينما البولندية في طهران الذي كان من المقرر عقده الشهر المقبل..

وتاريخيا وخلال الحرب العالمية الثانية فتحت إيران أبوابها لأكثر من 100 ألف بولندي، ولهذا السبب كان انتقاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قاسيا لبولندا لموافقتها على استضافة المؤتمر قائلا: "لا يمكن للحكومة البولندية غسل العار: في حين أنقذت إيران البولنديين في الحرب العالمية الثانية تستضيف بولندا الآن عرضًا هزليًا مناوئًا لإيران".

الموقف العربي 

على صعيد المواقف العربية اكدت كلا من السعوديّة والإمارات ومصر والأردن والبحرين والمغرب وبشكل رسمي مشاركتهم في المؤتمر وسيتحدث خلال هذا المؤتمر وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد عن "الإرهاب الإيراني متعدد الأوجه".

الموقف الفلسطيني 

اما الموقف الفلسطيني فكان واضحا منذ البداية برفض المشاركة في المؤتمر وجاء ذلك جليا في تغريدة نشرها كبير المفاوضين الفلسطينيين، د. صائب عريقات، على صفحته الرسمية على "تويتر": "فيما يتعلق بتوجيه دعوة لنا، نستطيع القول إنه جرى اتصال اليوم فقط من الجانب البولندي، موقفنا مازال واضحا: لن نحضر هذا المؤتمر، ونؤكد أننا لم نفوض أحدا للحديث باسم فلسطين".

في ذات السياق، وصفت حركة فتح، مؤتمر وارسو بأنه "محاولة أمريكية- إسرائيلية للترويج لأفكار لا يقبلها أو يتعاطى معها إلا كل خائن للقدس، والأقصى، وكنيسة القيامة".  وشدد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، على أن أية محاولة للالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية هي مجرد قفزة في الهواء، ومحاولة محكوم عليها بالفشل، وأن الجهة الوحيدة المخولة بالحديث باسم الشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير، ولم ولن يُخول غيرها بالحديث باسم الفلسطينيين.

مضيفا أن “أي لقاء عربي مع نتنياهو، أو أي تطبيع أياً كان شكله مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، هو بمثابة طعنة للقدس ولشعبنا الفلسطيني وللدماء الفلسطينية النازفة، وهدية مجانية لتل أبيب، وتشجيع على احتلالها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني".

من جانبه قال القيادي في حركة حماس يحيى موسى إن كل الدعوات التي تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية هدفها تصفية القضية الفلسطينية، بإيجاد أعداء وصراعات في المنطقة، تخدم الأهداف الصهيونية والأمريكية وان أي شخصيات تذهب لمؤتمر وارسو، هي شخصيات تذهب وفق أجندة العمالة مع الكيان الصهيوني والعمالة مع الكيان الأميريكي، وبذلك هؤلاء يطعنون القضية الفلسطينية في الظهر، الأصل أن يتعامل معهم الشعب الفلسطيني كخونة للقضية الوطنية".

ومن جهتها اكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن مؤتمر وارسو لقاء مؤامرة جديدة تستهدف الانقضاض على حقوقنا وقضيتنا عبر تمرير صفقة القرن واستهداف محور المقاومة.

الموقف الروسي

 في بيان لها وصفت الخارجية الروسية المؤتمر أنه لا يأخذ برأي دول الشرق الأوسط والدول من خارج الإقليم، علاوة على تجاهله الصراع العربي الإسرائيلي، إضافة الى أجندته الهادفة للجم النفوذ الإيراني والتي تخدم السياسة الامريكية في المنطقة مؤكدة انها لن تشارك في المؤتمر وبالرغم من ذلك أعلن مصدر في وزارة الخارجية البولندية للصحفيين إن وارسو تتوقع من روسيا إعادة النظر في قرارها عدم المشاركة وتشارك في الاجتماع.

الموقف الأوروبي 

يشكل هذا المؤتمر في القارة الأوروبية جدلا واسعا وخاصة في دول الرعاة الرئيسيون للاتفاق النووي وهم بريطانيا وفرنسا، وألمانيا الموقع في عام 2015 بين مجموعة 5+1 والذي يعتبرونه تحالفًا ضد إيران في ظل إصرار اوروبي على المضي قدماً في الاتفاق النووي ونقله إلى مستوى جديد.

ولذلك و بشكل رسمي تم الإعلان ان موغيريني الممثلة العامة للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، لن تحضر قمة "الشرق الأوسط للسلام والأمن" في وارسو وسيقتصر الحضور الأوربي على تمثيل منخفض المستوى  أو الحضور من قبل مسؤولين صغار.

الموقف التركي 

تركيا ستشارك على مستوى منخفض في القمة الدولية حول الشرق الأوسط جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي

"إن مشاركة تركيا في القمة الدولية حول الشرق الأوسط في بولندا ستقتصر على مستوى سفارتنا في وارسو فقط".

الموقف الإسرائيلي 

 أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلقيه دعوة للمشاركة في قمة وارسو، ورجحت القناة الإسرائيلية العاشرة حضور نتنياهو بنفسه، حيث يتولى منصب وزير الخارجية وغرّد الرئيس الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في حسابه الناطق باللغة الفارسية على "تويتر" أن "المحور الرئيسي في محادثاته سيكون النظام الإيراني"، وقال إنه سیتم تبادل وجهات النظر حول الاستراتيجيات المانعة للتوسع العسكري الإيراني في سوريا، واحتواء "سلوكيات النظام الإيراني العنيف" في المنطقة، ومنع النظام من حصوله على "الأسلحة النووية".

بخلاصة القول هذا المؤتمر يحمل رسائل علنية وغير معلنة فهو يوجه رسالة صامتة الى روسيا باختيار بولندا كمضيفة لهذا المؤتمر التي تختلف معها كثيرا وكذلك المنافسة على السيطرة مع دول مؤثرة في الشرق الأوسط مثل تركيا وهو يشكل فرصة أمريكية لمعرفة مدى التقبل العربي لتسريبات ملامح خطة السلام التي من المؤكد انها ستطرحها بشكل رسمي بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية في مطلع شهر نيسان. 

ولذلك على السلطة الفلسطينية ان لا تغيب عن هذا المؤتمر حتى لو شاركت بتمثيل منخفض المستوى فإنها ان لم تحقق مكاسب على الصعيد الدولي فأنها لن تخسر شيء بجعل ساحة المؤتمر خالية دون حضور فلسطيني قادر على تفنيد اية وجهة نظر أمريكية وإسرائيلية خلال الاجتماعات والمحادثات على هامش المؤتمر بما يخص صفقة القرن وخاصة في ظل متغيرات اقليميه ودوليه لها تأثيرها على القضيه الفلسطينية.

فعادة ما كانت السلطة الفلسطينية تراهن على موقف عربي تجاه قضية السلام و صفقة القرن وهو وقت مناسب لتذكير العرب بمسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية وعدم الانحدار في صفقات تطبيعيه علنية او سرية .

ومن المهم الالتفات كذلك الى  ان قوى كبرى ودولية مثل الصين ومعظم دول أوروبا لن تحضر المؤتمر وهذا يدل على اهتماماتها وتطلعاتها ولذلك من المهم تكثيف الرسائل الدبلوماسية لهذه الدول وشعوبها حول وجهة النظر الفلسطينية من انعقاد هذا المؤتمر وخاصة انه خلال الفترة القادمة ستعقد قمة الاستانة بمشاركة كل من ايران وتركيا وروسيا قد يكون له تأثيرا اكبر على السياسات في الشرق الأوسط وخاصة في الملف السوري .

وحتى ان اقنعت الدول العربية نفسها انها قادرة على مواجهة الزحف الإيراني في الشرق الأوسط هي تعلم انها مجازفة كبرى لا تقدر عليها وخاصة في ظل ما تتعرض له دول في الخليج العربي مثل اليمن والسعودية والبحرين من مضايقات وتدخلات في شؤونها واراضيها وحتى دعم بعض الأحزاب والجماعات المسلحة فيها وبذلك هي ستشكل بالنهاية درع واقي لحماية إسرائيل من الخطر الإيراني أولا وسبيلا للتطبيع الرسمي والعلني ثانيا.

اما المصلحة الكبرى فسيجنيها نتنياهو من خلال حضوره وتسخير هذا المؤتمر كدعاية انتخابية يحتاجها في ظل ظهور منافس قوي له على صعيد محاربته ايران والحد من تسلحها النووي ونفوذها في سوريا وكذلك تأكيد التقارب بين إسرائيل ومحيطها العربي و لأنه سيكون دليل على صدق تصريحاته وهذا ما سيساعد في نجاح حملة نتنياهو  الانتخابية مع الخطوات الدعائية التي سيقوم بها خلال مؤتمرات دولية في نفس هذا الشهر .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف