الراقصون على جثة الوطن
بقلم/ سعيد أبو غــــــــزة
تعيش القضية الفلسطينية أدنى حالة لها منذ عشرات السنوات، حالة من التيه السياسي و الإنقسام الوطني و تكالب الثعالب السياسية العربية و الغربية مما أفقدها بريقها الثوري و عدالة مطالبها، أصبحت القضية مستباحة، عارية الثوابت و القيم التى طالما دفأت مطالبها. الكيانات الوطنية العليا للوطن هوت أرضاً، لم يعد لمنطمة التحرير بريقها و لا للمجلس الوطني قوته و لا للمجلس الثوري عنفوانه، السلطة مستباحة من قطعان الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، و تمويل السلطة أصبح مشروطاً بالتنازل عن المسارات الثورية، فتح أُضعفت و أنهكت و أصبحت فتحان! فوهة البنادق أغلقت بخرقة بالية، حماس سيقت إلى الحُكم بسُم قاتل، و أضعف توجهها المقاوم، و إنشغلت بالحُكم الغزي وسط حصار مبرمج لإنهاء المقاومة بكرة متدحرجة ذكية، فيما أُشغلت حماس ذاتها في سُبل مقاومة العيش، الأحزاب اليسارية مُشتتة ما بين منظمة التحرير و ما بين توجهاتها و مواقفها الشعبوية فوقفت بكلا قدميها بين البينيين، فلا هي مع المنظمة و لا هي مع ما تؤمن به.
التعاطف العربي و الإسلامي مع فلسطين القضية في معدلات متناقصة، ينشغلون في لملمة جراحاتهم السياسية و الإقتصادية و التحولات الدينية المتراجعة، الصراعات الإقليمية أنهكت قواهم، و هيمنة أمريكا إستهوتهم و نالت من ثوابتهم العربية تجاه فلسطين، هرول العرب تباعاً و جهاراً نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، هرولة علنية بعدما أُزيل خمار الحياء الوطني، جهر العرب بالتطبيع مع الكيان الغاصب بعدما كان من الكبائر و المحرمات التى لا تأتيهم في أحلامهم الغثة، رفع علم الكيان على الأراضي العربية و عُزف السلام الإسرائيلي بينما مأذن القدس تستباح!
في غــزة المنهكة الحصار يشتد، و الفقر السمة الغالبة في وجوه الناس، و حماس عاجزة أن تقف على قدميها بعدما تخلى عنها الداعمون و أغلقت منابع التمويل الرسمية و غير الرسمية إلا من بعض التمويل الشحيح المبرمج لبقاء الناس على قيد الأمل و الحاجة خوفاً من الإنفجار الذي قد يدفعهم نحو إسرائيل، و التى تسمح بدخول بعض المال لسد هذه الثغرة.
الموت على الحدود في إحدى جُمع مسيرات العودة أو غرقاً في البحر يزيد أوجاع أهل غزة، الموت يلاحقهم خلال بحثهم عن الحرية و لقمة العيش، مئات الشهداء و ألاف الجرحي و مئات مبتوري الأقدام خلال مسيرات العودة، هي محاولات للبحث عن مخرج للحياة، بينما ينهش السرطان جسد الناس و تتسع القائمة لمائة و ثلاثون مصاباً جديدا شهرياً، الفقر و البطالة سمة رئيسية تنهش قلوب الناس في وقت يتصارع السياسيون على تقسيم غنائم الوطن المحتل.
شهرياً ينشغل الغزيون بإنتظار قاتل لقوائم المحجوبة راتبهم، يموت من يموت و يُصاب بالجلطة القلبية من يُصاب، و تبكي العائلات ألماً و حسرة. هو وطن محتل مستباح، يتناوب على إغتصابة سياسات دولية و أجندات غربية و عربية بينما يقف سياسيي الوطن مقيدين ما بين العجز و شهوة السلطة التى أدمت قلوبهم و سدت أعينهم و أغلقت فوهات بنادقهم. جميعهم مشاركون في الرقص على جثة الوطن المسلوب و إن إختلفت أدوارهم ما بين مُجيدين للرقص و ما بين مستحدثين على مهنة الرقص، الوطن ينزف دماً و جثته باتت مُزرقة في ضمور دائم، فيما الشعب مكلوم بلقمة العيش لا يقوى على الإنتفاضة في وجه الراقصون ليحطم طبولهم و دفوفهم، بل يداه مشلولتان غير قادر على تمزيق بُدل الرقص لتعريتهم على مسارح التاريخ.
بقلم/ سعيد أبو غــــــــزة
تعيش القضية الفلسطينية أدنى حالة لها منذ عشرات السنوات، حالة من التيه السياسي و الإنقسام الوطني و تكالب الثعالب السياسية العربية و الغربية مما أفقدها بريقها الثوري و عدالة مطالبها، أصبحت القضية مستباحة، عارية الثوابت و القيم التى طالما دفأت مطالبها. الكيانات الوطنية العليا للوطن هوت أرضاً، لم يعد لمنطمة التحرير بريقها و لا للمجلس الوطني قوته و لا للمجلس الثوري عنفوانه، السلطة مستباحة من قطعان الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، و تمويل السلطة أصبح مشروطاً بالتنازل عن المسارات الثورية، فتح أُضعفت و أنهكت و أصبحت فتحان! فوهة البنادق أغلقت بخرقة بالية، حماس سيقت إلى الحُكم بسُم قاتل، و أضعف توجهها المقاوم، و إنشغلت بالحُكم الغزي وسط حصار مبرمج لإنهاء المقاومة بكرة متدحرجة ذكية، فيما أُشغلت حماس ذاتها في سُبل مقاومة العيش، الأحزاب اليسارية مُشتتة ما بين منظمة التحرير و ما بين توجهاتها و مواقفها الشعبوية فوقفت بكلا قدميها بين البينيين، فلا هي مع المنظمة و لا هي مع ما تؤمن به.
التعاطف العربي و الإسلامي مع فلسطين القضية في معدلات متناقصة، ينشغلون في لملمة جراحاتهم السياسية و الإقتصادية و التحولات الدينية المتراجعة، الصراعات الإقليمية أنهكت قواهم، و هيمنة أمريكا إستهوتهم و نالت من ثوابتهم العربية تجاه فلسطين، هرول العرب تباعاً و جهاراً نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، هرولة علنية بعدما أُزيل خمار الحياء الوطني، جهر العرب بالتطبيع مع الكيان الغاصب بعدما كان من الكبائر و المحرمات التى لا تأتيهم في أحلامهم الغثة، رفع علم الكيان على الأراضي العربية و عُزف السلام الإسرائيلي بينما مأذن القدس تستباح!
في غــزة المنهكة الحصار يشتد، و الفقر السمة الغالبة في وجوه الناس، و حماس عاجزة أن تقف على قدميها بعدما تخلى عنها الداعمون و أغلقت منابع التمويل الرسمية و غير الرسمية إلا من بعض التمويل الشحيح المبرمج لبقاء الناس على قيد الأمل و الحاجة خوفاً من الإنفجار الذي قد يدفعهم نحو إسرائيل، و التى تسمح بدخول بعض المال لسد هذه الثغرة.
الموت على الحدود في إحدى جُمع مسيرات العودة أو غرقاً في البحر يزيد أوجاع أهل غزة، الموت يلاحقهم خلال بحثهم عن الحرية و لقمة العيش، مئات الشهداء و ألاف الجرحي و مئات مبتوري الأقدام خلال مسيرات العودة، هي محاولات للبحث عن مخرج للحياة، بينما ينهش السرطان جسد الناس و تتسع القائمة لمائة و ثلاثون مصاباً جديدا شهرياً، الفقر و البطالة سمة رئيسية تنهش قلوب الناس في وقت يتصارع السياسيون على تقسيم غنائم الوطن المحتل.
شهرياً ينشغل الغزيون بإنتظار قاتل لقوائم المحجوبة راتبهم، يموت من يموت و يُصاب بالجلطة القلبية من يُصاب، و تبكي العائلات ألماً و حسرة. هو وطن محتل مستباح، يتناوب على إغتصابة سياسات دولية و أجندات غربية و عربية بينما يقف سياسيي الوطن مقيدين ما بين العجز و شهوة السلطة التى أدمت قلوبهم و سدت أعينهم و أغلقت فوهات بنادقهم. جميعهم مشاركون في الرقص على جثة الوطن المسلوب و إن إختلفت أدوارهم ما بين مُجيدين للرقص و ما بين مستحدثين على مهنة الرقص، الوطن ينزف دماً و جثته باتت مُزرقة في ضمور دائم، فيما الشعب مكلوم بلقمة العيش لا يقوى على الإنتفاضة في وجه الراقصون ليحطم طبولهم و دفوفهم، بل يداه مشلولتان غير قادر على تمزيق بُدل الرقص لتعريتهم على مسارح التاريخ.