الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الراقصون على جثة الوطن بقلم سعيد أبو غـــزة

تاريخ النشر : 2019-02-16
الراقصون على جثة الوطن بقلم سعيد أبو غـــزة
الراقصون على جثة الوطن

بقلم/ سعيد أبو غــــــــزة

تعيش القضية الفلسطينية أدنى حالة لها منذ عشرات السنوات، حالة من التيه السياسي و الإنقسام الوطني و تكالب الثعالب السياسية العربية و الغربية مما أفقدها بريقها الثوري و عدالة مطالبها، أصبحت القضية مستباحة، عارية الثوابت و القيم التى طالما دفأت مطالبها. الكيانات الوطنية العليا للوطن هوت أرضاً، لم يعد لمنطمة التحرير بريقها و لا للمجلس الوطني قوته و لا للمجلس الثوري عنفوانه، السلطة مستباحة من قطعان الجيش  الإسرائيلي في الضفة الغربية، و تمويل السلطة أصبح مشروطاً بالتنازل عن المسارات الثورية، فتح أُضعفت و أنهكت و أصبحت فتحان! فوهة البنادق أغلقت بخرقة بالية، حماس سيقت إلى الحُكم بسُم قاتل، و أضعف توجهها المقاوم، و إنشغلت بالحُكم الغزي وسط حصار مبرمج لإنهاء المقاومة بكرة متدحرجة ذكية، فيما أُشغلت حماس ذاتها في سُبل مقاومة العيش، الأحزاب اليسارية مُشتتة ما بين منظمة التحرير و ما بين توجهاتها و مواقفها الشعبوية فوقفت بكلا قدميها بين البينيين، فلا هي مع المنظمة و لا هي مع ما تؤمن به.

التعاطف العربي و الإسلامي مع فلسطين القضية في معدلات متناقصة، ينشغلون في لملمة جراحاتهم السياسية و الإقتصادية و التحولات الدينية المتراجعة، الصراعات الإقليمية أنهكت قواهم، و هيمنة أمريكا إستهوتهم و نالت من ثوابتهم العربية تجاه فلسطين، هرول العرب تباعاً و جهاراً نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، هرولة علنية بعدما أُزيل خمار الحياء الوطني، جهر العرب بالتطبيع مع الكيان الغاصب بعدما كان من الكبائر و المحرمات التى لا تأتيهم في أحلامهم الغثة، رفع علم الكيان على الأراضي العربية و عُزف السلام الإسرائيلي بينما مأذن القدس تستباح!

في غــزة المنهكة الحصار يشتد، و الفقر السمة الغالبة في وجوه الناس، و حماس عاجزة أن تقف على قدميها بعدما تخلى عنها الداعمون و أغلقت منابع التمويل الرسمية و غير الرسمية إلا من بعض التمويل الشحيح المبرمج لبقاء الناس على قيد الأمل و الحاجة خوفاً من الإنفجار الذي قد يدفعهم نحو إسرائيل، و التى تسمح بدخول بعض المال لسد هذه الثغرة.

الموت على الحدود في إحدى جُمع مسيرات العودة أو غرقاً في البحر  يزيد أوجاع أهل غزة، الموت يلاحقهم خلال بحثهم عن الحرية و لقمة العيش، مئات الشهداء و ألاف الجرحي و مئات مبتوري الأقدام خلال مسيرات العودة، هي محاولات للبحث عن مخرج للحياة، بينما ينهش السرطان جسد الناس و تتسع القائمة لمائة و ثلاثون مصاباً جديدا شهرياً، الفقر و البطالة سمة رئيسية تنهش قلوب الناس في وقت يتصارع السياسيون على تقسيم غنائم الوطن المحتل.

شهرياً ينشغل الغزيون بإنتظار قاتل لقوائم المحجوبة راتبهم، يموت من يموت و يُصاب بالجلطة القلبية من يُصاب، و تبكي العائلات ألماً و حسرة. هو وطن محتل مستباح، يتناوب على إغتصابة سياسات دولية و أجندات غربية و عربية بينما يقف سياسيي الوطن مقيدين ما بين العجز و شهوة السلطة التى أدمت قلوبهم و سدت أعينهم و أغلقت فوهات بنادقهم. جميعهم مشاركون في الرقص على جثة الوطن المسلوب و إن إختلفت أدوارهم ما بين مُجيدين للرقص و ما بين مستحدثين على مهنة الرقص، الوطن ينزف دماً و جثته باتت مُزرقة في ضمور دائم، فيما الشعب مكلوم بلقمة العيش لا يقوى على الإنتفاضة في وجه الراقصون ليحطم طبولهم و دفوفهم، بل يداه مشلولتان غير قادر على تمزيق بُدل الرقص لتعريتهم على مسارح التاريخ.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف