غول الانقسام
بقلم: ربحي الطيماوي
من حق حماس والجهاد الإسلامي أن يرفضوا إنشاء دولة على أراضي 67، ففلسطين هي أرض شعبنا الفلسطيني التاريخية، أرض الآباء والأجداد، وهي مروية بعرقهم ودماؤهم، وضحى وما زال يضحي أبناؤهم وأحفادهم حتى اليوم، وحتى يوم تحريرها، من مغتصبها العدو الصهيوني. ورفضهم هذا يصب في حرية الرأي وليس لنا عليه أية ملاحظات.. فهناك رأي آخر ينادي بعكس ذلك.
لكن من المستهجن والمرفوض أن يرفضوا كون منظمة التحرير الفلسطينية هي ممثل الشعب الفلسطيني الوحيد، هذا الرفض يعتبر خطيراً جداً، لأنه تم الإفصاح عنه رسمياً بعدم التوقيع على بيان موسكو، وهو يزيد من توغل الانقسام داخل الشعب الفلسطيني، ويحدث شرخاً في تماسك هذا الشعب الذي يلتف ويتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل له.. ومهما كانت أوضاع منظمة التحرير المصادر دورها وفساد مؤسساتها، فالأجدر بحماس والجهاد أن يكونوا داخلها ويعملوا على إصلاحها واستعادة دورها النضالي وتكريسها كممثل لشعبنا..
منظمة التحرير الفلسطينية بنيت بدماء شعبنا وتضحياته على مدار عشرات السنين، وقبل ظهور حماس والجهاد الإسلامي على ساحة النضال الفلسطيني، وعدم الاعتراف بها يعني عدم تقدير واحترام تضحيات شعبنا من أجلها، وهذا يعني شطب مرحلة مشرفة ومضيئة من نضالنا، لا يحق لحماس والجهاد بأن يشطبوه أو يتنكروا له.
إن هذا التطور الخطير للتنكر بأهم مؤسسات شعبنا لا يمكن التغاضي عنه من قبل شعبنا وقواه الوطنية، وعليهم التصدي له وقطع الطريق عليه حتى لا يصبح شعاراً تنادي به حماس والجهاد ليل نهار..
إن الإفصاح عن هذا الأمر الخطير يؤكد أن هناك أموراً بالخفاء، وأن هناك نوايا تشير إن حماس والجهاد على سلم أولوياتهم أن يكونوا بدلاء عن منظمة التحرير وممثلين لشعبنا، وهذا لا يمكن أن يتحقق، فمنظمة التحرير مؤسسة ومهما كانت حالتها ستبقى ممثلة لشعبنا ونضاله حتى تحقيق أهداف شعبنا، وهذا الأمر أعاد جهود المصالحة وإنهاء الانقسام إلى المربع الأول، لتزداد حدة الخلافات والابتعاد بدرجة خطيرة عن مصالح شعبنا وتلهفه للوحدة والمصالحة..
نقول لحماس والجهاد رفضكم بأن تكون منظمة التحرير ممثل لشعبنا قرار خطير لن يمر لأنكم لم تضعوا نقطة دم واحدة في بناءها، لأنها وجدت قبلكم بسنوات فاتقوا الله بشعبكم ومع العلم أننا معكم في رفض التخلي عن فلسطين التاريخية.
* كاتب من فلسطين متخصص في الشأن الفلسطيني